أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - اسطورة الاناجيل : الإله ثلاثى الابعاد (9)















المزيد.....

اسطورة الاناجيل : الإله ثلاثى الابعاد (9)


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


** عقيدة التثليث :
عندما توضح لآى مسيحى التطابق بين الاسطورة المصرية ( ايزيس واوزيريس وحورس ) وبين التثليث فى المسيحية يقول لك على الفور : ان الاسطورة المصرية تثليث شرك ، ولكن تثليث المسيحية هو تثليث ايمان .
والحقيقة بودى ان اعرف مالفرق بين الشرك فى الاسطورة المصرية والايمان فى التثليث المسيحى ؟
الحقيقة الماثلة للعيان ان التثليث المسيحى ماخوذ من الاسطورة المصرية ولكن بعد تعديل بسيط وهو ان حلت الروح القدس مكان ايزيس ، وان ظلت ايزيس فى صورتها الجديدة ( مريم ) تحتل مكانه خاصة فى الارذوكسية بالذات ولها صيام خاص وتجلياتها تظهر على الدوام للعوام ، وهى فى الحالتين ام النور الشافيه التى حملت حملا اليها بدون معاشرة جنسية والتى قامت بتربية وليدها واختبأت به عن العيون حتى كبر وترعرع .
ولولا انتشار الاسطورة المصرية فى ربوع مصر والدول المحاوره لها ماعرفت المسيحية هذا الانتشار فى مصر اولا ثم فى البلاد الاخرى ثانيا
لم ياتى منتصف القرن الثانى الميلادى الا وكان معظم المصريين وان لم يكن كلهم يدينون بالمسيحية
واود هنا ان اذكر ان المصريين لم يعرفوا عن اسطورتهم الا انها كانت قصة حقيقة حدثت فى سالف الاوان قبل التدوين وتمت كتباتها مع بدء التدوين حيث تقول فى بدايتها ( كان فى سالف الزمان ملك عادل اسمه اوزيريس حكم مصر لمدة 28 سنه ...... الخ ، وسيأتى فى آخر الزمان ليملا الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا )
لم نعرف انها اسطورة الا فى وقتنا الحاضر بعد اكتشاف حجر رشيد وفك رموزه ، وانه لم يكن فى مصر ملوك قبل ان يقوم مينا نارمر بتوحيد الشمال والجنوب فى مملكة واحده ، بل كانت فى البداية مشتركات قروية ثم اتحدث لتكون اقاليم وتندمج الاقاليم لنرى فى النهاية مملكتى الشمال والجنوب ثم الوحده التى فرضت بالقوة فيما بعد ، ومن هنا عرف الباحثين فى علم المصريات انها كانت اسطورة نتاج تصورات المصرى القديم لدورات الزراعه وتفسيرثنائية الخير والشرفى شكل حكاية اخترعها الكهنة والقى بها فى رحم الماضى البعيد .
فكل ما تحدثت عنه الاسطورة المصرية جاء مطابقا فى القصة الانجيلية ، فلماذا الشرك هناك والايمان هنا ؟
بالاضافة الى ذلك عرف المصرى الاقانيم الثلاثة فى واحد ، ففى كل انسان يوجد
البا : الروح
الكا : القرين
النفس : الانسان الملموس
وبالاضافة الى الاسطورة المصرية نجد ايضا الاسطورة السومرية حيث
كان السومريون يسمون الزمان الأول الذي بدأ فيه الخلق أوريا "Uria"، وهذا يعني أن ثلاثي الخلق الأول عند السومريين كان مكملاً لبعضه، حيث المادة الأولى "نمو" والزمان الأول "أوريا" والمكان الأول "آن- كي"… وبهذا الثالوث التكويني يتحرك الوجود كله وتصير استعادته الدائمة في الطقوس والشعائر الدينية محور هذه الطقوس.

