أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه














المزيد.....

إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مصادفة ليست عجيبة ، ولا هي مفرحة ، بل تثير السخرية والإشمئزاز ، إذ أن "مستعمرة " إسرائيل" تسعى جاهدة لشرعنة يهوديتها ، والمسلمون أنفسهم أصحاب الحقوق الضائعة لتقاعسهم ، قرروا خلال مؤتمر رسمي ، يجمعهم ، أن تكون القدس المحتلة -التي تسير في طريق التهويد ، وبات أقصاها الأسير في مهب الهدم ، جراء الحفريات الإسرائيلية من تحته وحواليه – عاصمة للسياحة الإسلامية عام 2015.
أمة المليار التي أمرت بالجهاد لإعلاء كلمة الله ، وإنصاف المظلومين ، وحفظ كرامة البشر من خلال نقلهم من عبادة البشر إلى عبادة الله الواحد الأ حد، إتجهت للسياحة والترفيه والبذخ ،الذي لن يكون في محله ، بعد أن ألغت في قمة داكار الإسلامية في ثمانينيات القرن المنصرم ، الفرض الذي كتبه الله عليها لضمان بقائها عزية والحفاظ على نقاء لإيمانها ، وهو الجهاد .
تغير كل شيء عند أمة المليار مسلم الذين قيضهم الله سبحانه وتعالى ، ليكونوا رسل وهداة البشرية وتبديد الظلام وإزاحة الظلم عن المظلومين ، ونشر العدل على الأرض بتطبيق تعاليم الرسالة السمحة التي أنزلها الله على نبيه الكريم محمد "ص" ، وتمكن الرسول الكريم محمد"ص"، بفضل من الله ومنّة منه ، وبإيمان الصحابة ومن آمنوا معه ، من إلحاق الهزيمة بالقوتين العظميين آنذاك، وهما الروم والفرس ، رغم عدم إمتلاك المسلمين آنذاك للقوة المادية المطلوبة والعدد اللازم لخوض مثل تلك المعارك الحاسمة ، لكن الله عوضهم عن ذلك بقوة الإيمان وحب التضحية ، ونصرهم وهم قليلو العدد ، كبيرو الهمة ، وتخمون بالإيمان ، ومفعمو الحب بالجنة وارفة الظلال التي وعد الله بها المتقين ، ومن يصمدون في لقاء العدو ، في حين كانت نار جهنم للمنافقين ومن يولون الدبر إبان لقاء الأعداء.
أمة المليار رغم عددها وتعدادها وإمكانياتها وصفقات الأسلحة التي تفوق عمولاتها كل تصور ، إستبدلت التحرير بالسياحة ، وبدلا من جحافل التحرير المجحفلة إلى القدس المحتلة والأقصى الأسير ، آثروا حسب قرار منظمة التعاون الإسلامي ، أن يتجهوا إلى القدس بحافلات سياحة مكيفة ، وبدلال من دخول القدس فاتحين كما فعل الحليفة عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي ،قرروا دخولها سواحا شأنهم شأن أي سائح عالمي جاء ليتفرج على الآثار هنا أو هناك وليمتع نفسه ، ومن ثم يعود إلى بلده يعرض على أهله واصدقائه الصور التي إلتقطها في المكان بأوضاع مختلفة ،دون أن يكون عنده أي شعور بالإنتماء للمكان الذي ساح فيه.
مجيء العرب والمسلمين إلى القدس سواحا في حافلات جديدة مكيفة ،وخروجهم منها مثقلين بالصور الفوتوغرافية ، مفرح لمستعمرة إسرائيل ومبهج لمستعمري فلسطين، وهو المشجع على قرار يهودية مستعمرة إسرائيل.
المطلوب من العرب والمسلمين لو كانوا صادقين بحبهم لفلسطين، ويتمتعون بإيمان لا تشوبه شائبة ، أن يقاطعوا مستعمرة إسرائيل ، ويمنعوا عنها قدر إمكانهم وهم قادرون ، كل أسباب البقاء في فلسطين ، لكن ما نراه وما نعرفه يقول عكس ذلك، فالعرب والمسلمون وعلى ما يبدو هم أساس بقاء إسرائيل ، وهم من دعوها للتعنت والعنجهية ، والتمسك بنهج إسبارطة ، فهم يعلمون أن بقاءهم من بقائها ، لذلك ساندوها طيلة الستين عاما الإحتلالية القهرية.
