أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناصر أبو نصّار - عنصرية رأس المال الأبيض، من كولومبس إلى مايكل براون















المزيد.....

عنصرية رأس المال الأبيض، من كولومبس إلى مايكل براون


ناصر أبو نصّار

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 08:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



اهجم يا جيم كرو، اهجم يا مايكل براون، اهجم أيها العملاق الأسود والملون بصنوف العذاب، لملم عظامك من أفواهِهم، وانهض. في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2014 برّأ القضاء الأمريكي الضابط الذي أطلق النار على رأس مايكل براون.


ليس مايكل براون ببعيد عن المستعمرة الأولى التي بناها كولومبس (La Navidad) (1)، بعد أن ترك خلفه 39 مستعمراً لبنائها بينما اصطحب معه بالإضافة إلى خيرات البلاد “المكتشفة” 25 رجلاً مقيدين بالسلاسل كهدية لملكة إسبانيا وزوجها، ليفتتح بذلك بوابة العصر الاستعماري الجديد بثلاثة مفاتيح ذهبية، العبيد والأرض والثروة ويزج بملايين من الأفارقة السود في كبد المعاناة كتبعة أو كخطيئة تاريخية لاكتشافه العظيم! الذي أراق قبل عدة أيام دماء شاب أسود اسمه مايكل براون في مدينة فيرغسون الأمريكية.

ففي رسالته الأولى لملكة أسبانيا “إيزابيلا الأولى” وعندما وصلت سفن كولومبس إلى جزر الباهامز عام 1493 أرسل يقول (باسم الحضارة والدين الغربيين لنبدأ باستقدام أكبر عدد من العبيد!) وهذا ما كان، فالأساس المادي “لبناء العالم الجديد” بالاضافة إلى الموارد الضخمة المسلوبة (2)، كان لا بد أن يكون ملايين من البشرية المحلية والخارجية المستعبدة، التي دخلت في قلب السيرورة الاستعمارية وصيرورة التطور التاريخي للاقتصاد السياسي للنظام الاستعماري، العنصرية الاستعمارية التي لا يمكن تصورها بمعزل عن تطور الملكية الفردية بمعناها المادي التاريخي وصولاً إلى أرقى صورها الماثلة اليوم في الرأسمالية المعولمة.

عبيد يزنون ذهباً

كان لا بد أن يكون النظام الاقتصادي الحاكم في “العالم الجديد” مستورداً من أتون قهر الأقنان في أوروبا، فبالتزامن مع الإبادة الجماعية للقبائل الهندية المنتشرة على امتداد “العالم الجديد” وسرقة أرضهم وإحلال المستعمرين الغربيين مكانهم، كان لا بد أن ينهض بعبء البناء أحدٌ ما، وأمام المساحات الشاسعة من الأرض والثروات اللامحدودة وأحلام المستعمرين الجدد، بدأ الصيادون المهرة باصطياد البشر من أفريقيا، وشحنهم في سفن ال (Maafa) باللهجة السواحلية الإفريقية أي سفن المحرقة، ليقوموا بعبء بناء العالم الجديد، ويعملوا بالسخرة في مزارع القطن والبن والكاكاو ومناجم الذهب والفضة، ويحتلوا في ميزان التجارة الأوروبي المرتبة الأولى في التبادل مع العالم الجديد، “إنهم عبيد يزنون ذهباً”(3).

ومع بلوغ حركة تجارة العبيد لذروتها على أيدي البريطانين عام 1619 الذين احتلوا الجزء الشمالي من القارة الأمريكية، ودخولهم كمنافس قوي خلفاً للبرتغال في تجارة العبيد، بلغ عدد العبيد الذين اختطفتهم بريطانيا من بين ذويهم في أفريقيا وصولاً إلى عام 1790 ما يقارب المليون افريقي، مع إشارة العديد من الباحثين السود إلى عدم دقة هذا الرقم وأن عدد الأفارقة المستعبدين حتى ذاك التاريخ تفوق الإحصاءات بثلاثة أضعاف على الأقل، وكرست قوة العمل المستعبدة في خدمة المستعمرين الجدد للأرض، وإذ ذاك لم يكن المضمون المباشر لحركة الاستعباد عرقياً “وإن كان حاضراً”، بقدر ما كان مستنبطاً من مضمون عملية الإنتاج ذاتها في ظل نظام السخرة، التي أنتجت في صيرورة تطورها الكارثي نظام الرق القائم على العرق، وبكلمات أخرى فإن المضمون العرقي للاستعباد بمعناه الأيدولوجي أنتج في سياق نمط الانتاج وتطور من خلاله بالاستناد إلى الهيمنة والاحتكار الماديين لعناصر الإنتاج من قبل الطبقة البيضاء المهيمنة منذ عصر التنوير وحتى اللحظة منذ عصر القنانة فالاستعمار إلى عصر الاستلاب المباشر في الرأسمالية المعولمة.

