أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق














المزيد.....

امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للمحافظة على التوازن الداخلي بين مكونات الشعب العراقي و عدم الاخلال به، اتبعت بريطانيا سياسة التوازن بين العشائر و الحكومة و بين العشائر ذاتها و استخدمت تلك العشائر ضد المدن و البلدات ايضا لانها كانت المراكز الحقيقية لمعارضة بريطانيا الاستعمارية .
اليوم، بعد تغيير الواقع الاجتماعي العام بشكل ملحوظ تقريبا، تمارس امريكا سياسات يمكن ان نضعها في خانة التوازن بين المكونات الاساسية مع الحفاظ على قوة العشائر و بروزها من جهة اخرى .
في العهد الملكي، التوازن الذي اقامه الانكليز لم يكن موجهة ضد الملك، و في المقابل لم يدعوا ان يقوى الملك على حساب العشائر، بحيث لم تكن عشيرة لوحدها اقوى من الملك و لم يكن الملك اقوى من العشائر مجتمعة جميعا او بعض منها في وقت واحد، و عليه كانت العشائر و الملك بحاجة ماسة و مصيرية الى الانكليز و الى البعض في ادارة امورهم .
ان احس الانكليز يوما بروز قوة ما يخل بالموازين التي دابوا على العمل على بقائها، عملوا على انهائها بالطريقة الملائمة و لم يترددوا في قصف من ازدادت قوته و حرق ممتلكاته ان تطلب الامر ذلك دون اي تنبيه . و كم مرة ادب الانكليز بطريقته شيخا او اغا ما في منطقة معينة لحسه بشوكته و مكانته و قوته التي يمكن ان يهدد بها الملك او العشائر الاخر و يختل بها التوازن المفروض لصالحه . و دعمهم القوي لاية جهة في حالة الاحساس بضرورة دعمها كان نابعا من تنافس القوى ايضا و ما كان لفائدتهم و ليس من اجل عيون الجهة، و هذا ما ثبتوا عليه في تعاملهم مع القوى العشائرية و الحكومة ايضا لحين ثورة العشرين و ما جرى بعدها .
بمجرد التفكير بالتجنيد الاجباري من قبل الملك اعترض عليه الانكليز و استخدموا سلطتهم و نفوذهم و استخدموا الفيتو في هذا الموضوع لانه كان لغير صالحهم و ينكس بقوتهم و التوازن التي فرضوه، و كان يؤدي الى اضعاف موقفهم و يقوى به الملك على حساب الانكليز و ربما يؤدي الى نتائج غير مريحة كما توقعوا و يضعف موقفهم و يضطروا الى مغادرة البلاد ، و ما تلقته القوات الامريكية في بداية سقوط الدكتاتورية كانت نتيجة التدخلات الخارجية التي عرقلت سياستها، و بعد مدة قليلة بحركة سياسية و عمل مخابراتي بهلواني فرضت نفسها و استدعتها القوى مرغمين مشكورة على لطفها و تدخلها لمساعدتهم .
لنقيٌم سياسة امريكا اليوم و نقارنها مع ما كانت اثناء الاستعمار البريطاني، و لكن بتغيير المواقع و اللاعبين، بدلا من العشائر و الحكومة، اصبحت المنافسة و الصراع بين المكونات السنية الشيعية الكوردية .
فليتاكد الجميع دون اي تحايل مع النفس و خدع الذات، ان السياسة المتعبة لحد هذه الساعة و ما موجود من التوازن المختل بين القوى، لن يدع امريكا مرتاحة الا باعادته الى نصابه، و يكونوا جميعا بحاجة نهائية اليها، كما هو حال العراق اليوم و ما كان عليه ايام الاستعمار البريطاني . فمن كان يتوقع ان تصرخ و تستنجد السنة باستقدام قوة امريكية الى مناطقهم التي كانت تعتبر مجيء امريكا اليها احتلالا، وكما ليس من مصلحة الكورد ان تضعف امريكا او تختل توازن ضرورة بقائها لصالح المركزو المركز بحاجة اليها لمحاربة الارهاب ايضا .