** عقيدة الصلب والفداء
ما اروع ان يتخيل الانسان أن إلهه يحبه ، ومن شدة حبه له ينزل من ملكوته السماوى ليطارد ويعذب ويهان ويعانى كافة الوان الآلم وفى النهاية يقتل مصلوبا من اجل الانسان ، من اجل ان يعفيه من خطية ابوهم الاول ومن كل خطاياهم اذا آمنوا بقصته فسوف يخلصون ، انه جاء من اجل الخلاص ، ومات مصلوبا من اجل الانسان
ان إلهه لايجلس فى السماء متعاليا ولكنه يفتديه بروحه وبآلامه ، وبعذابه ، وبقتله مصلوبا ................ انه الاله الفادى

- قَالَ لَهَا يَسُوعُ: " أَنَا هُوَ ٱ-;-لْقِيَامَةُ وَٱ-;-لْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،
الهى فى السماء نزل من ملكوته من اجلى وعذب من اجلى (يوحنا 11:25 25 )
- " وَ مَنْ كَانَ حَيَّاً وَ آمَنَ بي فَلَنْ يَمُوتَ إلي الأَبَد" يوحنا 11: 26
-" أنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بهِ يَنَالُ باسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَابَا" أعمال الرسل 10: 43
- وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي، ... تجري من بطنهِ أنهار ماء حي ( يو 7: 37 ، 38)
- " كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ حَقَّاً أنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسيحُ، فهُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ" يوحنا الأولي 5: 1
- " لِكَيْ لا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بهِ، بَلْ تكُونُ لهُ الحَيَاةُ الأَبَديَّةُ" يوحنا 3: 16

حكايات جميلة وجذابه وشيقة تمس شغاف القلوب ـ فيها الكثير من الرومانسية ،يقولها الآباء للابناء قبل النوم ، ويرددها عليهم القساوسه فى الكنسية من الصبا حتى الممات
حكايات جميلة ترضى غرور الانسان ، فالله نزل من اجله ، ومات على الصليب من اجله
ولكن السؤال :
- هل مات يسوع فعلا على الصليب ؟
تتفق أناجيل العهد الجديد الأربعة على أن يسوع مات على الصليب، بأمر من الحاكم الروماني لفلسطين " بونتياس بيلاطس" في ثلاثينات القرن الميلادي الأول
ورغم انها تتفق على موته على الصليب الا انها لاتتفقمع اى مخطوطات يدوية علاوه على الاختلافات بينها فى التفاصيل ( يقول دينيس نينهام مترجم إنجيل مرقس: "ليس لدينا أي مخطوطات يدوية يمكن مطابقتها مع الآخرين"، ويستعين بما ذكره قس آخر عن مخطوطات الأناجيل، وأن بها خمسين ألف اختلاف، فيما قال كريسباخ بأنها مائة وخمسين ألفاً، وتؤكد ذلك دائرة المعارف البريطانية بقولها: "إن مقتبسات آباء الكنيسة من العهد الجديد، التي تغطيه كله تقريباً تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفاً من الاختلافات بين النصوص )

ولكن اصبح لدينا الان مخطوطات يدوية لاناجيل اخرى تم اكتشافها فى مصر ايضا وتنفى واقعه الموت على الصليب ( مخطوطات نجع حمادى التى اكتشفت 1845 فى صعيد مصر ، وانجيل يهوذا الاسخريوطى والذى تم اكتشاف ايضا عام 1970 فى صعيد مصر مكتوبا باللغة القبطية على 13 بردية مصرية بالاضافة الى بحث هام قام به الباحث البريطانى Enoch Powell فى كتاب ( تطور الاناجيل )

