أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - الحاجة الى كورباجيف جديد ... لتفكيك روسيا ..؟؟















المزيد.....

الحاجة الى كورباجيف جديد ... لتفكيك روسيا ..؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 15:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



الواضح أن الهدف من احكام الحصار الاقتصادي على روسيا احداث فوضى سياسية كتلك التي قادها ميخائيل كورباجيف وبوريس يلتسين التي غيرت الأنظمة في أوربا الشرقية وقككت جمهوريات الاتحاد السوفييتي عبر ما أطلق عليه بالثورات الملونة. لكن هل ستنجح الولايات المتحدة وحليفاتها هذه المرة بتفكيك الاتحاد الروسي والمجيئ بدمى كتلك التي نصبتها في الدول الاشتراكية السابقة ..؟ ومن هو كورباجيف الجديد الذي تعمل الولايات المتحدة على فرضه ليحل محل فلاديمير بوتين الذي انتهت صلاحيته بالنسبة لها,,؟؟

فمنذ بدء فرض العقوبات المالية والسياسية والتجارية الغربية التي بوشر بها بعد ضم شبه جزيرة القرم اليها بلغت خسائر روسيا اجمالا 140 بليون دولار ، منها 40 بليون دولار نتيجة عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي و100 بليون دولار نتيجة انخفاض اسعار النفط الخام بنسبة 30% التي تم التواطؤ على افتعال خفضها مع العربية السعودية. الاقتصاد الروسي يعتمد اعتمادا رئيسيا على صادرات النفط والغاز حيث تشكل مواردها منهما نسبة 50% دخلها القومي. وفي حالة انخفاض جديد في سعر النفط مقداره دولارا واحدا فان خسارة الاقتصاد الروسي ستبلغ حوالي 1.25 بليون دولارا من موارده.

وبالاضافة الى ذلك هنالك المضاعفات التي يسببها هبوط سعر الروبل على الاقتصاد الروسي قياسا الى العملات الرئيسية المهمة ، حيث انخفض الروبل بنسبة 40% من قيمته قبل فرض العقوبات مما جعل من المستوردات الروسية أغلى كثيرا مقارنة بالفترة ما قبل الانخفاض. وليس هذا فحسب فان رجال المال والأعمال الأجانب والروس باشروا بالتخلص من الروبل ببيعه باسرع ما أمكن متوقعين مزيدا من الانهيار في قيمته تحت تأثير موجة من الهلع يفتعلها المضاربون بالعملات الاجنبية داخل روسيا بالاضافة الى التهويل الاعلامي الغربي المعادي مما أضطر أصحاب رؤوس الأموال الى تهريب ما بحوزتهم من العملات الاجنبية الى المصارف الغربية خارج روسيا وهذا بدوره سبب مزيدا من هبوط قيمته.

لقد اتخذت روسيا اجراءات مضادة ضد العقوبات الدولية أوقفت بموجبها استيراد مجموعة كبيرة من السلع بما فيها المنتجات الزراعية من كندا وأستراليا و الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ، لكن سياسة العقوبات رغم ذلك مستمرة دون تغيير يذكر. فالتدخل الغربي في أوكرانيا مخططا له جر روسيا الى حرب مباشرة مع أوكرانيا تستنزف فيها قواها العسكرية ومواردها الاقتصادية شبيهة بما واجهته في الثمانينيات أثناء تواجد قواتها في أفغانستان. لكن روسيا واعية للعبة الأمريكية ولم تتدخل عسكريا مباشرة في النزاع بين مليشيات شرقي أوكرانيا والقوات الأوكرانية الحكومية وما تقوم به بالفعل هو دعم المقاومة في شرقي أوكرانيا بالمعدات اللازمة لصد هجمات الجيش الحكومي المدعوم أمريكيا. فمنذ الاتفاق على وقف اطلاق النار بين الطرفين في 5-9 الماضي يقتل يوميا حوالي 13 مواطنا من شرقي أوكرانيا من قبل القوات الحكومية بحسب تقرير لمكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. وقد ادى القصف الحكومي لشرقي أوكرانيا الى مقتل الآلاف من المواطنين أكثرهم من المدنيين الأوكرانيين الشرقيين العزل و جرح ما يقارب العشرة ألاف مواطن وتهجير ما يزيد عن نصف مليون مواطن الى خارج أوكرانيا بينهم حوالي 387,355 لاجئا يعيشون حاليا على الجانب الروسي من الحدود مع أوكرانيا.

لقد استجاب المرتد ميخائيل كورباجيف آخر رئيس للاتحاد السوفييتي لطلب الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغن بتفكيك المنظومة الاشتراكية مقابل وعود بفك الحصار العسكري والاقتصادي عن روسيا. لكن الولايات المتحدة لم تلتزم بتلك الوعود ومنذ عام 1992 يزحف الناتو نحو الحدود الروسية الغربية في حين كان مقررا حل الحلف بالتزامن مع حل حلف وارشو وليس ذلك فحسب فقد ضمت للحلف كافة الدول الاشتراكية السابقة التي بالتعاون مع الولايات المتحدة تفرض حصارا اقتصاديا على روسيا. وبحسب ما نقل عن السفير الهندي السابق في الولايات المتحدة M . K Bhadrkumar قوله ، ان منح الرئيس بوتين حق اللجوء السياسي لأدوارد سنودين في بلاده شكل سببا استخدمته الولايات المتحدة لتغيير النظام في روسيا. فالأمريكيون يشعرون بالمهانة بعد لجوء سنودين الى روسيا ، وتعبيرا عن الرغبة في الانتقام قامت الولايات المتحدة باستهداف سوريا وايران والمنطقة القطبية ومجموعة بريكس. فواشنطن تعتقد ان روسيا قد خططت لموضوع سنودين ولهذا فان السي آي أيه تحاول الفوز في هذه المعركة مع روسيا.

وبنقل الكاتب والصحفي Robert Parry في مقاله في صحيفة The Newsweek في 2-3- 2014 عن أحد القادة السابقين في السي آي أيه قوله : " بأن على بوتين أن يذهب وان على الولايات المتحدة اغتياله إن لم يذهب طوعا ". ويحذر Parry " ربما سنأسف لذهاب بوتين فأي بلد قمنا بتغيير النظام فيه انتهى الى الفوضى. لكن ماذا يعني دفع روسيا الى عدم الاستقرار ، وهل فكر أحد بأن التسبب في عدم الاستقرار فيها وخلق الاضطراب في الهيكلية السياسية الحالية من خلال مزيج من نظام العقوبات والاعلام المعادي سيحصل الانتقال بصورة سلسة الى مستقبل روسي أفضل..؟ لقد حصل الروس قبل هذا عندما أتت الصدفة بالسكير يلتسين وما عانوه في ظله من قباحة رأسمالية اقتصاد السوق. أوتوقراطية بوتين القومية كانت كرد فعل لحالة شبه المجاعة التي حصلت وأصابت الشعب الروسي في الوقت الذي كانوا يراقبون صعود حفنة من الأليغارش الذين تقاسموا ثروات روسيا فأصبحوا في ليلة وضحاها من أصحاب البلايين. ذنب بوتين أنه أوقف قسما من أولئك الأليغارش ودافع عن مصالح الروس عالميا مما أمن له قاعدة سياسية صلدة. ومن غير المحتمل أن يكون أنصار بوتين مستعدين لاعادة سنين يلتسين."
وحتى لو نجح صقور المحافظين الجدد في دفع أوباما لتأزيم العلاقة مع روسيا أكثر بهدف الاطاحة ببوتين عن السلطة فان جهودهم ستلاقي الفشل ، فالرئيس بوتين في وقوفه ضد التحدي الأطلسي قد ازداد شعبية كما أن سياساته الناجحة مع بقية العالم وبخاصة مع دول البريكس وتفاهم شنغهاي قد عززت موقعه في الداخل الروسي. واذا ما نجح بوتين في استعادة عافية الاقتصاد الروسي وعزز من صمود الجالية الروسية في شرقي أوكرانيا فان التحالف الغربي ضده سيواجه فشلا مخزيا بصرف النظر عمن سيحتل القصر الأبيض بعد الادارة الحالية. ولعله من السابق لأوانه اتهام الادارة الأمريكية بكونها وراء التفجيرات الارهابية في غروزني عاصمة جمهورية الشيشان ذات الغالبية المسلمة والمتمتعة بالاستقلال الذاتي التي راح ضحيتها عددا من رجال الامن والمواطنين العاديين. ولا يجب ان نستبعد محاولات الاستخبارات الغربية والأمريكية بوجه خاص لتفجير الوضع في الجمهوريات الاسلامية ما وراء القفقاس ، فظهور الدولة الاسلامية في العراق والشام المباغت هو تجربة قابلة للنقل الى أي من الدول الاسلامية في المحيط الجيوسياسي لروسيا التي لم تسقط بعد في الفخ الأمريكي. وهو درس ينبغي أن تستفيد منه الصين الشعبية فهذه على لائحة تغيير الانظمة ونشر الفوضى الأمريكية ، فالجالية المسلمة في الصين الى جانب 56 أقلية قومية هي مفتاح التغيير المنشود لتفتيت الصين المرشحة لاحتلال موقع أكبر اقتصاد في العالم في غضون سنتين.
علي الأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتال داعش ليس حلا .. لنجرب التفاوض معها...؟؟
- العلاقات الأمريكية – الروسية وموضوع أوكرانيا...؟؟
- جدار برلين .. ذكرى بائسة ... لحدث نشاز ...،،،
- اعتراف السويد ... بدولة فلسطين ...؟؟
- العراق ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ... ؟؟
- ثورة أكتوبر ... في ذكراها السابعة والتسعين...
- الطريق ... الى الاستقرار في العراق...؟؟
- ارفعوا أصواتكم ...لانقاذ أهالي كوباني ..
- كوبا الاشتراكية ... في ذكراها السادسة والخمسون
- هدية أوباما ....للعراق في أعياد الميلاد ... ؟؟
- من يقف ... وراء قيام داعش ...؟؟
- ماذا لو فشل الأمريكيون ... في تدمير داعش ..؟؟
- خطتان ... للقضاء على داعش ...؟؟
- كردستان ... جبهة أمامية لحروب بالنيابة...؟؟
- ما وراء حكومة ... تفرض من فوق...؟؟
- أمريكا في مقال ... الدكتور عبد الخالق حسين ...؟؟
- التروتسكية ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية ...(الأخ ...
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية ... (4)
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية ...(3)
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية...( 2)


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - الحاجة الى كورباجيف جديد ... لتفكيك روسيا ..؟؟