أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام















المزيد.....

الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




ايضرك شرب المدام في عراق الخيام والايتام؟

يمثل الخمر ثقافة المدينة وليس ثقافة البداوة

تعريف الخمر :

الخمر هو مااسكر من عصير الفواكه والحبوب , كالعنب مثلا , لانها خامرت العقل .
تسمي العرب العنب خمرا , لكونها منه ,وفي القران الكريم :
( اني اراني اعصر خمرا ). قال ابن الاعرابي :
سميت الخمر خمرا لانها تركت فاختمرت , واختمارها تغيرريحها ,وقال :سميت بذلك لمخامرتها العقل .
وفي تعريف داوود الانطاكي : يطلق الخمر شرعا ( على كل مايخمر العقل ). اي يستره برهة بحسب الامزجة والامكنة . وللخمر لدى العرب عشرات التسميات , منها :
السلاف, وهو المتقدم في كل شيء , و (العصير ) للذي يعصر بالاقدام , والشمول , والسلاف والسلافة . ومنها (الراح )و (الصهباء ) و ( الطلاء ).

وهناك اسم (وين ) للعنب الاسود , ومنها Wine بالانكليزية . ولشارب الخمر ثلاث مراحل يكون فيها : نشوان ثم ثمل ثم سكران .

الخمر في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام

لقد برز في شعر الخمريات الاعشى و ( المنخل اليشكري ) ,وطرفة بن العبد .يقال ان ضريح الاعشى صار بعيد وفاته مقصدا للفتيان الذين كانوا يؤمونه ليشربوا عنده ويصبون عليه كؤؤسا من شرابهم .
وقيل ان الشاعر ( عروة بن الورد )احد الصعاليك المشهورين بالشراب قد شرب خمرا بكل شيء يملكه حتى ارتهن امراته سلمى الغفارية ثم ندم .

لقد ترك الخمر قبل الاسلام قسم من الشخصيات المشهورة مثل الاحناف وبعض الشعراء ,مثل امية بن ابي الصلت وورقة بن نوفل وغيرهما .وهناك من كان ينذر نفسه بتجنب شرب الخمر حتى يثار للدم , مثل الذي ذكروه عن امريء القيس حينما بلغه مصرع والده وقوله الشهير : ( اليوم خمر وغد امر ) .
وقد قتل بعض الاشخاص في عصر ماقبل الاسلام انفسهم بشرب الخمر صرفا ( اي بدون خلطه بالماء), او بشرب الخمر مع قطع الوريد كما فعل ذلك عبد يغوث الحارثي اليماني ( بحدود 584 م )حين اختار ان يشرب الخمر ويقطع عرقه الاكحل .

الخمر في الاسلام

لقد كانت تجارة الخمر منتشرة في مكة والحجاز وخاصة في اوساط الاغنياء والذين كانوا ينفقون على افراحهم .لقد مدح القران الكريم في البداية مصادر الخمر :

(ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لاية لقوم يعقلون )سورةالنحل –الاية 67 .

واغرى القران الكريم المؤمنين بشراب خاص في الجنة :

( ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا ) سورة الانسان-اية (5 ).وبعد ان سال المسلمون النبي محمد في المدينة عن الخمر جاءت الاية :
( يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما )(سورة البقرة – الاية 219).لهذا ترك الخمر قوم وشربها اخرون . ثم حدث ان شرب جماعة من الصحابة عند عبد الرحمن بن عوف حتى ادر كتهم الصلاة فامهم احد الصحابة , فقرا :
( قل ياايها الكافرون لااعبد ماتعبدون ) الى اخر السورة بحذف( لا ) , فنهاهم القران عن الصلاة في حال السكر :
( ياايها الذين امنوا لاتقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون ) (سورة النساء – الاية 43 ).فترك الخمر بعضهم وشربها البعض الاخر خارج اوقات الصلاة .
جاءت الايتان اللتان تدعوان الى اجتناب الخمر في سورة المائدة (الايتان – 90 و 91 ): ( ياايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . انما يريدالشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ؟ ) .

راى بعض الفقهاء ان ماجاء في الايتين دليل على تحريم كامل للخمر . غير ان مفهوم التحريم ,كما يقول الباحث هادي العلوي لايبدو مكتملا بحسب نص الايتين , ويمكن ان يفهم قوله :
( فاجتنبوه لعلكم تفلحون)على انه تحبيذ للامتناع عن شرب الخمر روعيت فيه الاعتبارات الشخصية للفرد . والمحرمات في القران تكون جازمة اذا اقترنت باحدى الحالتين :
ان ينطق بلفظ التحريم صراحة كما في تحريم الدم والخنزير والميتة وزواج المحارم . او ان يتضمن الفعل المحرم عقوبة على مرتكبيه كما في عقوبة الزاني والسارق والقاتل . واية الخمر لم تذكر لفظ التحريم كما لم تتضمن عقوبة لشاربه . ولايخلو ذلك من دلالة ,لاسيما في ضوء السياق المتدرج الذي انتهى اليه الامر باجتناب الشرب ,مما يدل في حد ذاته على التردد في التحريم ( هادي العلوي : من قاموس التراث,ص 108 ) .

هناك آراء تختلف تماما مع مايقوله العلوي , وياتون بتاويلات وتفسيرات يرون فيها امر الاجتناب اشد من التحريم , فيما تضيف المصادر مؤكدة ان النبي محمد لم يحد شارب الخمر : ( وقد شربها الجم الغفير في زمانه بعد نزول آية التحريم )(شرح نهج البلاغة لابن ابي حديد ,المجلد الثالث ,دار ومكتبة الحياة , بيروت ص 806.

ومما زاد المسالة غموضا , كما قال العلوي ,آية جاءت بعد الايتين تقول : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا ) (سورة المائدة –الاية 93).وفسرت على انها تخص الذين شربوا الخمر قبل التحريم , وهو تفسير تبريري في الغالب , لان الكثير من المحرمات كانت مباحة ثم حرمت ,وممارستها قبل تحريمها لاتحتاجلا الى نص بتبرئة فاعليها حين كانت مباحة لهم . ويؤيد الراي السابق آية تقول :
( قل لااجد في مااوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير )( سورة الانعام – الاية 145)وهي من اواخر الايات التي جاءت في القران . مما يفيد بان تسامحا قد حصل بالنسبة للموقف من الخمر بعد الاية التي دعت الى اجتنابه , او ان ظروفا اجتماعية وسياسية خاصة بحياة المسلمين وعلاقتهم بغيرهم من اهل الكتاب ادت الى عدم التشديد في الدعوة الى اجتناب الخمر بل وعدم ادراجه بين الاطعمة المحرمة التي وردت في هذه الاية .
ويورد ابن قتيبة الدينوري في كتابه : ( الاشربة وذكر اختلاف الناس فيها ) آراء الرافضين للقول بتحريم الخمر ,اذ عندهم :
( ليست الخمر محرمة وانما نهى الله عن شربها تاديبا كما انه امر في الكتاب باشياء ونهى عن اشياء على جهة التاديب وليس فيها فرض كقوله في العبيد والاماء :
( فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ) , وقوله في النساء ( فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ).وقالوا لو اراد الله تحريما لقال حرمت عليكم الخمر كما قال ( حرمت عليكم الميتة والدم .. ) .

كتب الباحث الفلسطيني د.سليمان بشير في كتابه :
(مقدمة في التاريخ الاخر : نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية ) – ط1 – 2012 – دار الجمل – بغداد – بيروت,من ص380 – ص 387:
( هنالك من الروايات ماربطت تحريم تجارة الخمر بنزول آيات الربا من آخر سورة البقرة ).ويلفت الباحث د .سليمان بشير النظر الى ان الكثير من الاحاديث قد رفعت الى عمر بن الخطاب .واشهر تلك الاحاديث ماروي عنه في تعريفه للخمر قوله ( الخمر ماخامر العقل ) ..(جاء قول عمر هذا جزءا من محاولات التعريف التي عكست الخلاف حول تحريم انواع معينة وتحليل انواع اخرى من المشروبات ) .

