أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أيوب محمد عثمان - أينفع تكلّمٌ بحق لا نفاذ له؟!














المزيد.....

أينفع تكلّمٌ بحق لا نفاذ له؟!


أيوب محمد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 21:31
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


الجواب: "لا. لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له". لقد أردنا أن يكون عنوان مقالنا هذا سؤالاً استنكارياً أبدع الإجابة عنه الخليفة العادل عمر بن الخطاب حين قال: "....فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له..."، حيث كان ذلك في سياق رسالته الشهيرة عن القضاء العادل التي بعث بها إلى موسى الأشعري حينما ولاه أمر القضاء، قائلاً له: "سلام عليك. أمّا بعد: فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة، فافهم إذا أدلى إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له..."
وارتباطاً بالسؤال الاستنكاري الذي اخترناه لمقالنا عنواناً، وارتباطاً أيضاً بالإجابة التي جاءت من الخليفة العادل عمر بن الخطاب على نحو حازم وحاسم حيث قال: "إنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له"، فقد بات حقاً صافياً خالصاً لنا أن نجعل مقالنا هذا تحت عنوان نقدي استنكاري يستنهض همّة النابهين من ولاة الأمر، والحريصين على أمور البلاد والعباد، وسدنة الحق والعدل، والغيارى على القانون وحماة أحكامه، فيستحثهم على أن يقتربوا -ولو قليلاً- ليس إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب في عمله وعدله، بل إليه- على الأقل- في حازم وحاسم قوله: "إنه لا ينفع تكلّم بحق لا نفاذ له"!!!
إذاً، فما النفع من حكم أو قرار أو أمر مشروع لا نفاذ له؟! وما قيمة من أصدر حكماً يدار الظهر له، فلا يكون حكمه إلا حبراً على ورق ليصبح الحكم لا يساوي الحبر الذي كتب به ولا يساوي الورق الذي كتب عليه، ما يعني أن الحكم في حد ذاته، وبحبره وبورقه، وبالجلسة المهيبة– ذات القامات السامقات– التي انعقدت في سبيله، وبالهيبة التي تعلن فتحها ورفعها فيقوم القاعدون إجلالاً وإكباراً وتعظيماً لحكمٍ أو قرار أو أمر سينشأ عنها، ليس إلا خسارة في خسارة!!! ما الجدوى، إذَنْ، من قوانين توضع وتسن وتشرع، فلا يعمل بها واضعوها ومشرعوها ومصدروها والحاكمون بموجبها والعاملون بمقتضاها؟ ما أهمية قانون اسمه "قانون العقوبات" إن لم يعمل أصحابه وأربابه والمشتغلون فيه بمقتضاه؟! ما أهمية باب كامل في قانون العقوبات رقم 74/ 1936 المعمول به حالياً في بلادنا تحت عنوان: "الامتناع عن تنفيذ الأوامر المشروعة"، فيما الامتناع عن تنفيذ الأوامر المشروعة قد صار في أيامنا هذه أمراً عادياً لا يشعر الممتنع عن تنفيذه بأي خشية جراء امتناعه، على الرغم من أن قانون العقوبات يوجب في المادتين 142 و 143 منه إيقاع عقوبة يستحقها الممتنع عن تنفيذ أمر مشروع، الأمر الذي يعطي هيبة واحتراماً للقانون وحمايته.
فإذا كان الخليفة العادل – في سياق حرصه على بسط قضاء عادل – قد قال لأبي موسى الأشعري الذي ولاه أمر القضاء: "... فافهم إذا أدلي إليك... فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له"،
وإذا كانت المادتان 142 و143 الخاصتان بعقوبة الامتناع عن تنفيذ أمر مشروع في قانون العقوبات الفلسطيني رقم 74/1936 المعمول به حالياً تنصان على إيقاع عقوبة السجن لمدة عامين مع العزل من الوظيفة العمومية إذا كان الممتنع عن تنفيذ الأمر المشروع هو شخصية عامة،
وإذا كان الممتنع عن تنفيذ أمر مشروع قضت به محكمة العدل العليا في الطلب 66/2014 منذ نحو ستة أشهر، وتحديداً في 2/6/2014، هو رئيس جامعة،
وإذا كان رئيس الجامعة هو أول من يتوجب عليه أن يحترم القانون ويلتزم به، فلا يخالفه،
وإذا كان ولي الأمر هو من يتوجب عليه أن يكون الأكثر غيرةً على القانون، والأحرص على إنفاذ أحكامه، لا سيّما وإنه المالك لأدوات إنفاذه وفرضه بقوّة القانون وإيقاع العقوبة على من يدير الظهر له وينتهك أحكامه،
وإذا كانت محكمة العدل العليا التي توصف في القانون بأنها "محكمة من لا محكمة لها"، وأنها "المحكمة التي لا يردّ قرارها ولا يُطعن فيه ولا يستأنف عليه"، قد ردّ قرارها، وقد طُعن فيه وقد استؤنف عليه، مع بالغ الأسف وأشده،
وإذا كان قرار محكمة العدل العليا هو، في الأصل، قرار واجب النفاذ، بل وإنّه مشمول بالنفاذ المعجّل،
وإذا كان رئس جامعة الأزهر يستمر في إدارة ظهره- لمدة اقتربت من الستة أشهر- لقرار أصدرته محكمة العدل العليا، وهو من القرارات واجبة النفاذ ومشمولة بالنفاذ المعجّل، فضلاً عن أنها قرارات لا تردّ ولا يطعن فيها ولا يستأنف عليها، فأين القانون في بلادنا على نحو عام؟! وأين قانون العقوبات المعمول به على نحو خاص؟! وأين المحاكم؟! وأين القضاء؟! وأين الحق والعدل وسيادة القانون؟! وأين فينا الخليفة العادل عمر بن الخطاب، بل وأين في قضائنا رسالته الشهيرة إلى أبي موسى الأشعري في القضاء والتي قال فيها: "إنه لا ينفع تكلّمٌ بحق لا نفاذ له"؟!
أما آخر الكلام، فإننا إذا نستنكر إدارة الظهر للقانون، والامتناع عن تنفيذ أحكامه وأوامره، وإذ نعيب على حماة القانون ابتعادهم عنه، وقلة اهتمامهم به، وتخاذلهم أو تهاونهم في حمايته وصيانة هيبته بإنفاذ أحكامه، لنشعل ضوءاً أحمر وندقّ ناقوس الخطر، محذرين من أن شريعة الغاب- إن لم تُلجَم على الفور أسبابها ومسبباتها- فإنها لا محالة آتية، بل إنّها داهمةً علينا، حيث لا مصرف حينها عن أن نتجرع أخطارها ومرارتها وقسوتها باستكانة اليائسين وضعفهم وانهزامهم وقلة الحيلة فيهم، الأمر الذي ينتصب السؤال حياله: هل من ولاة أمر يرون ويسمعون ويعون بأنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، فيفعلون وينفعون؟!



