أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صالح يوسف - فلسفة مصطلح النبي















المزيد.....

فلسفة مصطلح النبي


صالح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 20:38
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


فلسفة مصطلح النبي
لكل مصطلح مدلولاته، ولكل مرادف ماهيته، الدلالية، فماهي ماهية مصطلح النبي
ماذا يعني النبي؟
وماذا يعني الرسول؟
النبي لغةً: مشتق من النبأ وهو الخبر ذو الفائدة العظيمة، وسمي النبي نبياً لأنه مُخبرٌ من الله ويُخبِرُ عن الله فهو مُخبِرٌ ومُخبَرٌ
وقيل النبي مشتق من النباوة: وهي الشيء المرتفع، وسمي النبي نبياً على هذا المعنى: لرفعة محله على سائر الناس، قال تعالى (ورفعناه مكانا عليا)
وشرعاً النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
والرسول في اللغة: مشتق من الإرسال وهو التوجيه
والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله
المقصود من المقال ليس تعريف النبي والرسول لغة وشرعة، بل المقصود هو لماذا كل هذه المكانة لشخص النبي أو الرسول، بمعنى أصح لماذا كل هذه الهالة العظيمة للنبي في القرآن لماذا نرى الأحاديث الصحيحة تعظم وتبجل شخص النبي، حيث نجد كماً هائلاً من الحفاوة والرفعة لشخص النبي مما أغرى البعض بادعاء النبوة كمسيلمة الكذاب
لماذا يرفع اسمه عند كل آذان؟
لماذا يذكر في أخر الصلاة "الصلوات الإبراهيمية؟
لماذا يسأل عنه في القبر؟
لماذا جعلت الصلاة عليه عبادة أصلاً؟
لماذا جعلت محبته عبادة، وتجب على المؤمن محبته أكثر من محبته لنفسه؟
لماذا جاءت آيات قرآنية، تقرنُ بين طاعته وطاعة الله؟
إذاً النبي ليس عبارة عن مبعوث أوصل رسالة إلى المكلفين ثم انتهت مهمته، لا والدليل
شفاعته يوم القيامة، وشهادته يوم القيامة
في الحقيقة المتتبع لمكانة وحفاوة النبي في الإسلام يخلُصُ إلى نتيجة مفادُها
أن النبي هو محور الإسلام حيث أن تصديق هذا الرجل هو عين الإيمان، وتكذيب هذا الرجل هو رأس الكفر، حيث أن هذا الرجل هو صلة بين العبد وربه من حيث أن تصديقه وتكذيبه يعكس العلاقة بين العبد وربه، حيث أن الرجل الذي يعظم شخص النبي ويُعزرُه ويُقرهُ، يتمتع بكل خصلة من خصال الإيمان، فكلما عَظُمَ التصديق والمكانة سهل على النفس الانقياد لأوامره والاستجابة لما جاء به
فأبو بكر الصدّيق مثلاً ضرب أروع الأمثلة بالتصديق في حادثة الإسراء والمعراج
حين جاء إليه المشركون ليخبروه بأن صاحبه قد أسري إليه ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عاد في ذات الليلة وهم يضربون إليها أكباد الإبل شهراً ذهاباً وشهراً إياباً فجاء جوابه ناصعة قوية إن كان قالها فقد صدق
لأن كلامه صدق ووحي وحق إذا المؤمن الحق يوقن بصدق كل كلمة قالها النبي الكريم لأنها لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
من هنا استحق عبد الله بن أبي قحافة أبا بكر لقب "الصدّيق" أي أنه أصاب عين الحقيقية، في قوة اليقين والتصديق، ومن المعلوم بداهةً أن الصدّيق هو ثاني رجل في الإسلام بعد النبي كيف وصل لهذه المرتبة، وصل بهذا اليقين الذي لا يساوره أدنى شك
ولقد ذكر القرآن مراتب العلم واليقين
1- علم ولكن فيه شيء من الشك-التخمين-
2- علم حقيقي
3- علم اليقين
4- حق اليقين
5- عين اليقين "هو الذي يرى بعينه" فأمام قوة التكذيب التي تعرض لها النبي محمد في مكة أراد الله تبارك وتعالى أن يوصله لمرتبة عين اليقين أي أن يشاهد بأم عينه فكانت حادثة الإسراء والمعراج، ليرى الجنة والنار بعينه.
قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ-;- إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
