أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - لماذا يقع رئيس الجمهورية بفخ الفساد ؟














المزيد.....

لماذا يقع رئيس الجمهورية بفخ الفساد ؟


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت الصحف العراقية بتأريخ 23/11/2014 وثيقة صادرة من ديوان رئاسة الجمهورية، عن تعيين ابنة الرئيس العراقي فؤاد معصوم بعقد في الديوان بمبلغ يصل الى 13 مليون دينار عراقي. وأوضحت نسخة الوثيقة ، إنه “بناءً على مقتضيات مصلحة العمل تقرر تعيين الدكتورة جوان فواد معصوم بعقد للعمل بصفة مستشار للسيد رئيس الجمهورية وباجر شهري مقطوع قدره (12900000) ولمدة سنة واحدة قابلة للتمديد ابتداءً من تاريخ 2/9/2014 ولغاية 1/9/2015″-;-. وأوضحت الوثيقة أن “المبلغ هو ما يعادل ما يتقاضاه اقرانها في الوظيفة من راتب ومخصصات”.
إن إحدى طرق محاربة النظام الديمقراطي في العراق وعرقلة إستكمال بناءه تجسدت بإشاعة الفساد وتبذير الأموال عن طريق المرتبات المضخمة مثلاً ومنع التنمية ومنع تحقيق العدالة الإجتماعية بألف طريقة ووسيلة مارسها ويمارسها الطغمويون* بوعي وتخطيط وبكفاءة مستمدة من خبرة متراكمة، ويورطون بها البعض من أنصار الديمقراطية أنفسهم ممن هم ضعاف الفكر والنفوس والجشعون والغافلون. وهذا هو التخريب بعينه الذي طالما أشير إليه؛ وهو متمم للإرهاب بل هو أكثر مضاءً من الإرهاب في دماره.
إن خطوة رئيس الجمهورية تقع ضمن هذا الإطار للأسف الشديد، ولا أستبعد أن بعض المستشارين المعشعشين في رئاسة الجمهورية منذ أيام نائب الرئيس المجرم طارق الهاشمي أمين عام الحزب الإسلامي قبل إقصاءه، ربما إستطاعوا إستغفال السيد الرئيس الطيب وتوريطه. وهذا ليس عذراً له بتاتاً إذ كان عليه اليقظة والحذر.
كان الفساد شائعاً في المجتمع العراقي منذ العهد البعثي الطغموي، وما قبله، وخاصة أيام الحصار الإقتصادي الذي تسبب به النظام نفسه وفرضه الأمريكيون ليمكِّنوا النظام البعثي من التحكم بقوت الشعب وإجهاض أي تحرك شعبي ضده كالذي حصل في إنتفاضة ربيع عام 1991 الشعبانية.
ولكن الطغمويين استمروا في ممارسة الفساد وإغراء الآخرين للولوج في هذا المسلك الوعر، إذا أصبح لهم هدفان من وراء ذلك بدل هدف واحد وهما الكسب الشخصي والتخريب السياسي.
ضاعف الأمريكيون الفساد بهدف التخريب السياسي أيضاً وذلك لتأجيج الناس ضد الإتلاف العراقي الموحد ومن بعده التحالف الوطني لأنه الوحيد القادر على مواجهتهم. وبالفعل تم على يده طرد قواتهم وتم الحفاظ على الثروات النفطية واستعادة الاستقلال والسيادة الوطنية والإمتناع عن المساهمة في تدمير الدولة والجيش العربي السوري وإفتعال حرب مع ايران وصولاً الى تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت الدول العربية من داخلها لتمكين إسرائيل من التحكم بالمنطقة بأسرها.
لم تستطع لحد الآن التحقيقات والمتابعات الأمريكيتان من العثور على 6.6 مليار دولار من اموال أمريكية مخصصة لمشروع التنمية الأمريكي في العراق وهي مفقودة منذ الأيام الاولى للإحتلال. لقد أفادت دائرة المحقق العام بأن عدداً من الضباط والموظفين الأمريكيين قد دخلوا السجن لثبوت تهمة الإختلاس عليهم بهذا الصدد. وربما يتذكر القراء حالات إلقاء القبض على ضباط في مطار بغداد يرومون المغادرة وبرفقتهم مئات الآلاف من الدولارات . بل حتى السفير الدكتور زلماي خليل زاد إتهمه القضاء الامريكي مؤخراً بتهمة غسيل الأموال بالتعاون مع زوجته وله مصالح اقتصادية في كردستان. ويدل هذا على مستوى الإنضباط الأخلاقي لدى بعض المسؤولين الأمريكيين.
