أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد المطلب العلمي - تناقض الوثائق لما يسمى(وصيه) لينين 1















المزيد.....

تناقض الوثائق لما يسمى(وصيه) لينين 1


عبد المطلب العلمي

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 19:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1.تناقض محتوى الوثائق

تحليل نصوص "الوصيه"، وكذلك المصادرالاتيه منها المعلومات والهدف منها يقودنا إلى استنتاج مفاده أن "الوصيه "تتكون من مجموعتين من النصوص. أولا – نصوص نسبه تاليفها للينين موثوق للغاية.الكلام هنا يدور حول الاملاءات بتاريخ( 23 و 26-29 ديسمبر (بما في ذلك النص المعروف باسم "منح هيئة تخطيط الدولة حق التشريع"، الذي نشر في عام 1923و المقالات "صفحات من اليوميات"، "كيف ينبغي لنا إعادة تنظيم هيئه التفتيش العماليه الفلاحيه "و مسوده خطة هذا المقال و كذلك نصه بتسميته الاوليه "ماذا علينا ان نفعل مع هيئه التفتيش العماليه الفلاحيه " "الافضل اقل،نعم افضل"ويشمل أيضا ملاحظات لينين، و التي لم تكن معده للطباعه او لم يكن الهدف اصلا نشرها تلك التي تم نشرها بقرار من المكتب السياسي تحت الاسم الرمزي "حول التعاونيات" و "حول ثورتنا" المجموعة الثانية من النصوص المسماه "رسالة إلى المؤتمر" (المملاه24-25 ديسمبر 1922 و 4 يناير 1923)، و"المقاله "فيما يتعلق بمسألة القوميات أو" الحكم الذاتي "،" رسائل 5 مارس الى تروتسكي و 6 مارس1923 الى مدفياني و مخارادزه وآخرون. و على الأرجح ايضا الرساله "الانذار" إلى ستالين.
حين لم تكن هناك تساؤلات حول صحه نسبه النصوص المذكوره اعلاه الى لينين ،فان التناقض الواضح بين النصوص إما تم تجاهله او تم تبريره بمختلف المبررات :كعدم وضوح افكار لينين ،طبيعه ظروف عمله ، غياب المهارات لديه للتعامل مع السكريتيرات ،ظروفه الصحيه ،او عدم مهاره سكريتيراته. الوضع راسا يتغير حين يتطلب الامر اثبات صحه نص "الوصيه".في هذه الحالة، هناك حاجة لاستكشاف كل التناقضات والتعرف على الصلات الداخلية بينها، لتحليل جميع الأسباب المحتملة لحدوثها. وحينها يصبح من الواضح أن التعليلات السابقه غير مرضيه. العيوب الكتابيه للسكريتيرات ممكنه، ولكن من غير المرجح أن تؤدي إلى نظامين متعارضين من وجهات النظر. الأمر نفسه ينطبق على شروط وظروف املاء النصوص. اما فيما يتعلق بالنصوص المصاغه من قبل لينين، فهي واضحة تماما.

