أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناع النبواني - الديمقراطية بين عسف النظام وعبث المعارضة















المزيد.....

الديمقراطية بين عسف النظام وعبث المعارضة


مناع النبواني

الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديموقراطية
بين عسف النظام وعبث المعارضة

لن أضيف جديدا عندما أكتب عن الديموقراطية , ولكن الجديد هو: السؤال التالي : هل نحن نعرف الديمقراطية أولا ؟! وإذا كان الجواب : نعم – فلدي سؤال أهم : هل نحن نحترم الديمقراطية ونمارسها في قولنا وعملنا , سواء في البيت أوفي مكان العمل أو في ما نقوم به من نشاط سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو حتى ثقافي , أو حتى في حياتنا اليومية والعادية ؟! لا أظن ,بل وأجزم : لا-لا-لا .
الديمقراطية- ليست نبتة غريبة عن تربتنا – هكذا قال وائل السواح . ولكن نحن هجرناها فهجرتنا , وعاديناها فتوارت عنا , وحاربناها فعاقبتنا .
نحن من صنع بكلتا يديه هذا الوضع الراهن الذي نعيش . ما وصلنا إليه من إحباطات وهزائم متتالية , جاء نتيجة مواقفنا العاطفية والانفعالية والانتقامية , ترجمناها ضمن ايديولوجيات شمولية موتورة , حبسنا أنفسنا وحبسنا الوطن والمواطنين ضمن أسوارها – شرنقتها – تماما كما تفعل دودة الحرير , غلفناها بغلاف المقدس وبقينا نطوف حولها دون أن نلمسها أو نلامسها , مثل بغال تدور حول حجر الرحى تطحن الحبوب أو ترفع الماء دون أن تذوق طحنا أو تشرب ماء .
الأنظمة العربية – السلطة – تتغنى بالديمقراطية , تطرحها شعارا و لا تتخذها برنامجا ,تضعها في دساتيرها وتلغيها في قوانينها , تمارس العسف والشمولية وإلغاء الآخر إلى حد القضاء عليه . تفرض هيمنتها على الأجيال تحت اسم الديمقراطية الشعبية ,وعلى مؤسسات المجتمع المدني – نقابات –جمعيات –اتحادات 0000الخ , فتفسد الجميع , وتنصب من نفسها وصيا على المواطنين (( الشعب القاصر )) , فهي القائد للدولة والمجتمع . تنهب خيرات الوطن باسم الوطنية والخطر القومي الكبير . تفرض قوانين الطوارئ والأحكام العرفية باسم حماية المكتسبات والديمقراطية والاستقرار . تركز على نظرية المؤامرة الكبرى على العرب والعروبة . تفلسف الديمقراطية فتقسمها إلى : عربية – أوروبية – أميركية – صينية 0000الخ ,وتجعل منها متاهات و مصادر خطر أعظم .
هذا ما نراه من عسف الأنظمة العربية في ممارسة الديمقراطية . وما خفي أعظم . وحتى لا نصاب ب (( صدمة الديمقراطية )) كتاب صلاح الدين حافظ . وفي مطلق الأحوال : (( وإذا جاز لنا أن نختار بين صدمة وصدمة , فإنا بالطبع نفضل صدمة الديمقراطية على صدمة الفساد والإفساد )) .ص234.
كما أن الثقافة لا يمكن أن تبدع أو حتى تنمو في ظل فكر أو نظام شمولي أو استبدادي , كذلك الديمقراطية . فالنظم الديكتاتورية والشمولية لا تصنع ديمقراطية , ولكنها تصنع فسادا وتحميه أيضا . وقد يؤدي الفساد عندما يستشري إلى فساد-- القمم – حسب تعبير صلاح الدين حافظ حيث قال : (( حين يصل الفساد إلى هذا المدى , فإنه أولا- يصبح فسادا منظما تحميه قوانين وسلطات وقوى فاعلة , وشلل مستفيدة ,وثانيا – يستشري من أعلى إلى أسفل , حيث نموذج القدوة الفاسدة أشدّ إغراء , وحيث الفساد يحمي بعضه بعضا , وحيث القائد الفاسد يغض الطرف عن مرؤوسه الفاسد .