لكن في المقابل الرجل الذي ينظر للنبي على أنه رجل سفيه أو معتوه "والعياذ بالله" فكيف سيتلقى أوامره، وكيف ستكون طاعته، قيل لأبي بن أبي سلول (رأس المنافقين في المدينة) لو مسحت بعرق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربما شفيت من مرض الذي أصابك، فأجاب لأن أشرب بول حمار أحب إليّ من أن أمسح بعرق النبي قال تعالى (ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) انظر إلى الفرق قرَنّ الاستخفاف بقلة اليقين، بينما عند الصدّيق أبا بكر قوة التعظيم جلبت قوة التصديق
بهذه المعادلة يرتقي المؤمن كلما عظم وبجل مكانة النبي وشرفه ورفعته يرتفع عنده اليقين ويرسخ الإيمان في قلبه كالجبال الراسيات
والعكس صحيح كلما هبطت مكانة النبي من قلبه، هبط يقينه وبدأ يساوره الشك والريبة والحيرة
من يشكُ بالنبي محمد فكيف سيصدق القرآن، والقرآن أنزل عليه أصلاً وإذا شك بالنبي محمد كيف سيصلي ولما يصوم ولما يحج، ولما يسمي نفسه مسلم أصلاً
إنها معادلة مترابطة متلاصقة، عرفنا لماذا قال العلماء: هو محور الإسلام
والسؤال الجيد ماذا عن سؤال القبر
قال: صلى الله عليه وسلم (فبي تفتنون وعني تسألون) أي تمتحنون بي في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي
أي أن الملائكة الموكلة، بسؤال في القبر تسأل عن هذا النبي هل صدقته هل أمنت به، ليس مجرد سؤال بل يجب أن يتطابق الجواب مع صحائف الأعمال فلا يقبل جواب شخص يقول أمنت بمحمد ثم تكون أعماله مخالفة لهديه حتى لا نتفاجأ في قبورنا كما سيتفاجأ غير المسلم
فلا يأتينا متكبرٌ متعجرف متغطرس يقول لنا لماذا قبلوا يده لماذا تسابقوا على شعره وظفره وعرقه، نقول له عرفوا سر وروح الإسلام به
من هذا التأصيل العلمي الدقيق يتبين لنا أن الصوفية أصابت، بكثرة الصلاة عليه وتبجيله ومحبته
وأخطأت من حيث اعتمدت على الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولسان حالهم يقول نحن نكذب له لا نكذب عليه، كما قيل لأحد وضاعين الأحاديث كيف تكذب على رسول الله وقد نهى عن ذلك حيث جاء في الحديث عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
فقال أن أكذب له لا أكذب عليه، وهل يحتاج النبي لكذبك
وأخطأ بعض السلفية بأن تعاملوا مع شخص النبي الكريم وكأنه رجل أوصل الرسالة وانتهت مهمته وهذا عين الخطأ، فإذا هبطت مكانته من القلب ماعدا ينفع الإيمان، وكيف يدخل الإيمان إلى قلب رجل مستخف، برجل يجب أن يثق به أكثر من ثقته بنفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم
(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري
لماذا نحبه لأنه حبل النجاة، حبل الله المتين، وهو يهدي إلى صراط مستقيم، فإذا لم نتمسك بهديه فلن ننجو يوم القيامة، حيث جاء في الحديث:
فإنهم يأتون يوم القيامة ‏ ‏غراً ‏ ‏محجلين ‏ ‏من أثر الوضوء أنا‏ ‏فرطهم ‏ ‏على الحوض، ثم قال: إلاّ ‏ ‏ليذادن ‏ ‏رجال منكم، عن حوضي كما ‏ ‏يذاد ‏ ‏البعير الضال ‏ ‏أناديهم ألا هلم
فيقال : إنهم بدلوا بعدك فأقول ‏: ‏سحقاً ‏سحقاً) مسند الإمام أحمد
بالأب مثلاً له احترامه في الإسلام ولا يصح أن يعامل كما يعامل الصديق، لأنه له رتبة تفاضلية على الولد، فكيف بالنبي الذي هو أعلى وأعظم شأن ومكانة من الأب
لذلك حرص أعداء الإسلام على النيل من النبي الكريم قديماً وحديثاً، ولا أدل على ذلك من الرسوم المسيئة للنبي محمد وكيف كانت ردة الفعل العنيفة جداً من المسلمين، لأنهم علموا أن هذه الحملة، يراد منها النيل من الإسلام جملاً وتفصيلاً



#صالح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الدولار و الهيمنة الأمريكية
- 9/11 بين الداعية الغبلزية و الوقائع
- 9/11 الخطفين المفترضين: الهوية و الأهلية


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صالح يوسف - فلسفة مصطلح النبي