أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: العلم














المزيد.....

قصة: العلم


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


تخيط العلم ذا الألوان الأربعة على ضوء المصباح الخافت، تحنو عليه وهو بين يديها كأنه وليدها الرضيع، والرجل يتأملها دون كلام لأنه يحترم صمتها الرزين كلما انهمكت في عمل ما.
ترفع رأسها بعد وقت، تنهض بقامة هيفاء مثل الفرس، تقبض على العلم الناجز بكلتا يديها، ينسرح العلم على امتداد قامتها مثل عريس في ليلة الزفاف، تتخطر في الغرفة الصغيرة والرجل يتابعها بعينين حالمتين، تلوح بالعلم فوق رأسها ثم تهتف في خفوت، يرفع الرجل قبضته ويرد على الهتاف بالهتاف، ولكن في خفوت. يصمتان لحظة، فثمة في الخارج لغط وضجيج: إنها إحدى شاحنات الجنود تتوقف وقتاً ثم تمضي فيبتعد الضجيج.
تجلس في الركن البعيد والرجل مصلوب عند النافذة يتأمل العالم الغامض من وراء الزجاج، ثم يقترب منها والعلم مسترخٍ في حضنها مثل طفل ينام، يكتشف دموعاً في العينين، يقرأ دون عناء هواجسها المريرة، يداعب خصلات شعرها وجفن العين والخدين، تخجل من ضعفها المباغت، تمسح الدموع من عينيها، يريح رأسها على صدره، ثم يتمددان على الفراش، يتدثران بالعلم ويشعران بدفء لا يُحد، فلا يأتيهما نوم، يسردان الحكاية تلو الحكاية، ويضحكان.
مساء اليوم التالي، بعد ساعات مديدة من الصدام الموصول مع الأعداء، كان وحده يتدثر بالعلم، بعيداً عن البيت والزوجة، في مكانٍ ما بين حزن المخيم واتساع السماء.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطوح الأشياء
- قصة: الراقصات
- قصة: إقليم الحليب
- قصة: منال
- قصة: خروج
- مروان
- قصة: انتحار
- عرض أزياء
- قصة: مرايا
- قصة: بيان
- قصة: كلاب
- قصة قصيرة جدًّا: أرغفة
- قطط
- الاحتفال
- مطر
- زمن آخر
- الطفل ينام
- المرأة والحصار
- حالة
- زجاج


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: العلم