أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد الفهد - في بيتنا قمقم














المزيد.....

في بيتنا قمقم


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 22:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


خلف المسافة المحصورة بين (كباب أبو خضير الشهير) وجامع( الإمام الرضا) تنزوي سوق الهرج في قلب مدينة البصرة .
سوق الهرج أول سوق لتداول العملات الأجنبية ظلت تشتغل حتى منتصف السبعينات قبل أن تحتكر الحكومة وحدها مهنة تداولها .
الطلب على العملة الإيرانية ازداد في عقد الخمسينات بشكل غير مسبوق حتى وصل إلى ذروته بعد أن شاع خبر في أوساط الأفندية مفاده أن حمّامات الرجال في إيران تشتغل فيها النساء وبموجب هذا النبأ العظيم سافر كل أفندية البصرة إلى هناك ومن القصص أن بعضهم كان يتردد على أكثر من حمّام خلال اليوم الواحد .
ألأفندية مصطلح كان يطلق في البداية على طبقة تتألف من الارستقراطيين , رجالات الدولة والمتعلمين وكان لهؤلاء نفوذا اجتماعيا وهيبة إلى جانب كونهم القوة على ألأرض ما دفع بعض العوّام إلى تقليدهم في لباسهم أو التشبه بهم حتى تحول معنى المصطلح فيما بعد وصار يشير إلى من يرتدي أزياءنا الحالية أي الأزياء غير القومية أو الدينية .
أكثر العملات رواجا في تلك الحقبة كانت الهندية بسبب اتساع التبادل مع الهند حتى كان للهنود سوقا تدار من قبلهم (سوق الهنود) تجاور الهرج تباع فيها البهارات وأخواتها بالإضافة إلى البخور,العطور الزيتية وهي المفضلة لدى القرويين وماء الورد وكانت دكاكينهم بمثابة مكاتب لتسويق سلعهم إلى عموم مناطق البلاد .
سوق الهرج أول سوق تباع فيها ملابس ألأفندية مطلع القرن العشرين. البنطلون,السترة ,القميص والحذاء , ملابس غير مستعملة كانت تأتي من منُشآت عالمية وبهذا انتهت محنة شرائها من بغداد أو اسطنبول وظلت السوق الوحيدة تحتكر بيع هذه الملابس حتى تعلم البصريون فن خياطتها ومن يرتدي للوهلة الأولى يواجه بعض الصعوبات وأحيانا يتطلب الأمر الاستعانة بصديق.
سوق الهرج أول سوق كانت تعرض فيها التحفيات الجميلة أو المقتنيات القديمة الثمينة في خطوة تعبر عن ظهور اهتمام جديد للناس حتى أتذكر أن قمقما نحاسيا أو ما يسمى بالعامية (المَرًش ) لوّحَ لي قبل سنين طوال معروضا في السوق وكدت المسه وأًقلبه عسى أن يروق لي حتى اشتريه لولا ذلك الرجل الروسي الذي حول أنظاري فجأة إلى (ساعة جيب) جميلة كان يحملها قاصدا بيعها توضع في الجيب الصغير أعلى السترة ,ظهرتُ بها مرّات قليلة بعدها صارت من حصة احد أقاربي الكبار.
قبل أيام قادتني قدماي صوب سوق الهرج في رحلة البحث عن القمقم .
أرجو من حضراتكم أن لا تستغربوا من رحلتي هذه, فرجل مثلي أمضى حياته كلها سائرا عكس الموجات والتيارات ليتضح صواب أمره فيما بعد سيكون عليه من السهل شراء القمم وإملاءه بماء الورد ليرشه على رؤوس ضيوفه ترحيبا وحفاوة بهم ,ما المشكلة في هذا؟ الم يطلق رؤساء البلدان واحدا وعشرين أطلاقة مدفع ترحيبا بضيوفهم؟ وشيوخ العشائر يطلقون صف رصاص في الهواء حفاوة بضيوفهم؟ وهذا أنا أريد أن ارش الورد على ضيوفي,, ما المانع في ذلك؟
أما حكاية المارد المزعوم مع القمقم لن تخيفني ولن تقلقني ولن أترقب خروجه أبدا ليس لأنها حكاية قديمة نسجتها مخيلة الإنسان في عصور غابرة إنما المارد من حولي سيظل إلى الأبد قابعا خانعا مستسلما راضيا في مدينة كتب لها أن تنام بعد أن كانت من المدن التي لا تنام.



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشغيلة بين الماضي والحاضر
- العراق بعد الانتخابات القادمة
- من أغرب القوائم ألانتخابية
- عبود أبو العرموط
- عباس المنغولي
- أمينة الحفافه
- أنا عميل
- حانة أم معتوك
- شعبنا يبكي شعبنا يضحك
- المصالحة مع المثقفين
- ألأغنية ألاولى...كانت هنا
- شيء من الحاضر
- كيف أصف ألنظام السياسي في العراق
- يا أنف فيروز
- أزمة السيد كامل
- حديث السيدة أم سامي
- الولي ازمة السيدة ام علي
- فخريه بائعة الجبن
- خالد يتزوج
- قالها علي:انا اعرفهم


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد الفهد - في بيتنا قمقم