أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - إنطباعات حول ديوان الشاعرة العراقية سحر سامي الجنابي (على جناحي زاجل )














المزيد.....

إنطباعات حول ديوان الشاعرة العراقية سحر سامي الجنابي (على جناحي زاجل )


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


إنطباعات حول ديوان الشاعرة العراقية سحر سامي الجنابي
(على جناحي زاجل )

سلام كاظم فرج
ثمة مقولة يتداولها شعراء قصيدة النثر ويحتكمون اليها.. إتبع خطوات عاطفتك وشعورك وفكرتك ولا تتبع خطوات الوزن والقافية.. فمتطلبات القافية والوزن قد تستهلك الكثير من دفقات الشعر في النص.. وقد تحيد عن الفكرة التي انبثقت ابتداء في الوجدان. هذه المقولة قد يفندها من لا يرى الشعر الا من خلال مقومات ثابتة وأساسات متفق عليها كالثبات على وزن معترف به ضمن بحور الشعر المثبتة المعروفة وفق تصنيف الخليل بن احمد الفراهيدي والقافية الواحدة ...
هذه الفكرة راودتني مقترنة بفكرة تسامي النصوص الى درجة الاستعلاء على الجمهور ومخاطبته بلغة الانبياء والقديسين.. او تساميها الى درجة الانخراط بمعطياته (الجمهور) كما هي والتعايش معه ومع ثقافته السائدة بكل ما فيها من بساطة والتعاطي مع خموله وتخلفه ( الجمهور ايضا) لا من اجل ديمومة ذلك التخلف. او ذلك الخمول بل من اجل إنهاضه من رقدته والارتقاء به لاحقا.. من اجل ذلك اعتبرت التعاطي مع الجمهور وفق معطياته سموا او تساميا ايضا.. فليس بالحداثة وحدها تبنى الثقافات ولا بما بعد الحداثة ينتج الرقي.. دائما.. ربما العكس هو الصحيح..
هذه الانطباعات اقترنت بذائقتي وأنا أقرأ قصائد الشاعرة سحر سامي في ديوانها الجديد ( على جناحي زاجل ) الصادر عام 2014 من منشورات المركز الثقافي للطباعة والنشر في بابل.. فقد وجدت الشاعرة وهي المتمكنة من ترويض القوافي والاوزان ان ثمة مساحة ممكنة للحداثة في قصيدة النثر او القصيدة الحرة .. لذلك رأت في الشعر حمام زاجل وعلى جناحيه يمكن ان تحلق قصائد العمود ( قصائدها).. وقصائد النثر ايضا.. لذلك وجدتها تضع عنوانا مبكرا للجزء الاول من الديوان( الجناح الاول..) ضم كل القصائد العمودية.. وعلى الجناح الثاني حلقت قصائدها الأخرى التي توزعت بين الشعر الحر وشعر النثر..
في ديوانها هذا خطت الشاعرة خطوات واسعة تقدمت فيها كثيرا عن مجموعتها الاولى ( ضفاف ملونة )..بإرادة صلبة تلخص شجاعة المرأة العراقية وقدرتها على التجاوز رغم إهمال النقد وكسله وعدم تعاطيه مع الاعمال الواعدة الا بعد الاطمئنان الى استقرارها وتركزها في المشهد الادبي..
ان قلة النقود التي تناولت مجموعتها الاولى لم تحبط الشاعرة.. وها هي تصدر مجموعتها الثانية.. ولأنها تعشق العراق كان الإهداء الى العراق ..( أحاول أن أطلق الروح من ناقوسها الى فضاءات شاسعة لأحرر شرنقة من شرنقات السعادة التي طال سباتها وارسم الوان جناحيها في تجليات من ايحاءات انسانية مكبوتة فبدأت بكتابة حكاية نهايتها تقتفي آثار أحلام مستفزة..
أهديه أليك ياعراق على جناحي زاجل / إلى عوالم ( الشعر والنثر). إلى مملكة الحقيقة الممكنة للأدب..)..
في الجناح الاول ثلاثون قصيدة عمودية تشتغل موضوعاتها على الهم الوطني والفكر والوجدان والعاطفة. والرثاء..
تقترب بعض قصائد الجناح شكلا واسلوبا من انماط الموشح الاندلسي .. فتلزم الشطر بقافية واحدة .وتلزم العجز بقافية ثانية.. كما في قصيدتها ( إهتزاز نبض )
فتقول:
حين مل البحر إيهام النجوم بإستراق السمع عن سر السماء
أغمضت عينيه آماق الهموم وابتلى الاعماق حب في الخفاء
ويحه الفلاح إن ذم السموم يقبل الاعصار فورا للنداء

