أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - تعليقا على مقال السّيّد إبراهيم أحمد: الصّور والرّسوم المسيئة للمسيح















المزيد.....

تعليقا على مقال السّيّد إبراهيم أحمد: الصّور والرّسوم المسيئة للمسيح


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 16:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعليقا على مقال السّيّد إبراهيم أحمد: الصّور والرّسوم المسيئة للمسيح

طلع علينا "السّيّد إبراهيم أحمد" اليوم (23 نوفمبر 2014) على موقع الحوار المتمدّن (محور: العلمانيّة، الدّين السّياسي ونقد الفكر الدّيني) بمقال عنوانه "الصور والرسوم المسيئة للمسيح" وهو أحد المقالات المنافقة التي تتكاثر وتتكرّر وكلّ همّ أصحابها منصبّ، في نهاية الأمر، وبطريقة ملتوية ومنافقة، على تمجيد الإسلام ومحمّد بن آمنة مدّعي النبوّة وتمسّح على أعتاب أصحاب الأديان الأخرى المصنّفة على أنّها "سماويّة" (اليهوديّة والمسيحيّة) طمعا في النّجاح في إيهامهم بأنّ الإسلام دين وبأنّ محمّدا رسولٌ مثل الذين يتبعونهم وبأنّ الإسلام يحترم الأديان الأخرى ورسلها وبالتّالي لا يجب إنتقاد الإسلام ورسوله وقرآنه لأنّ الإسلام كرّم رسلهم وإعترف بأديانهم... ولعلّ كثرة المقالات المدافعة عن الإسلام بشتّى الطّرق وإتّباعها أساليب وحيلا كثيرة ومتنوّعة أفضلُ دليل على درجة الإحراج التي أصبح يجد فيها المسلمون أنفسهم، (وهم محصورون بين مطرقة منتقدي وناقدي الإسلام والسّاخرين من خرافاته وهلوسات قرآنه وحيوانيّة وإرهاب رسوله بإسم حرّيّة التّعبير والضّمير وفي ظلّ إنفتاح دول العالم إعلاميّا على بعضها البعض وسندان القداسة الجبريّة والإجباريّة التي طالما بنى الإسلام عليها سلطانه وتعاليم هذا الدّين البدويّ الصّحراوي المنافق الذي لا يُحبّ الأسئلة ولا يرى في التّفكير وإستعمال العقل والمنطق إلاّ شرّا وكفرا والذي يعاقب الخارج عنه بالموت مثلما تعاقب المافيا من ينشقّ عنها من أعضائها) والتّطوّر الثّقافي والقيمي والحقوقي والتّكنولوجي وظهور وسائل جديدة تنطلق من مناطق في العالم ليس لهم عليها ولا على قاطنيها أيّ نفوذ لتنشر ما لا يُسمح بنشره على الوسائل التّقليديّة التي تخضع لسلطة المسلمين وفي بلدانهم فتحقّق وصول المعلومة دون رقابة إلى أعداد غفيرة من البشر... إنّها أكبر ورطة يجد الإسلام نفسه واقعا في فخّها وأظنّها آخر ورطة ومحنة يجب عليه تجاوزها بتغيير لباسه البدويّ الصّحراوي وتعاليمه البالية المزرية أو الإندثار نهائيّا.

ينطلق الكاتب في مقاله بإيراد جملة من الأحداث التي تعرّضت فيها صورة المسيح للإساءة والتّصوير الفاضح، ويقول في خضمّ كلامه "والعياذ بالله من تصاوريهم كلها"... وقد ركّز الكاتب بخبث منه على الأحداث التي كان مسرحها الغرب، ولم يتطرّق لشيء ممّا يحدث في البلدان الإسلاميّة من تشويه للمسيح وإستهزاء بموسى وحرق للأناجيل وللكنائس، إلخ، ولكنّنا نتفهّم أسلوبه الإنتقائيّ الذي أراد من خلاله ترك صفحة المسلمين بيضاء ناصعة ليستطيع تمرير أكذوبة أنّ الإسلام والمسلمين يحترمون كلّ الأنبياء والرّسل وكلّ الدّيانات بسهولة. فالإسلام دين ملائكيّ والمسلمون حملان وديعة لا يصدر عنها شيء من هذا القبيل...

