أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - وحدة عربية يهودية لهزيمة العنصرية والتطرف















المزيد.....

وحدة عربية يهودية لهزيمة العنصرية والتطرف


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقطت الحكومة اليمينية المتطرفة وها نحن امام حملة انتخابية جديدة بعد اقل من سنتين على الانتخابات السابقة، وأمام تحدٍّ جديد. وكما كان الحال في الانتخابات السابقة تتعالى الأصوات التي تنادي إما لتوحيد القوائم العربية من أجل رفع نسبة التصويت وزيادة عدد مقاعدها في الكنيست، أو المقاطعة. الواقع أن كلا الخيارين يشيران إلى الطريق المسدود الذي وصلته الجماهير الفلسطينية في إسرائيل، فالوحدة والمقاطعة منبثقان عن نفس الاعتقاد بعدم وجود إمكانية حقيقية للتأثير على السياسة الإسرائيلية وإحداث تغيير جذري في النظام العنصري.
منذ هبة أكتوبر 2000 تشكل إجماع عربي بأن المجتمع الإسرائيلي بكامله عنصري. فالدولة هي دولة اليهود التي تستثني العرب، وكل ما تبقى لنا نفعله هو فضح طبيعة الدولة العنصرية وكشف التناقض الكامن في تعريفها بأنها "يهودية وديمقراطية". أما في المجتمع الإسرائيلي اليهودي فقد شهد منذ تلك الفترة انزلاقا حادا نحو اليمين، وأقام نوعا من الجدار الفاصل بينه وبين المجتمع العربي داخل إسرائيل.
لا يزال هذا الجدار قائما وهو يؤكّد الاعتقاد العربي بأن المجتمع الإسرائيلي صار كتلة متجانسة، صاحبة موقف واحد، وأنه لا فرق جوهري بين يمين ويسار، بل كلّهم موحّدون ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا. وتحولت لجنة المتابعة العليا للسان حال الجماهير العربية، التي يتجاهلها الإعلام الإسرائيلي اللهم إلا في حالة وقوع جريمة أو عمليات مقاومة.
غير ان هذه الانتخابات تحديدا تضع أمام الجمهور العربي واليهودي على حد سواء قضيتين مصيريتين تتعلقان بطبيعة الدولة ومصير القضية الفلسطينية. إن احد الأسباب الرئيسية لسقوط الحكومة الحالية هو الخلاف حول سياسة اليمين تجاه حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والموقف من قانون يهودية الدولة الذي أدى لانشقاق داخلي في الحكومة.
وبينما كان الموضوع الرئيسي في الانتخابات قبل سنتين الوضع الاقتصادي والفجوات الاجتماعية داخل المجتمع الإسرائيلي بين رأس المال الكبير والطبقة الوسطى، خاصة على خلفية ظهور حركة الاحتجاج الاجتماعي الضخمة في صيف 2011، فهذه المرة موضوع الانتخابات جوهري يمس كل مواطن عربي ويهودي. فلا يمكن الادعاء بان الموضوع الفلسطيني هو موضوع "يهودي" او أن يهودية الدولة هي "شأن يهودي داخلي".
إن اليمين الإسرائيلي المتمثل بحزب الليكود وحلفائه المستوطنين حسم موقفه من القضيتين الرئيسيتين. فقد توصل نتانياهو إلى استنتاج صريح بأنه لا حل للقضية الفلسطينية، سوى الحكم الذاتي، وعلى العرب المواطنين في إسرائيل يقترح قانونا يشرّع المواطنة المنقوصة وانعدام المساواة، بحجة أن الدولة وطن قومي لليهود.
الخلاف حول قانون القومية كان القشة التي قصمت ظهر البعير وأدت لسقوط الحكومة. فقد أثار مشروع القانون استياء ومعارضة شديدة شملت عناصر من الليكود نفسه مثل رئيس الدولة روبين ريبلين وحتى شخصيات حقوقية، صحافيين، سياسيين يخشون من تحول إسرائيل لدولة أبرتهايد رسميا. ان فكرة إدامة الاحتلال والحروب للأبد، تقضّ مضاجع جزء مهم من المجتمع الاسرائيلي. كذلك تثير مظاهر الاعتداء على العرب، مثل حرق المساجد والمدارس المختلطة للعرب واليهود، استياء عارما وسخطا بل وعداوة شديدة تجاه اليمين الاسرائيلي المتطرف.
وهنا يطرح السؤال، ما هو دور الجماهير العربية وتحديدا قيادتها تجاه هذا الصراع الداخلي على الساحة الإسرائيلية؟ هل النداءات لوحدة القوائم العربية تشكل جوابا كافيا؟ ما هو موقف القيادات العربية من النقاش الدائر اليوم؟ هل لها دور في هذا الصراع وهل لها مصلحة في إسقاط اليمين المتطرف أم أن هذا لا يهمّها بحجة أنه من الأسهل فضح إسرائيل وعزلها دوليا عندما يحكمها اليمين، لأن اليسار لا يقل عنصرية ولكنه يتغطى بكلام معسول لا رصيد له عن السلام والديمقراطية؟
والسؤال الأهم هو: هل هناك قاسم مشترك بين القوى الليبرالية والديمقراطية في المجتمع العربي والإسرائيلي حول حل القضية الفلسطينية، من خلال إنهاء الاحتلال وبناء مجتمع إسرائيلي ديمقراطي يتمتع فيه كل مواطن بكامل الحقوق بلا تمييز على اساس قومي او ديني؟