من القراءة العميقة لما موجود، و من جراء السياسات المتبعة من قبل امريكا نستدل بانها سوف تعمل على تجسيد الفدرالية و اللامركزية بحيث يكون هناك توازن بين المكونات الثلاث و لم تدع للمركز ان يزداد قوة على حساب الاقاليم باي شكل كان و العكس صحيح ايضا . فانها ستفعل ما بيدها باية طريقة كانت لتجبر القوى الثلاث المركز و ما تقف وراءه الشيعة و الاقليم السني و كوردستان ان يحتاجوا الى امركيا و وجودها الدائم، و ستقحم امريكا قوة مناسبة في العراق الان و تثبتها بحيث تكون تلك القوة سريعة التدخل و اكثر امكانية و قوة من اي من المكونات الثلاثة منفردا في اي وقت و تحاول ان تزيدها لتكون اقوى منهم مجتمعا لعدم اجبارها على الرحيل مرة اخرى . و لا يمكن لامريكا ان تصرف من اموال دافعي ضرائبها على العراقيين، فانها سوف تصرف من ميزانية العراق و امواله كما فعلت بعد اسقاط الدكتاتورية، و لعترف انه بدا زمن الاستعمار الامريكي بشكل و مضمون مختلف نوعا ما عن الاستعمار البريطاني، او انه الاستعمار البريطاني ذاته باللاعبين الامريكيين و بخطط و برامج و افكار بريطانية .
و عليه، فان امريكا ستعمل على ازاحة داعش في العراق و انهائه بعدما تتاكد من انها ستكون الطرف المسيطر الاقوى و ستطبق اللامركزية و اعادة التوازن بين المكونات والقوى العراقية الثلاث لصالحها، و تفعل ما بوسعها لتغيير سياسة الدولة العراقية في اي امر ان لم يقع لصالح استراتيجيتها .
لم يكن داعش ولادة المنطقة و من فيها او القوى الارهابية في المنطقة بشكل صرف دون تعجين و تصنيع مخابراتي غربي، فانه غيٌر المعادلات و قلب الواقع السياسي في العراق راسا على عقب و وضعه على حال لا يمكن ان اي صديق او حليف لامريكا ابدا .
بمقارنة بسيطة لما كان عليه العراقفي القوت الذي لم يقبل بوجود و بقاء جندي امريكي واحد في عهد المالكي المتفرد الغشيم، و سياسة السنة المغفلين الواقفين ضد امركيا و محاربته بداية و من ثم التغيير الجذري في واقع الحال الى دعوتهم لاستقدامه الى مناطقهم اليوم مشكورة، و مدى احتياج الكورد اليهم لبقاء قضاياهم عالقة و لم يصلوا الى مرحلة الامان، و مدى احتياج المركز و الشيعة ايضااليها لوجود البعبع و خوفا من زعزعة سلطتهم، اصبح واضحا للجميع ما تريده امركيا و من معها، و ما على القوى العراقية العمل بها في هذة المرحلة لتختصر الوقت على الاقل على العراقيين لينالوا قسطا من الراحة لحين بدء الجولة الجديدة من محاربة الاستعمار الجديد في المستقبل ربما ليس منظورا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة الرئاسات المتنفذة في المنطقة
- من حس بمآسي الكورد لن يكرههم
- يريدون عض الكورد به كالكلب
- من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟
- تمسكن كثيرا و لم يتمكن اخيرا
- هل الايات القرانية حمالة الاوجه ؟
- من يحكم العراق هو المومن و الفريضة العارفة
- ربما التاريخ يعيد نفسه
- ثراء شيوخ العشائر العراقية على حساب رجالهم
- اين نحن في وضعنا الكوردستاني و الى اين نسير ؟
- اهمية المهرجانات في تفاعل المثقفين
- العراق لا يحتمل ما طبق في ايران
- القانون ليس لحماية المراة فقط
- الكورد لن يطلبوا حرق كتب سعدي يوسف ابدا
- عراقيل امام علاقات تركيا و العراق
- الشراكة العادلة ام دولة كوردستان برسم المجهول
- لماذا تدان كوردستان وحدها على ابسط خطا ؟
- كيف نحارب الدجل و الخرافة ؟
- سيرأس اوجلان دولة كوردستان
- شطحات اردوغان مستمرة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق