أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الإخوان - في الأردن بأمان















المزيد.....

-الإخوان - في الأردن بأمان


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واهم من يظن ولو لهنيهة ، أن الأردن الرسمي ، سيقطع الشعرة مع جماعة الإخوان المسلمين، ويعلنهم تنظيما إرهابيا للعديد من الأسباب ، أولها طبيعة العلاقة المتجذرة مع النظام في الأردن ، وليس سرا القول أن الإخوان إنبثقوا من رحم النظام، وهم الرافعة الأقوى له حتى توقيع معاهدة وادي عربة سيئة السمعة والصيت.
السبب الثاني الذي يشكل مظلة حماية لجماعة الإخوان في الأردن ، ولكنه ليس الحجاب الحاجز ، هو تجذرهم في الشارع الأردني من الشمال إلى الجنوب ومن شرق البلاد إلى غربها ، وإنخراطهم في مجمعات البؤس والحرمان وما أكثرها في الأردن ، ناهيك عن طبيعة المجتمع الأردني المتدين بطبعه .
عندما تسأل أي يساري أو قومي من الذين كانوا يعارضون سياسة الأردن الرسمي القريبة من الغرب وحلف بغداد ومعاهدة بريطانيا ، إلا ويقول لك دون تفكير أن الإخوان المسلمين هم الذين أفشلوا الحراك القومي –اليساري في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم ، قولا وفعلا ، بمعنى أنهم أنجزوا على أرض الواقع .
ربما يساءل البعض : ما دام الأمر هكذا رحم ورافعة ، فما الذي يجري بين الأردن الرسمي وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن في هذه المرحلة ؟
قبل الشروع في الإجابة على هذا السؤال الذي لا يحتاج لتحالف سحرة يهود ومغاربة ، علينا تحديد المرحلة التي شهدت الخلاف الذي أخذ منحنيات حادة في بعض المراحل ، جراء الضغوط التي تعرض لها الأردن الرسمي.
هذه المرحلة تبدأ منذ معاهدة وادي عربة ، ولا أقول توقيعها ، لأن توقيعها كان في أواخر تشرين اول عام 1994 ، في حين أن بوادر الخلاف بين الأردن الرسمي وجماعة الإخوان بدأت تطفوا على السطح أواخر الثمانينيات وكان يشعر بها صاحب المجس السياسي فقط.
بدأ قرع الجراس بين الحليفين الرحم والرافعة بعد أن جرى توقيع معاهدة وادي عربة سيئة الصيت والسمعة ، لسببين رئيسيين :الأول أن الأردن الرسمي لم يعد بحاجة لأي رافعة محلية تقف معه في الأزمات ، لأن معاهدة وادي عربة والعلاقة العلنية مع إسرائيل تفي بالغرض ، علما أن الأردن الرسمي كان محميا منذ تأسيسه بدليل أن جهات عربية غير الفلسطينيين بطبيعة الحال ،جربت حظها وحشدت جيوشها للإنقضاض على الأردن ، لكننا كنا نشهد نكوصا منهم في اللحظة الأخيرة ، وتفسير ذلك أن وكلاء ضمان بقاء الأردن ، إستخدموا نفوذهم وأوصلوا للمعنيين برقية تحذير وإلا.
أما السبب الثاني فإن الحليف العلني الجديد للأردن الرسمي وكعادته ورغبته الملحة يريد دق الأسافين بين من يرتبط معهم بعلاقة ما ومن كانوا يرتبطون معهم من مكونات شعوبهم ، وقد طلبت إسرائيل تحجيم إطار العلاقة مع الإخوان المسلمين في الأردن ، وأغلب الظن أن بعض من تولى التنفيذ ، إستخدم سكينا حادة "ماضية" ، ولم يتعامل مع الواقع بحسب طبيعة العلاقة المتجذرة بين الأردن الرسمي وافخوان.
من هنا "إندلعت "الحرب بين الطرفين بسبب سوء التنفيذ ، وإخراج الخلاف المصطنع إلى العلن حيث قام البعض بتجييش ما تيسر له من الإعلام وشهدنا ما يشبه حرب داحس والغبراء ، وكادت القلوب أن تصل إلى الحناجر ، إن لم تكن قد وصلتها فعلا، لكننا وبقدرة صحب الولاية كنا نشهد هدوءا على الجبهة لم يتوقعه أحد.
هذا الهدوء السريع كان بسبب لقاء جلالة الملك مع قيادة الجماعة ، وأغلب ظني أن ما كان يدور في الغرفة المغلقة ،يختلف عما كنا نراه على أرض الواقع ، وكان العتاب اللذيذ يظلل الجلسة مثل النسيم العليل ، وبالتالي تهدأ العاصفة ويعود الإخوان إلى الهدوء الحذر ، لأن الأمور لم تعالج بطريقة توجب معالجة الخلاف من جذوره ، بمعنى أن معاهدة وادي عربة هي كأس السم في قلب المنسف اللذيذ الشهي .
لكن ربما يتساءل البعض أيضا عن مجريات الأمور بعد الحراك الذي شهده الشارع الأردني وفتر في لحظة فتور جماعة الإخوان المسلمين الذين كانت لهم السيطرة على الشارع .