1) محطوطان نجع حمادى :
تحتوى هذه المخطوطات على 52 نصا ، وتحتوى على انجيل توماس أو تحتمس فى المصرية القديمة ( ديديموس جوداس توماس والذى يحتوى على الكلمات السرية التى قالها يسوع ) وانجيل فيليب وانجيل الحق وانجيل المصريين الى جانب بعض كتابات منسوبة للحواريين، مثل كتاب جيمس- يحمس في المصرية- و رؤيا بولس وخطاب بطرس إلى فيليب.
وعلاوة على ان موضوع الصلب غائبا عن هذه الاناجيل الا انه يذكر بعضها صراحة ويسخر من قائليها. فلم يرد ذكر الوالي الروماني ، بيلاطس في الأناجيل القبطية التي لا تحتوى على قصة الصلب الروماني.
- جاء في انجيل بطرس على لسان بطرس:
( رأيته يبد وكأنهم يمسكون به. وقلت: ما هذا الذي أراه يا سيد؟ هل هو أنت حقا من يأخذون؟.. أم أنهم يدقون. دمي ويدي شخص أخر ؟... قال لي المخلص:.....من يدخلون المسامير في يده وقدميه... هو البديل. فهم يضعون الذي بقى في شبهه العار. أنظر إليه. وأنظر إلي".
- كما ورد في كتاب " سيت الأكبر " على لسان المسيح قوله:
( كان شخص آخر... هو الذي شرب المرارة والخل، لم أكن أنا... كان آخر الذي حمل الصليب فوق كتفيه، كان آخر هو الذي وضعوا تاج الشوك على رأسه. وكنت أنا مبتهجا في العلا... أضحك لجهلهم )
- وجاء في كتاب "أعمال يوحنا" الذي عثر عليه بنجع حمادي أيضا، على لسان المسيح قوله: ( لم يحدث لي أي شئ مما يقولون عني )
راجع مقالة الباحث المتخصص فى علوم المصريات احمد عثمان الكاملة عن هذا الموضوع على الرابط : http://www.quran-m.com/container.php?fun=artview&id=992

2) انجيل يهوذا الاسخريوطى :
والذى قام العالم الأمريكي "رودولف كسير" بترجمته من القبطية إلى الإنجليزية، هو واحد من خمسة علماء باقين يقرؤون هذه اللغة ، وقام بنشرها في مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" الأمريكية الشهرية في عدد مايو 2006م وهو ما أحدث ضجة كبرى بما فيه (الإنجيل) من معالم جديدة تضرب أساس العقيدة النصرانية من حيث صلب المسيح.. وتكذب ماجاء في الأناجيل المعتمدة في العالم عن الصلب وعن يهوذا الإسخريوطي وغيرها ويقدم دليلاً جديداً من خلال نصوص الإنجيل الجديد على تناقض الأناجيل، وعلى أن بعضها يكذب بعضاً

3 ) كتاب تطور الاناجيل :
للسياسى البريطانى (Enoch Powell ) والذى اثار بدوره ضجة كبرى عندما اعلن أن قصة صلب الرومان للمسيح لم تكن موجودة في النص الأصلي للأناجيل. إذ قام بإعادة ترجمة إنجيل متى من اللغة اليونانية. فتبين له أن هنالك أجزاء وردت مكررة في هذا الإنجيل مما يوحي بأنه أعيدت كتابتها في مرحلة تالية.
وأهم الوقائع المكررة ما ورد في الجزء الأخير من الإنجيل، الذي يتعلق بمحاكمة المسيح وصلبه. فقد لاحظ الكاتب أن هذه المحاكمة، بعد انتهائها أمام الكاهن الأكبر، تعود فتتكرر مرة ثانية- بالكلمات ذاتها- مع فارق واحد أن المحاكمة الثانية- بعكس المحاكمة الأولى- تنتهي بتنفيذ حكم الإعدام فيه عن طريق الصلب- واستنتج الباحث أن استخدام الألفاظ المستعملة نفسها في المحاكمة الأولى- لصياغة قصة المحاكمة الثانية، على رغم تغير الظروف، يوحي بالتكرار المتعمد وليس بالإشارة إلى حدث جديد، و أعرب المؤلف عن اعتقاده بأن النتيجة الطبيعية للمحاكمة الأصلية أمام مجلس الكهنة- في حالة الإدانة- لم تكن هي الصلب، وإنما الرجم بالحجارة.
و قال أن قصة صلب المسيح التي وردت في باقي الأناجيل، إنما جاءت عن طريق نقل الرواة اللاحقين لما وجدوه في إنجيل متى بعد أن كان التعديل أدخل عليه، ولم ترد هذه القصة في مصدر آخر. وفي رأيه أن إنجيل متى ليس فقط أول الأناجيل وإنما مصدرها الوحيد كذلك. والمشكلة التي يواجهها الباحثون هي ان الأناجيل الأربعة هي المصدر الوحيد لقصة صلب الرومان للسيد المسيح، ولو ثبت ان رواية الأناجيل هذه كانت نفسها إضافة لاحقة ولاتمثل حدثا تاريخيا ـ فان هذا سوف يؤدى الى ضرورة اعادة النظر فى قبول ماورد فى قصة الاناجيل باعتباره لايمثل الحقيقة التاريخية للاحداث .
ومع أننا نقترب الآن من نهاية الألف الثانية للتاريخ الميلادي ( حين كتب بحثة ) إلا أنه يكاد لا يكون لدينا أية معلومات تاريخية مؤكدة عن حياة السيد المسيح نفسه. وكان الاعتقاد السائد في ما مضى هو أن كتبة الأناجيل سجلوا أخبارا و وقائع كانوا هم أنفسهم شهودا عليها، إلا أنه تبين الآن عدم صحة هذا الاعتقاد. فلم تتم كتابة أول الأناجيل التي لدينا الآن إلا بعد مرور حوالي نصف قرن من الزمان على الأحداث التي تتكلم عنها، ثم أدخلت عليها تعديلات بعد ذلك خلال الأعوام العشرين التالية.
ولكن الأمر الغريب هو عدم وجود أية إشارة ولو بسيطة أو عابرة ـ عن هذه الأحداث في المصادر التاريخية المعاصرة لتلك الفترة، سواء في ذلك المصادر الرومانية أو اليونانية أو اليهودية. والمصدر الوحيد الذي جاء به ذكر يسوع المسيح كان كتابات المؤرخ اليهودي يوسيفوس، ولكن تبين للباحثين منذ القرن السادس عشر أن هذه القصة- التي لا تتجاوز بضعة أسطر- إنما هي إضافة لاحقة إلى الكـتاب ولم تكن ضمن النسخ الأولى منه، فلا شك في أن بعض الناسخين المسيحيين أضافها في مرحلة متأخرة.

