أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - معركة القدس















المزيد.....

معركة القدس


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 07:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


يعاني الفلسطينيون من سكان القدس بشكل خاص من انعدام الجنسية. فهم مواطنون لا إسرائيليون ولا فلسطينيون. إنهم لا يستطيعون التصويت، وليس لديهم جوازات سفر رسمية ولا يمكنهم عبور الحدود بحرية.
لديهم فقط الحق في الإقامة في القدس، وهناك معركة يومية للحفاظ عليها. تحت سياسة وزارة الداخلية الإسرائيلية "مركز الحياة"، عليهم باستمرار دحض السالب ، وحياتهم الأسرية الحقيقية لا توجد في أي مكان آخر. عليهم جمع الايصالات الى المالانهاية كدليل على حياتهم في القدس مثل الوصفات الطبية والتسجيلات في المدارس . يذهب المفتشون بعيداً لعدّ الملابس في خزانة الملابس أو الطعام في الثلاجة، كدليل على عدد الأطفال الذين يعيشون في منزل الأسرة.
الحصول على جنسية أي بلد أو قضاء وقت طويل في الخارج كلاهما أسباب لإلغاء وضع الإقامة، والتي لا يمكن أن تُعطى للأطفال. إنهم لا يستطيعون البناء فوق منازلهم، وإذا فعلوا ذلك، عليهم أن يدفعوا لهدمها ، أو هدمها بأنفسهم. هذا هو المجتمع الذي خرج منه الرجلين اللذين أطلقا النار على المصلين في صلاة الفجر في كنيس يهودي في القدس الغربية يوم الثلاثاء.
هناك عنصر آخر غريب في هذا الهجوم على الهدف الديني اليهودي. لم يكن غسان أبو جمل،( 23 عام)، وعدي أبو جمل،( 30 عام)، أعضاء في جماعة فلسطينية دينية. وإنما جاءوا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، المنظمة اليسارية العلمانية التي أسسها جورج حبش، وهو مسيحي فلسطيني كان مسؤولاً في الستينيات عن سلسلة من عمليات اختطاف الطائرات.
هذا يقودنا إلى العنصر الجديد الثالث في هذا الهجوم: لا توجد أدّلة متاحة أن الجبهة الشعبية أمرت أو خططت لهذا الهجوم. نشر بيان في موقع الجبهة في الفيسبوك أن المهاجمين من أعضاء الجبهة الشعبية، ولكن لم يصدر بيان صحفي في الاعلام يعلن مسؤوليتها عن الهجوم .أرادت الجبهة الشعبية في غزة إعلان مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الضفة الغربية لا. وهذا مماثل لاختطاف وقتل ثلاثة شبان المستوطنين على أيدي أفراد من حماس، حماس نفسها التي لم تكن تعرف أي شيء عنه.
وضع محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية (ICG) Ofer Zalzberg إصبعه على ما يحدث هنا،
"لا يوجد زعيم يمكن الذهاب إليه يمكن أن يمثل احتياجات ومطالب سكان القدس الشرقية أو الفلسطينيين بشكل عام. وبالنسبة للفلسطينيين، لا يفعل عباس شيء، والإجراءات الأردنية محدودة، في حين لا يتحرك معظم العالم العربي أو الإسلامي... لا يفعل أي أحد أي شيء لمواجهة التهديدات للفلسطينيين في القدس الشرقية، وبالتالي في ظل غياب القادة قام الأفراد بالرد ".
في حين ادعى بنيامين نتنياهو أن محمود عباس مسؤول ومحرض على الهجوم على الكنيس، نشرت شابة من رام الله شريط فيديو وبخت فيه الرئيس الفلسطيني لإدانته ذلك. وقالت كريستينا يوسف:
"السيد الرئيس! أين كنت قبل شهر؟ أين كنت عندما قتلت الطفلة ايناس ؟ أين كنت بالأمس عندما خُنق يوسف الرموني حتى الموت أثناء عمله ؟ هل شاهدت زوجته وهي تنوح وتبكي؟ من أين أنت؟ هل تشاهد الأخبار؟ أين انت؟ لسنا في حالة حرب. نحن في وسط مجزرة. لقد فقدنا كل أمل. أنت خرجت لتُدين الذين رفعوا رؤوسنا ؟ أين كنت أثناء انتهاكات الأقصى؟ هنا الأقصى. وقد بقي سنوات قليلة ليهدموه ، إنهم يحفرون تحته كل يوم، يضربون النساء في الأقصى ،لماذا لا تخرج لتشجب هذا؟ إذا كنت لا تريد أن تقف معنا، أُقعد على جنب. صدقني، يمكننا القيام بهذه المهمة بدلاً منك. يمكننا الدفاع عن بلدنا، ونحن لسنا في حاجة لك ".