وفي معرض حديثه عن تلك الأحداث، وعند تطرّقه لقصّة البريطاني "جون ويلكس" (John Wilkes) يقول الكاتب: "ولكن ويلكس كان قد أرسى مبدأ السخرية مما يشاء ولو كان الله نفسه، وتلك هى ركيزة حرية الإبداع والتعبير السارية فى الغرب منذ أن أخذ بالعلمانية دينًا بديلاً عن الدين وأسكن المسيحية الكنائس والكاتدرائيات والأديرة، فلا تلامس حياة البشر إلا على سبيل الطقوس والإحتفالات." ولنا بعض التّعليقات والملاحظات على هذه الجملة بالذّات نوردها كما يلي:

أوّلا، "جون ويلكس" هو أحد الذين ساهموا وكانوا، بأعمالهم وكتاباتهم، سببا في إقرار أحد أهمّ الحرّيّات التي يتمتّع بها الإنسان في وقتنا الحاضر: حرّيّة التّعبير والصّحّافة. كاتبنا الجهبذ "السّيّد إبراهيم أحمد" هو نفسه يتمتّع بثمار "جون ويلكس" وأمثاله، ثمارٌ لم يكن للعرب ولا للمسلمين أيّة مساهمة فيها، لكنّهم يطالبون بها لأنفسهم ويريدون منعها عن الآخرين في نفس الوقت (وهو منطق "حلال علينا، حرام عليكم" المنافق الذي بُني عليه الإسلام كلّه)، بل يُفصّلونها على مقاسهم ويضيفون إليها خرقا بالية من هنا وألوانا أخرى من هناك وكأنّهم هم أصحابها ومالكوها.

ثانيا، هل يريد الكاتب إيهام القارئ بأنّ العلمانيّة دين؟ إن كان الجواب نعم فهذه مهزلة وإن كان الجواب لا فما الدّاعي لهذا الخلط؟ أم هي محاولة للحشو، فقد يكون من بين القرّاء من يعتقد، لسبب أو لآخر، أو بسبب جهله المدقع، أنّ العلمانيّة دين فيزيد إقتناعه رسوخا عند قراءة هذه العبارة؟

ثالثا، العلمانيّة هي التي تحفظ لكاتبنا العزيز حقوقه حين يذهب إلى الغرب، فلا يقع التّمييز بينه وبين الآخرين على أساس ديني مثلما هو الحال في أغلب البلدان العربيّة والإسلاميّة حيث تتواصلُ مهازل وخرافات الإسلام وتعمّق الفوارق بين المواطنين. والعلمانيّة هي الحصان الذي ركبه المسلمون في الغرب للمطالبة ببناء مساجد ومراكز إسلاميّة فبنوا وتوسّعوا وإستغلّوا تلك الحقوق أبشع إستغلال، في حين أنّ الإسلام يمنعُ أن يجتمع دينان على أرضٍ واحدة (في صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب إخراج اليهود والنّصارى من جزيرة العرب: "وحدثني زهير بن حرب حدثنا الضحاك بن مخلد عن بن جريج ح وحدثني محمد بن رافع واللفظ له حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما"). أليس هذا عدلا من طرف الغرب يقابله نفاق إسلاميّ لا حدود له؟ أم أنّ علمانيّة الغرب جميلة مادامت تُلبّي طلبات الإسلام ويتمتّع بها المسلمون ولكن لا يجبُ إستيرادها لأنّها ستصبح عدوّا له على أرضه؟

رابعا، حصر الدّين في المعابد هو الذي جنّب الغرب ما تُعاني منه البلدان العربيّة والإسلاميّة اليوم من تكفير وتحريض على القتل بإسم الإسلام وإنتاج أجيال من الإرهابيّين الطّامعين في دخول وكر الدّعارة الإلهي والتّمتّع بنكاح حور العين والغلمان. وحتّى الإرهابيّون المسلمون الذين ظهروا في الغرب كان ظهورهم إنطلاقا من المساجد الإسلاميّة المتمركزة هناك وبسبب أئمّة وشيوخ جرذان. لو كان الغرب يتعامل مع الدّين مثلما يتعامل معه المسلمون (فوضى قنوات تكفيريّة، خطابات كلّها سبّ وشتم وإهانات مقدّسة، أي بأدلّة من القرآن والأحاديث، إلخ) لكان حاله مثل حال الدّول الإسلاميّة: مصانع منتجة ومصدّرة للإرهاب بإسم الله. فهل أخطأ العلمانيّون الغربيّون؟ بالطّبع لا.

