أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كمال بالمقدم - قميص عثمان















المزيد.....

قميص عثمان


كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 23:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فــــي ظل الأحداث الدائرة اليوم في العـــالم العربي و بالتحديد في العـــراق و سوريا و ليبيا وغيرها و التي تعاني من ويلات الجماعاتـ الاسلامية المتطـــرفة .. بدأت الأصـــوات تعلو و تشكك في [ دينية ] هـــذه الحركات و بدأت نظريات المؤامرة التي ترجع أصل نشوء هذه الحركات إلى جهات اســــتخباراتية خارجية ... و إذا أردنا أن نجاري هذه النظريات و تعاملنا معها على أنها إحتمال ممــــكن فإننا يجب في نفس الوقت أن لا نقف عـــند حدود هذا التنبوء أو الأستــنتاج .! يجب أن نسأل :

ما هي أهداف و مصالح هذه القوى الـــخارجية التي جعلتهم يقومون بخـــلق أو على الأقل دعم هذه الحركات و أي فائدة سيجنونها من دعم إرهاب قد يحرقهم هم أيضا في نهاية المطاف ؟ في البداية دعونا نتجنب المســـألة التالية :

هل ما تقوم به هذه الجماعات يمثل الأسلام الحقيقي أم لا ؟ فبغض النظر عن هذا الأمر فإن هذه الجماعات قد أصبحت اليوم واقع قائم و ليس هذا هو الوقت للتنظير و المناظــرة ... لذلك دعونا نتجنب النقاش في مسألة صحة أو خطأ منهج هذه الجماعات من ناحية دينية .! و لنفكر فيما يمكن أن تحققه القوى الخارجية من وراء هذه الجماعات التي خلقتها أو على الأقل دعمتها [ كما أتفقنا في البداية عندما تناولنا هذا الأحتمال ] .!


الكل يعلم أن هذه الجماعات لا تمثل الأغلبية العظمى و الساحقة من المسلمين - بغض النظر عن نقاش مســـألة من هو المسلم الحقيقي هنا كما اتفقنا - فأغلب المسلمين في العالم كله لا يطبقون أفكار داعش .! و الغالبـــية الساحقة من المـــسلمين لا يؤمنون بما تؤمن به داعش من قتل و تشريد للأقليات و منع لــــكل مظاهر الحياة .! المسلمين في كل بقاع العالم تقريبا يعيشون حياة معــتدلة.. صحيح أن هذه الحياة لا تخلو من بعض العيوب و السلبيات الحقوقية التي تعتبر خرق لحقوق الأنسان الحديــثة ... و صحيح أن كثير من هذه الدول تعيش في عصر مختلف تماما من ناحية أنظمة الحكم و من ناحية القانـــون ... إلا أنها في نهاية المطاف مجتمعات قابلة للعيش و التعايش و يسود علاقاتها مع الغرب و العالم كله نوع من الهدوء و الســـكينة و الاستقرار ... هذه العيشة الهادئة و التوافقية مع العالم [ و لو لدرجة ما ] ستصعب من مهمة من يريد تشويه صورة المسلم .!
هذه السكون النسبي و الذي يصحبه تطـــور مستمر للمجتمعات العربية و الأسلامية و لعقلية أفرادها ليس في صالح من يريد شيطــنة المسلم ... و ليس بالطبع في صالح من يريد أن يشير للــــمسلم بأصبع الاتهام و يصفه بالارهاب و الرجعية و التخلف و التطرف .. إلخ .! و ليس في مصلحة من يريد أن يجعل من الاسلام مبرر لتحقيق غزواته و ضرباته العسكرية للبلدان العربية و الاسلامية بحجة الارهاب و التطرف .!

تكيتكـ بسيط :

يتم استخدام دين المسلمين ضدهم .!

فلنبقهم في تخلفهم بل و الأفضل من ذلك : فـ لنرجعهم قرونا للوراء .! إذا اراد المسلمون الاعتدال و لم يظهروا الجانب السيء من تراثهم .. فسنظهره بأنفسنا .! تكتيك بسيط لكن مميت .! و هذا بالتأكيد في صالح القوى المستفيدة على جميع الأصعدة ... و من هنا يكون الدافع الذي يجعلنا نشتبه في أن تلك القوى مسؤولة بشكل أو بآخر عن ظهور هذه الجماعات المتطرفة أو على الأقل أنها داعمـــة لها ... مع ملاحظة أني لا أحدد طرف محدد مستفيد هنا بل أناقش مسألة أن هناك مستفيد ... و الأكيد هو أن لا أحد من أسوياء العالم اليوم من الممكن أن يقبل أن يتم توجيه ضربة عسكرية لبلد عربي أو مسلم أو أن يتم الاعتداء عليه بدون مبرر ... لكن العالم كله قد يقف و يصفق لقتل جماعي يحدث لكتيبة داعشية و أمثالها من جماعات الارهاب .!

هنا لب المسألة ...

المسألة برمتها تتمحور حول خلق عدو لا يحصل على أي تعاطف و شفقة مـــن أي أحد لأن هذا العدو خطر على العالم أجمع بجميع مـــكوناته و بلدانــه ...المسألة تتمحور حول خلق عدو مثل العدو النازي لا يمكن أن يحصل و لا على ذرة تعاطف حتى لو تم رمـــيه بقنبلة نووية .!
من المهم هنا لدى المستفيد أن يتم الخلط بين هذه الجماعات المتطرفة و بين المسلمين بشكل عام حتى يصبحان الشيء نفسه في نـــظر العالم أجمع .. و تمكين هذه الأصوات المتطرفة لكي تكون الأعلى و تتحدث بلسان العرب و المسلمين و كأنها تمثلهم جميعا ...

الخطة لدى المستفيدين ترتكز على أن يتم تغذية هذا الوحش حتى يبتلع البلدان و من ثم لن يلومهم أحد عند التدخل و القيام بما يحلو لهم في تلك البلدان ... ببساطة خلق مبرر للمستفيد لكي يعيث في تلك البلدان كما يشتهي بدون أن يبدو مجرما أو معتديا ...هل المنــافع المرجوة لتلكـ القوى المستفيدة هي منافع أقتصادية ؟ ... ربما ... و ربما منافع استراتيجية أخرى تتعلق بتغيير شكل العالم حتى على المستوى الديني و العرقي ... كذلك البعض يتكلم عن مشروع لتقسيم الدول العربية لإضعافها و زيادة الخلافات و الحروب بين هذه الدويلات الجديدة .!

لكن بعيدا عن كل ما سبق : هل يعني هذا أن أعضاء تلك الجماعات ليسوا مؤمنين بقضيتهم أو أنهم بالضـــــــــــــــرورة عملاء ؟

لا طبعا .! هم في موقع المخدوع الذي لا يعلم أنه مخدوع ... فهم حقا مؤمنين بفكرهم و يقاتلون من أجله بأرواحهم ... لكنهم لا يعلمون أنهم في الحقيقة مجرد ترس في آلة لها أهداف أخـــرى ... هذا هو المدخل الذي من خلاله استطاع المستفيد أن يلعب لعبته ... و هو أنه سيجد مجموعات مهمشمة منذ قرون و أدى تهميشها إلى جعلها متلهفة حقا لتحقيق أحلامها الميتافيزيقية و كذلك الطوباوية حول دولة الخلافة و دولة الاسلام .!

أعطهم ما يريــــدون و أحصل على ما تريد .!

يجب ان لا نغفل كذلكـ أن عملية توثيق كبيرة تحصل لم نعتدها من هذه الجماعات التي غالبا ما تكون بسيطة و زاهدة و سطحية جدا و كل همها هو الاستشهاد و الصعود لجنان الحور .. من أبسط الصور للتعميمات التي تطلقها تلك الجماعات إلى أفلام طويلة بالساعات .. كل ذلك يتم تصويره و نشره و تداوله في كل مكان .! توثيق مستمر و شبه يومي لإعدامات جماعية و لتطبيق الحدود و لتفجير آثار ... إلخ .!

كل هذا الحرص العجيب على توثيق جرائم تلك الجماعات المتطرفة بالصور و الفيديو يجعلنا نستشف هنا مسألة وجود مستفيد يهمه تماما توثيق كل شيء يحصل و أرشفته كأدلة يتم أستخدامــــها عند الحاجة كـ قميص عثمان .!



#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة
- العلمانية هي الحل
- خرافة مطمئنة
- ازمة هوية
- السلفية والأصولية
- حسن الخاتمة وأثرها السيئ على الاخلاق
- قريش بين شرعية النبوة ومشروعية السؤال
- منطق حول قصة الخلق
- انتباه ! القرآن يحاجج
- دين افضل من دينك
- امور لا يقبلها العقل


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كمال بالمقدم - قميص عثمان