أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - قص العقل و العفو عن القتل














المزيد.....

قص العقل و العفو عن القتل


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد صدق الفيلسوف "دينس ديدرو" حين قال: "لم يسبق لفيلسوف أن قتل رجل دين, و لكن رجال الدين قتلوا الكثير من الفلاسفة".. هذه المقولة تختصر معاناة المفكر الكبير أحمد عصيد مع التكفيريين الإسلاميين الذين دعوا إلى قتله ليفرق دمه بين القبائل العربية بعد أن أشبعوه شتما و هجاء..

فلا أحد ينكر دفاع عصيد المستميت عنهم حين كانت عصى السلطة تسلط على رقابهم, إيمانا منه بمبدأ ابن رشد: " من الأجمل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه ما يأتي به لنفسه". و لم يعاملوه أبدا بمثل ما عاملهم به, لأن الفرق بينه و بينهم جوهري لكون:" القتلة لا يبحثون عن فلسفة, بل يبحثون عن أجورهم", بتعبير "شيشرون" خطيب روما..

لم تكن محنة عصيد و ليدة اليوم, بل كان الأمازيغ دائما ضحايا الأمراض و الفتاوى التكفيرية, و غيرها من الكوارث التي كان يطيب لها المقام في بلادهم, فلا تكاد تنتهي كارثة حتى تبدأ أخرى, و أخطرها دعاة القومية العربية و الإسلام السياسي الذين يريدون ل"البربر" أن يتزوجوا و يولدوا و يموتوا كالجرذان دون عقد ازدياد أو شهادة وفاة..

لم يكن الأمازيغ يوما بشرا في نظر الغزاة المستظلين بمظلة هذا الدين الحنيف, بل أدوات تلبي رغباتهم المعيشية و الجنسية, وهو ما فطن له أجدادنا فضحوا بالغالي و النفيس, ضد الظلم و الاستعباد وهو ما يفسر ردتهم عن الإسلام اثني عشر مرة, مفضلين أن يموتوا واقفين على أن يحيوا راكعين, على حد تعبير "تشي غفارا"..

عيب أن يسعى حفدة "الفاتحين" إلى استعباد السكان الأصليين وقد خلقهم الله أحرارا, دون أن يجدوا بجانبهم "إخوانهم" العرب المسلمون -كما يدعون- ينشئون جمعية شعارها "اللهم إن هذا منكر" مثلا, أسوة بجمعية "السلام" الإسرائيلية التي آلت على نفسها الدفاع عن القضية الفلسطينية ضد إخوانهم الإسرائيليين.

لا عجب إذن أن يأتيهم درس آخر من العدالة في أنصع تجلياتها من "سقراط", أعظم فلاسفة العالم, الذي تقبل بصدر رحب اتهام دولة أثينا له بإفساد الشباب و الاستهزاء بمعتقداتها (التهمة التي تلصق بعصيد اليوم) و واجه حكم الإعدام بشجاعة المؤمنين بضرورة احترام القانون و المبادئ, مجيبا تلامذته الذين نصحوه بالهروب قائلا: "كمواطن آثيني يجب أن أحترم قانونها". هذه قصة رجل آمن بالآية الكريمة "يا أيها الناس إن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" رغم أنه قضى نحبه قبل نزولها بعشرة قرون, و تستحق أن يقرأها السيد بنكيران الذي رغم اتخاذه لعبارة "العدالة" كشعار للحكم يتخذ من "التماسيح" و "العفاريت" و "القانون التنظيمي للأمازيغية" أعذارا لخرق أسمى قانون في البلاد – الدستور و لمعظم مريديه الكافرون ب "عدالة" القضية الأمازيغية..

لم أسمع يوما برجل عربي ضحى بنفسه ليكون مثالا على ما يحاضر فيه دائما, أو على الأقل لم يحتج على قانون صدر ضده. كما بحثت كثيرا على الإنترنت لعلي أجد, و لم أسمع عن رئيس وزراء "عربي" احترم دستور بلاده و أخرج القوانين التنظيمية التي التزم بها دينيا و أخلاقيا, و لم أجد أحدا إلا الكثير ممن يقولون ما لا يفعلون, و يكثرون الكلام حين يكون السكوت من ذهب, و يسكتون حين يجب عليهم الكلام, و سأكون ممتنا لمن يدلني على عربي مسلم واحد مثل سقراط "الكافر" في احترامه للقانون و لأبناء و طنه..



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عدو للإسلام إلا العرب
- -المقرئ- و -إخوانه- يدفعون الناس إلى الردة
- العرب و الكذبة المستدامة
- الوقاية من -الإخوان- خير من العلاج
- يلدغ -العربي- من الجحر مرتين
- اليوم -التكفير- و غدا -محاكم التفتيش-
- التعريب حلال و الخمر حرام ! !
- بغلة العراق -العربي- أفضل من طفل -أنفكو-
- إله العرب من ذهب و فضة
- العرب و -العبودية المقدسة-
- ما بين الإخوان و الشيطان من تلاق
- الأمير السعودي الأمازيغي الأصل
- أبعدوا -عمر- عن شر أعمالكم يا عرب!!
- عقولهم في فروجهن
- العرب: شعوب أم قطعان أغنام!!!
- رسالة إلى الإسلامي رئيس وزراء المغرب
- عورة الأعراب في الأولمبياد
- تحرير الله
- خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد
- الساكت عن الحق بنكيران أخرص


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - قص العقل و العفو عن القتل