أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش














المزيد.....

الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 20:21
المحور: حقوق الانسان
    


لا يحمل الهدايا للصغار، مثل بابا نويل في اعياد الميلاد، فهذا الشتاء الذي يقتحم مخيمات اللاجئين بنفس وحشية مسلحي داعش، ليس لديه لاطفال النازحين في مخيمات العراء سوى البرد والنزلات الصدرية والمعوية والتهاب القصبات الهوائية، الذي قد يتحول في ظل نقص الادوية والاطباء الى امراض مزمنة.
واذا كانت الخيام محاصرة بالبرك الطينية، تمنع الصغار من الخروج، فان البرد، يلاحقهم الى داخل ملابسهم، يشعرون باصابعهة تتسلل لما تحت العظام، بسبب نقص الوقود والملابس والاغطية الكافية.

وفي المقابل، في الوزارات والدوائر الحكومية، ومراكز الفساد البيروقراطي يتحول الشتاء الى تنين رومانسي، والمطر الى عازف طبيعة، يطرق زجاج النوافذ بريتم دافئ، للحد الذي لا تصدق فيه انه هو نفس الشتاء الذي ينشر رائحة الموت في المخيمات الباردة.

وفي الوزارات، وبيوت البرلمانيين، مراكز الفساد البيروقراطي هذه، تعقد اللقاءات المستعجلة لعقد صفقات توريد الخيام، ومواد اغاثة، ومؤن، وربما ترسم على الورق خرائط لشوراع تبلط، ومحلات تجارية تبنى، ومدارس تشيد، وتتداول الارقام بملايين الدولارات، وتتبادل الاكف المتوضاة شيكات العمولات، كلها لابناء النازحين، وكلها تبقى على الورق، ما عدى المبالغ النقدية، فهي تسري حارة بين الاكف.

لم لا فمصائب النازحين، عند اقارب البرلمانيين فوائد...

سمعنا ذات مرة عن شراء كرفانات لايواء النازحين، حتى من قبل ظهور اولى غيوم هذا الشتاء، في سماء دهوك، وعن تخصيص مبالغ نقدية للعوائل النازحة والمتضررة، وصرف رواتب الموظفين في محافظات نزوحهم. ووو ما اعتقدناه محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من حياة هذه العوائل المنكوبة.

وسمعنا عن سياسيين من كبار حيتان الحكومة والبرلمان يزورون المخيمات، يلتقطون الصور التذكارية بين اطفال النازحين، ثم يعودون الى اوكارهم الدافئة، وهنا لا اقصد فقط السيد صالح المطلك، رئيس اللجنة العليا لاغاثة وايواء اللاجئين، الذي تكلف جولاته التفقدية مع حماياته وفنادقهم الفاخرة اكثر باضعاف ما يصل للنازحين، وانما عدد كبير من المتاجرين بالحرب.

سمعنا عن منحة المليون دينار (860) دولار للعائلة، وعن وعود لايواء اكثر من مليون نازح في اقليم كردستان ومثلهم في محافظات العراق، لكن ما سمعناه بقي مجرد كلام في الصحافه، وما نشاهده اليوم هو المخيمات التي تحولت مع اولى كرامات الشتاء الى "فينيسيا" ولكن بفارق ان الماء ليس في خارج الخيام فقط، وانما في داخلها ايضا.

وفي الوقت الذي تقر الحكومة العراقية بان الحرب على داعش ستمتد لسنين قادمة، مما يعني ان معاناة اللاجئين ستطول، ومدة اقامتهم غير محدودة، الا انها لم تسعى الى الان لتوفير الخدمات الطبية والتعليمية والخدمية اللازمة، او مجرد التفكير باحتواء هذه العوائل داخل المدن، او توفير فرص عمل لابنائها.

الحكومة هي المسؤولة عن دخول داعش للمدن المنكوبة، بسبب تسيبها وفسادها الاداري (العبادي: اكتشفنا 50 الف مجند وهمي في الجيش العراقي.. من خطابه في البرلمان، الاحد 30 نوفمبر)، لذلك فانها سبب نزوح النازحين، وعليها تقع مسؤولية اخلاقية بتحمل تبعات تخبطهم، على الاقل في محاربة الشتاء.. فشتاء النازحين هذا العام يبدو اقسى بكثير من هجوم داعش على مدنهم.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي
- داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني
- كوباني تكشف اسرار داعش
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش