أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - من كان من هؤلاء الرّواة شاهد عيان حتّى نصدّق رواياتهم عن محمّد بن آمنة والإسلام؟















المزيد.....

من كان من هؤلاء الرّواة شاهد عيان حتّى نصدّق رواياتهم عن محمّد بن آمنة والإسلام؟


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 01:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأت للتّوّ مقالا هزيلا ضحلا على موقع الحوار المتمدّن عنوانه "من كان من هؤلاء الرواة شاهد عيان حتى نصدق رواياتهم"، للمدافع الشّرس عن إيديولوجيا التناقضات والنّكاح والإرهاب، أقصد الإسلام، المسمّى "عبد الحكيم عثمان"، ولكنّني أرغمت نفسي على إعادة قراءته مرّة أخرى، فرأيت فيه فرصة لا تعوّض لقلب السّحر على السّاحر ودقّ إسفين آخر في نعش هذه الإيديولوجيا التي يسمّونها دينا والتي يحاول الكثير من الجهلة والمنافقين على حدّ السّواء وبشتى الطّرق إعادة الحياة لجثّتها النّتنة المتعفّنة.

في المقال المذكور، وكما هو واضح من عنوانه، شكّك عبد الحكيم عثمان في ما رواه الرّواة عن إشتهاء رسول النّكاح محمّد بن آمنة لزوجة إبنه بالتّبنّي، محاولا إقناع القرّاء بأنّ الرّواية مشكوك فيها وبأنّ رسوله الذي هو "على خلق عظيم"، كما يقول عنه كتاب الإرهاب المسمّى "القرآن"، لا يمكن أن يكون قد إشتهى زوجة زيد بن حارثة وأنّ حكاية تطليق زيد لزينب كانت بسبب "الخلاف الذي كان بينهما وعدم الانسجام، لتعالي زينب على زيد وتعجرفها عليه كونها ذات نسب عريق وزوجها مولى".

لن أناقش الموضوع من ناحية مشروعيّة الرّوايات وحقيقة ما ورد فيها ولن أقول شيئا عن القرائن القرآنيّة التي تدلّ بما لا يدع مجالا للشكّ على أنّ محمّدا إشتهى زينب بنت جحش شهوة جنسيّة لا غبار عليها (والآية 37، موضوع الحكاية، في سورة الأحزاب، واضحة فاضحة لا يُخطيء فهمها حتّى الجاهل بقواعد المنطق: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا") كما لن أعرّج على الفارق الإجتماعي بين زينب وزيد الذي قال عنه الكاتب أنّه كان مولى (فهل كان محمّد من الأسياد والأشراف مثلا؟ ألم تقل أميمة بنت النعمان بن شراحيل لرسول المسلمين حين أعجب بجمالها وقال لها هبي لي نفسك: "وهل تهب الملكة نفسها للسّوقة؟" وهذا في صحيح البخاري. فكيف يكون للسّوقة قدر أحسن من المولى؟)... لن نقول شيئا عن كلّ هذا بل سنطرح موضوعا آخر يتعلّق بإنتقائيّة عبد الحكيم عثمان للأحاديث وإنكار ما أراد منها وقبول ما يوافق هواه دون دليل ولا مقياس واضح...

عبد الحكيم عثمان ينكر جملة من الأحاديث أوردها في مقاله بتعلّة أنّ رسوله لا يمكن أن يفعل أشياء كهذه المذكورة فيها، متّهما رواة الأحاديث بأنّهم أتوا بحكايات لم يكونوا شهود عيان وقت حدوثها وبالتّالي هو يتّهمهم بالكذب. وفي الرّدّ على ما ورد في مقال الكاتب من خزعبلات وتلاعب ونفاق واضح نقول:

1. نحن نعلم أنّ لا أحد من الكتّاب الذين صنّفوا كتبا في الأحاديث كان شاهد عيان على ما فعله محمّد وصحابته، وكلّ ما فعلوه هو نقل ما وصل إليهم من قصص وروايات قد تكون كلّها صحيحة وقد تكون كلّها موضوعة وقد تكون نسبة الكذب فيها كبيرة أو ضئيلة، ولكن الإشكاليّة الكبرى تكمن في السّؤال: ما المقياس الضّامن للتّحقّق من صحّة رواية مّا؟ لا يوجد أيّ مقياس. فمن دوّنوا الأحاديث لم يكونوا شهود عيان بل عاشوا بعد هلاك محمّد بمئات السّنين، ومن وضعوا ما يسمّى "علم الرّجال" و"الجرح والتّعديل" لم يكونوا شهود عيان أيضا وشهاداتهم بأنّ فلانا ثقة أو كذّاب مبنية هي أيضا على آراء متناقلة متوارثة لا يمكن التّحقّق من صحّتها خاصّة أنّها بعيدة زمنيّا عن عصورهم. بهذا يكون المقياس الذي وضعه عبد الحكيم عثمان لدحض فكرة إشتهاء محمّد لزينب بنت جحش (أي أن يكون الرّاوي شاهد عيان) ضربة قاصمة لكلّ الأحاديث، سندا ومتنا... إذن، بتطبيق هذا المنطق نرى أنّ ما يسمّى "علم الحديث" هو في الحقيقة خرافة لا منطق فيها، فلا هو علم ولا هم يحزنون.

