أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -الجذور- حليمة جوهر















المزيد.....

رواية -الجذور- حليمة جوهر


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


رواية "الجذور" حليمة جوهر
الروايات الفلسطينية التي تناولت المجتمع البدوي محدودة جدا، اعتقد بان رواية "مجموعة عكا 87" لتوفيق فياض هي الرواية الوحيدة التي تحدث عن البدو، أما على صعيد الروايات العربية فهناك "النهايات" و"مدن الملح" عبد الرحمن منيف، ودون ذلك لم اقرأ روايات عربية تحدثت عن المجتمع البدوي، ومن هنا تعتبر رواية "الجذور" ذات أهمية بموضوعها الذي تناولته، فطبيعية البيئة تفرض نفسها على الكاتب، من هنا الشح الثقافي في الطبيعة الصحراوية انعكس على كتاب الرواية، فالصحراء من الصعب إن تخرج كاتب روائي. لكن حليمة جوهر تخطت هذه القاعدة وكانت طفرة فلسطينية في هذا المجال.
شخصيات الرواية
الرواية تتحدث عن "حمدان أبو مرجان" البدوي الأصيل، الذي تأخذه الحمية لكي يضحي بنفسه في سبيل توصيل السلاح إلى فلسطين، هذا الرجل يمثل طبيعة البدوي الملتزم بكلمته حتى لو كان ثمن ذلك حياته. ومن شهامة هذا الرجل وقوفه أمام "العبد مرجان" الذي يأخذ رشوة (اتوات) تحدث مواجهة بينهما انتهت بتلقين "العبد مرجان" درسا في الأخلاق لا ينسى، وعلى اثر هذه الحادثة تم تسمية "حمدان" أبو مرجان" ويكمل بطولته، بمواجهة الجنود الانجليز منفردا لكي يشغلهم عن رفاقه الذين يحملون السلاح، يقوم الجنود بإهانته وضربه بأعقاب البنادق، لكنه يأخذ "شبريته" ويقتل منهم ثلاثة عساكر قبل إن يقضوا عليه.
وهنا أوقعت الكاتبة نفسها في مشكلة أدبية، حيث مقتل البطل في بداية الرواية يعد أمرا غير مقبول أدبيا، كما انه يضعف الحبكة الروائية، ويربك الكاتب، فبماذا سيكمل عمله الروائي، وكيف سيقنع القارئ بوجود بطل ثاني!
الشخصية الثانية "أبو منصور" رفيق "حمدان" يصاب هذا الرجل بحالة كآبة كبيرة بعد موت "حمدان" ويشعر بتأنيب الضمير لتركه وحيدا يواجه الجنود الانجليز، فيقول مخاطبا نفسه "أم سيقول لها تركناه يفدينا ونحن هربنا مثل النعاج" ص22.
ويكمل "أبو منصور" دوره البطولي بمواجهة الانجليز فيذهب معه "موسى كركوم" فيصاب أبو منصور في رأسه و "موسى كركوم" في كتفه، يستشهد الأول، بعد إن يكونا قد قتلا من الانجليز العديد من الجنود، ومن مآثر هذا الرجل، وقبلها يقوم بتأمين مكان القائد عبد القادر الحسيني في أراضي عرب المنظار (الحرذان) يستطيع من خلاله إن يتجنب جنود الانجليز.
والشخصية الثالثة "الشيخ سالم" الذي يقوم بدور ايجابي، إن كان على صعيد الوطني أم الاجتماعي، فيقدم كل إمكانيات عرب المنظار لهذا القائد، ويكمل دوره بالعناية بمرجان ابن حمدان، خاصة عندما يريد إن يتزوج من "حسناء" بنت "أبو منصور".
وتحدثنا الكاتبة عن "أبو رياله" رفيق "أبو مرجان" الذي "يجلس عند قبره لا يبرحه ليل نهار. وكان يرفض الطعام الذي يقدمه له الرعاة، وبعد يومين وجده الرعاة منكفئا فوق القبر وقد فارقته الحياة. فحفروا له قبرا بجوار أبي مرجان ودفنوه"، ص26، بهذا الإخلاص كان المجتمع البدوي يتعامل.
أما الشخصية الرئيسة في الرواية والتي ورثت كل الصفات الحميدة من المجتمع البدوي، فهي شخصية "مرجان" الذي يسجل موقف رجولي وأخلاقي قل نظيره، فعندما تطلب منه "لويزا" إن تهرب معه لكي يتزوجا ويفرضان أمرا واقعا على "أبو حنا" يرد عليها بمنطق الرجل الشهم المبدئي، الذي رفض الخيانة، فيقول لها: "أنا لست من يعض اليد التي امتدت له، لن أخون الرجل الذي أتمنني وأطعمني وأدخلني بيته، وجعلني مثل ولده، أن أخلاقي وضميري وتربيتي تجعلني انتزع قلبي وأدوس عليه، تجعلني ادفن نفسي حيا حتى لا يقال عني خائن" ص81، ويتوج "مرجان هذا الأمر عندما يقوم بمواجهة العصابات الصهيونية في حرب 48 ويرتقي شهيدا.