مشكله الانشقاق

تقليديا، يعتقد أن سبب كتابه "رسالة إلى المؤتمر" هو الخشيه من خطر انقسام اللجنة المركزية والحزب. أساس هذا الاستنتاج هو الاشاره الى هذا الخطر في "رسالة إلى المؤتمر"، وفي نصوص أخرى من "الوصيه" ومع ذلك يتم تجاهل حقيقة أنه، في "رسالة إلى المؤتمر"، مقارنه مع نصوص لينين الاخرى الوارده في " الوصيه" مشكله الانشقاق تم طرحها و كذلك حلها باساليب مختلفه تماما .
يوجد تناقض جدي بين لينين ومؤلف "رسالة إلى المؤتمر" حول التحالف الطبقي بين العمال والفلاحين . في "رسالة إلى المؤتمر" يرد(يرتكز حزبنا على طبقتين، وبالتالي عدم استقراره ممكن، وسقوطه امر لا مفر منه ، إذا لم يتم الاتفاق بين هذه الطبقات. في حاله كهذه اتخاذ ايه تدابير و عموما الحديث عن استقرار لجنتنا المركزيه عديم الفائدة. أيه تدابير في هذه الحالة لا يمكن أن تمنع الانقسام. ولكني آمل أن هذا ممكن في المستقبل البعيد جدا او من غير المحتمل حدوثه ، للحديث عن ذلك.)
في مقال لينين " ماذا علينا ان نفعل مع هيئه التفتيش العماليه الفلاحيه" يقول شيئا مختلفا تماما: (في جمهوريتنا السوفياتية ، يستند النظام الاجتماعي على تعاون طبقتين: العمال والفلاحين، و سمح بشروط معينة "لرجال النيب"(السياسه الاقتصاديه الجديده م.ع.)، أي البرجوازية. إذا نشأت خلافات طبقيه جديه بين هذه الطبقات،حينها سيكون الانقسام أمرا لا مفر منه، ولكن في نظامنا الاجتماعي لا وجود للاسس الضروريه لانقسام كهذا ، والمهمة الرئيسية للجنتنا المركزية ولجنة الرقابة المركزية، فضلا عن حزبنا ككل، المراقبه عن كثب للظروف التي قد تظهر ، وتفاديها، لأنه في اخر المطاف، مصير جمهوريتنا سيتوقف على كتلة الفلاحين،هل ستسير خلف الطبقة العاملة، محافظه على تحالفها معها ، أو أنها سوف تسمح "لرجال النيب"، أي البرجوازية الجديدة، بفصلها عن العمال،انشقاقها عنهم . و كلما رأينا بشكل اكثر وضوحا تلك النتائج المزدوجه ، فسوف يفهم جميع عمالنا و فلاحونا بشكل افضل ذلك ، كلما زاد احتمال أن نتمكن من تجنب الانقسام، الذي من شأنه أن يكون قاتلا للجمهورية السوفيتية).
رغم تشابه الفقرات اعلاه ،هناك فرق جدي. مؤلف "رسالة إلى المؤتمر" قلق من انقسام في الحزب، الذي لا مفر منه إذا "لم يتفق" العمال والفلاحين، أي إنه يثير مسألة اتفاق بين البروليتاريا والفلاحين باعتبارها مشكلة في المستقبل، وكأن النيب لم تقدم عليه. عندما يحدث ذلك، سوف يكون من المستبعد الانقسام. متى سيحدث ذلك؟ تحت أيه ظروف؟ ربما بعد انتصار الثورة البروليتارية العالمية؟ بعد ذلك، بالطبع، سيكون من غير المرجح الانقسام. هذا النهج له الحق في الوجود. ولكن من الناحية السياسية ليس موضوعا حيويا بالنسبه للينين. ولكن بالنسبة لتروتسكي بقى دائما حيويا. لينين، ومع ذلك، يعتقد أن الاتحاد هو الأمر الواقع والتحدي هو في الحفاظ عليه وتعزيزه: هذا يجب أن يأخذ الان الرعايه كأولوية. مؤلف "رسالة إلى المؤتمر" لا يرى وسيلة لمنع ذلك، في أفضل الأحوال، يرى من الممكن تأجيل حل هذه المشكلة الى المستقبل البعيد. لينين، يركز انتباه الحزب على الطبيعة الموضوعية للاتحاد، و على تحسين الآليات السياسية وتعزيز علاقات الحزب مع الجماهير وذلك لضمان الحفاظ على تحالف العمال والفلاحين.
كذلك طرح موضوع خطر موت النظام السوفياتي بسبب الانقسام بين الطبقة العاملة والفلاحين قطعا ليست من صفات لينين المميزة . في المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي الروسي(ب(مارس 1922، متحدثا عن "المعركة الأخيرة والحاسمة" مع الرأسمالية التي ستنمو من الفلاحين كامر لا مفر منه في المستقبل ، لم يقل أن هذه المواجهه يجب أن يؤدي بالضرورة إلى موت السلطة السوفياتية. في كلمته الترحيبيه الى المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية و مداخلاته هناك نوفمبر 1922، وكذلك في خطابه في اجتماع لمجلس مدينة موسكو 20 نوفمبر 1922 أعرب لينين أيضا عن تفاؤله الكبير بآفاق الثوره الاشتراكيه. مزاج مماثل تعم جميع أخر رسائل ومقالات لينين.
