أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - اسعد الامارة - الجنس..الرغبة والدفاع















المزيد.....

الجنس..الرغبة والدفاع


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 12:16
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


جبُلت البشرية عبر التاريخ ان تتوقف قليلا عند بعض المحرمات رغم انها تشكل عصب الحياة الرئيس وهو الدافع لاستمرارها وتحريكها نحو الامام.انه الحاجة لاستمرار الحياة وهو التكيف معها في آن معاً وبدونه لا يحدث التوافق،وعندما نشير له بانه حاجة فهو حاجة اساسية مثله مثل الطعام والشراب من حيث اهميته الآنية للحياة وربما كان اعظم الحاجات على الاطلاق لأن بوساطته يضمن الانسان التكاثر وبقاء الجنس البشري وتنوعه وتطوره،ولهذه الحاجة الاساسية"الجنس"وضعا خاصاً في الحضارات الانسانية عبر التاريخ،فعندما يتحدث الناس عن حاجاتهم الاساسية الاخرى منها الحاجة الى الطعام والحاجة الى الشراب والحاجة الى الامن والحاجة الى التقدير الاجتماعي والحاجة الى التقبل والحاجة الى الابوة والحاجة الى الامومة يكون الحديث اعتيادياًوبدون اي تخوف، بينما ينتابهم الرعب عندما يكون الافصاح المعلن عن الحاجة للجنس ،وهو ناجم عن قوة تأثير الكبت الذي تقمصه افراد المجتمعات البشرية لاشعورياً حتى غدا محرما تحريما قطعيا(تابو).
ترى نظرية التحليل النفسي ان مفهوم الجنسية مرادف لمفهوم الحب بأوسع معانيه،فهو يتضمن اولا الحب الجنسي وما يهدف اليه من الاتحاد الجنسي(اي الاتصال الجنسي بفرد من الجنس الآخر)كما يتضمن حب الذات وحب الوادين وحب الاولاد،والصداقة وحب الانسانية عامة وكذلك التعلق الحميم بالموضوعات العيانية والافكار المجردة،فكل هذه الميول كما تبين خبرة التحليل النفسي تعبر عن دوافع غريزية واحدة ولكنها تتحول في ظروف اخرى عن هذا الهدف،او تمنع من الوصول اليه.
تؤكد الدراسات النفسية ان الدافع الجنسي تحكمه معايير المجتمع لذا فالمجتمعات تنظم المعايير والسلوك الاجتماعي العام في كل المجتمعات وبضمنها الرغبة في الحصول على الدافع الجنسي،وتختلف المجتمعات باختلاف الموقف العام والقيم وتسلط الفكر السائد في المجتمع،فاذا ما كان الفكر السائد منفتحاً لا يضع الممنوعات والمحرمات امام هذه الغريزة وربما يكون عاملا مهما في تنظيمها بشتى الطرق،اما اذا كان منغلقاً فأنها ستتحول بمرور الوقت الى احدى الممنوعات ويصاحبها في معظم الوقت القمع والكبت الداخلي من الافراد انفسهم او سلطة القانون ولكن رغم ذلك تنظم الثقافة السائدة هذا السلوك وتضع له المعايير المرغوبة.
لو تناولنا اهمية الدافع الجنسي والحاجة اليه لدى الذكر والانثى لوجدنا ان هناك تأثيرات مهمة ومباشرة ومختلفة في الفروق على مخ كل من الذكر والانثى،فالهرمونات الجنسية تنشط في مرحلة عمرية معينة وتأخذ اقصى نشاطها للحد الذي يجب ان توضع الضوابط لمعاجتها فتكون الرغبة هائمة ولكن تجد الدفاع من معايير المجتمع التي تلعب دورا كبيرا وقويا في تشكيل السلوك لكل جنس سواء كان ذكراً اوانثى.
ان الحاجة الى الجنس تأخذ رؤية السلم الطبيعي من الفروق بين الافراد ويصور لنا الواقع النفسي الخاص او الممارسات التطبيقية وملاحظتها مباشرة اهمية نتائج الصلات بينها وبين الآخر،هذا الآخر ربما كان مختلفاً في الوضع الطبيعي ذكر او انثى ولكن هناك الرغبة القوية العارمة التي تنشأ في اقامة الصلات بين ذكر وذكر او انثى وانثى او انسان حي وانسان ميت في رغبة بالجماع وما شاكل ذلك من انحرافات ولسنا هنا ان نتحدث عن الانحرافات بل نتحدث عن الوضع الطبيعي وكيفية قبوله لدى الآخر.
