أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - التوافق المزعوم














المزيد.....

التوافق المزعوم


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم أشاد المحللون السياسيون بالمعجزة التونسية: التوافق. فبواسطته تم إنجاز الدستور، وتجاوز الأزمات السياسية، وتشكيل حكومة «التكنوكراط» وتنظيم الانتخابات. بيد أن الأحداث الأخيرة (الصراع بين المرشحين السبسى والمرزوقى، واتهام حزب النهضة بتطبيق الازدواجية المعهودة ادعاء الحياد من جهة، ودعم المرزوقى، من جهة أخرى) أثبتت هشاشة التوافق. فالتراشق بالتهم وتكريس خطاب الكراهية، والتلاسن بين أنصار المرشحين كل هذه الممارسات أفضت إلى تقسيم البلاد والتونسيين. فمؤيدو السبسى، من منظور خصومه، هم أهل الشمال، وعبيد، وغير ديمقراطيين، وأشباه حداثيين... فى مقابل أهل الجنوب، من مناصرى المرزوقى» مرشح النهضة «الذين اعتبروا من أنصار النهضة، وروابط حماية الثورة من أصحاب السوابق وممارسى العنف، والسلفيين الجهاديين، وأتباع حزب التحرير».

وهكذا اندلعت المسيرات الاحتجاجية فى الجنوب تندّد بسلوك السياسى غير المسئول الذى يشعل فتنة الجهويات، ويقسّم التونسيين، ويفرزهم وفق صور نمطية. ومما لا شك فيه أن أنصار المرزوقى وداعميه من النهضاويين نجحوا فى استثمار تصريحات السبسى. وبات ما يشغل التونسيين ما سيترتب عن هذا الصراع من نتائج تعصف بالوحدة الوطنية فى مرحلة يستشرى فيها الإرهاب.

وليس الخوف من التفكك الاجتماعى إلا علامة دالة على الأجواء «الحارة» التى سيعقد فيها الدور الثانى من الانتخابات الرئاسية، والتى قد تفضى إلى تقلص عدد المشاركين فيها. وإذا كانت نسبة عزوف الشباب فى الدور الأول قد وصلت 70 فإنّ الانتخابات المقبلة ستشهد فى تقديرنا، تراجعا فى نسبة مشاركة الكهول والشيوخ أيضا. فكيف السبيل إلى إقناع الناخبين بأهمية أداء واجب تمليه المواطنة، والحال أن موسم الفضائح قد عرّى المرشحين وأتباعهما، وكشف النقاب عن التجاوزات فى هذا المعسكر وذاك، وعن سقوط أخلاقى؟ وكيف السبيل إلى إقناع أنصار أحزاب رشّحت رؤساء فلم ينتصروا بأن يغيّروا ولاءهم؟ وكيف يمكن أن نصدّق أنّ القواعد النهضوية ستلتزم الحياد، مثلما أوهمنا بذلك الغنوشى، والمؤشرات السياسية تثبت أنّ النهضة لا تكتفى بالمشاهدة والمراقبة بل إنّها «اللاعب» الأكبر تحرّك الفاعلين السياسيين فى هذا الاتجاه أو ذاك فى مشهد يذكّر بمسرح الدمى المتحركة؟ وكيف يمكن أن يصدّق الناخبون أنّ صراع الأخوة الأعداء هو فى سبيل خدمة الوطن وتحقيق مشروع إنقاذ وطنى، وتحقيق أهداف الثورة، واستكمال مراحل بناء المسار الانتقالي؟ وكيف يمكن أن نقنع الناخبين بأنّ مناخ الانتخابات تراعى فيه الضوابط الأخلاقية والمعايير الدولية الضامنة للديمقراطية، وهم يُعاينون تدفّق المال السياسى، وشراء الأصوات، واستغلال الأميّين، وتزييف الوعى، واحتراف المغالطات، وتدخل بعض الدعاة الدينيين فى توجيه خطبهم لنصرة هذا المرشّح، وعودة الميليشيات إلى الساحات لقيادة الحملات، وتورّط لفيف من رجال الأعمال، والإعلاميين فى إكراه الناخبين على التصويت لفائدة هذا المرشح دون سواه؟


لأوّل مرّة يخوض التونسيون غمار الانتخابات زادهم بعض المعلومات حول إدارة الدعاية السياسية تصلهم من خلال وسائل الإعلام. يتابعون بكلّ اهتمام، ويتفاعلون من خلال الشبكة التواصلية فيسبوك، فيعبرون عن خيبة أملهم، ويدافعون عن هذا المرشح أو ذاك ويسترجعون صور أحداث الرشّ بسليانة، وصور المرزوقى مع السلفيين الداعين إلى الجهاد، وصور السبسى، وهو يتعثّر فى المشى، أو يخطب فينفلت عقاله.

وفى مقابل حرب الفيسبوك وحرب السياسيين فى المنابر الإعلامية يتشبث عدد من أتباع الجبهة الشعبية برؤيتهم، ويحثّون قياديهم على الاضطلاع بالدور الرئيسى فى هذا السياق لاسيما وأنّ الجبهة قدّمت تضحيات جسام، وأحرزت ثقة عدد من الناخبين الباحثين عن البديل السياسى الذى يستطيع تقويض بنية الاستقطاب، وتجاوز سياسة التخويف، والمغالطة، وتزييف الوعى.

فهل بإمكان الجبهة الشعبية أن تنهض بهذا الدور التعديلى والتقويمى أم أنها ستراعى مصالحها، وستراجع حساباتها، وستبحث عن موازين قوى تخوّل لها البروز وتحقيق انتصارات جديدة، والهيمنة على مسار التفاوض من أجل تشكيل الحكومة، ورسم السياسات الاجتماعية والاقتصادية؟ كل ما نرجّحه هو أن المسار الانتقالى سيزداد تعقيدا وستؤدى المناورات السياسية إلى تأزم الأوضاع أكثر فأكثر. هى سنوات عجاف تتطلب صبرا جميلا.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من «سردية التميّز إلى سردية وهم التغيير»
- الكلّ يغنّى على ليلاه
- هل خرجت تونس من النفق؟
- ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون
- نكبتنا فى الطبقة السياسية
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ
- ما بعد «حلحلة» الأزمات
- شكل آخر من أشكال «التمكين»


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - التوافق المزعوم