خامسا، من أصول الحرّيّة أن يقول الإنسان ما يريد وأن لا يتعرّض لأيّ تضييق. وهذا ما يدّعيه الكاتب نفسه في مقال سابق عنوانه ""، وفيه يستنكر عدم حياديّة الإعلام المصري. سيقول البعض أنّ هناك فرقا بين الإعلام والله، وسنردّ بقولنا أنّ الإعلام مجرّد فكرة تراها أنت من منظورك وأراها أنا من منظوري وقد ترى في الإعلام المصري إنحيازا لطرف مّا دون غيره وأرى فيه أنا حياديّة ويرى شخص ثالث أنّ الإعلام المصري مجرّد وهم، وهكذا. نفس الشيء بالنّسبة للآلهة والأديان: الله في نظرك أنت حقيقة (ولا أدلّة لديك على ذلك بطبيعة الحال، لكنّنا لن نناقش هذا الأمر هنا) وفي نظري خرافة تافهة لا تساوي شيئا وقد يأتي شخص آخر ليقول أنّ الله الحقيقي هو الشّيطان (ولا دليل لديه هو أيضا على صحّة قوله)... في نهاية الأمر، لك أن تعتقد ما تريد، لكن لا تحاول إجباري على إحترام خرافاتك. ومن هذا المنطلق، لي كامل الحرّيّة في أن أسخر من ربّك كما أريد. فمقدّساتك لا علاقة لي بها ولا تلزمني في شيء. وحدها حرّيّتي تهمّني. ولك الحقّ في قراءة قرآنك، بشرط أن لا تحاول تطبيق تعاليمه البدويّة الصّحراويّة عليّ (الشّريعة) وأن لا تنعتني بما جاء فيه من تفاهات... لكن، بما أنّ المسلمين مقتنعون بأنّ دينهم "صالح لكلّ مكان وزمان" وأنّ ما في كتابهم "حكمة إلهيّة" وبأن رسولهم الإرهابيّ "على خلق عظيم"، فمن الطّبيعي أن أسخر من هذا الكتاب ومن ربّه الوهمي الذي يدّعي الحكمة وهو مثال للجهل والتّفاهة والعصبيّة والإرهاب ومن رسوله المهووس بالنّهب والقتل والنّكاح. وأنا بذلك أدافع عن حرّيّتي وعن إنسانيّتي.

في نهاية الأمر، ليت الكاتب قام بإستغلال الوقت الذي أنفقه على كتابة هذا المقال الفارغ المنافق بطريقة أخرى... وليته يعيد حساباته بعيدا عن خرافات الإسلام ووهم المقدّسات فيمنح عقله فرصة ليفكّر بعقلانيّة ومنطق يتلاءمان مع زمننا الحاضر... ولو كان الله موجودا فعلا لتكفّل هو بنفسه بالدّفاع عن رسله وأنبيائه ضدّ الإساءة والتّشويه وبعقاب المعتدين، ولما ترك مهمّة الدّفاع عنهم للمتديّنين وهلوساتهم ونفاقهم.

-----------------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الخرافة
- من كان من هؤلاء الرّواة شاهد عيان حتّى نصدّق رواياتهم عن محم ...
- خرافات إسلاميّة - العبوديّة من أصول الإسلام وأمر قرآنيّ واضح ...
- خرافات إسلاميّة - العبوديّة من أصول الإسلام وأمر قرآنيّ واضح ...
- خواطر لمن يعقلون - ج42
- خواطر لمن يعقلون - ج41
- ما الفرق بين محمّد بن آمنة وعصابته وإرهابيّي الدّولة الإسلام ...
- خواطر لمن يعقلون - ج40
- الإيديولوجيا النازية والإسلام شيء واحد
- ماريّة القبطيّة التي زنى بها محمّد بن آمنة والمعظلة الكبرى: ...
- خواطر لمن يعقلون - ج39
- إرهابي مسلم ولكن مغرّر به؟
- خواطر لمن يعقلون - ج38
- خواطر لمن يعقلون - ج37
- خواطر لمن يعقلون - ج36
- خواطر لمن يعقلون - ج35
- خواطر لمن يعقلون - ج34
- خواطر لمن يعقلون - ج33
- فضح تدليس وكذب محمّد صلاح الدين المستاوي لتبرئة الإسلام من ا ...
- دروس تعلّمناها من تجربة داعش


المزيد.....




- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك
- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - تعليقا على مقال السّيّد إبراهيم أحمد: الصّور والرّسوم المسيئة للمسيح