أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - الإرهاب فلاش باك














المزيد.....

الإرهاب فلاش باك


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
يونيو 2001

مجرد مصادفة جمعتنى بأحد الشباب المعتقلين فى «ليمان طرة»، فبحكم عملى كنت أُكلف أحيانًا بأعمال المراقبة على الامتحانات التى تُعقد داخل السجن للمعتقلين الراغبين فى استكمال دراستهم الجامعية، الحقيقة أنى لا أذكر اسمه، ولكنى أتذكر قضيته بوضوح، قضية تبدو متكررة فى ذلك العهد، فحسب ما روى لى، بدأ حياته العملية بعد تخرجه فى الجامعة عام 1990، من إحدى جامعات الصعيد، بتقدير جيد جدًا مرتبة شرف، وكان على وشك التعيين كمعيد، وكعادة الأوراق الروتينية فى ذلك التوقيت، أن يتم استطلاع رأى الأمن عن المرشح لشغل تلك الوظيفة، وهنا بالذات حدث ما قلب حياته رأسًا على عقب، فقد تم استداعاؤه من قبل (أمن الدولة) ووجهت إليه تهمة الاتصال مع الجماعة الإسلامية، وحقيقة لم ينكر الشاب أن بعض أقاربه لديهم اتصال بالجماعة، ولكنه برىء مما يفعلون، وبالرغم من ذلك جاء القرار بالاعتقال رهن التحقيق، الذى استمر ما يقارب العشر سنوات، دون أى تهمة توجه له بشكل رسمى.
أتذكر جيداً ما قال له لى وقتها، رغم عدم اهتمامى فى حينها، على اعتبار أنها مجرد «فضفضة» قد تخرجنا من قتامة المشهد داخل السجن، لكن القادم من الأيام حولها من مجرد حديث عابر إلى مفتتح لمأساة: «أنا عمرى ما كان لى أى انتماء للجماعة، أنا كنت مركزا فى مذاكرتى وبس، عكس عمى وولاده، لكن بعد دخولى المعتقل، لم أجد سواهم سندًا لى وعونًا أمام ويلات السجن، فقررت أن أكون أحدهم».

(2)
مارس 2011

خبر على صفحات المصرى اليوم، نصه: «3000 جهادى يعودون إلى مصر من أفغانستان والشيشان والصومال وإيران»، ومفاد الخبر أنه قد تم رفع أسماء العديد من الجهاديين والمقيمين فى دول راعية للإرهاب والمتهمين بقضايا إرهابية واضحة للعيان مثل قضية اغتيال السادات ومحاولة اغتيال مبارك من قوائم ترقب الوصول، وبالتالى من حقهم العودة لبلادهم كأى مواطن صالح فى عبثية لا تليق بالمشهد المصرى آنذاك.
السؤال الفج الذى طرح نفسه، هل فشلت الدولة فى السيطرة على الأوضاع بعد ثورة يناير، فقررت أن تهادن الجماعات الإرهابية فى الداخل، فتأتى لهم بأعوانهم فى الخارج، فى محاولة طيبة منها لـ «لم الشمل» مثلاً ؟!! والسؤال الأكثر وقاحة: أين ذهب هؤلاء، وما مدى تورطهم فى إرهاب اليوم، ومن يتحمل تلك الخطيئة!! ومن علينا أن نحاسب؟!

(3)
سبتمبر 2012

محمد مرسى، يفرج عن 27 سجينًا من الجماعة الإسلامية والإخوان، منهم أحد المتهمين فى مقتل فرج فودة، وبأمر رئاسى مباشر، والأهم بموافقة الأمن العام، مما يعنى أن الدولة فى عهد مرسى، لم تملك حق الاعتراض الأمنى فى ذلك التوقيت على إطلاق سراح جماعة من الإرهابيين، رغم ما أثبتته الأيام من أن مرسى لم يكن يومًا بالرئيس الذى يخشاه أقل مواطن فى الشارع المصرى، فما بالك بأعتى أجهزة الدولة!!

