أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - تجليات الوحيد في- إضاءة خافتة وموسيقى - لمؤمن سمير بقلم : د / محمد عزت















المزيد.....

تجليات الوحيد في- إضاءة خافتة وموسيقى - لمؤمن سمير بقلم : د / محمد عزت


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 04:23
المحور: الادب والفن
    


تجليات الوحيد في" إضاءة خافتة وموسيقى " لمؤمن سمير بقلم : د / محمد عزت
(1)
يتمحور هذا النص بدءاً من عتبته الأولى " العنوان " حول فكرة التجليات ، حيث لا نلتقي بعنوان يَسِم واحداً من النصوص المسرحية وإنما هو علامة منفتحة تعبر عن " حالة " ولا تشير لنصٍ بعينه ... فتسمح " الإضاءة الخافتة والموسيقى " للـ " وحيد " أن يستقبل ويفتح شُبَّاك الرؤى .. وهو ما يتواشج ويتماهى مع المدخل الرمزي المأخوذ عن الروائي وعالم اللغة والسيميائيات الإيطالي " إمبرتو إيكو" والذي يعرِّف باللحظات السحرية التي تعتري المرء وتتيح له حرية الحركة عبر المخيِّلة النشطة والمُحَمَّلة عبر الواقع و الـ " ميتا واقع " ...
والتجليات هي انطلاقات فكرية غير محدودة ولا مؤطرة سلفاً ، يسمح الوعي فيها للخيال أن يجمع بين ما لا يُظن للوهلة الأولى أنه قابل للجمع ، وكذا أن يفكك أفكاراً مركزية فيكشف بِنياتها وحِراكها الداخلي وهوامشها الحرة ، ثم أن يُسمِّي اقتراحاتٍ يطمح أن تكون كاشفة أو حتى تصلح لأن تكون مداخل لقلب الأشياء المخفي والمُعَمَّى عنه ... من هنا كانت فكرة النص الكبير أو الحاوي أو الجامع لنصوص أو بِنيات صغيرة متجاورة ، حتى وإن كانت متضادة في بعض الأحيان ، بما يعادل ، بشكل ما " الحياة " ، التي تجمع بين المتشابه وغير المتناظر في أتونٍ واحد .. هذا التجاور يسمح بفضيلة " الحوار" ، فكان الطموح أن يمثل كل نص في حد ذاته حواراً مع سؤال وجودي أو تاريخي أو اجتماعي ......الخ ثم يتعمق هذا الحوار الأوَّلي ويصير خلاقاً ، بكون النص الثاني ، المجاور ، الذي يطرح أسئلته هو الآخر ، علامة استفهام ، أو علامة تعجب بإزاء آخَرِهِ ، يعني " وجهة نظرٍ ما " في أطروحات ذلك الديالكتيك ، الذي هو ذاته طامحٌ لهذا بالتكوين ..
وهكذا .. يتمنى النص الحاوي أن ينجح في خلق حركة مَوَّارة داخله ، تنتمي لمنطلق فكري يرى في الفن مجالاً لطرح الأسئلة أكثر منه اقتراحاً للحلول .. واختباراً للإمكانية أكثر منه يقيناً .. يرى في الإمكانات الدرامية التي تتيحها الحياة المُشكَّلة على خشبة المسرح قماشة واسعة تسمح برصد أهداب الحياة الحقيقية ودواخلها .. وإعادة تشكيلها ، في الآن ذاته ...

