أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - احتضار روافد وحيرة مازن معتوق














المزيد.....

احتضار روافد وحيرة مازن معتوق


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 19:17
المحور: المجتمع المدني
    



محطتان محببتان لقلبي غالبا ما اتوقف عندهما في كل زيارة لمديرية زراعة البصرة، شعبة الاعلام، وقسم الارشاد والتعاون الزراعي، رغم ان لي عشرات من الاحباب في الاقسام الاخرى، ففي الاولى التقي الكاتب والقاص الكبير (هاشم تايه)، الذي كنت اقرا له واعجب بما يكتبه في أماكن بارزة على الصحف، قبل أن تجمعنا الخيمة الزراعية بأعوام، واليوم صار لي اخا وأستاذا، ومدرسة معرفية كبيرة انهل منها ما استطعت. حين التقيه أنصت له بكل جوارحي وهو يسدي لي النصائح الهامة، وما زادني محبة له نفسه المرحة المحملة بالبساطة، وحين يبدي أعجابه بمقالة لي، ينتابني احساس جميل، وكأني املك الدنيا وما فيها، فهو من المعايير المهمة التي اعتمدها واثق بها كثيرا لما له من خلفية ادبية كبيرة ورصينة تمتد لعشرات السنين.
المحطة الاخرى في الطابق الثالث، التقي فيها صديقي العزيز(مازن معتوق) مسؤول قسم الارشاد والتعاون الزراعي، ومدير تحرير جريدة روافد الشهرية، التي وهبها ووهبته الكثير، وما كان لها لتستمر لولا جهوده الكبيرة والمميزة بمساعدة زملائه في القسم . في زيارتي الاخيرة له، لم التقه، كان مجازا، ومعه مجازة الابتسامة الرائعة من قسمه التي اعتدت أن أراها مرتسمة على وجوه زملائه، كنا نتلاطف ونتبادل النكات، يبدو أن شيئا ما كدر خاطرهم، فملامح الحزن بدت واضحة عليهم ، توجست على قلبي خيفة من مصيبة ما قد حصلت، لم أسألهم لكني وجدت جوابا عند السيد مازن عصر ذلك اليوم حين اتصلت به، سألته عن محبوبتي (جريدة روافد) فأجاب قائلا: الجريدة ستتوقف، فالشركة التي تعهدت بتمويلها سنة كاملة قد أوفت بالتزامها مشكورة، وهذا هو العدد الاخير وعلينا ان نبحث لها عن تمويل من مصدر آخر" قال هذا والحيرة تغرغر في حنجرته. كان لعبارة السيد مازن علي وقع الصاعقة، ضمتني لا إراديا لمجموعته الحزينة التي شاهدتها في الصباح، وانتابني شعور وكأني أنتظر خبر وفاة عزيز ميؤوس من علاجه، فانا من محبي هذه الصحيفة ، أدمنتها حلمًا ولم أكف عن اصطحابها معي في دائرتي، ومنزلي ، فعلى الرغم من تواضعها وبساطة تصميمها، لكن لها مزيج سحري ونكهة خاصة، قدمت لنا معلومات زراعية قيمة كثيرة، واستطاعت أن تجلي الصدأ الذي تراكم على عقولنا لسنوات طويلة، فاغلبنا لم يفلح بالتعين الا بعد اعوام من تخرجه وتسامت من ذاكرته كثير من العلوم التي درسها في الكلية، كما انها تمثل نافذه مهمة للتواصل بين الشعب الزراعة المختلفة لمديريتنا، نطل من خلالها لنتعرف على أنشطتها المتنوعة وتخلق بيننا تنافسا على العطاء، كما ان للمستجدات العلمية الحديثة مكانا فيها، ما يولد عندنا احساسا باننا نواكب العلوم الحديثة ونحن نتصفحها.
المؤشرات الملموسة وما نسمعه في وسائل الاعلام توكد بان الاشهر القادمة ستشهد تقشفا في الانفاق نتيجة للتغيرات الحاصلة في اسعار النفط اضافة للظروف المعقدة التي تمر بها البلاد وبالتالي فان الحصول على اموال لتمويل الصحيفة من الوزارة امر صعب، لذا اعتقد بان طرق باب الحكومة المحلية قد يجدي نفعا، فهي من الداعمين للزراعة حتى انها تتخذ من سعفة النخلة شعارا لمجلسها، وهي تمتلك صلاحيات واسعة، وحصلت على اموال اضافية من ( البترودولار) ونسمع من مسؤوليها، ونشاهد على صفحاتهم على (الفيس بوك) عبارات تدلل على حبهم ودعمهم للثقافة والعلم، لذا اجد من المفيد أن أخاطبهم بالقول:" جريدة روافد اليوم تحتضر وهي تستصرخ ضمائركم، فمصداقية عباراتكم اليوم صارت على المحك، فانتم من تملكون مفاتيح خزائن أموالنا، لا تتركوها وحيدة تلفظ انفاسها الاخيرة وهي التي اضاءت لنا الطريق سنوات طويلة، ان لم تدعمونها وتعيدونها لأحضاننا، فعن اي ثقافة تتحدثون؟



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية
- صبري الاعمى تاريخ وحكايات
- مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين
- عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل
- كصة بكصة
- اقرب نقطة دالة
- الاعيب السياسيين في سوق الخضار
- لناخبينا ذاكرة
- الصحة ومحرقتها العجوز
- مخ ولسان
- الرقم الابيض وايامه السود


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - احتضار روافد وحيرة مازن معتوق