أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وضاح طالب دعج - الإلقاء الفعال إنعكاس لشخصية الناجحة














المزيد.....

الإلقاء الفعال إنعكاس لشخصية الناجحة


وضاح طالب دعج

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


يعد الالقاء واحد من أهم خصائص التواصل الفعال في المجتمع فهو صفه تمنح صاحبها القدرة على جذب الاسماع , من خلال ما يوفره للملقي من تلوين صوتي وتقطيع للكلمات والجمل , بالشكل الذي يسهم في ايضاح معاني الكلام وفك التشابك والتداخل بين تلك المعاني , فيكسب الخطيب الناجح قدرات التاثير والاقناع وهما غاية الخطابة كما يتضح في الآية الكريمة . ((أولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ))
(النساء .63)
فهذا القول المشار إليه في الآية الكريمة يحض النبي (صلى الله عليه وسلم ) على استثمار البيان الذي منحه الله تعالى لتأثير في مجتمعه , فكان سلاحه والخطابة كما هو سلاح الانبياء الاخرين , من هذا الامر يبرز دور واهمية الخطابة للانسان الناجح والحضاري كل حسب قيم ومفاهيم عصره ومجتمعة الذي برز به , ومن الملاحظ سطوع نجمع عدد كبير من الخطباء المميزين عبر التاريخ لقدراتهم ومهاراتهم الخطابية العالية , بدأ من عصر الاغريق إلى يومنا الحاضر , بل لعل قدرة عدد من الزعماء الذين ذاع سيطهم كانت مهاراتهم الخطابية ابرز عناصر شخصياتهم والتي ترتب عليها كل ما ملكوه من قدرات ونجاحات في الجوانب الاخرى , ومن بين ابرز الخطباء في التاريخ الحديث والمعاصر كان الشيخ (حسن البنا) مؤسس حركة الاخوان المسلمين في نهايات عقد العشرينيات من القرن الماضي حيث شوهد تحتشد الجماهير حوله باعداد غفيرة لاستماع لخطبة التي كان يلقيها موضحا فيها توجهات حركته ورؤيته الدينية والتي استطاع ان يكسب المؤيدين له من خلالها , ولو انتقلنا إلى موضع اخر في العالم وشخصية اخرى امتازت بالقدرة العالية على الخطابة لوجدنا أن (ادولف هلتر) زعيم النازية في العالم كانت القدرة الخطابية واحدة من المهارات والاكثر اتقان لديه والتي كان يدركها جيدا ويستثمرها على أفضل وجه , حتى وصل الامر به في متها السجن بقتل شخصية سياسية المانية موالية لفرنسا في عشرينيات القرن الماضي وكان يواجه تهم بالخيانة العظمى والتي تصل أحكامها إلى الإعدام وفي أحسن الحالات إلى المؤبد رفض هتلر أن يترافع عنه أي محامي وترافع هوعن نفسه مستغلا قدراته الخطابية العالية الجودة في كسب رأي عام حول قضيته حتى أن الناس كان يتجمعون في المحكمة يوم مرافعة هتلر بالعشرات - وهذه اللقطات مصورة وموجودة في النت على سبيل المثال - وبعد عدة جلسات استطاع هتلر أن ينجح في ما خطط له وحكمته المحكمة بالسجن (5 سنوات ) ألف فيها كتابه (كفاحي) مشيراً بين طياته إلى هذه القدرة في الإلقاء واستثماراته الناجحة لها , وفي موقع اخر وزمان اخر نجد (مارتن لوثر كنك) زعيم السود الامريكان في ستينيات القرن الماضي وقدراته الخطابية التي كانت تمكنه من جذب العشرات وأحيانا كثيرة المئات من الانصار والمؤمنين بأفكاره , لتعبير عن مايريد طرحه من افكار رغم معارضة السلطة له في ذالك الوقت , كل هذه الامثله اسوقها لاستدلال على تلازم وترابط الخطابة مع الشخصيات الناجحة في مجتمعاتها بدء من الاغريق مرورا بالانبياء وانتهاء إلى يومنا هذا , لا اننا لاسف بتنا لا نشهد إهتمام بهذه المادة التي تصقل من شخصياتنا وتسهم في تأكيد النجاح وتعزيز ثقتنا بأنفسنا , وانا اثناء دراستي في الماجستير تخصصت في مادة الالقاء واعددت محتوى تعليمي لطلبة المرحلة الإعدادية في مادة الصوت والإلقاء وقد ظهرت نتائج جيدة على تقبل الطلبة لمادة الإلقاء , لذا نتمى من المعنيون بالشأن التعليمي العراقي الاهتمام أكثر بمادة الصوت والالقاء وخاصة وزارة التربية العراقية كما هو شأن وزارة التعليم العالي وعلى مايبدوا انها تخوض تجربة في هذا الاتجاه من خلال اضافة هذه المادة الدراسية إلى مناهج المرحلة الثانية في كليات الفنون الجميلة بعد ان كانت مقتصرة على المرحلة الدراسية الاولى , وأن اهمية هذه المادة الدراسية (الصوت والإلقاء) تكون اكثر ألحاح في عصر سيطرة شبكات التواصل على معظم اوقاتنا بواسطة الكتابة وفقدان او تراجع صفة التواصل مشافه إلى حد كبير مما بات يشكل ضعف كبير في التفاهم حتى أصبح البعض يتحاور برمزيات ما يستخدم في تلك الشبكات . مما يولد مشكلات اجتماعية ومشكلات نفسية .
أ‌. وضاح طالب دعج
استاذ مادة الصوت والإلقاء
كلية الفنون الجميلة جامعة ديالى
1/12/2014



#وضاح_طالب_دعج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح الطفل العراقي بين التهميش والاهمال
- مسرح الطفل الوسيلة التعليمية المغيبة
- دعوة للاباء لمتابعة افلام الكارتون
- الدولة الاسلامية والمعركة القادمة
- المسرح والدرما وعلاقهما بالحياة
- اسقاطات فنية على السياسة في العراق


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وضاح طالب دعج - الإلقاء الفعال إنعكاس لشخصية الناجحة