أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - يحكى أن














المزيد.....

يحكى أن


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتنادى هذه الايام عدد كبير من الكتاب والادباء و الاكاديميون الغيارى على تأريخهم ولغتهم من الهجمة الشرسة المدروسة والمخطط لها بعناية في دوائر الاحتلال للاجهاز على قواعد التربية والتعليم واللغة العربية وآدابها ونصوصها في الحكم والامثال والشعر والنثر وما الى ذلك من معالم الثقافة العامة لتساير الخط الآخر من الزحف غير المقدس ضد علاقة العراق الازلية مع امته العربية ؛ فبموجب هذه الخطة يصبح بالامكان عزل العراق من جهة ثم تفتيت بنيته التحتية الثقافية من جهة ثانية ؛ وقد برزت تلك الخطوط للعيان منذ اللحظة الاولى للاحتلال من خلال كثرة الندوات والمحاضرات والمقالات التي غطت عين الشمس كما يقال في هجوم البعض على البلاد العربية والعروبة ... الخ بأسباب وذرائع لاحصر لها ؛ اما الاتجاه الثاني الملازم لذلك فقد واصل العمل الجاد لتغيير اسس التربية والتعليم.. ؛ وحينما نشرت نصوص مشروع الدستور رفعت الستارة كليا عن ذلك المخطط ؛ اذ ان تلك النصوص اكدت على اللغات واللهجات وحرضت على الكتابة والتحدث بها ؛ طمست عن عمد هوية الاكثرية الساحقة للشعب العراقي العربي ؛ و شجعت غير المتحدثين باللغة العربية بخاصة على الزحف على المدن الكبرى والتحدث والتعامل بلغتهم الام. ..... الخ اذن من هنا يتضح الخطرالداهم ؛ ومن هنا جاء التنادي للوقوف بحزم ضد ذلك المخطط ...!!. وعليه فأن كل خطوة سيئة مثل هذه لها الف طريقة للصد ما دام هناك عقل واع وفكر راجح وهمة لا تعرف الكلل ولا الملل. ان لغتنا وتاريخنا وتربيتنا التعليمية المؤصلة محصنة بالمفهوم الحضاري الذي يضرب بجذوره في عمق الارض العربية لينهل من منبع انساني لا ينضب . وسيرى الذين جاءوا بكل هذا البلاء وسهلوا له الامر ويسروا له المهمة ؛ كيف سيعاقبهم المحتل نفسه قبل غيره رغم كل ما قدموا له من خدمات لاتجديه نفعا ما دامت المهمة الرئيسية لم تنجح ؛ ولن.000 فلا تأمنوا الايام ان صروفها كما هي؛ اذ أودت بعاد وجرهم....

يحكى ان : ضفدعة كانت على ساحل نهر ؛ فجاءت اليها عقرب ترجوها المساعدة على العبور الى الجهة الثانية قائلة: هناك طعام وفير وارض ممرعة وخيرات ا كثر وانها ستغدق عليها وتضعها في اكرم المواقع ان اعانتها ؛ فما كان من الضفدعة الا وحملتها على ظهرها وعبرت بها النهر الى الجانب الآخر ؛ وقبل ان تنزل العقرب لدغت الضفدعة لدغة السم القاتلة ؛ فراحت المغفلة تتلوى من شدة الالم وقالت بصوت منخفض ؛ لقد احسنت اليك وعبرتك النهر فهل هذا جزاء الاحسان ؟ ردت العقرب بالقول ؛ ان كل ذلك صحيح ولكن السم يسري في طبعي و دمي؛ اما الغفلة فهي لاشك في طبعك وفي دمك .والطبع يغلب التطبع.

لقد احتلت امبراطوريات العراق ؛ وعاثت فيه فسادا وغزا التتار بغداد ودمر هولاكو حضارتها واجهز على مدنيتها واذاب في دجلة حروف كتبها العظيمة وظن ان الثقافة العراقية قد دحرت وان اللغة العربية لن تقوم لها قائمة ؛ ثم جاءت الدولة العثمانية وادخلت اللغة التركية في كل بيت ومدرسة وديوان حكومي طبقا لسياسة التتريك ؛ ولكن ماذا حدث بعد كل ذلك ؟ ؛ لقد شمخت ثقافة العراقيين وارتفع مستوى لغة الاجداد العربية الى مكانتها الرفيعة ؛ وما زال الابناء والاحفاد يقرأون القران والاحاديث النبوية والسير ؛ وكتابات التوحيدي والجاحظ والفارابي وابن رشد وابن خلدون والرازي والكندي .. وما زال شعر النوابغ محلقا مشرقا في سماوات ثقافتهم ؛ المتنبي ؛ البحتري ؛ الشريف الرضي ؛ ابو تمام ؛ ابونؤاس ؛ المعري ؛ عروة بن الورد ؛ امرؤ القيس ؛ ومن العمالقة المعاصرين ة ؛ شوقي ، الجواهري ؛ الرصافي ، الزهاوي، مطران ؛’ بدوي الجبل ؛ عمر ابو ريشة ؛ الشبيبي ؛ الحبوبي ؛ الشرقي ؛ حافظ جميل ...... ثم من جيلنا؛ السياب ؛ نازك الملائكة ؛ عبد الصبور ؛ البياتي ؛ نزارقباني ؛ ادونيس ؛ الحيدري... ؛ ان شعبا فيه هذه المنابع المؤصلة والروافد النقية الثرة ؛ لايمكن لسراق الحضارات او اعدائها ان ينالوا منها او يغيبوها lمهما حاول منظروهم ودعاتهم ومرشدوهم الروحيون ومبشروهم الجدد ,ومبشروهم القدامى...

يحكى ان: مبشرا جاء به الاحتلال البريطاني الى العراق فحل في العمارة واتخذ له ديوانا يدعو اليه الفلاحين البسطاء بالترغيب او بالتهديد ويكرمهم بالشاي والسكائر والقهوة ؛ ليحكي لهم قصصا عن معاجز القديسين فلعلهم سيهتدون الى ما يدعو اليه ؛ وظل هكذا على حالته لاشهر عدة ؛ هو يعظهم وههم يشربون الشاي والقهوة ويدخنون السكائر من نوع ( جولد فليك) ؛ وبعد كل مرحلة كان يطمأ ن رؤساءه على نجاح مهمته التبشيرية الدينية ؛ وفي الاسبوع الاخير من رحلته ( الناجحة !!) وجد من حسن الختام ان يحكي لهم عن القديسة جان دارك ؛ وكيف انها واجهت النيران المشتعلة من فوق منصة الاعدام بقلب مؤمن صبور بالعقيدة ؛ ثم قال وهكذا يجب ان يكونوا هم ايضا صبورين من اجل العقيدة ؛ ... وما كاد المبشر يصل بحكايته الى اللحظة الدراماتيكية الحماسية التي كان يصورها باسلوب تمثيلي تراجيدي ليعبر فيها عن صلابة المقاومة الروحية ؛ حتى هب الجمهور المحتشد واقفا وصارخا بصوت واحد مزلزل ( اللهم صلي على محمد وآل محمد... روحي فداك يا ابا عبدالله) فلما سمع المبشر تلك الصرخة المجلجلة المدوية التي هزت القاعة هزا عنيفا خرج مذهولا ومسرعا يقول برطنة عا مية عمارتليه:هاي هي بويه ... بعد كل هل التعب او مامش .... لا والله ... هسلنا



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والامة العربية تطبيق ومقارنة ونماذج
- اعدام المكتبة الوطنية
- اذا كان لابد من الفيدرالية
- الخلاف حتى على القسم
- اللغة العربية والكورد ــ تعقيب واجابة
- اللغة العربية والكورد
- دعاة المنابر والتطلع الى سلطة الحكم
- صدى السنين : رابطة المناضل الجريح
- حقوق المرأة ما بين السؤال والجواب
- الدستور والاستفتاء
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد ـ الخاتمة
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد( 5 ) اهمية قانون ا ...
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعداللحد 3 ـ العيب ـ
- حقوق المرأة من قبل المهد ال ما بعد اللحد 4 ـ لقطات مكبرة ـ
- الدستور وقانون الاحوال الشخصية وحقوق المرأة
- حق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد ـ 2ـ
- حق المرأة في المساواة من قبل المهد والى ما بعد اللحد
- تحالفات قوى وتيارات اليسار والديمقراطية في العراق في المرحلة ...
- العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - يحكى أن