الثورة الصناعية والاستقلال وقوانين جيم كرو

انقسمت الولايات الأمريكية المتحدة قبيل استقلالها انقساماً إنتاجياً متفاوتاً، بين قسميها الشمالي والجنوبي، ففي الوقت الذي ساد فيهِ الإنتاج الزراعي والرعوي في معظم الولايات الجنوبية، اتجه القسم الشمالي مع بواكير الثورة الصناعية التي انتقلت اليها من أوروبا عبر الوارث الاستعماري”بريطانيا” إلى التصنيع والتعدين، وقد قادت البرجوازية الناشئة في الولايات الشمالية معركتين مصيريتين:-

الأولى :- حرب الاستقلال عام 1776 عن التاج البريطاني.

الثانية:- “تحرير” (4) القوى المنتجة في اطار التشكل البرجوازي الحديث الذي بدأ يطبع طابع الانتاج في الولايات الشمالية.

لكن مستويات التطور المتفاوتة في أنماط الإنتاج بين الشمال والجنوب كرست نمطين مختلفين في مفاهيم الاستعباد للأفارقة، ففي الوقت الذي انتهجت فيه الولايات الشمالية سياسة تحرير القوى المنتجة عبر تحرير الأفارقة وزجهم في آلة الاستعباد الجديدة، فقد انتهجت الولايات الجنوبية سياسة الرق القائم على العرق، عبر قوانين جيم كرو إلى أن انفجرت مستويات التطور المتفاوتة في ظل هيمنة الولايات الشمالية اقتصادياً باقتصادها البرجوازي، بشكل حرب أهلية على أعتاب قرار أبراهام لينكولن عام 1863 إلغاء العبودية، في إطار الهيمنة الجديدة لنمط الإنتاج الرأسمالي وهيمنة فلسفتها المادية الميكانيكية التي تشترط تثوير الإنتاج (الربح) عبر ضمان حريتين أساسيتين :- (تحرير القوى المنتجة، وتحرير السوق) .

لقد عكست قوانين جيم كرو العنصرية البيضاء بأبشع صورها، انطلاقاً من اسمها المشتق من أغنية من أغاني الريف عام 1830 تسمى اقفز يا جيم كرو، والتي تستحضر صورة العبد الأسود بينما يمارس السادة البيض ساديتهم بإطلاق الأعيرة النارية بين قدميه وهم يتصايحون اقفز يا جيم كرو اقفز، فعلى الرغم من انتصار الشمال في الحرب الأهلية الأمريكية وتحرير العبيد، استمرت سياسات الفصل العنصري ضد السود، وتحديداً في الجزء الأهم منها في تقسيم العمل.

تقسيم العمل والعنصرية البيضاء

جردت قوانين جيم كرو السود من حقوقهم السياسية من خلال تسوية عام 1877 للانتخابات الرئاسية التي قادها الحزب الديمقراطي، مطلقاً العنان لخطة إعادة الإعمار بعد مجزرة (الركبة المفتوحة) ضد آخر معاقل السكان الأصليين ومرسخاً سياسات الفصل العنصري ضد الأفارقة السود، ولم تكن قوانين الفصل العنصري في الأماكن العامة حجر الرحى الحقيقية للصراع بل التعبير الأكثر شيوعاً عن قوانين جيم كرو، فكانت الهيمنة الطبقية البيضاء واستلاب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للأفارقة الجذر الحقيقي للصراع والتمظهر اللفظي لجملة التشريعات الناطقة باسم الطبقة الحاكمة في الولايات الامريكية المتحدة.

وانطلاقاً من تقسيم العمل فقد زجت قوانين جيم كرو بملايين الأفارقة المسلوبين الإرادة والحقوق السياسية في ماكنات الاستعباد الرأسمالي للعمل بأبخس الأجور في مصانعها الناشئة لساعات عمل طويلة وبما يكفي فقط لحفظ جلدهم المدبوغ بالبؤس والقهر والسياط على أجسادهم النحيلة، واتخذ الصراع في واقع الأمر بعداً طبقياً تمثل في سلسلة الإضرابات العمالية الطويلة عن العمل والتي تراوح عددها في السنوات ما بين 1859-1899 الـ 57 إضراباً كبيراً قادها الأفارقة السود إلى جانب الأقليات الأخرى، تلك الإضرابات التي تعاظمت بشكل تصاعدي في القرن الذي تلاه بواقع 35-30 إضراباً في كل عقد من عقود القرن الثامن عشر، وكان لابد مذ ذاك أن تمارس الرأسمالية لعبتها المعتادة في التحايل على الصراع الطبقي والانحراف بالصراع عن اتجاهات حركتهِ الجذرية ونقلهِ إلى مربعات أخرى, خوفاً من انفجارها التاريخي في النظام الاقتصادي الذي انتهجته، فكان لابد من نقل الصراع إلى مربع الحقوق المدنية!

روزا باركس وحركة الحقوق المدنية والفهود السود

عندما رفضت روزا باركس التنحي عن مقعدها في الحافلة لشخصٍ أبيض في الرابع من فبراير 1913، أشعلت من كبريائها شرارة حركة مقاطعة الباصات في مونتغومري والتي سرعان ما اشتعلت في كافة أرجاء الولايات المتحدة مبشرة بأكبر زوبعة إحتجاجات شعبية ضد سياسة الفصل العنصري وقوانين جيم كرو، وقادت إلى جانب مارتن لوثر كنغ وتشارلز هاميلتون هيوستن حركة الأفارقة، ولكن للأسف بعيداً عن الاتجاه الصحيح، فعلى الرغم من انتزاع السود لحقوقهم المدنية عبر نضالات إنسانية تعز عن الوصف قدم فيها الأفارقة السود دمائهم من أجل الحصول على حقهم الطبيعي في التعامل معهم كبشر عام 1964، والحصول على حقوقهم السياسية عام 1965، فقد راوح الأفارقة السود مكانهم فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بفعل تمركز ملكية وسائل الإنتاج في يد الأغلبية البيضاء وتراكم رأس المال في يدها تبعاً لذلك.

وهذا ما رسخ سياسة التهميش الاقتصادي والاجتماعي وإقصاء الأفارقة السود وتعميق إفقارهم، فبعد فترة الإنتعاش النسبية بين الأفارقة السود التي تلت انتزاعهم لحقوقهم المدنية، تضاعفت نسبة الفقر في الفترة ما بين 1969 و 1976 بنسبة 44% احتل فيها السود المرتبة الأولى بنسبة تدرجت صعوداً إلى 33% و البيض بنسبة تدرجت صعوداً إلى 11 % وتقاسمت الأقليات غير البيضاء الإسبانية والآسيوية وغيرها النسبة المتبقية، ليظفر السود بعد نضالهم المرير من أجل الحقوق المدنية بالجزء الفارغ من الكعكة، جزء الحرمان والجوع المطقع من الحماية الاجتماعية والاقتصادية، وهو الأمر الذي عمق إحساس السود بالإحباط ودفعهم لانتهاج خيارات أكثر راديكالية عبر الالتحاق بحزب الفهود السود، الذي انطلق من رحم المعاناة السوداء في أكتوبر عام 1966 وتعاظم حجم نفوذه في الدفاع الذاتي عن السود وعن باقي الأقليات وتجذر برنامجه الاشتراكي الثوري في وعي الأقليات المضطهدة في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، حيث آمن بوحدة الطبقة العاملة عبر العالم بعيداً عن الجنس والعرق والقومية وآمن بالاستيلاء بالقوة على وسائل الإنتاج.