دخول العرب والمسلمين المقتدرين ماديا طبعا إلى فلسطين سواحا لا محررين ، سيدعم إقتصاد مستعمرة إسرائيل ، وسيريح الخزينة الأمريكية الملزمة بمواصلة الدعم المالي لمستعمرة إسرائيل ، وهو ضياع وتضييع لأموال العرب والمسلمين في دروب ليست دروبها ، لأن هذا المال الذي سينفق ، إنما يعود في أساسه لشعوب العرب والمسلمين الذين يعانون من الفقر المدقع والحرمان ومن التنمية والتطور لأن القائمين عليهم ليسوا منهم .
كان يتوجب على العرب والمسلمين أن يقاطعوا مستعمرة غسرائيل ، لا التشبيك معها إلى درجة التحالف وإتخاذها مقاولا منفذا للعدوانات التي تخدم توجههم ، ومع الأسف فإن مستعمرة إسرائيل ترفض حتى يومنا هذا العروض العربية عليها لشن حرب مدفوعة الثمن والكلفة مع البونص بطبيعة الحال ضد إيران ، ويأتي هذا الرفض الإسرائيلي كون أن "الفرس "ليسوا عربا ، بمعنى أن رد الفعل الإيراني على مستعمرة إسرائيل سيكون ساحقا ماحقا، في حين أن كل عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين كان يواجه عربيا بالشجب والإدانة والإستنكار.
لست مبالغا إن قلت أن دخول القدس وفلسطين عن طريق السياحة وبإذن من مستعمرة إسرائيل، يعد خروجا عن الدين ، لأنه مخالف لشرع الله ، الذي يدعو للجهاد ، ومعروف أن دخول وخروج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، لا يتم إلا بتصريح إسرائيلي، ولا يستطيع عباس إصطحاب أي ضيف عربي أو أجنبي معه إلى رام الله ، إلا بإذن إسرائيلي.
صحيح أن السواح العرب والمسلمين سيزورون القدس المحتلة ويصلون في الأقصى الأسير الجريح، وربما يتجولون في شوراع القدس العتيقة ويتناولون بعضا من وجباتهم في مطاعم القدس ، ويشترون بعضا من التحف من محالها ، لكن الدفع الأكبر والفعل المناقض للصلاة في القصى سيكون في المدن الإسرائيلية وعلى شواطيء البحر المتوسط ، إذ سيكون السخاء لا حدود له ، لأن "اللحم "الأبيض المتوسط، سيكون متوفرا بكثرة ، ولكن الحركة كلها ستكون تحت نظر وسمع الكاميرات والمسجلات لضمان الولاء والإنتماء لمستعمرة إسرائيل.
على الفلسطينيين في بيت المقدس المحتل ، الذين نذروا حياتهم لوجه الله ومن أجل قدسهم وأقصاهم ، وعلى أهل الساحل الفلسطيني المحتل عام 1948 أن يقاطعوا هؤلاء السواح ،ولا يتعاملوا معهم بأي طريقة من الطرق ، حتى يعرف هؤلاء مكانتهم وحجمهم وسوءعاقبتهم وسواد أفعالهم .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ندوة تنامي الغضب الشعبي الفلسطيني – القدس نموذجا
- مقترحات دي مستورا في سورية: تسويات صغيرة تصطدم بعوائق كبيرة
- سفير مستعمرة -إسرائيل - في الأردن .. -حرق بنّها-
- الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2014 الخيارات الفلسطينية في ض ...
- -الإخوان - في الأردن بأمان
- -إعلان عمان ... خريطة طريق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العر ...
- الشباب العربي الأرثوذكسي ..إصلاحيون لا منشقون
- د.سناء الشعلان في معرض- ابتسامة الكتّاب-في بلغاريا
- تباشير الكونفدرالية ...الروابدة يتحدث
- -أَعْشَقُني- في المؤتمر الدّولي-أفق الخطابات-
- في كتاب لأكاديمي إيطالي :المسلمون في إيطاليا 1.3 مليونا
- فك الإرتباط بين الضفتين ..تمهيد ل-التسوية- مع إسرائيل
- إستطلاع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات :85% من الرأي ...
- ما ضاع حق وراءه مطالب ..مسلة ميشع نموذجا
- العراق أولا ..الثأر اليهودي
- وقفة جماهيرية بالقرب من سفارة الكيان رفضاً للعدوان ومطالبة ا ...
- خبير علم الإجتماع الأردني د.فيصل غرايبة يدعو للإهتمام بالشبا ...
- السؤال الكبير :أين الشعب؟
- عبد الحسين شعبان :إسرائيل تستعجل تفتيت العالم العربي
- توقيع رواية -أَعْشَقُني- لسناء الشّعلان في المربد


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه