أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - عشيةعيد الحب -6-














المزيد.....

عشيةعيد الحب -6-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


- اسمعي ماذا قال الإمام الشافعي حين جاءت فتاة للجامع و وضعت له قرطاسا كُتب فيه: سلُوا المفتيَ المكّيََّ، هل في تزاور و ضمّة مقروح الفؤاد جُناحُ؟
لقد أجابها على ظهر الورقة": معاذ إلاه الناس أن يُذهب التُقى، تضامُمُ أكباد بهن جراحُ".
-يا الله ما أجمل هذا الكلام لكأنه شعر. لحظة فقط لأجلب قلما أريد أن أكتبها.
قلت لها: سآتيك بالكتاب الذي يحويها في المرة القادمة، لقد تأخر الوقت و يجب أن أذهب.
وكأنها الطفل حين يتعلق بثوب أمه ليمنعها من الخروج و تركه في البيت وحيدا، و جدتها تترجاني في البقاء حتى أملي عليها ما أسمعتها منذ حين.
قالت لي:" أرجوك أريدها الآن...أريد أن أقرأها له في السهرة."
- و هل ستكون سهرة للحب أم للأدب؟ سألتها مستنكرة.
قالت و السعادة تملأ عينيها:- للحب أولا فهو طبق العشاء الرئيسي أما المحليات فستكون بالأدب هذا إذا ما قبلتِ أن تساعديني بما ندر من الأقوال التي أتمنى ألا يكون على إطلاع عليها.
-أتمنى لك عشاءا شهيا.
- شكرا و إني لعلى جوع فظيع فنحن لم نلتقي منذ أربعة أشهر.
- يعني كنت في إضراب جوع عن الحب؟
- لو كان الأمر بيدي لما جوّعت قلبي ساعة و لكن...
و لم أشأ أن أحرجها، إذ يبدو أنه هو من هجرها.
قلت لأخفّف عنها مرارة هجره: إنه طبع الرجال في الحب...يغيبون متى شاؤوا و يظهرون عندما يشاؤون...
و على عكس ما انتظرت قالت به مباهية: و لكنه ليس كالرجال، إنه نوعٌ فريدٌ من نوعه!! إنه على قدر رقته و رومانسيته ذو طبع شديد يجعله يتحكم بمشاعره مهما كانت متأججة و عنيدة.
قلت لأختم حوارا طال عن غير قصد: لا شك أن أجمل لقاء هو ذاك الذي يحل بعد طول اشتياق.
و هنا استرسلت بحرقة: لو تعرفي كم انتظرت هذا اللقاء...آه ما أطولها من أيام! لقد مرت علينا مناسبة العام الجديد دون أن نهنئ بعضنا و قد كانت بداية عام جد مؤلمة بالنسبة لي "الله لا يعاودها". و لكن هذه المرة أنا متأكدة أنه سيفاجئني. في الحقيقة هو لم يتصل بي بعد، لكن مناسبة كهذه لا يمكن لعاشق أن ينساها ثم انه رومانسي بشكل خرافي.
قلت لأوقف رغبتها الجارفة في الحديث عنه إلى ما لا نهاية:-حسنا، حسنا سأملي عليك ما سمعتِ إكراما لعين الحب في عيد الحب.
و هنا دخل ابني المكتبة غاضبا من طول الانتظار فرحبتْ به و أهدته قلما جميلا داعية إياه أن ينتظرني قليلا حتى تنتهي من كتابة ما أعجب سمعها و أطرب قلبها.
و بمجرّد أن أتمت ما كتبت، قالت لي:
كنت ستقولين لي مقولة أخرى عن داوود...أليس كذلك؟
قلت لها: اسمه ابن داوود الظاهري و قد كان عالما و إماما في الحديث. جاءه مرّة الشاعر ابن الرومي مثمولا و ناوله رِقعة مكتوب عليها: "يا ابن داوود يا فقيه العراق، ماذا تقول في قواتل الأحداق، هل عليهن في الجراح قصاص أم مباح لهنّ دمُ العشاق؟".
فكتب ابن داوود ردّا عليه: "كيف يُفتيكم صريعٌ قتيلٌ بدماء الحبّ و الاشتياقْ و قتيلُ اللقاء عند داوود أفضل حالا من قتيل الفراقْ".
قالت: يا الله... ما أجمل اللغة العربية ... إنها لغة ساحرة حقا!.
قلت : هل عرفت الآن أن لنا رجال دين إذا ما صدقوا مع أنفسهم صدقوا مع الناس و إن عشقوا أحسنوا قولا في العشق.
-فعلا...و يا ليتهم دائما يصدقون لينزعوا عنا صورة المتدين الذي يضحي بالحب لفائدة الورع و التقوى.
- إذا ذاقوا ويلات العشق فسيعرفون بأن معاناة العاشق في الصبر على معشوقه لا تقل عن معاناة المتدين في الالتزام بطقوس دينه و اقرئي-إذا شئتِ- رسائل القرضاوي لحبيبته الجزائرية أسماء بن قادة قبل أن يتزوجها و يطلقها.
-ماذا تقولين –صرخت متعجّبة- : القرضاوي عاشقا ؟ و كيف صرّح بذلك و هو العالم العلاّمة عند المسلمين ؟
-الأكيد أنها نشرتها رغما عنه بعد أن بالغ في إهانتها عندما برُدَ الغرام هو الذي كان سيموت لو لم يتزوجها.
-الحقيقة لم أسمع بهذه الحكاية و لكن ما الذي كان يكتب لها حين كان عاشقا؟
-كفاك كسلا و ابحثي في الانترنت... ستقرئين عجبا عن فضيلة الشيخ العلاّمة عندما هوى‼-;-
ابتسمت و قالت في استسلام: في النهاية نحن البشر جميعا سواسية أمام سلطان الحب فلا فرق بين شاعر و فقيه، أو بين امرأة و رجل أو بين شاب وعجوز...
قلت قبل أن أودعها-: كان الله في عونهم جميعا و إني لا أشك لحظة في أن للعاشقين ثواب عند رب العالمين فهو وحده العليم بما يكابدون.
ودعتها متمنية لها عيدا سعيدا و حبّا مديدا...على أن أعود لها بعد يومين لأخذ الكتاب الذي طلبته. قبلتني بحرارة كأنها تشكرني على الحكايات التي ستسعد قلبه...
خرجت مسرعة و ابني يجذبني من مرفقي متأففا بعد أن ملّ الانتظار.

*يتبع*



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشية عيد الحب -5-
- *قصر العطش*
- عشية عيد الحب -4-
- عشية عيد الحب -3-
- عشيّة عيد الحب-2-
- عشيّة عيد الحب -1-
- * ونّاسة الكنّاسة*
- و في جوره لا تُجاريه
- ..و لا أنت في الموت
- في صحة المحتل !
- لو كان حقا رآني...
- أفي الحبِّ..تُكابرْ؟!
- لن أبيع لحمي-الأخيرة-
- لن أبيع لحمي-17-
- لن أبيع لحمي-16-
- آمال كربول...أنتِ رجلُ المرحلة‼-;-
- لن أبيع لحمي-15-
- لن أبيع لحمي-14-
- لن أبيع لحمي-13-
- لن أبيع لحمي -12-


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - عشيةعيد الحب -6-