أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!














المزيد.....

لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ اقصاء المالكي وتشكيل حكومة جديدة، ونحن نسمع ان الخزينة خالية من الاموال، والعراق في حالة افلاس، او في احسن الاحوال هناك ازمة نقدية عندما نفى العبادي رئيس الوزراء الجديد أفلاس العراق في البرلمان مؤخرا وقال هناك ازمة نقدية. وهنا لا نفهم ما معنى ازمة نقدية وما معنى ازمة اقتصادية وما معنى ازمة مالية؟
الكثير من النخب التي تعرف نفسها بالمثقفة تعول على العبادي بأنه سيكون سوبرمان عصره وسينقذ العراق من دوامة العنف والارهاب والفساد والفقر، كما عولت على المالكي في ولايته الاولى وتحديدا بعد صولة الفرسان وهي الحملة العسكرية التي قادها ضد عصابات جيش المهدي. ودقت الطبول حينها وهللت الشفاه واطلقت الزغاريد بأن المالكي سيكون فاتح العصر والزمان كما تحاط اليوم الهالة حول العبادي.
بيد ان الوقائع بالنسبة للاغلبية المسحوقة من العمال ومحرومي المجتمع تبشر بنذير شؤوم وخاصة ان العبادي افتتح دورته الحكومية وباول تصريح رسمي له في البرلمان، بأن العراق يعاني من ازمة نقدية الى جانب التلميح من قبل اعضاء حكومته بأعلان سياسة التقشف.
الحقيقة التي يحاول العبادي اكثر من غيره تغليفها بالسفسطة والغموض والتلاعب بالمقولات حول تسمية الازمة الحقيقية التي يعيشها العراق، وهي ازمة اقتصادية خانقة بسبب انهيار اسعار النفط في الاسواق العالمية من جهة، والانفاق والتبذير المهول على حماية سلطة الاسلام السياسي والعملية السياسية الفاشلة في العراق من جهة أخرى. وكل ما يقال بأن الاموال تنفق على محاربة الارهاب فأنها كذبة كبيرة الغاية من ورائها ادامة السرقة والفساد الذي ينخر جميع مفاصل المؤسسات الحكومية.
الازمات (الاقتصادية، النقدية، الافلاس، المالية..) التي كل واحد منها تصف الوضع الاقتصادي للعراق بها بسفسطة وغموض لا يفهمها لا الانسان البسيط ولا الذي له دراية في الاقتصاد، المراد منها التلاعب بالحقيقة، وهي حقيقة وجود ازمة اقتصادية تعصف بالعراق. ونود ان نطرح سؤال كي نريح العبادي ونريح القارئ، لماذا تحصل ازمة نقدية؟ وهي اما ان الاقتصاد العراقي لا تستطيع عجلته التي تدور على انتاج النفط فقط، يمر بأزمة وبالتالي لا تدر بسببها العملة النقدية، او ان المسؤولين في احزاب الاسلام السياسي التي كانت تمسك بعصب الاقتصاد خلال فترة المالكي سرقوا ما في المصارف والبنوك واصبحت خاوية مما جعل العراق يمر بأزمة نقدية. وبخصوص هذه النقطة فقد اقر احمد الجلبي الذي يترأس اللجنة المالية في البرلمان ان عوائد الخزينة العراقية منذ 2004 بلغت 700 مليار دولار بينما انفقت 500 مليار دولار منها، وعندما ترك المالكي الحكومة او بالاحرى اقصي عنها، اصبحت الخزينة لا تحوي على دولار واحدا، وهذا يعني ان 200 مليار دولار قد اختفت بشكل طوعي او قسري من الميزانية! وبموازاة ذلك استغلت الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال في 2003 صعود اسعار النفط والاسئتثار بها بينما كانت تلقي بالفتات للعمال والجموع المحرومة في المجتمع. واليوم اختفت الاموال وانهارت اسعار النفط وهناك انفاق مهول لحماية سلطة اللصوص والفاسدين الذي جلبوا داعش ونصبو دولته الاجرامية على رقاب جماهير العراق.
تقول نعومي كلاين في كتابها "عقيدة الصدمة" بأن المؤسسات المالية التي تدير الحكومات الغربية تعرض المجتمع الى صدمة اقتصادية او عسكرية او امنية لتمرير سياستها الجهنمية من اجل جني ارباح طائلة. وتكون فرض سياسة التقشف والتمهيد لخصخصة القطاع العام اسهل عليها، لان المجتمع يكون مصدوما وليس له القدرة على مقاومة سياسة تلك المؤسسات المالية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق التنمية الامريكي. وهذا ما حدث بالضبط بعد الانقلابات العسكرية في دول مثل الارجنتين وشيلي والبرزايل واندونيسيا وعشرات الدول الاخرى.
واليوم يعيش المجتمع العراقي في حالة صدمة كبيرة بسبب تأسيس دولة الخلافة الاسلامية وتمدد جرائمها الى مدن كثيرة واستفحال امر المليشيات الشيعية التي تصول وتجول تحت عنوان الحشد الشعبي. فهذه فرصة كبيرة لحكومة العبادي لتمرير سياسة التقشف والخصخصة وتحمليلها على كاهل العامل والكادح والمحروم الذين يشكلون الاغلبية المطلقة للمواطنيين في العراق.
ان التخلص من الازمة المالية في خطوته الاولى مصادرة اموال المسؤولين في حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلي واتحاد القوى والتيار الصدري وجماعة النجيفي والقائمة لا تعد ولا تحصى الذين ملئوا جيوبهم بأموال وثروات المجتمع، وايضا الغاء المناصب التي منحت رشاوى للكتل السياسية والتي تهدر اموال كثيرة مثل مناصب نواب رؤوساء الجمهورية ونواب رؤوساء الوزارء ومناصب وزارء الدولة، ومحاكمة المالكي وجماعته زعيم الفساد والفاسدين ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة. ان المواطن الذي تحدثنا عنه ليس لديه اي شيء كي يفرض عليه التقشف، فلقد صودر كل شيء منه خلال سنوات حكم صدام حسين وسنوات الاحتلال وسلطة احزاب الاسلام السياسي، ولم يبق له الا حياته التي هي الاخرى صادرتها الميلشيات وداعش لكن بالتقسيط المريح.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي ووهم القضاء على الفساد
- التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية
- العراق بين فكي اوباما وخامنئي
- المعاشات للمليشيات والزبالة للمحرومين
- مرسوم المساواة صفعة لحركتي القومية العروبية والكردايتي
- العبادي والهوية الطائفية
- تقشيف مهزلة -التقشف-
- (عراق واحد) ذهب ولم يعد
- بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية
- الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!