أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألقانون والعدل ...لا يلتقيان ؟!














المزيد.....

ألقانون والعدل ...لا يلتقيان ؟!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 08:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألقانون والعدل ...لا يلتقيان ؟!
تنويه لا بُد منه : القضايا المذكورة في المقالة حدثت في إسرائيل ، لكن موضوع النقاش في المقالة يخص المجتمع الإنساني بشكل عام ، والمُقاربة صالحة ليس فقط على الجوانب الجنائية ، بل على مجالات كثيرة ومُتعددة .(إنتهى التنويه ) .
تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في الإستئناف المُقدم من طرف شاب في العشرينات من عمره ، والذي يطلبُ فيه من المحكمة العليا ، الحُكم ببرائته من تهمة القتل ، لأنها حالة دفاع مشروع عن النفس .. والقضية بجملتين : قام الشاب المذكور بقتل شاب أخر كان يبتزه ماديا ويغتصبه جنسيا . وكما "أعتاد " المُغتصب فقد توجه الى الضحية طالبا منه اللحاق به الى مكان بعيد عن الأنظار ، فأستغل ( وليس استغلت لأنه ذكر) الضحية لحظة إنشغال المغتصب بالتبول على حائط فهاجمه من الخلف وخنقه بيديه وعندما سقط المغتصب على الأرض عاجله الضحية بضربه بصخرة على رأسه ، مما أدى إلى موته .( ليذهب الى الجحيم عليه اللعنة ، وعليه اللعنة كان معروفا للشرطة وصاحب سجل إجرامي ، ودخل السجن عدة مرات سابقا – هاي من عندي).
المحكمة الدنيا (محكمة البداية ) حكمت على الضحية بالسجن لمدة عشرين عاما ، إنطلاقا من أن "القتل " لم يكن دفاعا عن النفس ، خصوصا وأن الضحية هاجم المغتصب وهو على الأرض ، ولم يكن كضحية يتعرض لخطر ناجز ومباشر من قبل المغتصب .
والقضية شائكة وأدت إلى إنقسام في الرأي العام ، فالغالبية تؤيد حكما ببراءة الشاب ، بل شارك المئات بالأمس في تظاهرة تضامن معه أثناء مداولات المحكمة . وتطرق أخرون الى القضية من منظور جنساني متسائلا : ماذا سيكون قرار المحكمة لو كانت الضحية التي دافعت عن نفسها أُنثى ؟؟ لا شك ، يقول هؤلاء بأن الحكم عليها سيكون مخففا ..!! وذلك لأن المُجتمع لا يرى ضحايا الإعتداءات الجنسية من الذكور .
والقضاء وبشكل عام يتعامل مع الوقائع ولا يتعامل من منظور تحقيق العدالة ، فهو يُطبق القانون في الأساس ، ويعمل على ضوء النصوص القانونية وأحيانا يتخذ احكامه بناء على روح القانون .
لكن ، لننظر إلى الإعتداءات الجنسية والعنف الجسدي من منظور "الأثر النفسي " والجُرح العميق الذي يتركه الإعتداء على روح ، وفي نفس الضحية . ورغم أنه قول مُكرر وقد يكون ممجوجا ، فإن جراح الجسد تلتئم بعد مدة طالت أو قصُرت ، لكن جروح النفس لا تلتئم أبدا ... فالخوف من المُغتصب الذي يُمارس عنفا ولا يُمارس جنسا ، الشعور بالمهانة والإهانة ، ألشعور بإنعدام القيمة ، الشعور بالخجل وبكراهية الذات ، الشعور بالعجز ، الشعور بالقذارة والشعور بفقدان ألذات الإنسانية ، هي، وغيرها الكثير، من الجروح التي يتسبب بها الإعتداء الجنسي ، لا تندمل بمرور الأيام وما من علاج دوائي لها .
لذا ، وبغياب العلاج النفسي المُلائم ، فحينما تسنح الفرصة أمام الضحية لتصفية حساب طويل من سنوات العذاب ، فالضحية لا تتعامل مع "الأمر " من زاوية دفاع مشروع عن النفس ، بل تتعامل مع " الأمر " من منظور التعويض عن كل ساعات الخوف والرعب ، وترى فيه إستعادة للسيطرة على مجرى الحياة وتغلبا على مشاعر الخوف وإستردادا للشعور بالقوة والقدرة الذي إختفى مع أول إعتداء جنسي ،وباقي المشاعر الأخرى .