يصنع العشاق حبلا للنجوم من نبات الصبر او زهر الوفاء
وهكذا....
لكنها في قصيدتها مابين الشعر والشعور تحلق عاليا في تنويع قافية الشطر فنراها تكتب ::
تشتهيك الروح كالخمر المعتق في أماسيها حبيبي فترفق
تشتهيك الروح كالشهد المصفى سائغا في الريق كالماء تدفق
نهلك الرقراق لم يطفئ شراري بل سرى كالزيت في قلبي فأحرق
ومن القصائد الحافلة برقة الشعور مخاطبتها لصديقتها الشاعرة السورية فاتن الحلاق. وقد انتابتها مشاعر القلق عليها بسبب الاحداث في سوريا وانقطاعها عن التواصل//
فاتن الحلاق عودي وانشديني.. قد وعدت // زهرتي // لن تتركيني
ومن قصائد الرثاء المؤثرة قصيدة وضعتها على لسان أحد الجرحى من ابناء مدينة المسيب التي طالتها يد الغدر فأودت بحياة نخبة من خيرة شبابها.. تقول الشاعرة في قصيدتها (صوت أحد الجرحى )..
ورضيت حتى باليسير فنالني يوما من الايام حقد عاري
والنار تلتهم الجميع كأنهم ورق الخريف وذابل الازهار
لما أتتني واكتفت بنصيبها ساقي وعيني.. هل لها من ثار
ياليت أحزاني بهذا تنتهي وبقيت ارجو لفتة الاقدار..

في الجناح الثاني تطالعنا قصائد النثر.. لترينا روح الشاعرة المتحررة من نير التزمت والتعصب والانغلاق.. فهي لاتتحيز الى نمط شعري واحد وتنغلق عليه كما يفعل بعض شعراء العصر الحديث.. فيرمون مخالفيهم بالخيانة والمروق عن جادة الشعر..
في قصيدتها( نوبة )
تكتب
تنتابني نوبة إلهام
كصعقة برق
وتهرب مني
فأعدو وراءها
لاهثة
وفي الضباب
تفلت من يدي
فأندب فرصتي الضائعة...
وفي نصها غمز العيد تكتب :
لبائعة الورد
وبائع الآيس كريم
خطف الاولاد بهما
الى زاوية مضيئة
من هذا العالم
لم يصل اليها الكبار
!!
الكلمات هنا تحتفل بالبراءة وتعبر ببراعة عن غبطتها للصغار وهم يعيشون عالما قد يفهمه الكبار ولكن لا يمكنهم الوصول اليه..
هذه الانطباعات غيض من فيض لغة الالم والقلق والعشق الصوفي التي حفل فيها ديوان سحر الجنابي وهو يؤسس لبناء جملة شعرية تغامر في البحث عن الذات تارة والبحث عن الشكل الشعري الجديد تارة أخرى..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تكون الكتابة ممرا للوضوح/ وقفة مع الجزء الثالث من كتاب ا ...
- الحق أقول لكم
- قداس لوردتك , ايتها المرأة
- قواميس النص المفتوح
- خرافة كثرة زوجات الامام الكاظم (ع)
- انطولوجيا القصة البابلية
- رميت الورد
- عن الذين يبحثون عن الأخطاء النحوية والبلاغية في القرآن
- حكم الأزمة.. قراءة التأريخ من منظور معاصر
- لكي نفهم السيد أحمد القبانجي جيدا
- النوم في عسل الذكريات
- سوريا الأمس/ فصة قصيرة
- سوريا الأمس/ قصة قصيرة
- مطارحة أحمد القبانجي النقد
- إنحرافات الايدلوجية والعدمية السياسية
- ماقيمة الشعر؟ قصيدة نثر
- أقصر قصة قصيرة في الكون
- تكريم رجل النظافة القديم
- نجي الوسائد / وسائدكم .. نص تائه
- شعلان ابو الجون يكتب قصيدة نثر


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - إنطباعات حول ديوان الشاعرة العراقية سحر سامي الجنابي (على جناحي زاجل )