شئنا أم أبينا، هذا هو الصوت الفلسطيني الأصيل، انتشر الفيديو مثل الفيروس. المسألة إذن، ليست الدرجة التي أدان بها عباس العملية أو تخليه عن الفلسطينيين الذين ينفذون مثل هذه الهجمات. وفي هذه النقطة، ناقض رئيس جهاز الشين بيت يورام كوهين صراحة رئيس وزرائه. المسألة هي أن عباس والسلطة الفلسطينية، وجميع الفصائل الفلسطينية فقدت بالفعل السيطرة على الأحداث التي تجري على الأرض. الفلسطينيون في القدس الشرقية ليسوا فقط عديمي الجنسية، ولكن أيضاً بلا قيادة.
لا يشكل صوت كريستينا مفاجأة. صوتها نتاج جيل نشأ في ظل السياسة التي يتم تطبيقها باستمرار والمدعومة دولياً. فمن قمع كل معارضة سياسية في الضفة الغربية وعزل القدس، والسماح لعباس فقط أن يتكلم. يأتي صوت عباس على حساب إسكات كل الآخرين.
وقد قوضت هذه السياسة بطريقتين: توقفت اسرائيل عن الاستماع لعباس. وتوقف الرئيس الفلسطيني حالياً عن الاستماع للفلسطينيين أنفسهم.
الخط الأحمر في هذه المعركة هو الأقصى بشكل خاص والقدس بشكل عام. ليس هناك شك في أذهان الفلسطينيين من القدس الشرقية أن إسرائيل قد عبرت بالفعل هذا الخط. أصبحت مهاجمة أماكن العبادة للأسف شائعة. منذ حزيران عام 2011، تم حرق 10 مساجد في إسرائيل والضفة الغربية من قبل اليمينيين المتطرفين اليهود. ولم يتم اتهام أحد بذلك. وتم تدمير أكثر من 63 مسجداً وتضرر 153 مسجداً جزئياً في الهجوم الإسرائيلي على غزة.
منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، كان هناك يهود يطمحون لإزالة المسجد الأقصى وقبة الصخرة واستبدالها بالهيكل الثالث. كانت هناك دائماً تجارة نشطة لصور المدينة المقدسة بدون المسجد الاقصى وقبة الصخرة (فوتوشوب). ولكن هذا النوع من الرغبة بقي على هامش الخطاب السياسي الإسرائيلي. أما الآن فأصبح تياراً رئيسياً.
اكتسبت حركات إعادة بناء الهيكل الثالث شعبية وتضاءل الفيتو الديني ضد الصلاة في الحرم القدسي الشريف. أحد قادة هذه الحركات Yehuda Etzion ، المتهم بالتخطيط لتفجير قبة الصخرة قبل ثلاثين عاماً. قال اليوم: إنه يتمتع بدعم اليمين. وأضاف إن "المعبد سيرتفع على حساب المساجد، ليس هناك شك في ذلك.
بدأت المراحل الأولى من التهويد في حي فلسطيني فقير وذو كثافة سكانية في سلوان فقط بضع مئات من الأمتار من المسجد الاقصى،. ويشار إليه الآن باسم مدينة داود. استولى المستوطنون على 23 شقة أخرى في حي سلوان في نهاية شهر أيلول، وأعقب ذلك اشتباكات عنيفة، ظهر إعلان يهنئ المستوطنين على همتهم الصهيونية. "إن تعزيز الوجود اليهودي في القدس هو تحد مشترك لنا" ، " نحن نفتخر بحركتكم الاستيطانية ".
من الأسماء التي وقّعت الإعلان الذي ظهر في الصفحات الاولى: Eli Wiesel الحائز على جائزة نوبل، Shlomo Aharonishky ، نائب قائد الشرطة الإسرائيلية السابق، والجنرال المتقاعد Amos Yadlin ، الرئيس السابق للاستخبارات في جيش الدفاع الإسرائيلي والمرشح المحتمل لزعامة حزب العمل ، كتبت المراسلة الصحفية Meron Rapoport: "باختصار، ليسوا حفنة من المجانين اليمينيين ، ولكن اللحم والعظم في المؤسسة الإسرائيلية".