أما عن عبث المعارضة : كل هذه الممارسات النظرية والعملية , أدت إلى انقسام كبير بين الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية المكونة لهذه الأنظمة الشمولية وكذلك التي تدور في فلكها . فأقامت بينها الحدود , ووقف كل فريق على الضفة المقابلة, والجهة المضادة والمعادية للفريق الآخر . هذا ضمن الحزب الواحد ,فما بالك بين الأحزاب الأخرى المختلفة والمتناحرة أصلا- سابقا- ؟؟!!.
حاولت الأحزاب والقوى الجديدة // المنشقة // تلمس الطريق بعد أن فاقت من سباتها الطويل والعميق ,على صدمة الواقع , لكنها أفاقت مذعورة, منفعلة وليست فاعلة , لم تستطع تجاوز الماضي رغم انفعالها بالحاضر وليس تفاعلها معه . لذلك بقيت رؤيتها مشوشة , وخيوطها متجاذبة ومشدودة بين الجذر والفرع . طرحت شعارات – مجرد شعارات – دون أن تكون مستعدة نفسيا وفكريا لتمثلها وترجمتها سلوكا ونهجا , صرخت – مجرد صراخ – بالديمقراطية – التعاون – التعددية – الاعتراف بالآخر – في حين بقي الوطن والمواطن غائبين عن ساحة نشاطها واهتمامها . بقي كل حزب محافظا بل ومتمسكا جدا بفردانيته , ولم يتخلص من الأنا و الصنمية والادعاء بامتلاك الحقيقة منفردا , وبأنه هو المرجع . فالتعاون عندهم يعني أن تتعاون أنت معي فقط . والتعددية على أساس التفرد لا على أساس الوطن . لذلك عادت جميع هذه الأحزاب والقوى الجديدة // المنشقة // إلى جذورها الشمولية والتفرد وعدم الثقة بالآخر . مما أدى بالتالي إلى عدم وضع برنامج عمل وطني , أو مشروع نهضوي يرسم مستقبل الوطن , يلتقي عنده الجميع ويعملون من أجل تحقيقه . وهذا يؤكد عدم وضوح الرؤية والنهج أو الفكر الديمقراطي عند كل منهم . الديمقراطية ليست التعددية فقط ,وليست الاعتراف بالآخر مجرد اعتراف . الديمقراطية ليست هدفا ينتهي عند تحقيقه ,ولاهي وسيلة للوصول إلى هدف . الديمقراطية (((حياة ))) دائمة مستمرة متجددة ومتطورة ناهضة تسير مع الزمن والعلم والمعرفة , مع الرقي السياسي والاقتصادي والاجتماعي . الديمقراطية لا تعيش في وسط غير واع بل وغير مثقف أيضا . هي فكر وممارسة , وثقافة وسلوك ,هي حركة ونشاط , يحييها العقل والتجديد , ويقتلها الجهل والجمود . الديموقراطية تحتاج إلى حامل اجتماعي مجتمعي تستند إليه , يكون أمينا على مساندتها وتطبيقها . الديمقراطية ليست أغنية للطرب , ولا دمية للتسلية , كما أنها ليست قميص – عثمان – نلوح به للانفعال والاستثارة فقط , أو لنحدث موجة من الزبد ما إن ترتطم بصخور الشاطئ حتى تتبدد فقاعات صغيرة متناثرة هنا وهناك , ما إن تكاد تجتمع حتى تتفرق ثانية وتتلاشى .
إن جميع هذه الأحزاب والقوى- مع كل احترامي لها – ولدت من رحم فكر شمولي ومشروع شمولي أقصى وما زال يقصي الآخر والوطن أيضا . جميع هذه الأحزاب والقوى لم تتخلّ –حتى هذه اللحظة – عن الجذر الفكري للحزب الذي انشقت عنه .
أكرر مع كل احترامي لكافة هذه الأحزاب و تقديري لعملها -القديمة أو الجديدة ـ المنشقة- أتساءل : هل الماركسية اللينينية التي يؤمن بها شيوعيو الجبهة-في القطر السوري - مثلاً- غير الماركسية اللينينية التي يؤمن بها شيوعيو المعارضة وهل شعار - المنجل والمطرقة- الذي يتصدر جميع مطبوعات شيوعيي الجبهة هو غير شعار المنجل و المطرقة الذي يتصدر جميع مطبوعات شيوعيي المعارضة ؟!
هل عبد الناصر الذي ينتسب إليه ويتمحور حوله ناصريو الجبهة غير عبد الناصر الذي ينتسب إليه ويتمحور حوله ناصريو المعارضة ؟ّ!.
هل الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة التي هي شعار بعثيي الحكم والجبهة غيرها عند بعثيي المعارضة ؟!
لا أظن . بل أقسم بأن الجذر واحد وأن الجميع شموليون يكرهون النديّة بل و يعادونها أيضاً .
