أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان هائل عبدالمولى - سوبر مواطن














المزيد.....

سوبر مواطن


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 13:29
المحور: كتابات ساخرة
    


المواطن اليمني يجب تقليده أعلى ألا وسمه في الصبر والرضا والسكوت والتحمل , فهو يتقبل أمور لا يصدقها العقل ويتكيف معها كما هي لا مثلما يتوقعها ويتمناها أن تكون أفضل , مثل غياب الاستقرار السياسي , والاقتصادي و النفسي والاجتماعي والأمن , وزيادة طفرات السلوكيات السيئة والغريبة على المجتمع اليمني مثل اختطاف الأجانب والأطفال والسطو المسلح والاغتيالات الشبه يوميه وتوسع دائرة الثعابين ألراقصه المحلية والخارجية ولدغاتها السامة , أضف إلى ذلك تحمل المواطن لسياسة الجرعات ألاقتصاديه القاتلة رغم الفقر و انتشار البطالة وغلاء الأسعار الجنوني , التي تحد من قدرته على توفير نفقات ألأسره وفوق كل تلك الظروف ألقاهره , التي ترفع درجة الضغط والغليان وتوصل الفرد إما إلى الانتحار أو الجنون , يظل المواطن اليمني صامد وصامت ومتحمل لكل تلك الظواهر السلبية , و بشكل غريب وعجيب يستقبل ويقبل ويوافق على كل مبادرة داخلية وخارجية جديدة , وعلى كل مؤتمر وطني تصالحي وكل اتفاقيات وطنية وقبلية يصفق ويبتسم و يتفاءل .
الحكومات اليمنية المتتالية في اغلبها تحمل شهادات عليا مع درجة الامتياز في الكلام المُسكن , و سياسة الإقناع المؤقت , و الوعود في تطبيق البرامج والتعهدات السياسية والاقتصادية ألفضائيه البعيدة , التي تركت أثارها على عقليه المواطن , فأصبح لا يسأل حول طبيعة هذه الوعود و القدرة على تطبيقها على أرض الواقع واستجابتها لإمكانات الموازنات العامة التي تعاني من تفاقم العجز , و وصل الحال بالمواطن أن يصدق وعود الحكومات المتكررة السطحية والخيالية دون كلل أو ملل عن الإصلاحات والتنمية والتقليل من حجم البطالة و تحسين وضع الاقتصاد و المستوى المادي والمعيشي للمواطن سواء كان في القرية أو في المدينة رغماً عن انف التقارير المحلية والدولية التي تصف الوضع العام اليمني بأنه كإرثي , وأن اليمن غارق في مشاكل إنسانية واجتماعية سياسية واقتصادية وصحية كبيره وكثيرة تسلب براءة الحياة وتعيق عملية التنمية والتفاؤل برؤية واضحة نحو مستقبل أفضل لليمن , إذ يواجه اليمن معدل نمو سكاني متزايد يرافقه حالة سوء تغذية مخيفه , ففي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة اليونيسيف يضع اليمن في مصاف أكثر البلدان معاناة من سوء التغذية ؛ وفي مرتبة ثالثة بعد أفغانستان والصومال، ويشير إلى أن 10 ملايين يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن 5 ملايين من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بينما يرزح مليون طفل دون سن الخامسة تحت وطأة المعاناة من سوء التغذية الشديد في جميع أنحاء البلاد، , كما احتل اليمن ألمرتبه الرابعة في عدد حالات الانتحار بحسب منظمة الصحة العالمية في تقرير عالمي حديث بعنوان منع الانتحار ضرورة عالمية , إضافة إلى مشاكل سوء التغذية والانتحار يعاني اليمن من مشاكل أخرى مزمنة و أكثر خطورة كالحروب الداخلية والنزاعات القبلية والمذهبية المستمرة , و ظاهرة النزوح المزمنة من الرجال والنساء والأطفال , والبطالة , والإرهاب , والفقر , والتطرف , والفساد و الرشوة .
الكثير من مشاكل اليمن والمواطن سببها عدم قدرة بعض الساسة اليمنيين على تجاوز خلافاتهم عن طريق الحوار و الحكمة وتهربهم من الالتزامات في تطبيق بنود الاتفاقيات الوطنية ألموقعه , وتأخرهم في انجاز القوانين , أضف إلى ذلك عدم قناعتهم بأن مشاكل اليمن لا يمكن حلها بالأعمال العسكرية والتقطعات القبلية وتدمير خطوط الكهرباء والغاز والنفط التي أسقطت وجه ألدوله وحولت حياة المواطن البسيط إلى صراع يومي من اجل البقاء , المواطن الذي رغم الخداع السياسي وانتشار رقعة الفساد والرشوة في يومياته وفي عمره القصير إما بسبب سوء التغذية, أو الرصاص الراجع أو الموجه , إلا انه منتصب القامة يمشي صامد وصامت ويأمل دائماً في أن يجد فرقاء السياسة والمصلحة صيغة وطنية تبعده عن شبح المجاعات والحروب والانتحار والانفصام في الشخصية والهوية والانتماء , والسؤال هو بعد كل هذه المآسي والعناء والعذاب المتواصل في حياته , والوضع الحالي اليمني الذي يخيف الدول المجاورة والإقليمية والكبرى والذي تكيف معه ويعيش في وسطه بتفاؤل دون سبب أو مؤشر للتفاؤل , يبتسم دائماً في وجه أخيه والغريب ويقول لهم أي خدمات ؟ , ألا يستحق حامل ألجنسيه اليمنية لقب سوبر مواطن وتقليده أوسمة الصبر والتحمل من ألدرجه الأولى عالمياً .

مروان هائل عبدالمولى
[email protected]



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام اليمنيين الصعبة و ألمعقده
- التراجع السياسي يقوي الأزمات
- العنصرية المناطقية
- الجنوبي ليس انفصالي ولكن ؟
- القات والمخدرات
- افصلوا الدين والقبيلة عن السياسة والدولة
- قانون اللجوء الوطني في اليمن
- الاختراق الإقليمي أو الدولي
- ميناء عدن والمشاريع الإستراتيجية
- أماه أرثيك وأترجاك
- في صنعاء كالعادة صراع على السلطة
- الوساطة القبلية في اليمن
- أبين لم تتعافى بعد
- انتم في اليمن أي خدمه
- لنا الله
- أزمة مطار عدن
- إقليم كردستان في ملعب النار
- المرأة العربية وتحديات المشاركة والإقصاء
- السنة و الشيعة کلهم مسلمون
- اليمن فوبيا


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان هائل عبدالمولى - سوبر مواطن