أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أستقرار أم تقدم؟














المزيد.....

أستقرار أم تقدم؟


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ضمن أسئلة إلى أين تتجه مصر؟ يتساءل الكثيرون هل إلى إستقرار أم إلى تقدم؟. عندما كانت مصر تعيش حالة فوضى عارمة بعد ثورة 25 يناير وأثناء حكم الاخوان كان التساؤل الملح متى يتحقق الأستقرار السياسى والإنضباط الأمنى؟. بعد أنتخاب الرئيس السيسى بدأت بوادر الأستقرار السياسى تظهر وصاحبه قدر معقول من الإنضباط الأمنى، وإن كان لم يكتمل نتيجة جهود الاخوان وشركاءهم فى تمديد حالة عدم الاستقرار الأمنى،وبدأ الناس يتساءلون هل يمكن أن يتحقق لمصر التقدم فى العهد الجديد،وخاصة بعد التروييج لعدد من المشاريع الكبيرة؟.
فى تقديرى أن مصر بعيدة جدا جدا عن مسار التقدم،فالتقدم يلزمه اولا تغيير شامل فى منظومة التفكير فى العقل الفردى والجمعى فى مصر،وما نراه ونلمسه هو حالة تدهور مستمر فى طريقة التفكير،ومن ثم فأن مصر بمعايير التقدم تتراجع وبشكل ثابت للخلف.وقد يتعجب الكثيرون إذا عرفوا أن التفكير الدينى هو أحد أهم معضلات التخلف فى مصر،ومن ثم لا يمكن أن يتحقق لمصر التقدم فى هذه الاجواء الخانقة إلا بإبعاد الدين تماما عن شئون الدولة وعن الحياة العامة،أى بفصل الدين عن الدولة،وبمعنى أكثر وضوحا بالعلمانية.
لقد تحقق الاستقرار طوال عهد مبارك إلى درجة الركود،ومع هذا تراجعت مصر فى كافة المناحى.نعم أن الاستقرار هو شرط ضرورى لحدوث التقدم ولكنه مجرد شرط مبدئى يلزمه عوامل أخرى كثيرة حتى نبدأ السير فى طريق التقدم. معنى هذا أن مصر لم تبدأ اصلا فى السير فى طريق التقدم،بل على العكس والمؤسف أنها تسير بخطى حثيثة فى طريق التخلف.
وطريق التقدم طويل إذا قررت دولة البدء فى السير فيه،ومع هذا كما قلت لم نبدأ فيه اصلا لأننا نسير فى الاتجاه الخطأ والاخطر تصور البعض أننا نسير فى الاتجاه الصحيح.
ولكن هل الدين فقط هو المسئول عن هذا التفكير الخاطئ فى مصر؟. بالطبع لا وإن كان الدين يمثل العامل الأساسى فى ذلك. هناك أيضا غياب الحريات والتفكير الحر،فالعقل غير الحر لا يمكن أن ينتج افكارا للتقدم.والعقل النقدى الحر هو نتاج التعليم والثقافة ووسائل التنشئة فى البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة،وإذا كانت كل هذه المؤسسات تتبنى خطابا ومنتجا يزيد من أزمة التفكير نكون إزاء مشكلة طويلة الآمد وصعبة الحل.وإذا كانت منظومة الفساد الإدارى والاخلاقى أدت بدورها إلى بناء ثقافة كاملة يمكن تسميتها "ثقافة الفساد" تبرر وتحلل وتعيد تشكيل الهرم العام لتجعله مقلوبا،فأن المسألة تصبح اصعب واصعب،لأن الفساد يبرز الشخصيات التافهة ويدفن المواهب الحقيقية،وإذا كان كل ذلك يحدث فى ظل أنفجار سكانى مستمر منذ عقود وإستبداد يعيد تجديد نفسه كل عدة عقود..هنا تصبح مسألة التقدم غاية فى الصعوبة ويستحيل البدء فيها فى ظل كل هذه القيود الثقيلة.
ويبقى السؤال هل هناك نية للتقدم اصلا فى مصر؟
فى تقديرى لا توجد هذه النية من الاساس،وعلى مدى عقود كانت الأولوية لأستقرار الحكم على مسألة التقدم،ومع كل تدهور جديد يعاود الناس الآمل فى عودة الاستقرار وليس التقدم. الأنظمة المتعاقبة كان يشغلها بعد أولوية أستقرار الحكم سد احتياجات الناس من السلع الأساسية،ولأن حتى سد هذه الاحتياجات لا يمكن أن يحدث إلا فى ظل أقتصاد ينمو بمعدل يفوق الزيادة السكانية ،فقد لجأت الحكومات المتعاقبة إلى اقتصاد المعونات والقروض لسد هذه الفجوة.
ارجوا أن لا تنزعجوا مما اقول،إن مصر قد تأخذ من سنة إلى عدة سنوات لكى يتحقق بها الاستقرار الذى كان موجودا فى عهد مبارك،أما بالنسبة للتقدم فهى بعيدة جدا جدا عنه،وهذا أيضا ليس جديدا،فمنذ عهد عبد الناصر ومصر أتخذت لنفسها طريقا بعيدا عن مسار التقدم ،ومع مرور الزمن أتسعت الفجوة جدا بين الطريقين،ولا توجد أى نية للأنتقال من مسار التخلف إلى مسار التقدم، لأن النظام ،المتشبث بإستقرار السلطة، والشعب الغارق فى الفساد والهوس الدينى، كلاهما سعداء بالتخلف.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجاعة الامارات
- دفاعا عن خالد ابو النجا
- صناعة الدين الخاص
- خطورة الشرطة المجتمعية على الحريات
- نهاية سايكس بيكو
- أمريكا وداعش
- من هو رجل الدين الفاسد فى المسيحية ؟
- ثورات المصريين فى كلمة السيسى بنيويورك
- مائة يوم على حكم السيسى
- اا سبتمبر والعودة لنقطة الصفر
- أهمية زيارة السيسى للأمم المتحدة
- نصيحتى للأقباط..لا تضحوا بحقوق الإنسان
- تحرك دولى لمسيحى الشرق الأوسط
- الحرب الموجهة ضد ساويرس
- الإصلاح فى الكنيسة الكاثوليكية
- من بزينس المشاركة إلى بزنيس المصالحة
- لماذا يصمت العالم على داعش؟
- قد تركنا كل شئ وتبعناك
- معنى الحرية الدينية
- المتاجرة بدماء أهل غزة


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أستقرار أم تقدم؟