أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - علاقة أردوغان بداعش















المزيد.....

علاقة أردوغان بداعش


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الملاحظ هذه الأيام أن أنقرة صارت محجاً للقادة الكبار في العالم، فقبل أسابيع قام نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن بزيارة أردوغان، وقبل يومين قام البابا فرانسيس بزيارة مماثلة، وما أن غادر حتى وحط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطار العاصمة التركية. طبعاً الأسباب المعلنة لهذه الزيارات تختلف عن الأسباب الحقيقية، والسؤال هنا لماذا صارت أنقرة محجاً لهؤلاء القادة؟ ولماذا يتواطأ أردوغان مع الإرهاب، هذا السؤال وغيره وجهته لي إذاعة عربية قبل يومين، والمقال هذا هو ملخص ما جاء في الحوار.

السبب الرئيسي لهذه الزيارات لأنقرة هو علاقة أردوغان مع ما يسمى بمنظمة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إختصاراً (داعش). لقد بات واضحاً الدور المحوري الذي تلعبه تركيا أردوغان في دعم (داعش) لأسباب واضحة، أهمها: أن أردوغان، حاله حال السعودية وقطر، سعت للإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق، وحكومة نوري المالكي في بغداد. و ما أن يئسوا من إسقاط الأخير عن طريق صناديق الاقتراع استخدموا ورقة (داعش) باحتلالها للموصل يوم 10/6/2014، وبطريقة في منتهى الخبث والدقة، وما جرى بعده من احتلال للمحافظات الغربية. وبإتفاق مسبق مع أردوغان، قامت (داعش) باعتقال 49 موظفاً في القنصلية التركية بالموصل، لإبعاد الشبهة عن دوره في هذه المؤامرة القذرة، ولمنحه العذر في عدم السماح لأمريكا باستخدام القاعدة الجوية التركية أنجرليك لقواتها الجوية لضرب داعش، بالإدعاء أنها تخاف على مصير موظفي قنصليتها المختطفين. بينما غرض أردوغان هو دعم داعش في المنطقة. وقد تم إطلاق سراح "المختطفين" الأتراك فيما بعد دون أن يصيبهم أي أذى.
ولم يكتفِ أردوغان بعدم التعاون مع التحالف الدولي لضرب داعش فحسب، بل وطالب بحضر الطيران على سوريا وخاصة المناطق التي تحتلها داعش. والغرض من هذا الطلب واضح وهو حماية مقاتلي داعش من القصف الجوي.
كما وأفاد تقرير من مراسل بي بي سي في بيروت، عن تجدد تصعيد الهجوم الداعشي على مدينة كباني (عين العرب) السورية الحدودية مع تركيا، يوم 30/11/2014، وأن مقاتلي داعش هجموا على المدينة من الجانب التركي، الأمر الذي دفعت حكومة أردوغان إصدار بيان النفي!!.
والجدبر بالذكر أن تركيا هي البوابة التي يدخل من خلالها المتطوعون الإرهابيون من مختلف أنحاء العالم للالتحاق بداعش وجبهة النصرة، إضافة إلى قيام تركيا بتنظيم المؤتمرات للمتآمرين على العراق وسوريا.
في الحقيقة صار دور أردوغان في دعم داعش واضحاً للعيان، وقد أشارت الصحف الغربية الكبرى بذلك. وكانت زيارة بايدن لأنقرة قبل أسابيع لحث أردوعان على التخلي عن هذا الدعم.

أما زيارة البابا فرانسيس، فقد نشرت وسائل الإعلام العالمية عن تصريحاته أن: "دعا البابا فرانسيس كافة قادة وزعماء الدول الإسلامية إلى إدانة الإرهاب بشكل واضح. ونبه إلى إن ذلك يساعد على محاربة الصورة النمطية التي تربط بين الإسلام والإرهاب. وقال البابا فرانسيس - في تصريحات صحفية عن متن طائرته لدى عودته من تركيا - إنه قدم مقترحا بهذا الصدد خلال مباحثات خاصة عقدها الجمعة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأضاف البابا "قلت للرئيس إنه سيكون جميلا لو تحدَّث كافة قادة الدول الإسلامية بمختلف أنحاء العالم، سواء القيادات السياسية أو الدينية أو الأكاديمية، صراحة وانتقدوا ذلك". (1)

وكذلك زيارة بوتين لأنقرة، رغم الإعلان عن أنها لبحث العلاقات الاقتصادية و"تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات شتى، وعلى وجه الخصوص مجال الطاقة، وذلك رغم خلافاتهما حول اوكرانيا وسوريا"، إلا إن السبب الحقيقي للزيارة هو لإقناع أردوغان بالتخلي عن دعمه للإرهاب الداعشي في المنطقة، خاصة وأن روسيا أيضاً مستهدفة بهذا الإرهاب، وأن ما يجري في سوريا والعراق هو صراع على مناطق النفوذ بين القوى الكبرى، والعودة إلى الحرب الباردة.

أما لماذا يسعى أردوغان لدعم (داعش) وغيرها من المنظمات الإرهابية في سوريا مثل (جبهة النصرة) الموالية للقاعدة، فالهدف هو، أولاً، الانتقام من النظام السوري في دعمه لقوات حزب العمال الكردستاني (PKK) بقيادة زعيم الحركة السجين عبدالله أوجلان، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وثانياً، أن تركيا رغم دعمها الانتهازي لحكومة إقليم كردستان العراق، إلا إن هذا الدعم هو نكاية بالحكومة الاتحادية المركزية في بغداد من أجل إضعاف العراق، ولكنه (أردوغان) في نفس الوقت يقف ضد مقاتلي أكراد سوريا، إذ يعتبرهم امتداداً لحزب العمال الكردستاني في تركيا، ولذلك رفض بشدة طلب أكراد تركيا بالإلحاق بأشقائهم في سوريا، كما ورفض السماح حتى للتحالف الدولي باستخدام مطاراته ضد داعش، وآخر دليل هو أن الهجوم الأخير على مدينة (كباني) كان من الجانب التركي.

و في آخر تقرير لمركز أبحاث كندي: "كشف أن تركيا توفر الحماية لخطوط تموين داعش، ولتدفق مقاتليه، وتجدد الاشتباكات بين اللجان الشعبية المدافعة عن بلدتي نبل والزهراء ومسلحي جبهة النصرة على الجبهة الجنوبية الشرقية لبلدة الزهراء، ومواجهات بين الجيش السوري والمسلحين في منطقة اللجاة وبلدتي جاسم ودير العدس بريف درعا".(2)

إن تورط أردغان في دعم داعش ليس خافياً على العالم وبالأخص على الحكومات الغربية ووسائل إعلامها، فقد كشف الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقال له نشر في (نيويورك تاميس)، أن التحالف الدولي الذي أعلن مؤخراً يضم قطر وتركيا واللتان تدعما مجاميع "داعش" الإجرامية، فيما أكد أن أوباما يعرف أن أعضاء حزبه والحزب الجمهوري ممن يحضّونه الآن على ضرب داعش هم أنفسهم أول من سيتخلون عنه حال التورط أو الفشل أو الخطأ.(3)

وأخيراً، قام مراسل الصحيفة الألمانية المعروفة (ديرشبيغل) بمقابلة مع رئيس مكتب تجنيد داعش في تركيا، ودخل معه في نقاش فكري عميق حول نظرة المنظمة للعالم وللديمقراطية ولمن يختلف معهم في الرأي، وكيف يتم رفد التنظيم...الخ، (رابط المقابلة في ذيل المقال، الهامش رقم 4). والسؤال الذي يطرح نفسه هو، هل بإمكان منظمة إرهابية مثل (داعش) أن تفتح لها مكتباً في تركيا بدون علم وموافقة الحكومة التي لها جهاز استخباراتي واسع؟

خلاصة القول، إن أردوغان يستطيع أن يخادع ويراوغ وربما يعتقد أنه يستطيع أن يضحك على القوى الكبرى، ولكن التاريخ أثبت أن من يلعب بالنار، وخاصة مع الكبار، فلا بد وأن يدفع الثمن عاجلاً وليس آجلاً، وليتخذ من صدام والقذافي عبرة.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- البابا فرانسيس يحث قادة العالم الإسلامي على إدانة الإرهاب
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2014/11/141130_pope_francis_muslim_leaders_terrorism

2- مركز أبحاث كندي: تركيا توفر الحماية لخطوط تموين داعش
http://www.akhbaar.org/home/2014/12/181011.html

3- فريدمان يؤكد ان التحالف ضد "داعش" يضم أطرافاً تدعم الأخير ويرجح فشله
http://www.al-ansaar.net/main/pages/news.php?nid=29733

4- Interview with an Islamic State Recruiter: Democracy Is For Infidels
http://www.spiegel.de/international/world/islamic-state-interview-with-an-extremist-recruiter-a-999557.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وسياسة النعامة!!
- قراءة في كتاب: آفاق العصر الأمريكي -السيادة والنفوذ في النظا ...
- مائة عام على ميلاد الزعيم عبد الكريم قاسم*
- هل ممكن دحر داعش بدون قوات برية دولية؟
- هل العراق بحاجة إلى قوات برية دولية لمواجهة داعش؟
- حوار حول الموقف من الدعم الدولي للعراق ضد داعش
- هل يتراجع الدعم الدولي للعراق ضد داعش بسبب اشتراطاته؟
- الكرامة والسيادة في خدمة (داعش)
- درس حضاري من اسكتلاندا
- هل أمريكا دولة إستعمارية؟
- عودة إلى مقال: الاتفاقية..أو الطوفان!!
- حوار هادئ مع الأستاذ علي الأسدي
- مناقشة حول العلاقة مع أمريكا
- خطاب مفتوح إلى الدكتور حيدر العبادي
- داعش يفضح مناصريه السياسيين
- نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني
- لماذا ربح المالكي الانتخابات وخسر (المقبولية)؟
- المالكي يعطي درساً حضارياً في التداول السلمي للسلطة
- أما حان الوقت لإنصاف المسيحيين؟ نقترح مسيحي عراقي نائباً لرئ ...
- هل تكليف العبادي حل لمحنة المالكي؟


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - علاقة أردوغان بداعش