لا يمثل المستوطنون في "مدينة داود" سوى الجزء المرئي من عملية أوسع للسلب. تم إعلان المنطقة كموقع تراث وطني يهودي، على الرغم من أنه لا يوجد دليل أثري موثوق تم العثور عليه يربط الملك داود بالحجارة التي اكتشفت خلال الحفريات، وأعطت شرعية لأعمال المستوطنين. لا يمكن اعتبارالاستيلاء على سلوان نشاطاً هامشياً. استأجر وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل، وهو وزير بارز من حزب البيت اليهودي شقة هناك.
لخّص سامي أبو الأطرش، زميل يوسف الرموني الذي وُجد مشنوقاً في حافلة يقودها تابعة لشركة إيغد الأجواء في القدس الشرقية يوم الثلاثاء :
"انهم ضدنا، إنهم لا يريدون أن يعيش أي من الفلسطينيين على هذه الأرض. إنهم يريدون طرد جميع الناس ... نحن نعمل للشعب اليهودي، ونساعدهم، في كل وقت، ليلاً ونهاراً. ولكن الإسرائيليين - وليس فقط المستوطنين - انها الحكومة - إنها تدفع لهم لقتلنا وتدمير منازلنا إنها سياسة حكومية ضد الشعب الفلسطيني ".
أجبر ما يجري في القدس الشرقية حتى أكثر القادة العرب ذوي الميول الغربية والمسايرة للقادة العرب الملك عبد الله ملك الأردن لسحب سفيره. يتصرف الملك ببراغماتية. فهو يضع في اعتباره وجود أنصار الدولة الإسلامية في الأردن، ناهيك عن الأغلبية الفلسطينية في المملكة الهاشمية. يعرف عبد الله أن لا شيء يمكن أن يوحد العرب أسرع القدس.
وهو ما يقودنا إلى الفرق الأخير وربما الأهم بين هذه الانتفاضة الفلسطينية – إذا تحققت - وآخر انتفاضتين. سيتم خوض هذه الانتفاضة من قبل الفلسطينيين داخل الجدران التي شيدتها إسرائيل حول نفسها، من سكان شرقي القدس وفلسطينيي 1948، الذين هم مواطنون إسرائيليون. عكس الانتفاضتين السابقتين، لن يتم احتواء هذا الصراع داخل حدود آمنة، مثلما تم سابقاً من الدول القوية، الودية والعدائية على حد سواء. فقد اختفى مبارك مصر، وهناك تمرد جهادي كبير جداً من أجل السيطرة على شبه جزيرة سيناء، ولم تعد قوات بشار الأسد تسيطر على الحدود الشمالية لإسرائيل في هضبة الجولان. إن جعل القدس ميدان المعركة، وفي ظروف الفوضى في العالم العربي، حيث فشلت أربع دول ، هي دعوة كل مقاتل عربي إليها.
إذا خفف وزير الأمن العام القيود على تراخيص السلاح للمواطنين اليهود في إسرائيل، وأُغلقت القدس الشرقية بالحواجز ودوريات الشرطة، وهدمت الحكومة لمنازل فلسطينية وأعلنت بناء 78 مستوطنة، ستصبح القدس ميدان المعركة .
نتنياهو هو المحق هذه المرة فقط ، "هذه المعركة من أجل القدس". ستكون إما المعركة الأخيرة التي سيقاتلها الفلسطينيون قبل أن يسيطر اليهود على القدس الشرقية . أو أنها المعركة الأولى في صراع أكبر – تكون فيه القدس نقطة جذب للمتشددين أينما كانوا - سنة أو شيعة، علمانيين وإسلاميين، التكفيريين، الجهاديين، أو القوميين. اختار نتنياهو ميدان المعركة التي ستجمعهم جميعاً.
مترجم
David Hearst



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون في القدس (بلا جنسية)
- جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- الامبريالية تقصف العراق من 100 عام
- السلام الإسرائيلي (تطهير عرقي بكل معنى الكلمة)
- وعود المجتمع الدولي بإعادة إعمار غزة ( استغلال العمال الفلسط ...
- آخر أيام العدوان : تدمير الطبقة المهنية في غزة
- الصليبيون والصهاينة (هم ونحن )
- هل مقاطعة إسرائيل هي الطريق الصحيح للنضال من أجل حقوق الفلسط ...
- اغتيال الصورة : عبد الله نصر وال Hermes-900
- أمة استبدادية
- صهاينة وليبراليون
- نخوة بلا حدود :غزة ونهاية -الشهامة العربية-
- محاكمة اسرائيل لجرائم الحرب
- غزة : المكافآت والعقاب
- باولو فيريري والوعد بالتربية الناقدة
- اسرائيل :الاستيطان والغرب المتوحش


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - معركة القدس