إذن علام يختلفون ؟! لن أكون مخطئاً إذا قلت : إنهم يختلفون من أجل السلطة وليس من أجل الوطن و المواطن .
حتى نكون وطنيين حقاً, و حتى نكون و نكوّن أحزاباً وطنية حقيقية , يجب أن نقطع نهائياً مع الجذور الحزبية , أن نقطع نهائياً –قولاً و عملاً- مع الشمولية , أن نقطع نهائياً –قولاً و عملاً- مع العقل الوصائي و صنمية القائد ,أبدية الفكر أو الأيديولوجيا .
أن نؤمن – قولاً وعملاً- بأن المواطن ليس قاصراً يحتاج لمن يرعى شؤونه السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية , إن المواطن ليس مغفّلاً يحتاج لمن يفكر عنه و ليس له -أياً كان ومهما كان -
أن نؤمن – قولاً و عملاً – بحق الآخر – جميع حقوق الآخرين – كما نؤمن بجميع حقوقنا – اقتداء بقول – الرسول الكريم – (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .
و الأخوة في هذا السياق هي أخوة الوطن و أخوة الإنسانية . لا أخوة السياسة والحزب أو الدين أو الفئة .
لست متجنّيا على أحد , ولست حاقداً على أحد أيضاً , و لكني من قبيل الحرص على الجميع , أكتب ما أكتب و أعتذر عن التسمية فليس القصد من تمت تسميتهم فقط , و إنما الجميع ممن لهم جذور إيديولوجية سابقة –من ذكر اسمه أم لم يذكر – ولقد قلت ما قلت وكتبت ما كتبت نتيجة تجربة شخصية مع الجميع وفي عدة مواقف َدَعَونا فيها للوطن وللوطن فقط ولكنهم أبوا إلا أن يكون للحزب و لشخص القائد و رموا الوطن وراء ظهورهم وكذلك المواطن .
الوطن لجميع أبنائه , و ليس لفرد معين أو حزب أو فكر أو فئة بعينها .
لذلك تراني أهيب بالجميع أن نضع الوطن نصب أعيننا و فكرنا , ونتخلى عن شهوة السلطة , النرجسية في عبادة الفرد و الذات , وعن التحزب و التقوقع والجمود .
أكررها للمرة الخامسة والسادسة وحتى المئة : لنصهر انتماءاتنا الصغرى في بوتقة الانتماء الأكبر الذي هو- الوطن-
وبغير ذلك . فليس الاستعمار والصهيونية من يعيق وحدتنا وحريتنا و تقدمنا ,إنما نحن ,نعم : نحن من يهدم الوطن ونقتل الحرية. فأي وطن هذا الذي يتسابق أفراده وأحزابه ومذاهبه ودياناته- وليس أبناؤه – أقول : يتسابقون لتولّي زمام السلطة للقضاء على الآخر وإذلاله . وبذلك لا يستحقون شرف المواطنة ,لأن المواطنة ولأن المواطن هو الذي يسابق المواطن الآخر , والحزب الوطني هو الذي يسابق الحزب الوطني الآخر لبناء الوطن والحفاظ على حريته وقوته واحترامه بالديمقراطية والعلم . حيث أنه بالديمقراطية تبنى الأوطان وتحترم , و بالعلم تسوّر وتحصّن , و بغيرهما تنهدم وتذلّ :

فالديمقراطية هي البنت البارّة لليبرالية الوطنية , والليبرالية هي الأم الحنون للديمقراطية فلا وطن بدون ديمقراطية .
أكرر: لا وطن بدون الديمقراطية .
(( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) . الآية – 11 –سورة الرعد .


المحامي مناع النبواني



#مناع_النبواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة وطنية حقوقية لاهم التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتم ...
- شخصنة السياسة / شخصنة الوطن
- البلد الساحة أم البلد الوطن
- أية ديمقراطية نريد
- ملاحظات حول ما نشر في الحوار المتمدن - العدد 1071 - 7/1/2005 ...
- بطاقة معايدة
- نافذة على ندوة الوطن وما نتج عنها
- المعارضة بين شهوة السلطة وحب الوطن
- دعوة إلى المواطنة
- الإسلام والعروبة
- المحكم و المتشابه في القرآن الكريم
- الوطن والمواطنة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناع النبواني - الديمقراطية بين عسف النظام وعبث المعارضة