(2)
ينقسم النص إلى ثلاثة تجليات : الأول موسوم بـ " تجليات الأوتار في العود السماوي الكبير " ويحوي سبعة نصوص قصيرة تعادل سبعة أوتار في هذا الخضم الوجودي المترامي .. والإشارة للعود هي الإشارة للتناغم والاتساق رغم التنافر البادي والظاهر ، الذي يلمس حركية الحياة حولنا ويصورها نغماً .. هذه النصوص تتكون من نصوص مونودراما ونصوص مكتوبة على هيئة سيناريو ومسرح حركة .. الخ .. والمبتغى أن يكون كل نص مكتملاً ، له بداية وعقدة ونهاية – بالمفهوم الكلاسيكي رغم التجريبية / الأساس والإطار– وإن كان في حد ذاته لقطة أو إيماءة تكمل سابقتها – أو تنقضها – لكنها توحي وتضرب بفرشاة أكثر منها تستخدم إزميلاً لتحفر ..
ويغلب على هذا القسم الأسئلة الوجودية واللعب مع فكرة القَدَر .. وهي الأسئلة الخالدة في كل زمان ومكان ، وإن كانت الصياغات الاجتماعية – الخالدة كذلك – كالزواج والحب والجنس والفقر والقهر ... الخ متناثرة هي الأخرى.
ثم تأتي التجليات الثانية وهي تجليات " الرؤى والأحوال " وتحوي نصاً متوسط الطول والزمن يحاول أن يسأل في عمق الفعل المسرحي وإعادة ترتيب أولوياته كمعادل لغاية ترتيب أولويات الوجود والحياة ، ويستخدم القصيدة كسؤال دائم وملح في النظر إلى ما تحت السطح وإلى الحديث بلغة مشتركة بين البشر ..
آخر التجليات والنص الأطول هي" تجليات الزمان والمكان " كممثل للمَعين التراثي الذي لا ينضب ، فتمت الإضاءة على " الجليلة بنت مرة " وحكايتها مع الأمير " كليب بن ربيعة " والملك " حسان اليماني " .. ومع الصياغة التي لا تغفل فكرة الترميز والإحالة لواقعنا السياسي والاجتماعي – الوضع مع الأعداء ومن هم الأعداء بالأساس أو وضعية المرأة والنظرة إليها .. الخ – تأتي الكتابة أقرب " للكباريه السياسي" بنكهة عبثية وجودية ..
(3)
الرؤية السابقة تتمنى وتقترح – بتكوينها وفلسفتها – على مخرج النص ، بما له من يد طولى لابد تنبع من التَزَيِي بالحرية وارتداء الاتساع في مفهوم الإبداع والخلق وارتباطه العضوي بكافة المؤثرات والتقنيات ، أن يُعمل خياله دون التقيد بأي حِرَفِيَّة تخص وتنتمي لأي منهجٍ بعينه مثل مسرح جروتوفسكي الفقير وآلياته أو أطروحات ستانسلافسكي أو بيتر بروك أو داريوفو أو حتى البريختية وكسر الإيهام .....الخ بل له أن يجمع بينها أويختارمنها وفق رؤية ومنهج يخصه .. وأن تكون الموتيفات الديكورية والتشكيلات الحركية والميزانسين والموسيقى .. الخ أدوات طيعة وغير جامدة .. وبهذا يمكن لها وفق ميكانيزم المخرج المبدع أن تسهم في هذه الحركة الموَّارة / المرجوة من هذا النص وفلسفته .. يمكن له أن يومئ فقط .. أو يجرد الرموز تماماً .. أو بالعكس يكون خطابياً في لحظات ، المهم أن يملك وجهة نظر تتجاوز تجريبية الطرح ، وتتعارض ، بالضبط كما تتساوق ، مع أسئلة النص ..
هذا النص الذي لا يفرض ، باتساعه المفترض وفي مرجعياته الفكرية أي تكوين ديكوري أو إخراجي خاص ، حتى وإن أشار واقترح ، فالإشارات موجودة هنا لتُنْقَض .. والحرية هي مظلة وهدف ومبتغى وغاية النصوص الصغيرة المكونة للنص الكبير ..
إن المدى الزمني للنصوص لم يغفل هو الآخر أن يمتح من فكرة الحرية ، التي هي ليست على خصام أبداً مع مفهوم " الإحكام " ، فكانت هناك ، والأمر هكذا ، نصوص قصيرة جداً ونصوص قصيرة ونصوص متوسطة ونص طويل .. وللمخرج الحرية في أن تخرج بعضها على هيئة " سهرة مسرحية " تعبر عن حالات متعددة لذات أو لمنطلق واحد فيتحول كل نص قصير إلى " اسكتش " أو مشهد منفصل متصل مع سابقِهِ وتاليه وإن كان مكتملاً في حد ذاته .. ويمكن أن يتدخل الأدابتيشن أو الإعداد لصنع نص يأخذ من كل نص داخلي .. اللغة أو الفكرة أو الأداء .. وهكذا .. فالمقصود أن الكتابة تأخذ من التجريب الانفتاح والاتساع والقابلية للتأويل المتواصل ولابد أن يكون الإخراج ، الذي هو صنو الكتابة ، كذلك بالضبط ..
(4)
يجتهد هذا النص في أن يستخدم كل ما هو متاح في اللعبة المسرحية من إمكانيات فكرية وأدائية وديكورية متخذاً حرية التجريب واتساع مداه رداءً .. ذلك التجريب الذي لا يبتعد عن مجتمعه وتاريخه وإنما يدخل في كل نسيج ليسأل ويقترح ويحاور .. وإن كان قد قاربَ الأسئلة الخالدة للإنسان متجولاً بحرية في المكان والزمان والتاريخ فإنه مع هذا يحاول ألا يتناسى أويُغفل سؤال " الآن " ..
أو هكذا أظن ...

* اسم الكتاب : " إضاءة خافتة وموسيقى " ، مجموعة مسرحية .
* المؤلف : مؤمن سمير .
* الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب .
* * نُشرت هذه الدراسة في : جريدة " مسرحنا " القاهرية ، العدد 339 الصادر يوم الاثنين13-1-2014 ص 31



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - فأسٌ وحُفراتٍ في اللحم - شهادة
- ياسرالمحمدي يكتب :- عالِقٌ في الغَمْرِكالغابةِ كالأسلاف - لم ...
- - أكتب العالمَ لأكتبني - شهادة بقلم / مؤمن سمير
- - حفرةٌ .. للبكورِ الأخير - شعر/ مؤمن سمير
- - حَفْريَّةُ أسماء - .. كتابة .. بقلم / مؤمن سمير
- - صَباحٌ مُبهَمٌ .. لطائرٍ جَليديٍّ - شعر/ مؤمن سمير
- أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يدخل ممر عميان الحروب -
- أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يُطِلُّ على حواسه ببصيرة الم ...
- - يَشُدُّ الحياةَ للداخلِ - شعر / مؤمن سمير - مصر
- - أمسكتُ بي .. أمسكتُ بنا - شعر / مؤمن سمير
- مؤمن سمير: الشاعر يتعامل مع العالم بتحفز القناص
- ممدوح رزق يكتب عن ديوان - رفة شبح في الظهيرة - لمؤمن سمير
- ديوان - عَالِقٌ في الغَمْرِ .. كالغَابةِِ كالأسلاف - شعر / م ...
- - كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة -
- ( وجوه إيمان مرسال : الأخت التي تكمن خلف التفاصيل )
- - بهجة الاحتضار أو الرقص حول الموت - بقلم / ميرفت محمد يس
- ( - بورتريه أخير لكونشرتو العتمة - لمؤمن سمير: تقنيات التشكي ...
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير أجراه : يسري السيد
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير.. أجرت الحوار : نور الهدى عبد المنع ...
- - في سؤال الثقافة - بقلم / مؤمن سمير


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - تجليات الوحيد في- إضاءة خافتة وموسيقى - لمؤمن سمير بقلم : د / محمد عزت