أما الشخصيات النسائية، فكانت "صفية" أم مرجان وزوجة حمدان، التي تحملها المناكفة التي وقعت من أم "منصور بعد مقتل زوجها، والتي حافظت على شرفها من الدجال "محمود" الذي حاول اغتصابها، ثم اعتناءها بولدها مرجان وتربيته تربية أخرجته رجلا كاملا يحمل صفات الأب الأخلاقية.
شخصيات المدينة
أهم شخصية تناولتها الكاتبة كانت شخصية "أبو حنا" الذي يقدم طريقا لتطور ولخلاص مرجان من حالة البؤس التي يعيشها، من خلال العمل، كما يقوم بتعليمة القراءة والكتابة من خلال ابنته "لويزا" وهذه الشخصية تحمل الهم الوطني والجانب الأخلاقي، وعندما يعرف بعلاقة ابنته بمرجان لا يتخذ موقفا متشنجا بل يقول بحل المسألة بطريقة يرضى عنها مرجان وتتفق مع العرف الاجتماعي والديني معا، فهو رجل يمتاز بالحكمة ويتصف بالكرم والشهامة.
الشخصيات الدينية
بعد إصابة "أبو منصور وموسى كركوم" في المواجهة مع الانجليز، يقوم الراهب "بولص" بإيواء الجرحى وإحضار الطبيب لمعالجهم، ويخفيهم عن الجنود الانجليز، من هنا كانت الشخصيات الوطنية في فلسطين من كل الديانات ولا تقتصر على جهة دينية بعينها، فالكل يقوم بواجبه الوطني، إن كان عاملا منتجا أم رجل دين، وهذا ميزة إضافية تضاف إلى مضمون الرواية، التي لم تفرق بين الفلسطينيين، وقدمتهم لنا موحدين، يكمل بعضهم دور بعض.
عبد القادر الحسيني
كان هذا القائد يمثل شخصية قيادية محبوبة ويحترمها كل الناس، كما يمتاز بالتواضع، فتحدثنا عنه الكاتبة قائلة: "وقد ساعد القائد ورفاقه في هذه الأعمال البسيطة حيث نزلوا إلى الأرض المزروعة حول قناة المجاري، ساعدوا في إزالة الأعشاب وسقاية المزروعات، وسرحوا مع الرعاة إلى المراعي البعيدة" ص47، بهذه الطريقة كان القائد عبد القادر يقضي وقته بين سكان البادية فيبدو كأنه واحدا منهم يقوم بكل ما يقومون به من أعمال.
القدس
القدس تأخذ مكانتها في الرواية، وتصفها لنا الكاتبة بتفاصيلها الدقيقة فتقول: "ولما اشرفا على أبواب المدينة، دخلا من باب الأسباط، ثم عرجا على حي الواد ثم توجها إلى سوق خان الزيت، ومن ثم إلى سوق العطارين" ص106، كما كانت منطقة جبل المكبر الذي استشهد فيها "مرجان" حاضرة وتؤكد أهمية ومكانة القدس.
موضوع الرواية رائع، وشكل تقديمها يدل على فلسطينيتها فقد تضمنت العديد من الأمثال والأقوال الشعبية الفلسطينية، وهذا يحسب للنص، كما كانت لغتها جيدة، لكن الحبكة وتماسك الأحداث كان ضعيفا، فالنص الروائي ابتدأ وطنيا، ثم تحول إلى الاجتماعي، من خلال "مرجان وأبو حنا" وانتقل إلى علاقة حب، ثم عاود النص إلى الحدث الوطني، من هنا اعتقد بان حبكة الرواية ضعيفة، فموت بطلها في بداية الأحداث أربك النص، كما كان الحديث عن عبد القادر الحسيني، ثم انقطع دون أي مبرر كان من أشكال ضعف الترابط وتواصل الأحداث.
في المجمل نتقول هذا العمل الروائي يأخذ أهميته من خلال البيئة البدوية التي تحدث عنها، كما جاء تناوله لشخصية عبد القادر الحسيني ومدينة القدس، والعلاقة الوطنية بين الفلسطيني بصرف النظر عن توجهاتهم الدينية، ودور المرأة كلها تخدم النص.
بقي الإشارة إلى إن الرواية من إصدارات دار القدس للنشر والتوزيع، القدس، 1994، وتقع الرواية في 121صفحة حجم متوسط.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتقائية
- -مدن وغريب واحد- علي حسين خلف
- -الصهيل- علي حسين خلف
- -الغربال- علي حسين خلف
- -مرسوم لاصدار هوية- محمد عبد الله البيتاوي
- -طيور المحبة- يحيى رباح
- الحوار والإثارة
- -سامي لبيب- وخداع القارئ
- فكرة
- فكر القبيلة هو الأساس
- رواية -الأنفس الميتة- نيقولاي غوغول
- -المسكوبية- اسامة العيسة
- هجوم غير عقلاني على مؤسسة ابن رشد
- -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل
- مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
- رواية -كيلا- اسعد العزوني
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -الجذور- حليمة جوهر