الإخوان المسلمون في الأردن كانوا دقيقين في شعاراتهم رغم بعض الزلل الخفيف هنا وهناك ، وكان شعارهم "الشعب يريد الإصلاح "،عكس الشوارع العربية الأخرى التي كان شعارها "الشعب يريد إسقاط النظام"، بحكم أن كافة مكونات المجتمع الأردني تجمع طوعيا على النظام برأسه الحالي ، وهم يرونه الضمانة الوحيدة للسلم الإجتماعي والأهلي في الأردن،وكما قلت فإن الحراك قد فتر إلى حد الجمود بعد أن توقف الإخوان عن النزول إلى الشوارع .
وللحقيقة فإن الإخوان رفعوا وتيرة التصعيد ورفضوا لقاء أي مسؤول أردني "رئيس وزراء ، وزير التنمية السياسية ، ومدير المخابرات العامة "، وكان طلبهم الوحيد الجلوس مع رأس النظام فقط.
ما ساعدهم على هذا التصعيد وبالثقة المطلقة ، هوتسلم جماعة الإخوان مصر الحكم على انقاض شخص مبارك وليس نظامه الذي بقي حيا يتنفس عثرات أمام الرئيس الإخواني الجديد د.محمد مرسي، إضافة إلى الأخبار التي سرت في الأوساط العالمية والإقليمية ومفادها أن النظام السوري على وشك الإنهيار تحت ضربات الإسلاميين في سوريا .
إلا أن ما حدث هو العكس ، فقد رحل مرسي إلى السجن ، وظهر الرئيس السوري بشار الأسد أقوى مما كان عليه سابقا ، الأمر الذي إنعكس سلبا على جماعة الإخوان في الأردن ، الذين تورطوا ووجدوا أنفسهم أمام إستحقاقات يعجز عنها صاحب إمبراطورية ، وإنقلبت الآية وأصبحوا يطلبون لقاء أي مسؤول أردني ، لكنهم ووجهوا بالفرض التام.
ما زاد الطين بلة هو موقف دولة الإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية ، الحليفين الرئيسيين للأ ردن والمعاديين الكبيرين لجماعة الإخوان ، إلى درجة إعتبارهم حركة إرهابية ، وإنعكس ذلك مجددا على علاقة الجماعة بالأردن الرسمي، بسبب ضغوطات عليه لحسم العلاقة مع الإخوان وإعتبارهم جماعة إرهابية .
من سابع المستحيلات أن يقدم الأردن الرسمي على الإستجابة لمثل هذا الطلب، ولكنه سيتعامل مع الموضوع بطريقة تحفظ جميل الإخوان وتحمي مصالح الأردن، وما إقدام السلطات المختصة على إعتقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، الأستاذ زكي بني إرشيد ، إلا فصل من فصول المعالجة القائمة على التهدئة قدر الإمكان.
ما قاله أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور بالأمس "أننا لم نجلس يوما مع الملك إلا وخرجنا متفقين"إلا دليل على ذلك وبداية لمشوار مصالحة ، خاصة وأن الإخوان يعلمون علم اليقين أن جلالة الملك هو صاحب القرار في الأردن تبعا للعلاقة المتجذرة والمقدسة بين النظام والإخوان منذ نشأتهم .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إعلان عمان ... خريطة طريق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العر ...
- الشباب العربي الأرثوذكسي ..إصلاحيون لا منشقون
- د.سناء الشعلان في معرض- ابتسامة الكتّاب-في بلغاريا
- تباشير الكونفدرالية ...الروابدة يتحدث
- -أَعْشَقُني- في المؤتمر الدّولي-أفق الخطابات-
- في كتاب لأكاديمي إيطالي :المسلمون في إيطاليا 1.3 مليونا
- فك الإرتباط بين الضفتين ..تمهيد ل-التسوية- مع إسرائيل
- إستطلاع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات :85% من الرأي ...
- ما ضاع حق وراءه مطالب ..مسلة ميشع نموذجا
- العراق أولا ..الثأر اليهودي
- وقفة جماهيرية بالقرب من سفارة الكيان رفضاً للعدوان ومطالبة ا ...
- خبير علم الإجتماع الأردني د.فيصل غرايبة يدعو للإهتمام بالشبا ...
- السؤال الكبير :أين الشعب؟
- عبد الحسين شعبان :إسرائيل تستعجل تفتيت العالم العربي
- توقيع رواية -أَعْشَقُني- لسناء الشّعلان في المربد
- الأردن الرسمي ..برافو وإلى مزيد
- حفل ”اُمسية في كراكاس- تضيء ليل عمان
- المرصد الأورومتوسطي يصدر تقريرين حقوقيين شاملين حول جرائم ال ...
- رسالة عربية إسلامية – مسيحية
- المؤتمر العربي التركي الرابع للعلوم الاجتماعية يناقش قضايا ا ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الإخوان - في الأردن بأمان