أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!














المزيد.....

كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 22:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واخيراً، تم تبرئة حسني مبارك وأولاده ووزير الداخلية، وزير الاجرام والقتل المنظم، من كل الجرائم التي ارتكبوها بحق جماهير مصر. ان هذا هو الامر المتوقع جدا. ومن لم يتوقعه فهو واهم، ومن يتحدث عن "نزاهة القضاء" و"فصل السلطات" وغيرها فهو واهم. فالقضاء قضاء الطبقة الحاكمة، والقانون قانونها. ولهذا، فانها، الطبقة الحاكمة، امينة لترد الدين لمن خدموها. انها تدافع بضراوة عن أبنائها.
ليس هذا وحسب، بل تقافزت الابواق الجاهزة اساساً لمباركة هذه الخطوة وهذه "العدالة" وهذا "الانصاف"، وتحولت الثورة، ثورة الجماهير المليونية من اجل الحرية والمساواة والعيش الكريم، بين ليلة وضحاها الى حركة "تلحق الدمار بمصر"! ولكن من الواضح ان ما يقصدوه هو دمار ارباحهم والحاق الضرر بها وبتعاظمها. وليس قصدهم ذلك الدمار الروحي والمعنوي الذي ينخر بالجياع والفقراء والمحرومين في المجتمع، لا يقصدون دمار الكرامة تلك التي تدفع الملايين الى احظ الاعمال واقذرها، ودمار تلك الاخلاقيات والقيم السليمة والبناءة في المجتمع. ان معايير الانصاف والعدالة وغيرها مقلوبة في هذا المجتمع.
ان هذه الخطوة هي حلقة في مسار استرداد المسارات والأمور من ايدي الجماهير الثائرة، استرجاع مصير المجتمع من الثوار. بدأتها من الهجمة على الحركة العمالية وتنظيماتها وقادتها، لفرض الاستبداد السياسي والعنجهية السياسية على المجتمع، التطاول على الحريات السياسية والحقوق في التنظيم والتجمع، سن القوانين المكبلة للحريات في التجمع، وفرض الزيادات على الأسعار وبالأخص المحروقات، وإعادة الاعتبار لازلام النظام البائد وصولا الى اطلاق سراح قادته ورموزه سيئة الصيت. ان اطلاق سراح مبارك وازلامه لاربط له بالقانون والمحاكم، انه امر سياسي بحت وليس قانوني اطلاقاً.
ان اللحظة الراهنة هي لحظة (ولحظة متقدمة) من وأد الثورة. ان وأدت الثورة، فان مصدر ذلك هو اوهامها قبل أي شيء اخر. اوهامها بالعسكر ومؤسسة الجيش وبالقومية والوطنية وغيرها من أكاذيب وترهات الطبقة البرجوازية الحاكمة. ان تم وأدها، فان ذلك يعود عدم فصل الجماهير المنتفضة لصفوفها عن البدائل المطروحة ولم تشق طرحها وبديلها الخاصين والمستقلين للمجتمع، يدفع اليوم بالجماهير لهذا المكان جراء عدم ادامة ثورتها لحين الإطاحة بمجمل أسس هذا النظام الراسمالي البالي بقمعه واستبداده وجوعه وفقره. لقد بلغت الثورة هذا المازق لان الطبقة العاملة وصفها الطليعي وتيارها الشيوعي عجز عن رفع رايته المستقلة في خضم الصراع الدائر، ولم تفصل صفها عن الصفوف المختلفة والمتنوعة للطبقة الحاكمة ذاتها من قوميين واسلاميين وديمقراطيين وليبراليين.
لقد كسب العسكر هذه الجولة المهمة، ولحد الان هو كاسب لها، بيد ان أي امرء له ذرة اطلاع على مجتمع مصر يعلم علم اليقين انه مكسب هش الى ابعد الحدود. اذ من الصعب جدا على جماهير مصر ان تقبل بهذا الوضع الأكثر سوءاً، وهي التي انتفضت بوجهه، واطاحت بمبارك وسلطته في انتفاضة ثورية عارمة قل نظيرها في العصر الحديث. كما انه لمن الصعب جدا على جماهير رات بام عينيها قدرتها وقوتها وفي الوقت ذاته العجز التام لسلطة العسكر وحكومته امام الإرادة الموحدة للجماهير الداعية للحرية والمساواة. ان حبر هذا الحدث، ثورة مصر، لم يجف بعد، وذاكرة عشرات الملايين من جماهير مصر لازالت مشبعة بالثورة واحداثها ومساراتها، والاهم من هذا وذاك، نقاط قوتها وضعفها وسقطاتها ولحظات عدم وضوحها. مثلما يقولون ليس مثل التجربة ما يعلم البشر، ناهيك عن ان تكون هذه التجربة قد بنيت بدماء الالاف وعرق الملايين من خيرة شباب مصر وتحرريه ودعاة مساواته.
ان مجتمع مصر مجتمع حي تضطرم فيه، ولعقود مديدة، نار التناقضات والصراعات بالف شكل وشكل. انه يغلي بالحركة الاجتماعية والميتابوليزم السياسي والاجتماعي، لا يستكين، لا يهدأ، ولهذا ليس بوسع الف سيسي وسيسي اخماد النار المتاججة في داخله. بيد ان هذه المجتمع لا يحتاج الى نقد "ناقص"، "مبتور" و"غير كامل"، نقد على هذه الزاوية او تلك من زوايا المجتمع، نقد على هوامش هذا المجتمع. انه بامس الحاجة الى نقد جذري، نقد مستديم وراسخ واصولي للأخير، نقد من زاوية بديل انساني، بديل يضع الانسان وحريته ورفاهه أولا، نقد اشتراكي من زاوية عامل اشتراكي، من زاوية طبقة لا مصلحة لها بوجود الظلم والاستغلال، الفقر والعوز والفاقة، الاستبداد وخنق الحريات والحقوق السياسية والمدنية، خكومة الطوارئ والاحكام العرفية، لا مصلحة له بوجود الأديان والطوائف والتمييز الجنسي، المخدرات وبيع الجنس و انتهاك حقوق الاطفال.
لقد كان هذا النقص الأساسي لثورة مصر، ولهذا على القادة الشيوعيين للطبقة العاملة والمجتمع ان يسلحوا انفسهم بهذا النقد، بنقد ماركس وحشد قوى الجماهير المليونية مرة أخرى للجولة المقبلة من نزاع تقرير مصير المجتمع.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!