أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بجاحة المسلمين















المزيد.....

بجاحة المسلمين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسلم يطوف أرجاء أمريكيا وأوربا وهو يبشر بدينه ويبني المساجد هنا وهناك, ويستغل احترام تلك الدول له, بنفس الوقت الذي لا يُسمح به للمسيحيين بأن يبنوا في السعودية كنيسة أو هيكلا في يثرب أو خيبر أرض أجداد اليهود, ولدى المسلمين جرأة على الملاحدة والعلمانيين حيث يدعونهم إلى دينهم ولكن ليس للعلمانيين جرأة بأن يدعوا مسلما واحدا إلى العلمانية, طبعا من غير اللائق أن يدخل السكران إلى بيت عبادة ويدعو الشيوخ إلى شرب الخمور, ولكن للشيوخ جرأة بأن يدخلوا في أوروبا والدول العربية إلى الحانات ونوادي اللهو والرقص والرفاهية لكي يدعوا رواد تلك الأندية إلى الصلاة وإلى دخول الإسلام, ومرة روى لي شيخ وأقسم على ذلك, فقد قال لي: كنت مرة في أوروبا, وقيل لي هنالك رجل مسيحي نرغب بأن يدخل المسجد ليصلي معنا في جماعة, فقال لهم: أنا أستطيع إقناعه بذلك, قال فتوجهت إليه وصفعته على رقبته صفعة قوية فلحق بي, فدخلت المسجد فدخل ورائي, وهنالك ابتسمت في وجهه وقلت له: آسف فعلت ذلك لكي أجبرك على دخول المسجد, قال: وجلس معنا ساعة وصلى معنا صلاة العصر, والسؤال هنا: هل من الممكن أن يدخل شيخ مسلم إلى كنيسة أو هل من الممكن أن تحدث عكس وخلاف هذه القصة مع المسيحي والكنيسة؟ لماذا يتبجح المسلمون ويملكون الجرأة على دعوة غيرهم إلى دينهم بنفس الوقت الذي لا يملك به المسيحيون الجرأة على فعل ذلك.

أشاهد وأنا أمشي في الطرقات اشتباك جماعة التبليغ(الدعوة) بالنقاش وبالحوار مع الناس في الشوارع ويدعون الناس إلى دخول المساجد للصلاة فيها, وأحيانا يزورون الناسَ في البيوت, ويزورون المخمورين والسُكارى والمنحرفين وأصحاب الجُنح الأخلاقية ويدعونهم للإسلام أو للصلاة داخل المسجد, ويتجرءون أيضا على الملاحدة والعلمانيين ويدعونهم لقبول الإسلام وللصلاة في المسجد, وبنفس الوقت كل هذه التيارات وكل هذه الاتجاهات السياسية والحزبية تتقبل هؤلاء المسلمين برحابة صدر وإذا أرادوا صرفهم فإنهم يصرفونهم بابتسامة خفيفة, ولكن هل يتجرأ العلمانيون لدخول المساجد ليوجهوا دعوة للشيوخ بضرورة فصل الدين عن الحياة؟ أو هل يملك رجل سكران الجرأة على دخول مسجد ليدعو فيه الشيوخ لشرب القليل من الجِعة؟ وهنالك ما هو أخطر من ذلك : فجميع الشيوخ في محاضراتهم وخطبهم الدينية يملكون الجرأة على دعوة النساء لكي يلبسن الألبسة الشرعية مثل : النقاب والحجاب والخِمار, ولكن هل هنالك جرأة بأن يدخل علماني ليدعو فيه نساء المسلمين على ارتداء الملابس المدنية؟ يعني إذا أنت مثلا أوقفت شيخا في الطريق وبمعيته زوجته وهي لابسة للنقاب والجلباب فهل تملك الجرأة لتقول له: دعها تلبس البكيني؟!!!!!!!....أو دعنا نراها ببنطال جينز أسود أو أزرق؟ من المؤكد أنك إذا تجرأت على ذلك أن تتعرض للقتل أو للذبح بدمٍ بارد, ولكن وهذا يحصل دائما أن يستوقف رجل دين رجلا مدنيا وبمعيته زوجته فيدعوها ويدعوه لكي يفرض عليها لبس الأغطية والألبسة الإسلامية الشرعية...

طبعا من المستحيل جدا أن يتجرؤوا هؤلاء جميعا ليناقشوا الجماعات الإسلامية ليقنعونهم بمنهجهم حول الإلحاد أو العلمانية , من المستحيل جدا أن يتجرأ مُلحد واحد ليوجه للشيوخ الدعوة إلى الإلحاد, أنا أشاهد في المناسبات الاجتماعية والعائلية مثل بيوت العزاء أن يقف شيخٌ لينادي ويوجه خطابه للملحدين بضرورة العودة إلى الدين الإسلامي ولكن طوال حياتي لم أرى ملحدا واحدا يقف في بيت عزاء لينادي الشيوخ ويوجه لهم دعوة للإلحاد.

أنا لا يهمني هذا الموضوع بقدر ما يهمني قبول الآخر وتقبله, ذلك أن الجماعات الإسلامية تفرض على الآخرين تقبلهم بحجة احترام سيادة القانون والحريات العامة وقبول الرأي والرأي الآخر, وحينما يتوجهون إلى أي شخص لدعوته لدينهم فإنهم يفرضون عليه تقبل رأيهم بكل بجاحة ووقاحة, ولكن هل يسمحون للآخرين بأن يبثوا أفكارهم في بيوتهم وشوارعهم؟ أعتقد لا, فجميع التيارات الإسلامية تطلق على الفكر الآخر والرأي الآخر كلمة(سموم) فأنا شخصيا سمعتُ منهم هذه الكلمة مئات المرات, وكلهم حين يتحدث معهم أي شخص حول فكره ومنهجه وثقافته فإنهم فورا يطلقون على أفكاره كلمة(سُموم).

ويذهب المسلمون يوميا إلى الدول الأوروبية وإلى الأمريكيتين لينشروا هنالك أفكارهم ودينهم الإسلامي بحجة أن هذه الدول تحترم الرأي الآخر وتتقبله بكل رحابة صدر, بل أيضا يسمحون لهؤلاء المسلمين بعقد الندوات والمحاضرات لتكريس جهودهم حول الدعوة, ويدخلون إلى مؤسسات المجتمع المدني وإلى مباني الندوات والمحاضرات وهنالك يصدحون بالقرآن ويتلونه ويقرؤونه ويوجهون الدعوة العامة إلى كل الناس لحضور محاضراتهم وندواتهم ويستغلون بذلك ويستثمرون بذلك سيادة دولة القانون والمؤسسات التي تسمح لهم بتنشيط أنفسهم في عواصمهم.

ولكن هنالك سؤال يطرح نفسه وهو: طالما أن المسلمين وأكثرهم من دول الخليج العربي وخصوصا السعودية, يتوجهون للدعوة لدينهم في الدول المسيحية والتي أغلبها من المسيحيين, فلماذا مثلا لا نسمع ولا نرى ولا نشاهد المسيحيين يمشون في شوارع السعودية للدعوة إلى دينهم؟ لماذا يتجرأ المسلمون ويغزون العالم المسيحي بالندوات وبالمحاضرات لينشروا ويبشروا بديدنهم في نفس الوقت الذي لا يتجرأ فيه ولا مسيحيٌ واحد للتبشير بالمسيحية في السعودية؟ إن الطامة الكبرى أن المسلمين يذهبون إلى الدول الأخرى للتبشير بدينهم ولكن لا يسمحون ولا لأي صاحب ديانة أن يبشّر بديانته في بلدانهم.

وكذلك من غير المسموح به أن تطأ قدم المسيحي أو اليهودي أرض مكة والمدينة المنورة على اعتبار أن هؤلاء نجس كفارٌ ومشركون لا يجوز أن يدنسوا مقدساتهم الإسلامية.

وبنفس الوقت يستعملون في مكة والمدينة كل المبتكرات العلمية والاختراعات العلمية التي يخترعها لهم المسيحيون واليهود, وبأسلوب هزلي مضحك ومحزن ومبكي يقولون عن هؤلاء بأنهم كفرة, وعلما أن هؤلاء الكفرة أناروا لهم شوارعهم وبيوتهم ومدنهم ودخلت مخترعاتهم بيوتهم وجيوبهم مثل الكمبيوترات والموبايلات وكل الأجهزة الكهربائية التي لم يخترعها أي مسلم على الإطلاق.

كيف يملك هؤلاء الجرأة على دعوة أصحاب الديانات الأخرى إلى دينهم ولا يملك الغربيون مثل المسيحيين الجرأة على الدعوة لدينهم والتبشير بإنجيلهم في الخليج العربي!!.

وجلستُ في حياتي مع كثيرٍ من الأصدقاء القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وتحدثت معهم عن تلك البلدان, وأغلبهم ينقلون صورة مشوهة عن تلك البلدان إذ أنهم يصفونها بالدول الزنديقة والكافرة, ويسبونهم ويشتمونهم ويلعنونهم ويدعون عليهم بأن يرسل الله لهم الكوارث والزلازل والبراكين, تلك الدول التي جمعوا منها ثروات طائلة وعملوا فيها ودرّسوا أبناءهم فيها, أي أن المسلمين يبصقون في الصحن الذي يأكلون منه, ويستغلون الحرية والديمقراطية في الدعوة إلى دينهم وينشرون هنالك مصاحفهم وكتبهم ويبنون مساجدهم ويتنقلون بحرية ويستفيدون من مخترعاتهم ومكتشفاتهم وبنفس الوقت لا يعطون الحرية لتلك الدول المحترمة بأن تنشر كنائسها وإنجيلها في دول الخليج العربي, ولا أحد يملك الجرأة من العلمانيين مثلا ليدعوا المسلمين إلى علمانيتهم, إنها بحق صورة طبق الأصل عن تسامح الغرب المسيحي وبجاحة المسلمين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح
- عالم عربي بلا هوية عصرية
- أرض الميعاد
- المسجد الأقصى مَعْلَمٌ سياحيٌ
- الرؤيا العلمية لبيت المقدس


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بجاحة المسلمين