لكن مرة أُخرى هل تبحثُ المجتمعات المُعاصرة عن تحقيق العدالة(للمظلومين ) أم عن تطبيق القانون ؟؟
لقد جاء الجواب على هذا السؤال الجدلي من فم قاضية إسرائيلية والتي وقعت ضحية عملية إغتصاب جنسي، وقد قام بالإعتداء عليها جنسيا ، ضابط في الشرطة .
حدثت القاضيةُ صديقةَ لها عن الموضوع ، وطلبت منها الصديقةُ التوجهَ بشكوى ضد الضابط ، لكنها رفضت بشدة . تعرضت لضغوطات من جهاز القضاء ومن جهاز الشرطة ، طالبها الرأي العام في وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل ، لكنها رفضت بحزم .
يُشير البعض إلى أنها ما زالت في مرحلة ما بعد الصدمة ، وهي حال نفسية يتعرض لها من يعاني من صدمة نفسية ، من علاماتها الخوف ، الإنطواء وفقدان الثقة بالنفس .
لكنها قاضية يقول أخرون ، وعليها أن تكون نموذجا لكل ضحايا الإعتداءات الجنسية ، لذا عليها التوجه بشكوى ضد المُغتصب لكي تتم مُحاكمته ومعاقبته بما يستحق من عقاب .
بل وذهب البعض شوطا أبعد من ذلك ، إذ طالب بمحاكمة القاضية إذا أستمرت في رفضها التوجه بشكوى .
لكن الحقيقة التي يجب الا تغيب عن الأنظار ، هي كون الضحية قاضية ولا بُد وأنها جلست في قضايا إعتداءات جنسية ، وتعرفُ ما تتعرض له الضحية من ضغوط نفسية أثناء المحكمة وخصوصا من مُحامين ينقضون على الضحايا الضعيفة كما ينقض قطيع من الضباع على فريسة مُصابة بجروح ..!!
لكن هل أُؤيد أنا شخصيا، أن يُطبقَ الضحايا العدالةَ التي يُريدونها لأنفسهم ؟؟ كما فعل الشاب الذي تجري مُحاكمته ..
لا ، وأقولها بوضوح ، رغم علمي بأن جهاز القضاء لا يبحث عن العدل ، ورغم علمي كذلك بأن المنظومة القائمة على تنفيذ العقوبات ، أي مصلحة السجون ، لا تُقدم للمُدانين علاجا وقائيا يستبقُ إعتدائهم التالي بعد خروجهم من السجن .
وأقولها بوضوح كذلك رغم علمي بأن الدولة لا تُقدم خدمات علاجية تأهيلية لضحايا الإعتداءات الجنسية ، وهذا ما يحتاجون إليه بشكل طاريء ، بعد الإعتداء وخلال فترة طويلة بعده ..
وأقولها بوضوح أيضا ، رغم علمي الأكيد بأن جهاز القضاء يُعاقب المُعتدي ويُحاكمه على "الحق العام " ، يعني على خرقه للقانون فقط ، ولا يُحاكمه على الحق الخاص ، أي حقوق الضحية ..
أقول كل هذا ، لأنني من أنصار مقولة القانون فوق الجميع ، والقانون هو الحكم والفيصل في الخلافات بين الناس ، والقانون فقط هو الذي يُعاقب ..
وأقولها بوضوح كذلك ، لأن للمُجرمين حقوقا كذلك ..
هل أطلبُ من القانون أن يقترب قليلا من العدالة ؟؟؟
نعم وبكل تأكيد ...



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضاء الإسرائيلي والنازية ..
- قضية حسبة ضد -اليهود قادمون - .
- تدنيس بحجة التقديس ..!!
- بين حرية التعبير وحرية التحريض ..!!
- خداع النفس ...!!
- عذاب القبر ..!!
- عرب إسرائيل : شيزوفرينيا المُواطنة والقومية ..!!
- ...تداعيات على مقال الاستاذ افنان القاسم Femme Fatale
- بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم
- كفى رقصا على الدماء .
- نجاح هدّام ..!!
- ذكريات من زمن فات
- حوار ماركسي ..؟؟!!
- النيابة والاعتداء..
- استاذة فاطمة ناعوت : زودتيها شوي ..أبجديات الحياة أولا !!
- إعدام أم دفاع عن النفس ؟؟ وكوفية ..!!
- ألغني والفقير ..
- ألروبوتات القاتلة ..
- واحة الديموقراطية تغرق في وحل العنصرية ..
- نتالي فاكسبيرغ تذبح الأبقار المقدسة ، أو لم يعُد العَلَمُ رم ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألقانون والعدل ...لا يلتقيان ؟!