أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - كفاح طافش - هكذا كان جوعنا














المزيد.....

هكذا كان جوعنا


كفاح طافش

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 08:39
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


هكذا كان جوعنا....

عبث اللغة يقف حاجزاً وراء السماء هناك ليرفع له مكانة كانت ضائعة بين الحروف بتناثرها المريع، وأحدها ينظر من خلف الوجع ويمضي مطأطئا رأسه، وبين بين يأتي أحداها بتلك المغامرة كطفل ينزع المستحيل من أمامه ويقرر اللهو قليلاً عله يمتع عبثه مفتتاً بعض الضجر، وسواها يستسلم للحلم ليعالج بتر واقع أرهقه حد الصراخ بالأصوات فيأخذ على عاتقه صمت مميز ويحنو ماض برماديته فيعيش الحياة مرتين، إذا هي هكذا حروف اللغة الحائرة فيا مرآة الماضي هلمي نلملم الوجع وننظر لصورة حاضرة.
صورة تفاصيلها ممدة حولك وكأنك في حديقة الألم الأخير، وكم معنى لك في ثنايا سلوكك الإرادي هذا؟ حين تقرر ترك الطعام لتعالج نقص الكرامة الحاد الذي تعانيه بقرار سجانك، فيأتيك الموت من هناك البعيد ليستقر بجانبك وفي كل دقيقة تمر عليك يشعرك بحضوره فآلامك لا تعدها ما دمت قد قررت المضي في لعبة التحدي، حين تعود لذاكرتك تكتشف كم لك من قدرة على التحمل والصبر، فيغدو الإنسان كائناً مركب التفاصيل يربط بينها منطق الإرادة، فكم إرادة تتوفر لدى الإنسان الذي يقرر الإضراب عن الطعام؟
الحياة إرادة الإرادات، معنى يتجلى في وعيك وكأنك لأول مرة تتلمس تفاصيله، ففي وضح الجوع تلثم ذاتك التي لم تعد كما كانت قبل، تفهمها لحد الرجوع إلى الإمام، هناك في ظلال اللوز حيث تعريك الأبدي، تجمع الوجع وتذهب للشمس متحديا صراخها الدائم أنا ما زلت هنا، هل تعقلون؟.
الأمل. «لا حياة دون أمل» وهو بمعناه الأخر حياة، يأتيك دون اكتراث بحالتك النفسية، مع كل يوم يمضي في صراع الجوع تعلم أن الكثير الكثير ما كنت تنجزه من دونه، وأيضاً ذلك الخيط الرفيع الواصل بين المستحيل وواقعك، يشد الأخير بوتيرة ما كنت تعتقدها وفي دروب الألم يتمظهر السؤال هل عرفت؟.
الكرامة. بيت القصيد بصدره وعجزه وان كانت متن نص يبدأ بتفعيلة فريدة وفي نهايته تلك النغمة الصامتة تتراقص أمامك بين الحروف لتأتيك ممدة على فراشك مقدمة جسدها فخراً بك بعد كل ما عنيت، تداعبك ترسلك حدود الهذيان، فكيف عليك تجاوز حضورها، يا أنت ليس لي غير عرفان أهديك كل نصر فيالك من حروف تجمعت لتقدم للإنسان معناه.. فمن يعيش بدونك؟
الصبر.. ثلاثية التكوين، بحروفها وجع وآه، وعلى حوافها علق السؤال الدائم كيف يكون المستقبل؟ جواب سؤالك باستقرار ذاتك أنها تستطيع، تناغم الأيام في مضيها حيث خيالك يستكين، فقد تكون قد قررت ولكن، بين كل ضمائر اللغة لا تجد غير واحد يتشكل ببعد آخر وبغير منطق أنت تعرفه، فروح انتظارك هي وكيان ذاتك هي، صمت كلامك هي، وحروف لغتك كذلك.. فأي انتصار من دونها؟؟.
مازال هناك الكثير مما يجعل من جسدك مطواعا، تحدد سلوكه لا يحددك، يأتيك حيث تشاء ومعه تتيقن المازوشيه بحق، فأهلاً بهذا السلوك حين تقفز عن «الكرامة كشعور برجوازي» لتقتنع فعلاً «إن كان هناك ما يمكن التضحية فيه فهي الحياة وليس الشرف» بلغة قوتك ولترسخ مقولة علي ابن أبي طالب «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه» وتحيك الجدل القائم بين كل معنى وضده، وتنشده عبر كل سائر طريق.
فطوبى لكم يا من قررتم الجوع صونا لوعدكم وامتثالاً لنبل أخلاقكم التي أضافت لهذه الحياة قيمة جديدة لا يفهمها إلا من استطاع أن يمارس «جوع الوفاء».. مرة أخرى مازال علينا الكثير ولكن قبل كل ذلك لا بد من تقبيل جبين كل واحد فيكم، قبلة تحفر الصخر لتعرف الأجيال القادمة أن هناك حفنة يقبضون على الجمر في زمن الردة وقرروا الموت دون شرفهم.



#كفاح_طافش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربة السوداء - قصة قصيرة
- هاجس الحرية - من كتاب هواجس اسير
- بلاد الحلم - شعر
- ايها الموت
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ...
- لماذا تونس
- حكاية من زمن الردة - شعر
- هاجس الهواجس
- صرخة
- عبث اضافي
- بلاغ عاجل


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - كفاح طافش - هكذا كان جوعنا