وعملوا على توحيد الحلقات الثورية على امتداد الولايات الأمريكية المتحدة في إطار جبهة موحدة للكفاح ضد الرأسمالية البيضاء، إلا ان مكتب التحقيق الفيدرالي بإشراف إدغار هوفر أطلق برنامج الاستخبارات المضادة وبدأ بشن حربه الاستباقية لمنع توحد المجموعات الثورية وتدميرها، قبل تجذرها في حركة ثورية لا تهدأ، فمارست السلطة أبشع أشكال التنكيل والقتل والإرهاب بحق اليساريين السود والمنظمات الثورية الأخرى بعد أن صرح إدغار هوفر بأن “حركة الفهود السود هي التهديد الأكبر للأمن الداخلي للبلاد” (5)، وذلك بفعل النجاحات الملحوظة التي قادها حزب الفهود السود في توحيد المنظمات الثورية وتهميش دور العصابات والنجاح في انتشال أفرادها من عالم الجريمة وضمها في صفوف الحرب الطبقية، أغار إدغار هوفر في الرابع من ديسيمبر 1969 على شقة الفهود السود وقام باغتيال أبرز قياداتها من فرد هامبتون إلى مارك كلارك واصابة زوجة فرد هامبتون التي كانت حاملاً في الشهر الثامن ونجاتها بأعجوبة، واستمر إدغار هوفر بضرباتهِ الإرهابية على الحركة وبكافة الوسائل حتى إجهاضها بشكل تام عام 1979.

من الفهود السود إلى مايكل براون واحتجاجات فيرغسون

بعد تخلص السلطة الإرهابية في الولايات الأمريكية المتحدة من أكبر تنظيم ثوري فيها، وإعادة إغراق الأقليات في بحر المخدرات وتجارة الجنس وعالم الجريمة، عاشت السلطة المهيمنة فترة رخاء عبر تشويه جذر الصراع الطبقي في الولايات الأمريكية المتحدة ونقله إلى مربعات وهمية تتجلى في التصارع على صناديق الاقتراع وإغراق المجتمع بالحلول الخلاصية الفردية التي تقدمها حلقات الدعم، بالإضافة إلى تصدير أحلام الاغتناء السهل والرخيص، لتمارس بكل حرية نهج السلب المنظم عبر تفتيت ممكنات الوحدة بين الأقليات المضطهده وقيادتها العمالية، تلك الحلول لم تقدم شيئاً للأفارقة السود ولغيرهم من الأقليات، إذ تفيد الإحصاءات الرسمية بأن 29% من الشباب السود ممن ولدوا في العام 1991 قد أمضوا و/أو سيمضون فترة من حياتهم في السجون وأن واحد من أصل ثلاثة شبان سود الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 20 و 29 هم تحت الرقابة القضائية، وأن الرجال السود الذين تبلغ أعمارهم ما بين الـ 30 والـ 34 يحتلون المرتبة الأولى من تعداد المسجونين في الولايات الأمريكية المتحدة، وحيث تشكل الأقليات العرقية في الولايات الأمريكية المتحدة 30% من مجمل التعداد السكاني فإنهم يشغلون ما نسبته 60% من تعداد نزلاء السجون.

بالتزامن مع الأزمات التي راحت تعصف بالرأسمالية العالمية ، انتهج اليمين الحاكم سياسات أكثر تطرفاً في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية عبر التمويل المفضوح للعودة الشرسة للنازيين الجدد في كل من أوروبا والولايات الامريكية المتحدة، في محاولة أخرى من الرأسمالية للسيطرة على تناقضاتها الكامنة، وضمان انشغال الطبقة العاملة وفقراء بلدانها بصراعات جانبية تستنزفها وتعيق توحدها في حركة طبقية، وتمهد لشروط توسع جديدة في المحيط الشرقي من الكتلة الأوروبية كما يحصل في أوكرانيا ومولدافيا اليوم، ومن جديد تضرب يد الإرهاب البيضاء مرة أخرى في مدينة فيرغسون شاباً أسوداً للهوه بمسدس زائف “لعبة” في إحدى الحدائق العامة، عبر إطلاق 12 رصاصة عليه، ثمانية منها استقرت في جسده، أولها اخترقت عين مايكل براون بإصابة قاتلة إلا ان هذه الإصابة لم تثني الضابط دارين ويلسون عن إصابتهِ بسبعة رصاصات أخرى، ولم تثني هيئة المحلفين من إصدار حكمها ببراءة الضابط دارين ويلسون، بالاستناد إلى شهادة واحدة تفيد بتقدم مايكل براون باتجاه الضابط ويلسون!