#أيوب_محمد_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية في مشروع القرار الأوروبي إلى مجلس الأمني الدولي ...
- أبو مازن: رئيسٌ في خطابين!
- من يصدق؟! انظروا، هذه هي غزة!
- حوار مع صديقي المفصول
- من ينقذ جامعة الأزهر إن لم يكن مجلس أمنائها؟!
- جامعة الأزهر... و-أصحاب الياقات البيضاء-!
- استقالة عجز واكنفاء وهروب!!!
- الصالح العام وقارص الكلم عند قضاءٍ سَامِق ملتزم
- إذا... فكيف؟!
- صديقي... وحرية الرأي والتعبير
- ما القول إلا ما قال ماجدُ
- لو... لألقمت ذلك الجعجاع حجراً!
- إذا... وهل... وماذا؟! إلى وزير التربية والتعليم العالي، مع ا ...
- أليس الفساد في الجامعة هو أسوأ الفساد؟
- سؤال إلى سيادة الرئيس: هل ترى أمناء مجلس الأمناء أمناء؟!
- صاحبي يقول: لو كان قبل اليوم...!
- يتفقدون الثانوي ويهملون الأساسي: ألا ساء ما يصنعون!
- عن جامعة لا يتعلم أربابها من أخطائهم!
- جامعة الأزهر ومخالفة الأوامر المشروعة
- شيء عن -الاستحمار-


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أيوب محمد عثمان - أينفع تكلّمٌ بحق لا نفاذ له؟!