أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فلاح علوان - المواجهة القادمة بين العمال والحكومة، تطور نوعي في الصراع














المزيد.....

المواجهة القادمة بين العمال والحكومة، تطور نوعي في الصراع


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 00:07
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يستعد العمال يوم الاثنين الاول من كانون الاول – ديسمبر، لتنظيم اوسع تظاهرة عمالية في قطاع وزارة الصناعة الذي يضم نحو 250 الف منتسب، في مواجهة هي الاوسع في حجمها ومطالبها وشمولها. حيث يخطط العمال لتنظيم التظاهرة في عموم العراق وخاصة مدن وسط وجنوب البلاد.
منذ اكثر من اسبوعين، تتصاعد وتتسع حركة الاحتجاجات التي ينظمها العاملون في شركات وزارة الصناعة وتمتد لعدة مدن، ويقطع العمال الطرق الرئيسية في رسالة واضحة الى الحكومة عن الاستعداد للمواجهة.
طيلة السنوات الماضية اصطدم العمال مرارا وتكرارا بالادارات وقاموا بتغيير مدراء في هذه الشركة او تلك، وقد طالت التغييرات عدة ادارات، الا انها جرت بشكل متقطع وفي كل شركة على حدة وعلى فترات متباعدة. كما ان منتسبي وزارة الصناعة واجهوا الوزارات، وخاصة وزارة المالية ووزارة الصناعة، بمطالب عامة وفي عدة مناسبات اوسعها كانت اعوام 2008، 2009، 2010. كانت ابرز دواعي تلك النضالات هو صرف مخصصات الخطورة، ومتأخرات المخصصات، او فروقات الرواتب المستحقة. عدا عن مواجهات الفساد الاداري.
ان ما يميز الحركة الراهنة، هو كونها موجهة اساساَ ضد سياسات حكومية عامة، فقد برهنت الاجراءات الوزارية المتواصلة انها ذات اتجاه مقصود ومرسوم، هو خطوات تصفية الصناعة الحكومية وتقليص اعداد العاملين فيها. بدءاَ بسياسة التقشف ووقف الرواتب وحتى الاعلان عن فرض التقاعد الاجباري واحالة الشركات الى الاستثمار الخاص وتسريح الاف العاملين فيها.ومن هنا تصبح مواجهة شاملة ذات طابع طبقي عام متبلور في تقابل جموع عمالية بوجه سياسة برجوازية عامة.
ومن جانب اخر يشكل الصدام الراهن نوعا من مواجهة مصيرية، بين التوجهات النيوليبرالية للحكومة بوجه شكل من الاقتصاد الحكومي الموجه والمخطط، والمتمثل بوجود وزارة صناعة ذات تخطيط على مستوى البلاد. انه تقابل بين شكلين للاقتصاد وشكلين للسياسة؛ السياسة النيوليبرالية التي تمثلها الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والمدعومة من امريكا والغرب ممثلين بسياسات صندوق النقد الدولي، ضد الاقتصاد المركزي المخطط من الحكومة، وهي معركة تحتمل اكثر من مسار، خاصة مع دخول الطبقة العاملة الى الصراع كطرف مباشر له سياسته وستراتيجيته.
كما ان هذه المواجهة تتخذ الشكل الكلاسي لتطور الصراع الطبقي، من المطالب الاقتصادية الى المواجهة السياسية مع النظام السياسي الممثل للبرجوازية.
والمسألة الجوهرية، هي ان هذه المواجهة تأتي وسط استعار الصراع الطائفي القومي في العراق لتعلن بوضوح، وسط دخان الحرائق الطائفية والقومية والاشلاء والركام، ان صراعا يجري على اسس اخرى ولا يقوم على الكراهية والاحقاد والفصل بين الناس بموجب الدين او القومية، صراع على اسس اجتماعية تتعلق بحياة ووجود الجماهير بوجه خصومها الفعليين، ناهبي ثرواتها ومسببي مآسيها، صراع هو من جانب الجماهير نضال ومن جانب البرجوازية قمع، وهو المواجهة الفعلية والجذرية مع النظام السياسي الحالي، مصدر الصراعات والفتن والنهب والفساد.
ان تطور هذا الصراع وارتقائه سيلفت انظار المجتمع وانظار الجمهورالمحبط من ضراوة وقسوة الصراع الدامي الدائر، الى ان نضالا طبقيا اجتماعيا عميقا وواسعا يجري في المجتمع. وهذا سيشكل انعطافا في سلوك وتفكير اقسام واسعة من الجماهير، كما سيشكل في حال ارتقائه ضربة لمشاريع التقسيم وادامة النزاعات القومية والدينية والطائفية.
سيعتمد تأثير هذه الحركة بين الجماهير، على قدرتها على الخروج من المطالب العمالية الى الطبقية، اي الى تقديم سياسة للخروج بالمجتمع من الطريق المسدود للسياسات الحالية. وهو ما يصبح ممكنا عبر تقوية مواقع الطبقة العاملة في الحياة السياسية، باتجاه مشاركة الجماهير في رسم مصيرها، وهو ما يعطي معنى لقولنا ان الطبقة العاملة قادرة على اخراج المجتمع من اوضاعه المأساوية الراهنة.
موضوعيا ونظريا، هذا الكلام له اساس وليس طوباوي، ولكن المصاعب تبدأ مع الشروع بتحويله الى بديل للمجتمع، اي الى استعداد الطبقة العاملة وممثليها السياسيين الاشتراكيين.
ان خبرة الثورة المصرية وثورات المنطقة حية وفاعلة، ونتائج الثورة الايرانية مازالت في الاذهان، كما ان خبرة انتفاضة 1991 في العراق وتجربة المجالس العمالية في كردستان هي جزء من تاريخ معاصر يمكننا تعلم الكثير من نجاحاته ومن اخفاقاته كذلك. ان الخبرة الاممية والتاريخية للطبقة العاملة هي ذخيرة يمكن احياؤها وتعبئتها في التوقيت المناسب، وليست ذكريات غابرة او ماضي مقطوع عنا. . ورغم ان قيادة هذه الحركة تتطور بدون التأثير المباشر للاحزاب السياسية والتنظيمات النقابية القانونية، الا ان هناك تأثيرا ملحوظا لتنظيمات شكلها العمال بانفسهم رغم قرارات المنع، وكذلك شبكة من القادة العماليين الميدانيين.
والحال ان الحركة الراهنة للعاملين في قطاع الصناعة في العراق وهم جموع من مئات الالاف، ليست حركة تتعلق بمطالب محدودة ويومية، وبالتالي فهي ليست حركة تدور في اطار النقابية، انها حركة تحمل بذور عمل سياسي شامل على صعيد المجتمع، بينما تمتد جذورها عميقا في تربة الصراع.
فلاح علوان
30-11-2014



