أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد حران السعيدي - (الملكي والكتلوني)... وخراب بيت (جاسم)














المزيد.....

(الملكي والكتلوني)... وخراب بيت (جاسم)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 00:34
المحور: المجتمع المدني
    


ولد وحيدا لوالديه , الاب صاحب مقهى منذ ستينيات القرن الماضي , خدم ابناء مدينته الغافيه على ضفاف فرع من فروع الفرات وكان محط إحترامهم , واصبح مقهاه مكان لقاءهم المفضل حتى ان بعضهم لايحتسي الشاي في بيته لكي يتمتع بشاي ابو جاسم (المهيل) , أمه كانت هي الاخرى مثالا للمرأه الطيبه تهب لمساعدة كل من يطلبها ومن لايطلب عونها بحكم ما جثبلت عليه من حسن الطباع , تواسي العوائل بفقدان احبتهم وتساعد المحتاجين بما يفيض عن حاجتهم من كسب زوجها بعد ان تستأذنه , لم يمنعها عن فعل خير سيما وان الرزق موفور والعائله صغيره , عاش (جاسم) بين هذين النبيلين يغترف من حنانهما ويشعر باسى الوحده , تميزعلى اقرانه بالتفوق منذ سنته الاولى بالمدرسه حتى تخرجه من الثانويه بمجموع جيد يؤهله للقبول في الجامعه , وذات ليله عقدت العائله الصغيره اجتماعا لتقريروضعه , فالدراسه الجامعيه تعني الفراق الذي لم يعتادوه , أبدى الاب قلقه والأم باحت بهواجسها وتوصل الجميع لقرار عائلي بأن يتعين الابن بشهادة الثانويه ويتزوج من إحدى بنات المحله التي كانت تبادله الموده ... وكان ماأراد الجميع فقد أصبح ألأبن موظفا في احدى النواحي القريبه وتزوج من (وفيه) ولم يطل بالجد الانتظار حيث جاء (نصيف) الذي احتضناه معتبرين أياه ابنهما الثاني (وما أعز من الولد إلا ابنه) ورزق بعده بأبناءه وبناته الاخرين , فقد كانت وحدته دافعا له لينجب المزيد , وكان (نصيف) كما أسماه جده الاكثر دلالا مرت ظروف الحروب القاسيه على العائله بعد تجنيد جاسم مرور الليالي الثقيله والنهارات المُجهده , فقد سيق للخدمه العسكريه تاركا ولديه وابنته في رعاية الابوين القلقين , جُرِحَ في إحدى المعارك وبُتر كفه ألأيسر وأُحيل على التقاعد مبكرا فاصبح تقاعده وايراد المقهى وايراد الدكان الصغير الذي فتحه في بيته مصادر رزق العائله التي لم تتأثر كثيرا حتى بظروف الحصار القاسيه .
انجب جاسم 4 ابناء و3 بنات كانوا محط إهتمام والديه ورعايتهم قبل ان ينتقل (علوان الكهوجي) الى الملكوت , حيث غادر الدنيا قرير عين بعد أن عمل كل ما بوسعه لتأمين حياة مناسبه لعائلة إبنه الوحيد , خلفته أرملته الطيبه برعايتهم وتوفير كل متطلباتهم من إيرادات المقهى وأيجار الدكاكين المجاوره له ومايكسبه إبنها من دكانه بعد ان صار المتجر الرئيسي للمحله ، لم تبخل عليهم بشيئ , ومن بين أيديها المباركه يتم إنفاقهم في شتى أبواب الحياة إبتداء من متطلبات الحياة اليوميه مرورا بمصاريف المدارس والجامعات وانتهاء بما تطلبه أمهم من اثاث منزلي وحتى (الدولارات) التي يبعثونها لولدهم الذي يكمل دراساته العليا في إحدى البلدان الاجنبيه وتكاليف زواج (نصيف وزيد) ألولدين الاكبر .
في هذا الجو من التفاهم والتفاني والرعايه الاستثنائيه ترعرع ألأبناء ولم يدر في خلد أحد إن هذه العائله ستشهد تخاصما بين أبنائها لاي سبب , حتى حدث مالم يكن بالحسبان , فبينا كان الابن وزوجته يجالسان العجوز في حجرتها يتداولان أمورهما اليوميه وإذا بجلبة وصراخ واصوات تهشم زجاج تنبعث من الصاله حيث كان (نصيف وباسم) يتابعان لعبة الكره , أسرع الأب وألأم نحو المكان وإذا بولدهما الأكبر يُمسِك بتلابيب شقيقه ويوسعه ضربا ولكما بينما كان الاخر يردد (تره أحترمتك هواي عوفني شتريد مني فريقنا فاز إذا بيكم خير فزتوا باللعب) , صعق الوالدان بما شهدا , ترك الشقيق الاكبر شقيقه حال وصولهما تتبعهما الجده التي ذهلت بما رأت لكنه توعده بالويل والثبور وعظائم الامور إن عاد لتشجيع (الريال) أو الشماته بخسارة (البرشا) ...ركزت العجوز بصرها صوب زاوية محدده من (ساحة المعركه) فلاحظت صورة زوجها قد سقطت على الارض وتناثر زجاجها , تمتمت بكلمات غير مفهومه ثم عادت الى حيث كانت بخطى متثاقله وكأنها فارس هُزِمْ ....



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الرهان على الفاشلين
- (بشت) مصاول و(خفخاف) بعض المسؤولين
- الصم البكم
- جُمَلٌ غير مُفيده
- دعم الرموز النزيهه
- فيدراليات
- ألنظام السابق ...
- ألإجراء من جنس الفكر
- مًن يًدعم مَن ... الدوله أم العمليه السياسيه ؟
- (إحنه وين؟) ...
- أحلام رجل فقد واقعيته
- دعونا ومن مع الناس
- وجوه للقلق ,,, وجوه للطمأنينه
- بطل من بلادي
- ألأُجراء ...
- العراق ... سيناريو ما بعد المالكي
- من منا لايستحق( الشتم)...؟
- كل على ليلاه يبكي
- رساله الى الدكتور حيدر العبادي
- بعيدا عن السياسه


المزيد.....




- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد حران السعيدي - (الملكي والكتلوني)... وخراب بيت (جاسم)