و لهذا فإن النتيجة التي توصل إليها باول أخيرا من أن النسخة الأصلية من إنجيل متى لم يكن بها ذكر لصلب المسيح، لم يعد من الممكن تجاهلها، وهو يرى أن انجيل متى لا يمثل سردا تاريخيا لحياة السيد المسيح، وإنما هو في حقيقته جدل لاهوتي قدم بطريقة الرمز والمجاز. ولهذا فإن تحديد وقت ميلاد المسيح بعصر الملك هيرودوس لا يعتبر تحديداً تاريخيا، لأن التحديد التاريخي- بحسب قوله- عادة ما يذكر اليوم والعام الذي تمت فيه الحادثة، ولا يكون على إطلاقه. فتعبير " في أيام الملك هيرودوس" يبدو وكأنه بداية قصة وليس تاريخا لواقعة. و المسالة في رأيه لا تتعلق بالعقيدة المسيحية نفسها وإنما بدعوى الشرعية التي ارتكزت عليها الكنيسة الرومانية في سلطتها.
و نحن نجد أنه حتى القرن الرابع الميلادي لم تكن الرسوم المسيحية تعرف الصليب الروماني، وكانت تقدم مفتاح الحياة المصري على أنه رمز للسيد المسيح، وهذا يتضح من الرسومات الموجودة على أغلفة أناجيل نجع حمادي، والموجودة الآن بالمتحف القبطي في مدينة الفسطاط (حي مصر القديمة)، وكذلك للرسوم الموجودة في روما نفسها.
إلا أن الكنيسة الرومانية عمدت منذ القرن الرابع إلى استبدال مفتاح الحياة المصري بشكل الصليب الروماني، الذي يمثل العقوبة الرومانية، ثم تطور الأمر بعد ذلك فأصبحوا يضعون جسدا مصلوبا علي هذه الخشبة. وعل
ذلك، فلو تبين أن المسيح لم يعش في فترة الحكم الروماني وأن بطرس لم يأخذ منه التفويض بالسلطة، لم يعد هناك أساس لسلطة البابا كخليفة للمسيح.