لم يبدر من مايكل براون ما يؤهله للموت باكراً إلا لكونهِ أسوداً، فعلى الرغم من التفاصيل الجنائية التي تفيد بتلقي الضابط ويلسون إخبارية تفيد بسرقة مايكل براون لعلبة سجائر، فإن الموت كمقابل لعلبة سجائر يفضح الأساس الأخلاقي لسلطة البوليس البيضاء، وعلى ذلك فقد اندلعت الاحتجاجات في مدينة فيرغسون وكافة مدن الولايات الامريكية المتحدة تحت شعار “black lives matters” في تحد واضح لقرار المحكمة الجنائية وهيئة المحلفين، وبقدر أهمية هذه الاحتجاجات في إيقاظ ضمير العالم على ما يحصل في الولايات الأمريكية المتحدة من تمييز عرقي، إلا أنها لن تصل إلى غايتها المرجوه بالاستناد إلى المراجعة التاريخية لحركة الحقوق المدنية التي كانت أكبر حجماً وأكثر جذرية، لكون الحراكين لا يضربان عميقاً في الأساس الطبقي لعنصرية رأس المال الأبيض من كولومبوس إلى مايكل براون من الـ la navidad إلى فيرغسون ، حيث تشير الإحصاءات المتعلقة بالفقر بأن ما يزيد على 30% من الأفارقة يعيشون دون خط الفقر وأن 12% فقط من البيض يعيشون تحت خط الفقر في الوقت الذي تتوزع فيه النسب الباقية على الأقليات العرقية الأخرى في الولايات الامريكية المتحدة.

لذلك أقول اهجم يا جيم كرو، اهجم يا مايكل براون ، اهجم أيها العملاق الأسود والملون بصنوف العذاب، لملم عظامك من أفواهِهم، وانهض.

______________________________________________________

1- هي المستعمرة الأولى التي بناها كولومبوس بعد أن خلف 39 رجلاً للاطلاع بهذه المهمة، والترجمة العربية للأصل اللاتيني (la Navidad) تعني عيد الميلاد، ومن الملاحظ التقارب في مضمون المعنى بين اسم المستعمرة الأولى وبين ( عيد الشكر Thanks giving ) الذي يحتفل فيهِ البيض بعد إبادتهم للسكان الأصليين والدلالة الواضحة في الربط بين المعنيين يتجلى في الوعد الإلهي بسلب هذه الأرض، وكأنها هدية إلاهية.

2- المسلوبة وليست المكتشفة، درجت كتب التاريخ على تسمية الثروات التي جلبها كولومبوس مَعهُ إلى أوروبا، بالكنوز والثروات المكتشفة ، ولكن واقع الأمر هو أنها سلبت بالقوة والقهر الاستعماري ولم تكتشف فهي ملكية أصيلة للشعوب الأصلية في الامريكيتين.

3- بيدرو الفاريز :- مكتشف الطريق البحري إلى البرازيل، ورفيق فاسكوا ديجاما في اكتشاف رأس الرجاء الصالح والنجاح في الوصول إلى الهند، كما عمل على توسيع الإمبراطورية البرتغالية ما وراء البحار، وقائد مجزرة كالكوتا الشهيرة عام 1500 بحق الهنود الذي برر جريمته الشنيعة بمقولة (إنهم عبيد يزنون ذهباً).

4- تستخدم البرجوازية لفظة “تحرير العبيد” أو لفظة “تحرير القوى المنتجة” في مجال التفاخر بإنجازاتها التاريخية، وقد وضعتها بين مزدوجين للدلالة على عدم مصداقية هذا الادعاء، وأن ما يسمى بتحرير العبيد أو تحرير القوى المنتجة ليس أكثر من إعادة اقتياد للقوى المنتجة إلى سلاسل أقسى وأشد غلاظة لا تراها العين المجردة وتصنعها ماكينة القهر البرجوازي للطبقة العاملة.

5- في أكتوبر من عام 1966 تأسس حزب الفهود السود على يد هيوي نيوتن وبوبي سيل في ولاية كاليفورنيا، للدفاع والتصدي لإجرام السلطة الحاكمة في الولايات المتحدة التي سلطت سياطها على ظهور السود ومجتمعات الأقليات، وحارب الحزب من أجل اقامة الاشتراكية الثورية عبر تنظيم الطبقة العاملة في الولايات المتحدة، وانتزاع الحكم من الطبقة الرأسمالية البيضاء بالقوة.



#ناصر_أبو_نصّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناصر أبو نصّار - عنصرية رأس المال الأبيض، من كولومبس إلى مايكل براون