أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي سويرس - الحرب المقدسه علي العقول















المزيد.....

الحرب المقدسه علي العقول


فادي سويرس

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنتخيل ان في بدايات 1900 سئل احدهم رجلا حكيما لماذا "لا نستطيع الطيران؟" بالطبع سيكون الرد "لان الله خلقنا هكذا. انها حكمه الله. للانسان الارض وللطيور السماء." اقتنع صديقنا وصلي وشكر الله علي حكمته التي استقي جزء منها من رجل بار. وبعد شهور قليله شاهد صديقنا هذا الاخوان رايت يطيران بطائره ويشاركون الطيور ما اعطاه الله للطيور. ان الحد صديقنا هذا من يلومه؟
ان قال كل ما سمعته من تفسيرات حجتها الايمان مجرد اكاذيب فاي منطق يجيبه؟
بالنسبه لي ما حدث في حياتي هو شيء مشابه. اطعت الايمان المبني علي تفاسير بشر اقل ما يقال علي منطقهم انه منطق خدمه النظام العام للمجتمع الذي تشكله السلطه الحاكمه والذي يمكن ان نختصره في "منطق خدمه الاستقرار" فالمؤسسات الدينيه هي بالضروره مؤسسات مجتمعيه تقوم علي تشكيل المجتمع وتحصل علي مكتسباتها اما من المجتمع نفسه من خلال الاستثمار في خدمات مختلفه او بشكل مباشر من السلطه الحاكمه في صوره مماثله لوزاره الاوقاف مثلا.
ايضا لا استطيع ان اتغاضي عما اري من تضاربات في الاراء الدينيه والتوجهات التي يصل عددها الي الاف. لكل دين ملل كثيره ومذاهب وطوائف ومواقف وطرائف. يستند المسلح الملتحي الواقف علي الاف الرؤس من الضحايا الي نفس الكتاب الذي يستند اليه الشيخ المتمدين الحليق حلو الكلام وهادئ الملامح. يستندوا الي نفس السيره نفس المنطق واحيانا يستعيب الازهري الوقور ان يصرح بموافقته علي افعال الداعشي علانيه اذ يتعارض هذا مع الظرف المجتمعي الحالي.
يستند الراهب الزاهد في الحياه الارضيه والعالم الفاني الي نفس الكتاب الذي يستند اليه الواعظ الملفوف في اغلي الملابس وارقاها وهو يلقي وعظته المبهره من علي المسرح المبهر الفخم ويعيب الراهب علي الواعظ بينما يقراء من كتاب ترجمه الواعظ المتحضر الانيق. اذا المسئله مسئله تفسير و تحليل للنص وقدسيه النص تنبع من سلامه منطق المفسر فكلما كان المتحدث مقنعا زادت قناعه المستمعين ان هذا هو كلام الله نفسه. فلكل منطق اتباع ولكل مفسر مؤمنين. ويشتركون جميعا في شيء واحد. (ليس الله). ليست خصائصه او طبيعته. هذا ما يدعون. انما يشتركون في ايمانهم الكامل بان ما يسمعوه من منطق اي كان مصدره هو المنطق الوحيد المقنع والواجب التصديق. المهم ان تصدق. ان فهمت فلك ثواب وان لم تفهم فثوابك اعظم اذ يحسب لك هذا برا.
يهوه الازلي او المتجسد هو شخص يختلف كثيرا في الخصائص والاسلوب في التصرف عن الله.
وان كانت ترجمه الكتاب المقدس الي العربيه وحدت الشخصين فتم استخدام لفظه "الله" للتعبير عن الاله الازلي في العهد القديم الذي تجسد في العهد الجديد.
بتتبع ردود افعال الشخصين هم فلسفتين محتلفتين تماما.
اذ ان الله منتقم جبار اما يهوه فقد احب العالم حتي بذل ابنه الوحيد الذي هو ذاته. –وان كان هذا كان اسلوبه في العهد القديم احيانا-
اتفق الفريقين انهم شخص واحد لان المتحدثين باسم الفريقين اتفقا علي انهم ذات الشخص فصدق اتباع الفريقين. وقال المتحدثين الرسميين باسم الاله من كلي الفريقين ان الخلاف نابع من تفسير الفريق الاخر لمفهوم الاله. فاختلف الفريقين.
تماما كما اختلف المتمدين الوسطي مع الداعشي وكما اختلف الارثوذكسي الاصيل مع الانجيلي المبتكر اختلف المسيحي مع المسلم واختلف الجميع مع الملحد.
لا اري فرق جوهري بين كل تلك الخلافات فالكل يدعي انه يعبد اله له منطق اكثر قابليه للتصديق حتي الملحد يعبد اله العلم او اله الانتقام من المجتمع احيانا. وكلهم متفقين ان الخالق هو ذاته لكن الطرف الاخر ضل الطريق في توصيفه مما ادي الي انحراف عباداته واسلوب حياته.
النتيجه واحده "مؤمن وكافر".