- اذن .... اين الحقيقة :
اذا لم يكن المسيح قد مات مصلوبا ، فكيف مات ؟
ولماذا قالت الاناجيل القانونية انه مات مصلوبا وما يستتبع ذلك من قصة الفداء ؟
انا لاازعم بوصولى الى الحقيقة كاملة ، فوسط هذا الكم الهائل من المتناضاقات فى الاناجيل الاربعه القانونية والتى تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفاً من الاختلافات بين النصوص كما ذكرت سابقا ، فمابالنا بعشرات الاناجيل الاخرى التى وصفت با لمنحولة ، والاناجيل والمخطوطات التى مازالت تكتشف حتى الان ، وسط هذا كله لايمكن لاى باحث ان يدعى انه عرف الحقيقة كاملة، وان كان ماشار اليها الزميل العزيز فؤاد النمرى فى تعليقة السريع على المقالة الماضية هو فى الحقيقة اقرب الى الصحة

** اما رؤيتى فتتلخص فى الاتى :
بولس الرسول والذى يعتبر المؤسس الحقيقى للمسيحية ، كان ضابط رومانى عمل على محاربة المسيحية الناشئة باعتبارها فرقة يهودية ضالة تهدد الديانة اليهودية الرسمية ، وذلك بعد ان عاد يسوع من مصر الى فلسطين بعد ان بلغ الثلاثين من عمره متبشعا بالاسطورة المصرية متقمصا شخصية حورس ليعلن انه ملك اليهود من نسل داوود الذى بشرت به التوراه والذى سيحررهم من الرومان محرضا لهم على الثورة وعدم دفع الضرائب قائلا : ماجئت لالقى سلاما ولكنى جئت لالقى سيفا .
كان اليهود فى هذا الوقت فى ثورات مستمرة ضد الحكم الرومانى انتهت عام 70 م بتدمير الرومان للهيكل وجلاء اليهود عنها
ويتم قتل يسوع فى احدى هذه الثورات ، وحتى يقضى الرومان نهائيا على روح الثورة التى اشعلها يسوع جاء دور الضابط الرومانى شاول ليعلن انه وهو فى الطريق الى دمشق متتبعا المسيحيين ليسوقهم موثقين الى اورشليم حدثت له رؤيا كانت سببا فى تغيير حياته ، حيث اعلن الله له عن ابنه بحسب ماقاله فى رسالته الى الغلاطيين قائلا انه راى الرب يسوع ، والتى يتحدث عنها الاصحاح التاسع قائلا (وفي ذهابهِ حدث أنهُ اقترب إِلى دمشق فبغتةً أبرق حوله نورٌ من السماء"، بعد ذلك حصل حوار بينه وبين المسيح اقتنع شاول على إثره بأن يسوع الناصري هو المسيح الموعود ) و يتكرر ذكر هذه الرؤيا في سفر أعمال الرسل مع بعض الاختلافات الطفيفة في (22: 6-11) و(26: 13-18).

ويصبح شاول هو بولس وتتعدد رحلاته التبشيرية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا مخترعا قصة يسوع المسيح التى عرفتها الاناجيل والهدف الاساسى منها تطويع تابعيه وبقيايا اليهود بالاذعان للسلطة الرومانية ودفع الضرائب ، وان يسوع ماجاء ملكا لليهود ثائرا على السلطة الرومانية ولكنه جاء الها فاديا ليغفر الخطايا ويبشر تابعيه بملكوت السموات بدلا من ملكوت الارض ومن اجل الانسان يموت ويصلب على الصليب و ( اعطوا مالله لله ومالقيصر لقيصر .... !!! )، وكل القصة الجميلة التى تؤثر القلوب وتجعل الجميع متعاطفا مع هذا الالهة الفادى
ومايؤكد وجهه نظرنا هو تاكيد الاناجيل الاربعه ان بلانطس الحاكم الرومانى كان يريد العفو عنه بمناسبة عيد الفصح اليهودى ، ليبرأ السلطة الرومانية من دمه ، ولكن رؤساء الكهنة حرضوا الجموع على المطالبة بصلب المسيح فخضع الوالي لرغبتهم.

