أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - إدارة الصراع السياسي














المزيد.....

إدارة الصراع السياسي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن تبوء حثالات القاع لمراكز القيادة في الكيانات الحزبية في الدول المتخلفة يعكس تخلف وانحطاط المجتمع، فهؤلاء هم نتاجه السيىء والمعبر عن ضحالة ثقافته وانعدام الوعي بمصالحه. إنهم الأزمة الحقيقة التي تعاني منها المجتمعات المتخلفة، فهم تتخذون من العمل السياسي واجهة لتأسيس كيانات حزبية تعمل بنظام المافيات لتحقيق مصالحها وليست أحزاب سياسية تهتم بالشأن العام.
لذا فإن حراكها السياسي في الصراع الاجتماعي، يستند إلى العنف والاستبداد وإحاكة المؤامرات للإيقاع بالخصوم ولاعلاقة له بالعمل السياسي فهي لاتعي ماهية السياسية ولاموجبات العمل السياسي لإدارة الصراع الاجتماعي.
وهذا ما يجعلها في تضاد مباشر مع النخب المثقفة من المجتمع، فتعمد لإقصائهم عن الساحة السياسية حتى لايتكشف جهلها وتخلفها بشؤون الدولة والمجتمع. إن الارتقاء بمستوى العمل الحزبي لمستوى العمل السياسي يتطلب إقصاء المتخلفين والجهلة عن مراكز القيادات السياسية، وتبوء عناصر مثقفة تجيد العمل السياسي لإدارة الصراع الاجتماعي بدون استخدام العنف والاستبداد.
يعتقد ((داج همرشولد))"أنك لا تستطيع أن تجد حلاً لصراع سياسي، إذا لم يكن لديك القدرة على فهم مشاكل الآخر ومراعاة حقوقه".
إن إدارة الصراع تستند إلى المفاوضات مع جميع الأطراف المتصارعة للتوصل لصياغات توافقية من شأنها الحد من التوتر الاجتماعي ليسود الاستقرار والأمان الذي يسرع من عملية التنمية والتقدم لتحقيق مصالح أطراف الصراع.
تتطلب المفاوضات الناجحة مفاوضين أكفاء وقادرين على اتخاذ القرارات الصعبة وإجراء مساومات سياسية تقر بمصالح جميع أطراف الصراع دون أن تتجاوز الحد الأدنى من حقوقها. فتحقيق المكاسب السياسية عبر المفاوضات لايعني النيل من حقوق الآخرين، وإنما إجراء مساومات على مطالب الحد الأعلى والحد الأدنى منها بغرض إجراء تسوية عادلة تضمن المصالح المتكافئة لجميع أطراف الصراع.
يرى ((داج همرشولد))"إذا كنت تدافع عن قضية ما، وتبغي من خلالها تحقيق مصالحك فتوقع الفشل".
إن الفرق بين السياسي الجاهل والسياسي المثقف، هو مدى القدرة والأهلية على إدارة الصراع والمفاوضات. فالأول يتخذ من المفاوضات سبيلاً لإجبار الأخر على التنازل عن حقوقه من خلال ممارسة الضغط غير الشرعي عليه كالتهديد والإدانة والحط من قدره للقبول بالأمر الواقع، وقد يحقق هذا الأسلوب النجاح الآني لكنه محتم الفشل في المستقبل.
في حين الثاني يتخذ من المفاوضات السبيل الوحيد لإجراء تسويات تحقق مصالح الجميع وتصمد أمام تحديات المستقبل. لأن الاتفاقيات الجائرة قد تحقق المكاسب للطرف القوي لكنها تمنح بنفس الوقت الفسحة للطرف الضعيف لتحشيد قواه لنقض الاتفاق الجائر في المستقبل.
إن إدارة الصراع عبر المفاوضات للتوصل لصياغات توافقية ناجحة تصمد أمام تحديات المستقبل، تتطلب اقتناع جميع أطراف الصراع بعدم جدوى الاحتكام إلى السلاح لتحقيق المصالح ونبذ أساليب الحط والإدانة على المستوى السياسي والإعلامي.
يعتقد ((داج همرشولد))"أنه من المستحيل أن تدين وتتفاوض بنفس الوقت للوصول إلى اتفاق".
إن الأشكال المتدنية من العمل السياسي في الدول المتخلفة، يعود بالدرجة الأولى لتسلط حثالات قاع المجتمع على قيادات الكيانات الحزبية. فمن المستحيل الارتقاء بأساليب العمل السياسي دون الارتقاء بمستوى الكيانات الحزبية إلى مستوى مؤسسات سياسية تقودها نخب سياسية مثقفة ومدركة لماهية العمل السياسي ولديها من الخبرة العملية لإدارة الصراع الاجتماعي عبر المفاوضات السلمية لتحقيق الأمن والاستقرار بما يخدم عملية التنمية والتقدم للمجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤول والمسؤولية
- طغيان الرأي العام
- الرأي الأخر
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة
- الفكر والحزب
- الحكمة والحكيم
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية
- تبرير السقطات في الكيانات الحزبية
- ماهية الحق
- ماهية الخسة والحماقة
- ماهية الغيرة والحسد
- استحقاقات الانتخابات وحكومة المحاصصة
- الطاغية والثقافة
- الدولة الاستبدادية
- أنين ومعاناة هيفاء بيطار


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - إدارة الصراع السياسي