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية نتاج للصراع السياسي وليس العكس
- طائرات إسرائيل ومدافعها تطحن بيوت الفلسطينيين على ساكنيها
- حول أحداث نينوى
- حول قانون الإصلاح الاقتصادي ردا على تنظير مستشار المالكي للش ...
- اختزال اليسار إلى دولة مدنية ديمقراطية
- قيادة المنظمة العمالية أم السيطرة عليها
- لمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الاتحاد
- تشريعات ومفخخات
- همهمة الجماهير انذار مخيف للحكومة
- الاساس الاجتماعي للتشيع في العراق والناسيونالستية العراقية
- حول موجة التظاهرات الراهنة في العراق – فلاح علوان اجرى الحوا ...
- خصخصة الكهرباء سياسة مقصودة ونهب علني للمجتمع
- من الجذور ام من الذروة ..... ستون عاماً على انتفاضة فلاحي آل ...
- اين اسامة انور عكاشة من الزواج الجديد للبرجوازية المصرية
- ..... رحيل الرفيق زيدان حيدر - ابو حيدر-
- حول قرار محكمة استئناف البصرة
- بصدد تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي في الاول من ايار
- حول الموقف من الانتخابات النقابية الحكومية - قراءة لبيان الا ...
- دور اليسار والنقابات العمالية في الثورات العربية
- الانسحاب وحده ليس كافيا بعد تخريب البلاد وتدميرها... الى الر ...


المزيد.....




- FIR commemorates 50 years “Carnation Revolution” in Portugal ...
- كيف ينظر صندوق النقد والبنك الدوليان للاقتصاد العالمي؟- أحمد ...
- كتّاب ينسحبون من جوائز القلم الأميركي احتجاجا على -الفشل في ...
- مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في مزيد من الجامعات الأميركية
- “كيفاش نجددها” شروط وخطوات تجديد منحة البطالة الجزائر عبر ww ...
- تحذير من إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية ...
- إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية تستعد غد ...
- مطالب بالحفاظ على صفة موظف عمومي و بالزيادة العامة في الأجور ...
- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فلاح علوان - المواجهة القادمة بين العمال والحكومة، تطور نوعي في الصراع