** ان الدور الذي لعبه قسطنطين، الإمبراطور الروماني الوثني، في تشكيل المسيحية بصيغتها التي نعرفها اليوم وكذلك دوره ورجال الدين في اعتماد أناجيل محددة دور كبير ولاشك، وإن كان مرجعه رغبة الإمبراطور في الإبقاء على هيمنته المطلقة على إمبراطوريته. رغبة قسطنطين هذه أدت إلى "إحكام الطوق على النشاط الفكري والعلمي... والحكم بالإلحاد على أفكار العلماء المارقين عن الفكر الكنسي بكل تفاصيله، وإبقائه رهيناً لموروثات كنسية مبهمة لا تعتمد على دليل أو برهان، بل على رؤى ومنامات؛ إذ بحسب الموسوعات الغربية فإن اهتمام قسطنطين بالمسيحية كان إثر رؤية رأى فيها الصليب يعانق الشمس إله الوثنيين، وسمع فيها صوت المسيح يقول له: "إن الصليب سيكون سبباً لنصرك .
وبناءً على هذه الرؤيا المزعومة أخذ قسطنطين على عاتقه مهمة تنصير روما الوثنية، وإرساء دعائم لديانه مسيحية تحافظ على سطوة الإمبراطور، وتبقي له على ولاء شعبه، فكان أن نقل قسطنطين شعبه إلى النصرانية، معتمداً رؤياه الوثنية المسيحية منهجاً، فحافظ لشعبه على رموزه الوثنية ولكنه دمج معها الكثير من رموز المسيحية.
وتبرر موسوعة "إنسيكلوبيديا إنترناشيونال" هذا الهجين الديني الذي صنعه قسطنطين، ولا تجد فيه غضاضة؛ لأنها ترى أن مقتضى حال شعب روما فرض ذلك.
ومن المفارقات الطريفة جداً أن قسطنطين ظل على الوثنية حتى مماته، إذ تقول موسوعة "إنسيكلوبيديا إنترناشيونال" إن قسطنطين عُمّد قبل وفاته بفترة قصيرة. أما موسوعة "فنك وواجنال" فتشير إلى أن قسطنطين تم تعميده وهو على فراش الموت.
ولعل تشكيك الموسوعتين في حقيقة تحول قسطنطين إلى المسيحية وهو الراعي الأول للمسيحية المقننة، يقدح بلا شك في صورة المسيحية التي وضعها مجلس قسطنطين المسكوني، ويثير علامات استفهام شتى حول الطريقة التي تم بها اعتماد أناجيل دون غيرها.

وفى النهاية لانجد الا طرفة تتضمن حقيقه علمية بحته يقول فيها العالم الامريكى كارل ساجان : لو ان المسيح صعد الى السماء بسرعة الضوء فهو لم يغادر مجرة درب اللبانة ( او درب التبانه ) بعدّ ، وذلك على اساس ان عرض مجرة درب اللبانة 100 الف سنة ضوئية

وفى المقالة القادمة والاخيرة سنتحدث عن موضوعين يتحاشى الكثيرين الخوض فيهما عن ( مسيحى مصر بين المواطنة والدين )
فالى لقاء



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة الاناجيل : هاهى العذارء تلد ابنا (8)
- اسطورة الاناجيل : الروح القدس وتاريخية يسوع (7)
- اساطير التوراه : البحث عن موسى (6)
- اساطير التوراه : ابراهيم وداوود وسليمان ( 5 )
- اساطير التوراه واسطورة الاناجيل (4)
- اساطير التوراه واسطورة الاناجيل (3)
- اساطير التوراه واسطورة الاناجيل (2)
- اساطير التوراه واسطورة الاناجيل (1)
- عن الاسلام الشامى وتاريخية النبى محمد
- منافقى النبى ومرتدى ابى بكر – قراءة اخرى 2/2
- منافقى النبى ومرتدى ابى بكر – قراءة اخرى 1/2
- عن الجنه والنار وعذاب القبر
- مكة بين الحقيقة والاسطورة 3/3
- مكة بين الحقيقة والاسطورة 2/3
- مكة بين الحقيقة والاسطورة 1/3
- حرية الاعتقاد وحرية العقيدة
- داعش واخواتها واحدى الحسنيين
- التحرش والقهر، و.... ( امه فى خطر )
- دروشة قاضى بين ابن الخطاب وحسنى مبارك
- فلسفة المنفعه والمصالح المشتركة


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - اسطورة الاناجيل : الإله ثلاثى الابعاد (9)