أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية














المزيد.....

استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 18:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


معظم السياسيون العرب يستثمرون أعمالهم السياسية في الكراهية وتعميمها وتسويقها بين الناس ذلك أنهم لا يملكون مشاريع سياسية وأجندات سياسية تحدد سير خطواتهم نحو التنمية الشاملة للنهوض بالمجتمع العربي من دور البداوة والقبلية والعشائرية إلى أن يصلوا إلى المجتمع المدني الحديث, ومنذ أن كنتُ شابا يافعا شهدت سنة 1989م في الأردن عودة الحياة الديمقراطية للشعب الأردني وما زلتُ أذكر كيف كانت الناس تنتخب المرشح الأردني في البرلمان, فقد كانت كل الناس تتسابق لتعطي صوتها وثقتها للنائب الأكثر كُرها لإسرائيل وأمريكيا , كنتُ أجلس بين الناس وأسمعهم وهم يقولون: هذا المُرشح قوي جدا يسب على إسرائيل ويشتم أمريكيا والشيوعية, وكانوا يتجادلون على أساس أيٌ من المرشحين يكره إسرائيل أكثر وشاهدتهم حيث كنت أسمعهم يقولون: هذا إذا نجح والله غير يولعها(يشعلها) بمجلس النواب, هذا يكره إسرائيل على المِسبحه, وجملة على المسبحة تأتي هنا كصيغة مبالغة للتكثير من الشيء, وأغلب المرشحين كانوا يتاجرون بأماني الشعوب وهم يحثون على الكراهية لإسرائيل وأمريكيا معا, ولم أرَ مرشحا إلا ويبدأ كلامه بشتم أمريكا وإسرائيل.

طبعا في مجتمعنا العربي الإسلامي تعتبر الكراهية رأس مال الإنسان الناجح في حياته, فليس المرشحون لمجلس النواب هم وحدهم من يتاجر بكراهية أمريكيا وإسرائيل بل حتى التجار الكبار والصغار منهم يتاجرون ويستثمرون في الكراهية فهذا التاجر الذي يكره إسرائيل نجد علاقاته التجارية واسعة جدا وناجحٌ جدا في عمله والذي لا يظهر الكراهية لإسرائيل فإنه حتما كان سيرسب في مجلس النواب ولن يتحقق حلمه بأن يصبح نائبا في البرلمان, طبعا والتاجر الذي لا يظهر للناس ولزملائه من التجار كرهه لإسرائيل فإنه أيضا سيخسر كل تجارته ولن تقوم له قائمة, وكذلك معلمو المدارس كلهم يستثمرون الكراهية ضد أمريكيا وإسرائيل فهم يقضون وقتا طويلا في الصفوف الدراسية وهم يقنعون الطُلاب بأنهم يكرهون إسرائيل, وكذلك المرشحون في مجلس النواب كانوا يتواصلون مع الناخبين ليقنع كل واحدٍ منهم الجمهور والنظارة من الناس بأنه يكره إسرائيل أكثر من غيره من المنافسين الأشداء والأقوياء له, وصدقوني لو كان في تلك الفترة نائب يعشق إسرائيل أو يحترمها فإنه من المستحيل أن يكون نائبا في البرلمان, وكذلك التجار يجلسون في الدكاكين محاولين إقناع الناس بأنهم يكرهون إسرائيل جدا على المسبحة, وكذلك كل الفئات العمرية في بلداننا العربية تستثمر الكراهية للنجاح , وهذا ليس في الأردن فقط لا غير وإنما في كل الدول العربية وأغنية(شعبلّه) شعبان عبد الرحيم أول ما نجح في الغناء الشعبي كان عن طريق أغنيته الشعبية الشهيرة(أنا بكره إسرائيل).

أنا هنا لا أقصد الكره لإسرائيل, فالكراهية عندنا تدخل في كل شيء, فهذه المرأة تسوق نفسها بين الرجال بإظهار كرهها وحقدها على الحرية والمساواة لكي تحصل على زوج, فالبنت التي تظهر حبها وميلها للحرية وحبها لليبرالية وللتسامح لن يرغب فيها أي شاب كزوجة لذلك تظهر البنت نفسها في المجتمع على أساس أنها تحقد على الحياة العصرية بكل ألوانها المتعددة الأطياف وتظهر كرهها للنساء اللواتي يلبسن ما تلبسه المرأة الأوروبية وبالتالي فالكراهية في مجتمعنا العربي نوعا من الاستثمار الناجح, فبدون الكراهية لا يمكن أن تكون إلا شخصا فاشلا وها أنا أمامكم أكبر دليل على ذلك وهو أنني أظهر حبي لليهود واحترامي لدولة إسرائيل لذلك أنا مكروه من قبل كل الناس وأعاني من الفقر الشديد وما دخلت في أي نوع من أنواع العمل أو التجارة إلا وخرجت منها خاسرا محبطا, أما ألئك الذين يظهرون حقدهم وكرههم لأمريكا وإسرائيل كلهم مثل شعبان عبد الرحيم يصبحون في يوم وليلة نجوم في التجارة أو الأدب أو السياسة, وأنا مثلا فصلتني رابطة الكُتاب الأردنيين وتم سحب عضويتي منها بسبب دعوتي للتسامح وللمحبة وللتطبيع مع جمهورية إسرائيل.

نحن أمام حكومات تعلم الناس على الكراهية وتدربهم عليها وغدت الكراهية في مجتمعنا العربي الإسلامي نوعا كبيرا من الاستثمار, فبعض أو أغلبية الناس توظف الكراهية وتستثمرها حتى في أوقات الفراغ, وشيوخ المساجد ينالون رضا الناس بقدر ما يشتمون إسرائيل وأمريكا من على منابرهم, وينال الشيخ حظه من المحبة والإعجاب بقدر ما يقنع الناس بكراهيته لإسرائيل ولأمريكا وللحياة العصرية وللمسلسلات التركية والمكسيكية وأخيرا للكورية, ويستثمر شيوخ المساجد الكراهية في مشاريع ضخمة للوصول إلى ثقة الحكومة والناس بهم, وفي نهاية الخطبة كل جمعة وفي كل مناسبة دينية يسبون ويشتمون ويظهرون كرههم للمعاصرة ولأمريكا ومن ثم يحمدون الله على نعمة الدين الإسلامي دين الرحمة والمحبة والتسامح, فبإمكانك أن تقضي وقتا ممتعا وأنت تستمع للشتم وللسب وأنت تتلذذ بسماع عبارات الكراهية لإسرائيل ولأمريكا وللفن وللأدب وللحياة العصرية بكل أشكالها وألوانها, حتى تجار الأغذية والبسكويت إن لم يظهروا كرههم لشحم الخنزير فلن تنجح تجارتهم ببيع البسكويت وسيشك الناس بأن هذا النوع من البسكويت يحتوي على دهن الخنزير والسبب واضح وهو أن صاحب المصنع لا يُظهر للناس كرهه لإسرائيل وأمريكا وللخنازير.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح
- عالم عربي بلا هوية عصرية
- أرض الميعاد
- المسجد الأقصى مَعْلَمٌ سياحيٌ
- الرؤيا العلمية لبيت المقدس
- يا سيدي المسيح
- بين الأم والابنة
- حالات تترك أثرها على نفسي
- الحمير2


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية