أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - الأنظمة الرجعية بتونس ومصر تغير جلدتها














المزيد.....

الأنظمة الرجعية بتونس ومصر تغير جلدتها


محمد حومد

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 04:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تمر شعوب المنطقة المغاربية والعربية من مرحلة تاريخية حاسمة وفي غاية الأهمية، من حيث الدروس المرتبطة بالتحولات السياسية الحالية التي لعبت فيها الامبريالية أدوارا خطيرة. وتكمن نوعيتها وأهميتها في تعرية واقع الصراع الطبقي والواقع الحقيقي للأطراف المنخرطة فيه بعدما كانت هذه الأنظمة الرجعية والأحزاب الذيلية لها تسعى بكل جهد لإخفاء هذه الحقيقة وترجيح موازين القوى الطبقية لفائدتها. إن هذه الدروس والتحولات السياسية هي في مصلحة الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق، إن استطاعت القوى الثورية المدافعة عن مصلحة الطبقة العاملة استلهامها واستيعابها بالشكل المطلوب.
فاليوم وأكثر من أي وقت مضى، يجب على القوى السياسية الثورية ببلادنا أن تستفيد من التجربة الحالية، لأنها تربية نضالية ووعي سياسي من صلب الصراع الطبقي، إنها تجربة تعيش اليوم على إيقاع اضطرابات سياسية مهمة للغاية، هذه الاضطرابات التي عصفت بقوى ورموز شائخة لتحل محلها قوى أخرى ورموز أخرى.
ومنذ انطلاق ما اصطلح عليه "الربيع العربي" (الذي لم نر أزهاره بعد، بل العكس جفت ينابيعه وذبلت أوراقه رغم التضحيات العظيمة وآيات البطولة) تم إفراز وضع سياسي نوعي ومتقدم، مما استدعى من الأنظمة المستهدفة لعب الأوراق الأخيرة التي بحوزتها لتتصدى لأي مد جماهيري أو حراك شعبي. فهناك من تم اغتياله في المهد (السعودية، البحرين...) ومنه من أفرغ من مضمونه منذ الوهلة الأولى (سوريا، ليبيا، اليمن...)، وكل بطريقته الخاصة. ولم يبق في المسار طويلا إلا تونس ومصر. وفي الحقيقة، إن واقع هذين البلدين لا يختلف عن واقع باقي الدول الأخرى المجاورة من حيث البنية الطبقية .
إن ما حدث مؤخرا في كل من تونس ومصر هو بمثابة إعلان مكشوف عن العودة إلى ما قبل سنة 2011. فبعد أن تحكم الجيش المصري بزمام الأمورإثر تعنت وإصرارالرئيس مورسي وزبانيته الاستفراد بالحكم وتهميش الأطراف السياسية الأخرى بما فيها تلك الجوقة الليبرالية التي دعمته وانقلابه اللحظي على حلفائه، جاءت صناديق الاقتراع الديمقراطية بتحالف "نداء تونس" الرجعي إلى مقاليد الحكم والذي لا يعد سوى تعبيرا سياسيا لوجه قديم باسم جديد .
وفي انتظار حسم مصير زين العائدين، ها هو القضاء المصري يبرئ حسني مبارك وزمرته من التهم المنسوبة إليهم لتكتمل العودة المظفرة. فبعيدا عن مشروعية أو قانونية حكم القضاء المصري (لأن التهم الموجهة إلى حسني مبارك وزمرته هي هزلية ومضحكة/مبكية، حيث اختزلت 30 عاما من البطش والإغتيال والنهب وامتصاص دم الشعب المصري في واقعة الجمل ). إن إعلان القضاء المصري الموجه عن براءة حسني مبارك هو إعلان سياسي بالدرجة الأولى، إنه إعلان العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع فيما قبل سنة 2011 بشكل هزلي ومفضوح. إنه إعلان التحدي في وجه الشعب المصري أولا وكل الأطراف السياسية ثانيا. إنه الدرس المباشر والعلني لقوى التغيير الجذري في مصر والدول المجاورة لتستيقظ من أوهامها ولتسأل وتسائل نفسها أين هي من هذا الصراع الذي لا يرحم ولا ينتظر؟
إنه إعلان تأبيد النظام المصري القديم/الجديد، أحب من أحب وكره من كره. ثلاث سنوات إلى الوراء، كانت شعوب المنطقة المغاربية والعربية تتوعد الأنظمة الرجعية وحلفاءها باقتراب ساعة المحاسبة والحسم مع العهد البائد الذي سيصبح في متحف الديكتاتوريات. إلا أن الرياح هبت بما لا تشتهي سفن الشعوب.