وهناك 16 مليار دولار من الأموال العراقية "ضيّعها" الامريكيون أيضاً ولكن ليس بعفوية وبراءة. . نوه أعضاء في اجتماع مجلس النواب قبل اربع سنوات بحضور السيد عبد الباسط تركي رئيس ديوان الرقابة المالية بأن (بول بريمر) الحاكم المدني لسلطة الإئتلاف سلّم اياد علاوي مبلغ 1.3 مليار دولار نقداً من غير وصولات. كما إن (بول بريمر) سلم مبلغاً آخر قدره 1.5 مليار دولار الى السيد مسعود برزاني لتقاسمها مع الاتحاد الوطني الكردستاني بدون وصولات أيضاً.
ولا أنسى في حينه ما نشره موقع "صوت العراق" الإلكتروني عن تلك الفتاة العراقية العاملة ضمن السكرتارية في مقر القيادة الأمريكية في بغداد. طلبوا منها بكل "براءة" أن تُحضر لهم مقاولاً للقيام ببعض الأعمال الكهربائية في المقر. إستجابت البنت. وتكرر الطلب ثم تكرر. أخيراً إعترفت الفتاة أنها حصلت على ما مجموعه خمسة ملايين دولار كعمولة مقابل إحالة هذه الأعمال على المقاولين المتهافتين.
أعتقد أن الأمريكيين “ّفّقدوا” تلك المليارات لانها ذهبت في ارشاء الناس لاشاعة الفساد وإخضاع المجتمع لهم ولمشيئتهم السياسية.
يمثل كل هذا جانباً واحداً من جوانب محاولات تخريب أو تشويه البناء الديمقراطي بما يناسب إصرار الطغمويين على استعادة سلطتهم الطغموية ويناسب إصرار الأمريكيين على التمكن من التحكم بمصير العراق، علماً أن العملية لم تنقطع بل هي جارية حتى أيامنا هذه الذي شهدنا فيه تراشق التهم بالإختلاس من قبل أسامة النجيفي وصالح المطلك وجمال الكربولي وخميس الخنجر.
آمل أن يكون السيد الرئيس قد تنبه الى خطورة الموقف ويعمل على إصلاحه بعد هذا السخط الذي أثاره بين العراقيين، خاصة وأن الدكتور العبادي مدعوماً بالتحالف الوطني مصمم على إجتثاث الفساد.
فليعمل جميع المخلصين على معاونته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحد يعلو على العدالة والقضاء ولو كان العلواني!!!!
- أمريكا وحلفُها المشبوه يقتضيان الطردَ من العراق
- رفض إنفصال كردستان والمخطط الأمريكي لمحاربة داعش
- السيد الرئيس ليكن خطابك معبراً عن جميع العراقيين
- ملاحظات للحكومة حول التحالف الدولي ضد داعش
- أين حق الشعب يا أعداء هيئة المسائلة والعدالة؟
- إحرصوا على أرواح العراقيين
- كيف حصلت داعش على قاعدة بيانات وزارة الدفاع العراقية؟
- عود على بدء
- ظافر والنجيفي يبتزان سليم الجبوري في مسجد مصعب بن عمير!!
- وصلت رسالتك يا سيد أوباما ولكن الشعب رفضها.
- طريق العبادي الشائك
- عاجل عاجل إلى أطراف التحالف الوطني
- ستراتيجية المجلس الأعلى والأحرار ركيكة
- كفخة وقطعة حلوى حسمت تشكيلة الرئاسات الثلاث
- متى نتعلم من ثورة الرابع عشر من تموز؟2/1
- تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت4/2
- تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت4/1
- إنتصرت الديمقراطية فلا تلقوا سلاحكم2/1
- سيحترم البارزاني المادة 140 رغم أنفه


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - لماذا يقع رئيس الجمهورية بفخ الفساد ؟