ان بعض الروايات تعكس المخارج المتاخرة التي فصلت الشرب عن السكر وسمحت بانواع معينة من المشروبات , ومنها قول الترمذي ( انما الخمر ماكان نيئا لم تمسه النار , فاما ماطبخ على النصف فليس بخمر وكذلك كل نبيذ اشتد ).
يقول د .سليمان بشير ان اكثر هذه المخارج قد رويت عن الكلبي الذي رفع احاديثه الى ابن عباس . ويؤكد سليمان بشير ان محاولات تسريب بعض اشكال ودرجات التحليل استمرت من خلال تعريف المسكر والخمر الخ ...

في الختام تعكس الروايات حول الخمر والنبيذ التشدد في التحريم في فترات تاريخية متاخرة .ان اكثر ماتم تحريمه , بحسب سليمان بشير ,كان خليط خمور العنب ( البسر ) والتمر (الرطب ) معا .وعلى العموم يبدو ان الخمور الاكثرانتشارا كانت خمور العنب والتمر نفسها .الامر الذي اثر على ظاهرة الخلاف في عمليات تعريف الخمر ذاته .

وفي الختام يؤكد سليمان بشير ان عملية جمع الروايات والاحاديث النبوية التي نهت عن الخلط بين البسر او حتى الزبيب وبين التمر شكلت ردة فعل لاباحة المذهب الحنفي له .

استنتاجات :

شرب الخمر ابناء الخليفة عمر بن الخطاب وهم ثلاثة :عبدالله , عصام ,عبد الرحمن . وهذا الاخير حده ابوه في الشراب حتى مات . كما شرب الخلفاء الخمر في العصرين الاموي والعباسي .

يؤكد الباحث والشاعر اليمني ( علي المقري ) في كتابه :
(الخمر والنبيذ في الاسلام ) – ط1- 2007 – رياض الريس للكتب والنشر- بيروت – لبنان , ان الغرض من كتابه هذا هو :
( العودة لقراءة التراث الاسلامي بتعدده ومن ثم الخروج من الذهنية المنغلقة على قشور ثقافة الماضي الاحادية الى ذهنية ابتكارية تعددية لاتقبل اي حدود فكرية ) .

لماذا مسالة الخمر بالذات ؟

يقول علي المقري ( لكن الخمر كمسالة ثقافية ظل يمثل في جانب من موقعه في الثقافة ,فعلا تصادميا حديثا ضد ثقافة الخنوع والاتكالية وذهنية الاتباع والتحريم . ولعل قول ابي نؤاس :
الا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر – ولا تسقني سرا اذا امكن الجهر
لم يكن , حسب نقاد الشعر , يحمل معنى شرب الخمر المباشر, وانما عبر الشاعر عن روح الرفض لقيم ثقافية سائدة .

ان تناول موضوع الخمر كمسالة ثقافية , يتعارض موقعها بين ذهنية التحريم وذهنية التحليل يساهم في نقد الخطاب الاسلامي لجماعات احتكرت انتقاء النصوص الاحادية من التراث الاسلامي لاحكامها ).

مقالات ذات صلة :

مقالتنا (النبيذ في الاسلام )وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=271888

مصادر المقال :

1 – كتاب : ( الخمر والنبيذ في الاسلام )- للباحث والشاعراليمني علي المقري – ط 1 – 2007 – رياض الريس للكتب والنشر –بيروت – لبنان.
2 – كتاب(مقدمة في التاريخ الاخر : نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية ) للباحث الفلسطيني د . سليمان بشير - ط1- 2012 – منشورات الجمل – بغداد – بيروت .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية
- قراءة في كتاب ( فن الاصغاء للذات )
- تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة
- تطور دماغ الانسان
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 5
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 2
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 1
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 3
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي - ج 2
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح -ج 2
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح
- انغلاق الايديولوجيا
- في نقد الحقيقة


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام