أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منصف القابسي - همسة إلى من يعتقدون أنّ مساندة القاضية كلثوم كنّو في الرئاسية هو فقط انتصار لمقاربة النّوع الاجتماعي














المزيد.....

همسة إلى من يعتقدون أنّ مساندة القاضية كلثوم كنّو في الرئاسية هو فقط انتصار لمقاربة النّوع الاجتماعي


منصف القابسي

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 00:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد طرح العديد من المناضلين الصادقين، ومنذ شهر أفريل 2014 تقريبا على القاضية كلثوم كنّو التّرشّح إلى الانتخابات الرّئاسيّة، وقد كنّا من بين هؤلاء أثناء تكريمها بصفاقس خلال ندوة حول المرأة المناضلة. وحسب ما صرّحت به كلثوم كنّو فإنّ رغبتها في التّرشّح وعزمها قد تضاعفا حين أخرج حزب النهضة مناورته السياسية الأيديولوجية حول الرّئيس التّوافقي، حيث صعقت كنّو وغيرها من الصادقين، لأنّها تفطّنت لحظتها إلى أنّ النّهضة ومشتقّاتها لن يتوقّفوا عن التّآمر على كل أشكال الديمقراطية التي يكفرون بها، وأنّهم وإن فشلوا في الانقلاب على الإرادة الشّعبيّة فإنّهم يناورون من خلال مسالك أخرى أخطر وتنفذ إلى أعماق الوعي الشعبي وتضرب في العمق الحالة المواطنية الجديدة التي بدأت تنشأ لدى التّونسيين منذ هروب الدّكتاتور. واستنادا إلى نصائح خبرائهم في هذا الميدان، ومثلما أشار إلى ذلك عبد الفتاح مورو أثناء لقائه بالمجرم وجدي غنيم بأنّ الإخوان عليهم أن يعملوا ويراهنوا على المستقبل وعلى النفاذ إلى عقول الأبناء لأن الآباء لم يعد فيهم طمع، ها هم بمناورتهم يريدون التّأسيس للاستئناس بالشّورى عوضا عن الانتخاب العام، ولخيارات أهل الحلّ والعقد بديلا عن التّعبير المباشر للمواطنين عن آرائهم ومواقفهم وخياراتهم، فالرئيس التوافقي الذي ينظر فيه أهل الحل والعقد (من الأحزاب "الكبيرة") ويتّفقون حوله يفرض كما يفرض الخليفة على الرّعايا، إنّ كلثوم وغيرها من الصّادقين صدموا لهذه الوقاحة الإخوانيّة في التّأسيس فعلا إلى مجتمع رعايا، مجتمع قطعان، مجتمع الأسياد والرّعاع.
إلاّ أنّ المحفّزات لترشّح القاضية المناضلة كانت أكبر ممّا ذكرنا، هي التي وقفت، صحبة العديد من القضاة الشّرفاء في جمعية القضاة التونسيين، في وجه الآلة التّدميرية لبن علي ورغبته في السيطرة بشكل كلّي على القضاء وتدجينه، كما شهدت الساحات الشعبية وقوفها مع أبناء الشعب في انتفاضتهم المجيدة وفي المطالب المرفوعة والتي تنادي بالتّأسيس إلى مجتمع العدالة والمساواة والكرامة، واستبسالها مع شرفاء المهنة في فضح المؤامرات التي كانت تحاك ضدّ القضاء في "أقبية" مونبليزير بقيادة راعي الإجرام والفساد نور الدين البحيري، كانت ترى أنّ المرحلة القادمة حرجة، وأنّ مؤامرات النّهضة أكبر بكثير ممّا انكشف، وفضحت تآمر الحركة الإخوانية على التونسيين ومكاسبهم من خلال الدّستور المفخّخ الذي أخرجوه في 27 جانفي 2014، وهم يمنّون النّفس بالعودة بالانتخابات إلى سدّة الحكم من جديد لينفّذوا ما أضمروه من خلال القوانين التي سيصادقون عليها بعد الانتصاب في الحكم واكتساب الشرعية التي طالما تغنّوا بها وملئوا أسماعنا بضجيج ترديدهم لها.
قرّرت كنّو وبتشجيع من العديد من المناضلات والمناضلين الصادقين التّرشّح لتضرب بشكل فعلي وعمليّ الاستقطاب الثنائي القائم أمام الجميع والذي أرعب الكثيرين ومنهم من خبر ساحات النضال والسجون في عهد الدكتاتور السابق، فناوروا هم أيضا واصطفّ منهم الكثيرون وراء قطب من القطبين احتماء وربّما خشية تكرار الصفر فاصل. وعلى كلّ فما يسجّل أيضا لكلثوم كنّو اعتمادها على التّزكيات المواطنيّة ورفضها الإغواء بتزكيتها من طرف حفنة من نوّاب التّأسيسي طالما اعتبرتهم متهي الصّلاحيّة.
كلثومّ كنّو ليست حالة طارئة على ساحات النّضال في تونس، صحيح أنّها لم تكن قيادية حزبيّة وهي تصرّ على إعلان استقلالها عن كلّ التشكيلات الحزبيّة، ولكنّها خرّيجة قلعة النّضال، الجامعة التونسية، ومناصرة النضالات الطلابية في ثمانينات القرن العشرين مع أشاوس الهياكل النقابية المؤقّتة للاتّحاد العام لطلبة تونس. لم تدخل السجن ولكن نالتها ملاحقات بن علي وزبانيته وتنكيلهم بها ونقلها دون وجه حق من مكان إلى آخر عقابا لها على صمودها هي ورفاقها صلب جمعية القضاة، ولكنّها لم تلن في حين كان غيرها يرضون بفتات يرميه إليهم الدّكتاتور. وعندما كانت المواجهات قائمة في الحوض المنجمي وفي غيرها من مدن تونس المنتفضة منذ 2008، كان من يدّعون اليوم الزّعامة السياسية ويوظّفون ماكينات الدّعاية دون جدوى لتبييض أرصدتهم الخاوية، يزيّنون الصفوف الخلفيّة في تجمّعات النّظام المتهاوي يلعبون دور الإطفاء للحرائق المشتعلة باقتراح حلول يريدون بها إنقاذ ما تبقّى من الهيكل المشتعل.
لكنّ كلّ هذا لا يمكن أن يغيّب الحضور الفعلي لمقاربة النّوع الاجتماعي في السياسة التونسيّة اليوم، هذه المقاربة التي أضحت من بين المقاربات التي تلعب دورا فعليا في التقليص من الفروقات بين المرأة والرّجل، وتبرز لدينا في تونس كمقاربة تبعدنا أكثر ما يمكن عن المنوال الخليجي المتخلّف، وتجعل مكتسبات الشعب التونسي في مجال الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة من قبيل المحرّمات التي لا يسمح بانتهاكها، والويل لمن تسوّل له نفسه بذلك، ولقد كانت صائفة 2013 شاهدا حيّا على ذلك، حين خرجت نساء تونس الأحرار وملأن الشّوارع في حركة تنبيه للمتآمرين على المكتسبات المتحققة منذ عقود. فعلا إنّ ترشّح كلثوم كنّو يمكن أن يدرج ضمن هذا الإصرار على مقارعة المنوال الخليجي الرجعي في التعامل مع المرأة، هم الذين حرموا نصفهم من سياقة السيارة، نعطيهم نحن الدّرس الحقيقي بتأهيل امرأة لرئاسة البلاد، رئاسة ليست بالغريبة على قرطاجنّة التي أسّستها فعليا المرأة علّيسة.
إنّ هذه الهمسة أوجّهها لأولئك الذين تفاخروا بترشيح نساء على رأس قائماتهم التّشريعية وعدّوه فخرا لأحزابهم، ونحن نقول لهم فعلا كان ذلك فخرا حقيقيا، لكن لا تتحايلوا على ابنة الشّعب كلثوم كنّو بحرمانها شرف إبراز هذا الوجه المشرق لتونس والذي لا يزال موضوع تآمر من شيوخ النفط المنزعجين من بوادر الدّيمقراطية في أوجهها المتعدّدة التي تريد أن تنبثق رغم الجدران السّميكة المقامة حولها.
يبقى في الأخير أنّ التّصويت للقاضية كلثوم كنّو، ابنة الشعب والمناضلة الشّرسة، حاملا لرسائل عدّة وتحدّيات سيسجّلها التاريخ لا محالة.



#منصف_القابسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر حول البيروقراطيّة والثّورة
- عفوا رفيقي الدّكتور ... يريدون إخراجنا وإغلاق الباب دوننا أو ...
- -معركة- النقاب: تحويل لوجهة اهتمام الشعب عن مشاكله الحقيقية
- دفاعا عن التعليم الديمقراطي الشعبي


المزيد.....




- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...
- تيسير خالد : قرية المغير شاهد على وحشية وبربرية ميليشيات بن ...
- على طريقة البوعزيزي.. وفاة شاب تونسي في القيروان


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منصف القابسي - همسة إلى من يعتقدون أنّ مساندة القاضية كلثوم كنّو في الرئاسية هو فقط انتصار لمقاربة النّوع الاجتماعي