يعد الهدف من الجنس السوي لدى الناس جميعا هو اتحاد الاعضاء التناسلية في ممارسة تعرف بالجماع ويؤدي من خلالها الطرفين اطلاق التوتر الجنسي وانطفاء الغريزة الجنسية انطفاءاً مؤقتاً يسمح للحاجات الاخرى ان تعبر عن نفسها باوسع ما يمكن من تعبيرات فاشباع دافع الجوع مثلا يعطي لصاحبه القدرة الكبيرة على التفكير في امور اخرى يتسامى من خلالها نحو الافضل،وكذلك الحال من اشباع دافع العطش الذي يمنح الفرد ان يفكر جيدا بعد ان يرتوي،واشباع الحاجة الى الامن يعطي لجميع الناس القدرة على التواصل بدون خوف او توتر ويمنحهم الثقة بالاخرين،وكذلك هو الحال بالنسبة لاشباع الدافع الجنسي ،وهواشباع مماثل للجوع والعطش والامن والتواصل الاجتماعي بيد ان قمع هذه الحاجة او كبتها تربك العلاقة مع النفس اولا ومع الاخرين ومشروعات الحياة الاخرى ثانياً،فالتهيج الذي لايجد له منفذاً في التعبير عن اطلاقه سوف يتحول الى عدوان باشكال عديدة،ابتداءاً من العنف اللفظي او النميمة او تناقل اخبار الناس بالسوء والمبالغة في تضخيمها،او قد يبدو في سلوك شدة التأنيب لاقل زلل يصدر او سلوك غير مقبول من اقرب الناس وكأنه يحتقن في داخله ولم يجد التفريغ الملائم،ومن اعراض الكبت الجنسي الذي يتحول الى حركات وسلوك واضحة بشكل عدواني هو القرص الذي يمارصه رجل تجاه الاخر او تجاه امرأة او العكس وهو ينم عن الكثير من جوانب الكبت الجنسي،وربما كان اللمس المثير تعبيرا عن الرغبة الجنسية المكبوتة التي لم تجد لها مخرجا تفريغياً مقبولاً، او حتى النظر الشديد الذي يصدر احاسيس ذات رغبة جنسية بعينها تكون مصدراً للاثارة ويقول علماء التحليل النفسي ان الانطباع البصري ما برح الطريق الذي يفضي عادة الى التهيج الجنسي لذا عد بانه اسهل الطرق الى ممارسة الاستمناء لدى الشباب في مرحلة عمرية بعينها.ومن ردود فعل الدفاع ضد تفشي الرغبة الجنسية المباحة والتعبير عنها علنا هو ستر الجسد بالتدريج بما يساير الحضارة لكي لا يوقظ التطلع الجنسي الذي يسعى الى تكملة الموضوع الجنسي بالكشف عن اجزائه المستورة،ولا نجانب الحقيقة كثيراً حينما نقول ان سيكولوجية الملابس وتاثيراتها على الاخرين وما تلبسه المرأة على جسدها يعد احد عوامل الاثارة الجنسية او ما هو سائد اليوم في ثقافة الغرب التي ترى في اظهار جزء من وسط الجسم(البطن والصرة)كاحدى الموديلات السائدة الان وهي تعطي نوعا من الاستعراض الجنسي باستخدام اثارة الملابس والموضة لذا فأن الموضة تضطلع في وظيفتها الاولى بتجميل الموضوع الجنسي لكي يحقق الجاذبية من مستوى الاثارة الجنسية القوية الى عالم الفن او الجمال الخالص بشكل آخر.وتبقى الرغبة الجنسية عامل صراع دائم لدى شرائح المجتمع الكثيرة ولدى الناس عامة اذا ما اشبعت تأخذ مسارات اخرى اهمها العنف والسلوك العدواني واذا ما عولجت معالجة صحيحة فأنها تبقى بين الرغبة والدفاع الذي يربك النفس والمجتمع والتطور الحضاري.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك
- تفجير النفس بين التعصب والاكتئاب
- الصراع النفسي ..ديالكتيك الهم الانساني
- هل يتراجع العراقيون عن قيم التسامح والمودة!!
- الشخصية السلبية Passive


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - اسعد الامارة - الجنس..الرغبة والدفاع