2. بعد أن تأكّدنا من تفاهة كتب الحديث على بكرة أبيها وعدم وجود أيّ منطق أو مقياس يثبت صدق ما فيها، دعنا نوسّع الدّائرة قليلا. كتب السّيرة هي أيضا متكوّنة من أحاديث وروايات متفرّقة وكُتبت بعد هلاك محمّد بقرون. إذن، بما أنّ كلّ ما نُقل عن طريق الرّواية وطال الزّمن بينه وبين زمن محمّد مشكوك فيه لأنّ من دوّنه لم يكن شاهد عيان، فكتب السّيرة أيضا مشكوك فيها ولا تساوي شيئا.

3. كتب التّفاسير نفسها مجموعة من الأحاديث. "وقال فلان أنّ معنى الآية كذا وقال فلان أنّها نزلت في فلانة وفلان، إلخ"... وبتطبيق نفس المنطق الذي إستعمله عبد الحكيم عثمان، علينا رمي كتب التّفاسير كلّها لأنّها مشبوهة ووجه الشّبهة أنّ من كتبها لم يكن شاهد عيان ولم يعايش فترة تأليف محمّد وصحابته للقرآن.

بعد رمي كلّ هذه الكتب (التفاسير والأحاديث والسيرة)، سنجد أنّه لم يبق للمسلم سوى القرآن (وهو مشكوك فيه بطبيعة الحال، لما فيه من تناقضات وهلوسات وأساطير، ولكنّنا لن نتوقّف عندها في هذا المقال) يتناطح مع عباراته الزّئبقيّة ومعانيه التي "لا يعلم تأويلها إلا الله"... سيجد المسلم نفسه أمام طلسم إسمه القرآن لا يفهمه أحد لأنّنا رمينا كتب التفسير في القمامة. فما مصير هذا الطّلسم في غياب كتب التفسير؟ القمامة بطبيعة الحال. فوجوده مثل عدمه.

وبعد رمي كلّ هذه الكتب والتّخلّي عن كلّ ما جاء فيها، سيجد المسلم نفسه بلا طقوس ولا عبادات... كيف عرف المسلم طريقة الصلاة وعدد ركعات كلّ صلاة ووقتها، إلخ؟ أليس كلّ ذلك ممّا أتت به كتب الحديث التي لم يكن كتّابها شهود عيان على شيء يُذكر؟ وسيجد المسلم نفسه جاهلا لكلّ ما يتعلّق بدينه وتاريخه. فمن هو محمّد؟ إبن من هو؟ ومن كانت زوجته الأولى؟ ومن أيّ قبيلة هو؟ كلّ ذلك مذكور في الأحاديث والسّيرة وكتب التفاسير التي كتبت دون أن يكون مصنّفوها شهود عيان على شيء. والقرآن الطّلسم لا يقول شيئا عن كلّ ذلك، فلا ذكر لعائشة ولا لخديجة ولا لأبي بكر ولا لعمر ولا لعثمان أو علي في القرآن... ولا ذكر للغزوات الإستعماريّة والإجراميّة لرسول الرّحمة ولا ذكر لما فعله أو قاله... لا شيء. مجرّد إسم "محمّد" ومجموعة نقاط إستفهام لا تنتهي.

فما رأي عبقريّ زمانه عبد الحكيم عثمان في هذه التّداعيات الكارثيّة لـ"عادة الإنكار" التي عوّدنا عليها. هذا رأي المنطق والعقل، فبأيّ لون سيتلوّن نفاق المدافعين عن دين الإرهاب ورسوله؟

-------------------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات إسلاميّة - العبوديّة من أصول الإسلام وأمر قرآنيّ واضح ...
- خرافات إسلاميّة - العبوديّة من أصول الإسلام وأمر قرآنيّ واضح ...
- خواطر لمن يعقلون - ج42
- خواطر لمن يعقلون - ج41
- ما الفرق بين محمّد بن آمنة وعصابته وإرهابيّي الدّولة الإسلام ...
- خواطر لمن يعقلون - ج40
- الإيديولوجيا النازية والإسلام شيء واحد
- ماريّة القبطيّة التي زنى بها محمّد بن آمنة والمعظلة الكبرى: ...
- خواطر لمن يعقلون - ج39
- إرهابي مسلم ولكن مغرّر به؟
- خواطر لمن يعقلون - ج38
- خواطر لمن يعقلون - ج37
- خواطر لمن يعقلون - ج36
- خواطر لمن يعقلون - ج35
- خواطر لمن يعقلون - ج34
- خواطر لمن يعقلون - ج33
- فضح تدليس وكذب محمّد صلاح الدين المستاوي لتبرئة الإسلام من ا ...
- دروس تعلّمناها من تجربة داعش
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الإرهاب
- محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: جولة قصيرة بين خرافات الشّياط ...


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - من كان من هؤلاء الرّواة شاهد عيان حتّى نصدّق رواياتهم عن محمّد بن آمنة والإسلام؟