هل من المعقول أن نحدد بأن كل المجتمع الإسرائيلي هو يهودي ومن هنا صهيوني فعنصري، أما المجتمع الفلسطيني فهو عربي ومن هنا ديمقراطي ناصع؟ ما هو القاسم المشترك بين حملة الفكر الليبرالي وبين من يسعون لإنشاء الخلافة الإسلامية في القدس ويكفّرون من لا يبايع الخليفة الفحماوي؟ وما بين هؤلاء وبين مؤيدي بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي؟ ثم كيف يلتقي من يعتبر أبو مازن عميلا وبين من يراه زعيما؟ أي قاسم مشترك يجمع أيا من هذه التيارات وبين من يكفّر اليهود ثم كل من هو غير مسلم بمن فيهم الدروز، المسيحيين، وكل طائفة أخرى تشكل الفسيفساء العربي؟
إن النداء للوحدة وتجاهل الأسباب العميقة التي خلقت الانقسام الفكري والسياسي بين التيارات السياسية العربية، من شأنه أن يعمّق الأزمة بدل أن يحلها. فالمجتمع العربي بحاجة الى معالجة مشاكله الأساسية وعلى رأسها الانغلاق الديني، العنف العائلي والمجتمعي، الصراع الطائفي والوضع الاجتماعي المتردي.
لقد أثبتت التجربة السياسية في إسرائيل بأن المستفيد الوحيد من هذا الانقسام بين اليهود والعرب، هو اليمين المتطرف الذي يدّعي عدم وجود شريك فلسطيني للسلام وأن المواطنين العرب في إسرائيل هم طابور خامس.
النداءات التي تتعالى أيضا في الأوساط الإسرائيلية اليهودية لتوحيد أحزاب المركز واليسار الصهيوني - حزب تسيبي ليفني، يئير لابيد، حزب العمل وميريتس، توازي النداءات لتوحيد الأحزاب العربية، وهي مؤسسة على الوحدة بين اليهود، ولا تنادي بأي حال الى وحدة مع العرب. بذلك يكرّس هذا الواقع الهوة بين اليهود وبين العرب، ومرة أخرى يكون المستفيد هو اليمين المتطرف الإسرائيلي والقوى الظلامية التكفيرية العربية. فهذه النداءات التي تأتي من اليسار الإسرائيلي إنما تعزز ادعاء اليمين بعدم إمكانية الوحدة بين اليهود وبين العرب، وهذا ما يفسر ضعف اليسار الاسرائيلي من ناحية وانعدام أي تأثير من قبل الأحزاب العربية على الساحة السياسية.
اذا كان اليسار الإسرائيلي يريد فعلا إسقاط اليمين المتطرف الذي يهدد كيان الدولة التي يطمح إليها، فلزام عليه تغيير طريقه التي بدأتها حكومة ايهود براك بتفضيل الوحدة مع المستوطنين بدل الشراكة مع الأحزاب العربية ثم التصريح بأنه "لا شريك للسلام" الذي أوصل اليمين المتطرف للحكم.
من جهة أخرى إذا أراد الليبراليون والديمقراطيون العرب بناء مجتمع عماده المساواة وإنهاء الاحتلال والنزاع الدموي المستمر، فعليهم تغيير المنحى المدمر الذي لا يميز بين يهودي وصهيوني، بين ديمقراطي يريد مجتمعا مدنيا متساويا ويعارض الاحتلال وبين يميني عنصري يكره العرب.
ان الطريق الوحيدة لهزم اليمين هي الوحدة بين اليهود والعرب من خلال تشكيل جبهة عريضة تشمل العناصر العقلانية من كلا الجانبين، والوقوف ضد كل النزعات الانعزالية وضد التطرف اليهودي والعربي على حد سواء. ان الواقع العربي والواقع الإسرائيلي يفرضان على كل الحريصين على مستقبل المجتمع وعلى مصير الشعب الفلسطيني استغلال هذه الانتخابات كانطلاقة جديدة لإحداث اصطفاف سياسي جديد يكسر الجليد بين اليهود والعرب ويعزل اليمين المتطرف الذي يقودنا للجحيم.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة الحجارة ردا على إنعاش مخطط الحكم الذاتي
- شتّان ما بين الإيبولا وداعش
- حزب دعم العمالي - وثيقة سياسية: الحرب على غزة وتفكك النظام ا ...
- غزة تعمّق الانقسام في اسرائيل وفلسطين
- نتانياهو يغرق في بحر غزة
- -داعش- والفوضى المدمرة
- قدسية التنسيق الامني
- 95% للدكتاتور
- دولة إسرائيلية أم يهودية؟
- المصالحة مناورة فاشلة
- مهزلة التفاوض حول الأسرى الفلسطينيين
- ما سر حب نتانياهو لبوتين؟
- سوريا، أوكرانيا ومصير الأسد
- كيري يتلاعب بمصير سورية وفلسطين
- يهودية الدولة والسلام عليكم
- نعم للثورة - لا للدستور
- امريكا تتراجع وإسرائيل تنعزل
- الانتخابات المحلية تكشف عمق الكارثة في المجتمع العربي
- أوباما تائه والأسد ضائع
- على الأسد الرحيل!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - وحدة عربية يهودية لهزيمة العنصرية والتطرف