مؤلف "رسالة إلى المؤتمر" يؤكد أن الحزب يرتكزعلى طبقتين اجتماعيتين مختلفتين تماما ، البروليتاريا والفلاحين، أي أن الحزب لا يعبر فقط عن مصالحهم الطبقيه بل أيضا يعطيهم نفس الدور في الثورة الاشتراكية .في الإرث الإبداعي للينين لا يوجد أي دعم لهذه الفكرة. لينين (في إطار نظريته لنمو الثورة الديمقراطية البرجوازية إلى ثوره اشتراكية)، فإن هذا سيكون بمثابة إنكار الطبيعة الاشتراكية للثورة الروسية. ومن المعروف أنه ناقش تروتسكي حول هذه القضية . مؤلف "الرسائل" في الواقع لا يميز بين البروليتاريا و البرجوازيه الوضيعه الفلاحيه كقاعدة اجتماعية للثورة. لقد أكد لينين دائما ليس فقط على هذا التمايز، ولكنه تعامل أيضا بشكل مختلف مع الفلاحين، عندماحدد موقف الحزب الشيوعي منهم في مرحله الثورة الاشتراكية (خلال النضال من أجل إقامة ديكتاتورية البروليتاريا - تحالف مع فقراء الفلاحيين، و تحييد الفلاحين المتوسطين؛ ثم فقراء الفلاحين هم قاعده السلطة السوفياتية في الريف، اما الفلاحين المتوسطين فهم حلفاء ). في بداية 1922 كان لينين، على الرغم من اعتراضات شديدة من المعارضة و من بعض أنصاره، دعى في المؤتمر الحادي عشر للحزب إلى تعزيز التمايز الطبقي في نهج قبول الاعضاء الجدد في الحزب: سُهلت العضويه للعمال ذوي الخبره الطويله ، و أكثر صعوبة للعمال قليلي الخبره ، اما بالنسبة للجنود والفلاحين فالقبول اصبح اكثر تعقيدا . في السياسه الاقتصاديه الجديده برزت إلى الواجهة مشكلة تسوية العلاقات مع جميع فئات الفلاحين، ولكن يجب ان لا ننسى أنه تم طرحها في اطار نهج طبقي ، وبالتالي فإن شرط التمايز بين الفئات الفلاحيه لم يتغيير .
لينين، ومؤلف "رسالة إلى المؤتمر" يتحدثان عن خطر انقسام الحزب، ولكنهم يرون ذلك بطريقة مختلفة. الى هذا يشير التقييم المختلف لهذا الخطر ، و المقترحات لتفادي ذلك. مؤلف "رسالة إلى المؤتمر" خطر الانقسام الطبقي يضعه في عقده واحده مع خطر انقسام الحزب و فنائه. تجربة الثورة تشير الى أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين الانقسام الحزبي و انقسام التحالف الطبقي بين الطبقة العاملة والفلاحين. ومن المعروف أن تحالف الطبقي بين العمال و اغلبيه الفلاحين (المتوسطين )، برز فقط ابان الحرب الأهلية، ولكن الحزب كان موجودا قبل ذلك الوقت. ولد بصعوبه، و كان للفلاحين تقلبات كبيره. و حصل خلاف بين العمال والفلاحين في عام 1918، حينها في الصيف تأرجح الفلاحين للاصطفاف مع الثورة المضادة، ولكن لم ينقسم الحزب. مع نهاية الحرب الأهلية والانتقال إلى حاله السلم تعرض هذا التحالف لمحنه قاسيه ، وكان على وشك الانهيار. لينين في مؤتمر الحزب العاشر مدللا الى الحاجة لإقرار السياسة الاقتصادية الجديدة،أشار مباشرة إلى أن "الثورة المضادة الفلاحيه تقف ضدنا" و إن الصراع هنا يسير على مبدأ "من سيتغلب" أيضا حينها كان الحزب في ازمه حاده، ليس بسبب مشاكل في العلاقات مع الفلاحين، ولكن بسبب المناقشات حول النقابات العمالية. الخبرة السياسية تقول لنا بأن الحزب مرتبط بحياة المجتمع، و ليس بالضرورة تكرار كل الأزمات في مراحل تطوره.فقدان جزءا من ألاعضاء نتيجة لأزمة معينة في المجتمعلا يعني انقساما في الحزب. الاختلافات في اللجنه المركزيه ليست خلافات في الحزب. الخلافات الاكثر حده في اللجنة المركزية (في أكتوبر 1917، خلال فترة من بريست، مع بدء المناقشات بشأن النقابات العمالية في نهاية عام 1920) ليس لها علاقه مباشره بمصير تحالف العمال والفلاحين. من ناحية أخرى، فإن النقاش حول المسألة القومية، والذي من المعروف ترابطه ارتباطا وثيقا مسألة الفلاحين، وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان اشدت حدته، لم يضع الحزب امام خطر الانقسام. على أي حال لينين لم يربط أبدا امكانيه انقسام الحزب واللجنة المركزية بذلك. وتشير التجربة إلى أن الصعوبات في العلاقات مع الفلاحين تسببت في الجدال داخل الحزب، ولكن لم تضعه على حافة الأزمة والانقسام. على حافه الانقسام وضعته الخلافات حول مسائل التكتيك.
هل يمكن أن لينين نسى كل تلك التجارب برمتها؟ ليس هناك من سبب للاعتقاد بذلك. ليس لديه اي خوف في صياغته مسألة مصير الحزب ارتباطا مع آفاق العلاقات بين العمال والفلاحين. ليس لان لينين يقلل من شأن هذا التحالف، ولكن لأنه واثق في قدرة الحزب تجنب حدوث انقسام. في مقاله" كيف ينبغي لنا إعادة تنظيم هيئه التفتيش العماليه الفلاحيه " قال إن الرؤية الواضحة والفهم الصحيح للتهديدات الحافه بالتحالف الطبقي يعطي الفرصه لتفادي الانقسام.
لننتبه لهذا التصريح: (حول اسقرار اللجنة المركزية، الذي تحدثت عنه أعلاه، أعني تدابير ضد الانقسام) هذه العبارة ماكرة تهدف إلى خلق انطباع بأن هذه الجمله يوجد ما يدعمها في نصوص أخرى من تراث لينين. ومع ذلك، لا في املائات 23 ديسمبر 1923، أو في مؤلفات لينين السابقه لا نصادف ذلك. وعلاوة على هذا، مؤلف "رسالة إلى المؤتمر" يعتقد أن سبب الانقسام سيكون بسبب "خلافات جدية داخل الحزب." ولكن في وثائق لينين في الأشهر الأخيرة ، وكذلك في رسائله و مذكراته ومقالاته لا يقول شيئا حول المشاكل التي وضعت الحزب على شفا الانقسام، ولا عن قلق لينين إزاء هذا الاحتمال. في "رسالة إلى المؤتمر" لا يحدد المؤلف الموقف، هذا قد يشير إلى حقيقة أنه لم يكن لديه شيء جدي لإثبات ذلك. وثائق تلك الحقبه المتاحه للمؤرخين كذلك لا تحتوي على مثل هذه المعلومات.
مؤلف "رسالة إلى المؤتمر" يقدم موقفا متشددا بربط الاستقرار - الانقسام. "إن استقرار للجنة المركزية... يعني تدابير ضد الانقسام." نترك لضمير الكاتب فهم استقرار اللجنة المركزية بوصفها نظاما للتدابير ضد الانقسام (الاستقرار – التدابير ). ولعل هذا هو صياغة غير موفقه، و ربما كانت هذه هي قناعه المؤلف. ليس لدينا أي سبب لنسب هذا الاستنتاج للينين، الذي واصفا المخاطر التي تنتظر الحزب، لم يلمح إلى خطر التقسيم، ولم يقل شيئا عن استقراراللجنة المركزية. و اهتم بزيادة هيبه اللجنة المركزية، فضلا عن "قوة" و "استقرار حزبنا." ولكن الزيادة في القوة والاستقرار للحزب ، ليست بزيادة استقرار اللجنة المركزية للحزب لمنع الانقسام الذي سيحدث قريبا وفجأة. ومن الواضح أن لينين ومؤلف "رسالة إلى المؤتمر" يتحدثون عن قضايا مختلفة. التأريخ التقليدي ينحو نحو ما رمى اليه الكاتب، مدعين أن لينين يحدد ببساطة نفس المشكلة لكن بكلمات مختلفة، وهي في هذه الحالة مترادفات. ولكن الأمر ليس كذلك. صياغة لينين حول مسألة استقرار اللجنة المركزية وخطر الانقسام تختلف. لا يوجد ربط قوي و مباشر بين "عدم الاستقرار" و "التقسيم. " قال لينين في أماكن مختلفة من "الوصيه" احيانا حول الاستقرار، و احيانا اخرى حول الانقسام ،ايضا حول الاستقرار و الانقسام معا، لكن دون وضعهما في علاقة مباشرة كالسبب والنتيجة، ولم يستخدم هذه المصطلحات كمترادفات.
يبدو ان أول إشارة من هذا النوع حول الخطر المرتبط بعدم الاستقرار في المسار السياسي،تظهر في رسالة إلى ستالين، "الى المؤتمر 23 ديسمبر 1922، التي املاها بعد خمسة أيام من اعتماد الجلسة المكتملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي (ب) قرار من حيث المبدأ للحفاظ على نظام احتكار التجارة الخارجية. ويُعتقد أن لينين كان يشك في صدق اعتماد القرار وفي قوة و استقرار هذا النهج ، وبالتالي توقع أن يستمر الصراع.
سنتحدث عن رسالته إلى تروتسكي 21 ديسمبر 1922 ،ذكرنا اعلاه ان هناك شكوكا جدية حول صحة الرسالة. ولكن لنفترض أنها حقا لينينيه. نحن نرى أنه لم يثر أية مخاوف حول انقسام اللجنة المركزية للحزب. في رسالته إلى ستالين 23 ديسمبر 1922يدور الحديث حول "اخطار كبيره"، "إذا اصبح مسار الأحداث غير مواتيا تماما بالنسبة لنا (و لا يمكننا الاعتماد على ذلك) "، ويوضح كذلك ما هو المقصود بالصراع مع المحيط الرأسمالي، والذي "يمكن ويجب أن يصبح أكثر حدة بكثير في السنوات المقبلة" . بالتحديد هذا الخطر و ضروره التغلب عليه، يضع لينين الصله التي تدعو الى إصلاح اللجنة المركزية، ونتيجه هذا الاصلاح سيكون "استقرار حزبنا... و الفوز ألف مرة." وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت التجربة أن الخطر الخارجي دائما يوحد المنظمة، ولكن الخط السياسي في مرحلة ما قد يصبح غير مستقر.
لينين يشير إلى الاستقرار السياسي في وجه اختبارات رهيبه. ولكن المطالبه بزيادة الاستقرار لا تعني أن الاستقرار ضعيف بحيث أصبح خطر الانقسام حقيقي ويمكن أن يحدث انقسام في المستقبل القريب. وعلى هذا التقييم بنى لينين رغبته بالتحوط ضد ألصراعات بين أقسام صغيرة في اللجنه المركزيه من الممكن ان تحمل اهمية كبرى لجميع "قضاه الحزب"، هذا الخطر غير موجود الآن، على الرغم من أنه قد يحدث في المستقبل القريب. باستثناء هذا في رسالة 23 ديسمبر لا توجد مؤشرات أخرى على أن أيا من أعضاء اللجنه المركزيه يشكل تهديدا لاستقرارها. ولكن، كما هو مبين أعلاه، تحت مصطلح "قضاة الحزب" كان لينين يعني المعارضة، وليس ستالين.
و لم يغيير لينين تقييمه هذا في املائاته الاخرى. في الاملائات الاخرى، لا يظهر أي قلق من الانقسام في اللجنة المركزية للحزب بسبب الصفات الشخصية للقادة. لأول مره طرح لينين مسأله الانقسام في املاء 26 ديسمبر. ولكن على عكس مؤلف "رسالة إلى المؤتمر " فانه لا يتحدث عن خطروجود انقسام (بل و قريب )، بل عن أن الزيادة في عدداعضاء اللجنه المركزيه "سيكون خطر الانشقاق بسبب أي إهمال ، اقل " . ومن الواضح أن لدينا هنا تقيمان شديدي الاختلاف عن المشكلة وطبيعتها وأصول وسبل حلها. في "رسالة إلى المؤتمر" يقرع جرس الخطر حول خطوره انشقاق مفاجئ ، اما لينين فيقترح تدابيرا ملموسة من الممكن أن تقلل من هذه المخاطر في المستقبل المنظور . في خطه مقاله حول هيئه التفتيش العماليه الفلاحيه ،كتب ان زياده اعضاء اللجنه المركزيه سوف يؤدي إلى "تخفيض احتماليه العنصر عشوائي في اتخاذ قراراتها، وما إلى ذلك".
الصفات الشخصيه (أهم عوامل الانشقاق مؤلف "رسالة إلى المؤتمر ") لينين – الخطر ليس من الصراع بين ستالين وتروتسكي، بل من الظروف التي يتم فيها اتخاذ القرارات. وهكذا، وجه لينين الاهتمام ليس لانشقاق في اللجنة المركزية، بل الى "تخفيض احتماليه العنصر العشوائي" في قرارات اللجنة المركزية للحزب، وفقط و لهذا السبب يثير مسألة "استقرار أكبر ومقاومه الانشقاقات " .في مسوده مقاله حول هيئه التفتيش العماليه الفلاحيه ، مشكله الانقسام وردت بطريقه مختلفه تماما عما جاء في" رساله الى المؤتمر" (الاستقرار التام لللجنتنا المركزية ...اي مقاومتها للانشقاق ،الممكن حصوله في حاله نقص تواصلها مع الجماهير ( . هكذا نرى ان خطر الانشقاق في اللجنه المركزيه لم يربطه لينين بالقاده السياسيين ستالين و تروتسكي و غيرهم و علاقاتهم مع بعضهم البعض بل بقرارات اللجنه المركزيه المتخذه بمعزله عن الجماهير .

يتبع

مترجم عن دراسه للدكتور ف .ا .ساخروف تحت اشراف البرفيسور ف.ي. تروبين



#عبد_المطلب_العلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصار الاقتصادي للدونباس
- الحوار المتمدن و الشتائم
- اطروحات في المساله الفلاحيه الخاتمه
- اطروحات في المساله الفلاحيه الجزئين السادس و السابع
- تعليق على مقال الرفيق على الاسدي
- اطروحات في المساله الفلاحيه الجزئين الرابع و الخامس
- اطروحات في المساله الفلاحيه الجزئين الثاني و الثالث
- اطروحات في المساله االفلاحيه المقدمه و الجزء الاول
- أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء السابع. البَلشفة ...
- أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء السّادس. البَلشفة ...
- أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء الخامس. المهام ال ...
- أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء الرابع: البَلشفة ...
- أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء الثالث. البَلشفة ...
- أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء الثّاني. الماركسي ...
- أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء الأول. حول صياغة ...
- جورج حزبون - وداعا
- مستقبل اوكرايينا ؟
- ماذا عن اوكرايينا؟
- من أعمال المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي بقيادة ستالين 5
- من أعمال المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي بقيادة ستالين 4


المزيد.....




- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد المطلب العلمي - تناقض الوثائق لما يسمى(وصيه) لينين 1