إن في عودة رموز القهر والذل إلى سدة الحكم في كل من تونس و مصر دلالة سياسية واضحة، لأنها عودة في أساسها متشابهة، وإن اختلفت في الشكل. ففي مصر، ورغم أن الآلة العسكرية هي التي فرضت العودة، إلا أنها استغلت غضب الشارع السياسي، أي صوت الجماهير المصرية، ضد فاشية القوى الظلامية. وفي تونس كذلك، فالجماهير التونسية، هروبا من بطش النهضة وفي غياب قوى ثورية قادرة على صنع الفارق السياسي، ساهمت في إحراز "ندا ء تونس" على التقدم..
إن التجربتين الأليمتين في كل من تونس ومصر أثبتتا بالملموس أن الشعبين معا، وهذه الحال تنطبق على البلدان المجاورة كذلك، في حاجة إلى قيادة سياسية ثورية تكون محطة ثقة وقادرة على شق الطريق الثوري بلا رجعة، وإلى اجتثات جذور الأنظمة البائدة وآلاتها القمعية، العسكرية والبوليسية، والتصدي لعرابيها من صهيونية وامبريالية، وفي حاجة إلى تأطير سياسي من خلال لجن تحتية في الأحياء والمعامل والمصانع والمزارع، لجن مكافحة تجسد الشعار المرفوع على أرض الواقع، شعار "الشعب يريد إسقاط النظام .
إن هاتين التجربتين أبانتا عن غياب مروع لأحد أطراف المعادلة الأساسيين، المعنيين بهذا التغيير، إنه حزب الطبقة العاملة، حيث كان الميدان فارغا، إلا من الجماهير الشعبية المسحوقة. مما فسح المجال للقوى الظلامية بأن تصول وتجول كيفما شاءت، وفسح المجال أيضا للانهزاميين لتبرير تهافتهم والاستباق إلى مصافحة القوى الظلامية. لأنه لا خيار أمامهم سوى التعامل والالتحاق بهذه القوى ذات المشروع الرجعي الفاشي. إن حزب الطبقة العاملة هو صاحب خيار خوض النضال ضدها وفضح مشروعها أمام الشعب، مشروعها المناقض للشعار الذي رفعته الجماهير منذ انطلاق الحراك الشعبي، وتبين أن القوى الظلامية لن تعمل إلا على ترميم النظام واعتماد الأسطوانة المشروخة عفى الله عما سلف"..
أما جوقة الليبراليين، التي ليست لها أي مصداقية لدى الجماهير الشعبية، والتي تؤمن أشد الايمان بصنادق الاقتراع "السحرية"، فلم تتجاوز الحزازات الشخصية والأنشطة المحدودة جدا: المحاضرات المغلقة والشعارات المضللة، ثم تنفيذ التعليمات ومباركة المخططات التدميرية التي تعمق معاناة الشعوب المضطهدة.
إن هذا الأفق المظلم، المرسوم من طرف الامبريالية والصهيونية والرجعية، الذي خيم على مستقبل الجماهير الشعبية في غياب أي ضامن لحقوقها المادية والديمقراطية هو الذي صنع العودة إلى الوراء تحت قيادة الجيش العميل والقوى القروسطية والظلامية والأخرى الليبرالية الطيعة، في انتظار تغيير جذري حقيقي بقيادة البروليتاريا وحزبها الثوري..



#محمد_حومد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقفة الوطنية للجمعية المغربية لحقوق الانسان بالرباط.....لا ...
- ثلاث سنوات مرت على استشهاد المناضل كمال الحساني
- وقفة تأمل في استشهاد مصطفى مزياني
- ماذا يريد -عقلاء- حزب النهج الديمقراطي؟
- التحليل الملموس للواقع الملموس كفى من الانتظارية!!
- ديمقراطية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على-كف عفريت-!!
- هل من عقلاء داخل حزب النهج الديمقراطي؟ !!
- تغطية موجزة حول ندوة حقوق الإنسان بالمغرب بمونتريال
- في طعنات الخلف -الثورية-
- لا ممارسة نقابية مؤثرة بدون ممارسة سياسية منظمة
- القاعديون من هم ؟ وماذا يريدون؟ عنوان على عنوان
- في أدبيات النضال الثوري -المتياسرون- أم الظلاميون! أيهما مر


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - الأنظمة الرجعية بتونس ومصر تغير جلدتها