(4)
2014

السيسى يطلق يد السلفيين بمختلف تياراتهم الفكرية والسياسية، فى الشارع المصرى، على رأسهم الكيان الحزبى المشئوم المسمى «النور»، الذى كانت قواعده فى «رابعة» وقياداته مع السيسى؛ ليضمن «النور» كافة التوجهات وينتظر المنتصر، مخالفًا بذلك دستور 2013، بعدم قيام الأحزاب على أساس دينى، متناسيًا تمامًا أن خطيئة مبارك الأصيلة إطلاق يد هؤلاء فى مواجهة الإسلام السياسى الإخوانى، فانقلب السحر على الساحر، وتحول السلفيون إلى غول ضخم يصعب السيطرة عليه إلا بتقديم العديد من التنازلات، منها القنوات الفضائية والملايين فى عهد مبارك، وقد يكون البرلمان القادم فى عهد الرئيس السيسى، فالتطرف لم يكن يومًا وليد اللحظة، وإنما هناك من دعمه ونشره واستقطبه، وثبّت أصوله فى المجتمع المصرى، علينا أن نلتفت إلى الأسباب قبل النتائج.

(5)
يونيو 2004

مصادفة أخرى جمعتى بذلك الشاب، فى أروقة الجامعة، بعد خروجه من المعتقل، وهو ينتظر الفرج الذى قد يمنحه له القضاء بالعودة إلى وظيفته الأولى التى حُرم منها منذ البداية، وعلى هذا الأمل اليائس غادرنى، ولم أره منذ ذلك الحين، والصدق أقول لكم، إننى لم أتمكن من نسيان نظرة الحنق والغضب التى احتوت المشهد بأكمله وهو ينظر إلى العالم الذى فاته، كقطار لن يعود
وبعد كل تلك السنوات، وما حملته لنا من أحداث جلل، أحيانًا أُطلق لخيالى العنان، وأتخيل مصير ذلك الشاب، فهل كان فى ميدان 2011؟، هل انتهى به الأمر معتصمًا فى رابعة العدوية؟، هل قُتل وهو ينفذ عملية إرهابية؟، هل سيقرأ ما أكتب الآن بنفس تلك النظرة الغاضبة التى أورثتها له الأحداث، منتظرًا دوره فى دم يريقه أو يُراق دمه، وفى النهاية إن حدث ما أخشاه، من سيتحمل وزر كل تلك الدماء؟.
الحقيقة مهما تعددت الأسئلة ستظل الإجابة واحدة، الكل مدان يا سادة فى تعامله مع ملف الإرهاب، منذ عهد مبارك، مروًا بالمجلس العكسرى، وحكم الإخوان الإرهابيين ورجلهم مرسى، وصولاً للسيسى، إن لم ينتبه الآن إلى أن تكرار المقدمات سوف ينتهى بنا إلى نفس النتائج، وسوف يجنى أولادنا بعد سنوات، ما نجنيه نحن الآن؛ بسبب أخطاء السابقين، فعلى الدولة القديمة والنظام الجديد، أن يعيدوا ترتيب الأوراق، وإلا سنظل فى دائرة ملعونة لن تنتهى.



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى -هند- اللحظة الأخيرة قبل إحباط كامل
- سوريا ليست رقعة الشطرنج الأخيرة بين طهران وأنقرة
- كيف تصنع عزبة أخوانية في أقل من عام
- تجليات ..قديمة جداً
- طهران تريدها دينية..غزل فاضح بين ملالي إيران وقيادات الأخوان
- مولد سيدي الرئيس
- الشاطر خيرت وأبو إسماعيل صاحب الكرامات
- دير الملاك.. مشاهد قديمة لفتنة طائفية
- ثورة وأخوان وعسكر..نقطة ومن أول السطر
- مصر شعب بلا مجلس ومجلس بلا شعب
- برلمان مصر بين صالون الليبرالية وصوان الأخوان
- السلفيون وديمقراطية الكفار!
- تونس ومصر وليبيا وتأسيس الديكتاتوريات المقدسة
- عباءة خامنئي و نهاية الجمهورية الإيرانية
- مصر الفتنة..لعبة الدين والدم
- أقباط وأحزاب وعسكر
- التحرير والمشير
- مصر خيوط عنكبوت..
- صفقات على دماء الثورة المصرية
- إمبابة مهزلة دولة القانون وثورة اللحى


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - الإرهاب فلاش باك