وبعد تخبط كثير ومراحل عده وصعوبات مؤرقه في كيفيه توصيف نفسي اصبح لي راي يريح ضميري وعقلي الي حد كبير وخلفيتي الدينيه الي حد ما.
"ربوبي لا ديني" هكذا اصف نفسي.
وهذا يعني اني لن اقبل ان يوصف لي شخص ما خصائص عقلي وحدود قدرتي ثم يرسم صوره لمعبود تناسب ما فعله هو بعقلي فاترك له الزمام ان يحدد لي تصرفاتي وخصائص شخصيتي ومراسم حياتي كما يري هو انه مناسب للمنطق.
احيانا يختلف منطقي عنه ودائما ما يتطور ويتشكل منطقي علي حسب اختباراتي الحياتيه. احترم المجتمع وقوانينه و اسعي لتغير ما لا يعبجني من صفاته ولكن ان كان مجتمعي يستمد اصوله من مفاهيم "مقدسه كما سبق ذكر مفهوم القدسيه" فهذا جمود يشل عقل المبدعين و يضيق بشكل مستمر علي عقول المطورين. واري غرابه في استيعاب ردود افعال المتدينين من المسيحين والمسلمين خاصه من كلمه "تطوير" اذ ان العهد الجديد هو تطوير لعلاقه الله مع البشر بعد عهد شاخ وثبت فشله وبالطبع كان الرب علي درايه بهاذا وكيف لمسلم يؤمن ان الله ارسل رسالتين سماويتين كاملتا الصحه قبل ختم المرسلين وعلي جميع العباد ان تجاري هذا التطور في الرسالات السماويه اذ ان الاسلام هو اتمام مكارم الاخلاق واسماها ثم يعتبر ان كلمه تطوير "بدعه"
اليس الدين منظم لعلاقه الله مع العباد والعباد مع العباد؟ الا يتطور العباد؟ الا يستوجب هذا التطوير في عقليه العباد تطويرا في طبيعه العلاقه يناسب المتغيرات الجديده التي جدت علي عقليه العبد؟
هذا مجرد استفهام.
ولكن اتفق جميع الدينين علي ان الدين ثابت لا تغير ولا تجديد ولا مساس ولا استفهام فيه. لذا اعتقد ان هذا جور علي الخالق كلي الحكمه ان تحصر علاقته في الجمود مع بشر دائمي التطور.

اما لماذا انا ربوبي... من وجهه نظري ودون الخوض في امور فيزيائيه وحيويه معقده وكثيره انا اعتقد ان هذا الكون تم خلقه علي اساس عقلي هندسي بارع. وكلمه بارع لا تفيض الخالق حقه في روعه تصميم هذا الكون. واعتقد ان الخالق اسس هذا الكون –المحدود- علي اسس ومفاهيم منطقيه محدوده وهذا لي ينفي عنه صفه اللا محدوديه. فقط كوننا الذي نعيش فيه محدود. و بما ان عقل البشر في تطور وتوسع مستمر يخطو كل يوم العقل البشري حدودا جديده في تكشف واستيعاب تلك القوانين والمفاهيم والاسس المحدوده التي امر الخالق ان يبني علي اساسها الكون. وفي راي يسمي هذا العلم.
فيحق لكل انسان ان يسعي الي معرفه تلك القوانين والاستفاده منها بكل الاشكال الممكنه دون ان يسجن في التفسيرات الدينيه عن الكون او الاوامر والمحرمات التي تخطها يد الرجال "المقدسون".
وبما اني اري ان الخالق شكل الانسان الحالي كما شكل الكون علي مراحل مستمره بدئت ساعه البدايه -التي جاري البحث عنها- ووضع مضمار منطقي للامور تسير فيها بشكل يستوعبه المنطق ويوصفه بنظريات يتم تعديلها من وقت لاخر حسب قدرتنا العقليه فان اكبر واهم واقدس عباده اقدمها لالاهي هذا ان ابذل قصاري جهدي في تحسين حاله خليقته تلك بموجب المسؤليه الملقاه علي كانسان عاقل قادر علي تغير مجري بعض الامور.
اعتقد ان الخالق سيجازيني خيرا ان تعطفت علي انسان مكسور او زليل بابتسامه ودقيقتين من حديث المواساه اكثر من ان اتلو كتب عديده حفظتها عن ظهر قلب كتبها بشر "مقدسون" لينظمون لي مجري صلاتي. فبحسب خلفيتي القبطيه كان المسيح يقضي معظم وقته مع الخطاه والزواني والعشارين اكثر بكثير من اوقات التعليم والوعظ وازلال الخطاه ومعايرتهم بمصائبهم والسخريه من منطقهم علي غير قدره في مواجهه المنطق بالمنطق. وكان يعيب الرجال المقدسون عليه تلك الفعله.
كسر المسيح كثيرا مما قدسه البشر المترفعون الواعظون الدارسون الكتب والمفسرين اياها واقام قدسيه جديده. قدسيه خدمه الخليقه والشد من ازر المكسورين كان يهتم بالعداله والمجتمع ليس بالدين وبالانسان اكثر من الشريعه.
احترم شخصيه كيسوع جدا واسعي مجاراته في شخصه اذ اني معجب جدا بالفلسفه التي قدمها والحركه التي بدأها ولكن لا ادين بدين المراسم والكتب.
وبهذا اكون في رايي متفق الي حد مريح مع خلفيتي العقائديه ولا اجد اي غضاضات من عقلي الذي يدين بالعلم ويبكر الي تفسيراته في كوننا واصولنا ككائنات حيه. واسن قوانين علاقتي مع المجتمع في نقطه تواصل بين افكاري وقوانين المجتمع وتكون دائما تصرفاتي في متجه قناعاتي الدائمه التطور.



#فادي_سويرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي سويرس - الحرب المقدسه علي العقول