أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب















المزيد.....

هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 17:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لو نُقيم قيمة التجارة التي تمارسها الأحزاب والحركات الدينية او الفرق المذهبية والطائفية تصل حصيلتها الى أعداد فلكية من المليارات الدولارات تمول نشاطاتها إضافة الى سيطرتها او مشاركتها في الحكم بطريقة مشرعنة او بالاستيلاء بالقوة كما هو حال مع الداعش، فليس بجديد أن نذكر بان القيادات الأحزاب السياسية والدينية تصارع من اجل مكاسب مالية بدافع الحفاظ على السطوة على أحزابهم وحركاتهم وخاصة تبني هذه الأحزاب والحركات حملات تقنية عالية للعلاقات العامة من قنوات تلفزيونية والإنترنت للدعاية الحزبية والسياسية والدينية وكلها لا تخدم الا مصالحها الخاصة.

أن الصراع والتنافس بين هذه الحركات الدينية والمذهبية ليست من ابتكار دهاقنة منطقتنا، فهذه الحالة كانت سائدة في قرون مضت في أوربا قبل أن تتبنى الحرية وحقوق الفرد والتغلب على نفوذ الكنيسة، فقد جرت حروب دموية كارثية بين البروتستانت والكاثوليك في عام 1618 استمرت لثلاثين عاما وبين العائلات الحاكمة والشعوب ومنها ثورة الشعب الفرنسي في عام 1789 التي أصدرت إعلان حقوق الإنسان والمواطنة، ومازلنا نفتقد لهذه الحقوق ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين.

اذن اننا نمر في فترة زمنية متخلفة بأكثر من أربعة قرون عن الزمن الحالي في صراع حول أحقية الأديان والمذاهب والأحزاب والعائلات في السطوة والحكم اي بمعنى آخر أن شعوبنا متخلفة فكريا بنفس القدر من الزمان.

لقد استخدموا التقدم التقني في الدعوة للظلامية واستعباد الإنسان بعد أن تحررت اوربا منها منذ قرون فمحطات الدينية والصفحات الظلامية تغطي على الدعوات للتقدم والتحضر وسيادة القانون في مجتمعاتنا بل تفرض علينا الطاعة والخضوع، فان فقهاء السنة يفرضون علينا طاعة ولي الإمر (اي الحاكم) وان كان غبيا او هرما لا يعي ما يدور حوله او كان ظالما وفقهاء طائفة من الشيعة يفرضون علينا ولاية الفقيه (ابتدعها الخميني). لقد تبنت ودعمت بعض الحكومات طوائف دينية ومذهبية لاصباغ شرعية على ممارستها للحكم، فقد استظل حكام السعودية بالمذهب الوهابي والنظام الإيراني بالمذهب الشيعي المحرف عن شيعة أهل البيت في ابتكارها لولاية الفقيه وتحاول العائلة الحاكمة في القطر السير في نفس الطريق بتبنيها للأخوان المسلمين لشرعنة حكم العائلة، ولكن هذا تقليد لن يعمر طويلا مثلما لا تعمر المنتجات المقلدة، عندما بثت قناة الجزيرة من قطر كانت ثورة في الأعلام للرأي والرأي الآخر وبحيادية لم تألفها شعوب المنطقة فتصدرت قناة الجزيرة جميع القنوات الفضائية يتابعها المشاهد من الخليج الى المحيط بنفس درجة شعبية قناة البغدادية بالنسبة للعراقيين في الوقت الحالي، اما الآن فأصبحت قناة الجزيرة صوت الأخوان المسلمين وتخلفت في ترتيبها وانحصر متابعتها قناة بفئة معينة بذاتها وفقدت جمهورها.

كل الحركات والمذاهب والأحزاب أحرار في معتقداتهم وممارستها على أن لا يتجاوزوا على حرية الآخرين او يهدروا أموال الدول للدعاية لصالح حزب او مذهب او حركة إسلامية دون المذاهب الدينية الأخرى او تمويل المليشيات التابعة لها لقتل وتكفير من يخالفهم بالرأي او المعتقد او المذهب، أن ما عانوه المسيحيين والإزيدية في الموصل والمكون السني في بغداد والديالى والبصرة في العراق من تطهير ديني ومذهبي وبيعهم كسبايا وصمة عار على جبين كل القوى المشاركة في الحكم بعد 2003 وعلى الهيئات والمنظمات التي تمول التطرف الديني والمذهبي لأنهم تخلوا عن مبدأ المواطنة والخلق الإنساني العقلاني الى مصالح ذاتية الأنانية لصالح أحزابهم او طوائفهم او مذاهبهم.

الغريب ان نرى الكثير من الشباب ومنهم المثقف يتبعون هذه الأهواء وكأنهم مسيرون بطريقة آلية نحو حتفهم دون أن يشعروا بالأثام والخطايا التي يقترفونها بحق البشرية وحجتهم أنهم يطبقون حكم الله وفقا لأراء مذاهب ومعتقدات استندت الى أحاديث غير مسندة او منطقية رويت من قبل أشخاص بمئات السنين بعد وفات الرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ورويت بعضها مخالفة لما جاء في القران وبعضهم اختلق قصصا كارتونية للوقائع لا تمت الى الواقع والطبيعة بشيء، منها تفصيل حوادث حدثت للأنبياء او الأولياء دون سند تاريخي او آية قرآنية او حديث مسند وانما لرؤى او أحلام بعض الفقهاء الذين اجتهدوا اجتهادات في مكان وزمان بعينه قد لا تكون صالحة لزمان او مكان آخر، عدى البدع التي تخالف فروض الدين الإسلامي وسنة رسوله، وبعضهم يخلط بين الأحلام والحقيقة ويعتبر أحلامه رؤيا إلآهية كحقيقة وجب الاقتداء بها من قبل تابعيه.

لا ارغب في سرد بدع وروايات غير مقبولة منطقيا او فيزيائيا ابتدعها مدعو العلم والفقه قرون بعد البعثة النبوية ولا يمكن للعقل المنير أن يقبلها فأنها اكثر بكثير من سردها هنا، ولكن السؤال ما هو الحل، وهل يمكن أن نتجاوز هذه المرحلة الظلامية الفكرية ونرسو الى بر الأمان مستفيدين من تجارب الشعوب التي تجاوزت هذه المرحلة بقرون ام وجب علينا أن نمر بنفس الأخطاء ونقضي على ثلث او ثلثي السكان لنفهم الأمور على حقيقتها ونقر بحقوق الإنسان والمواطنة وحقه بمعتقده دون تميز او اضطهاد وبعيد عن بيع صكوك الغفران كالتي تبنتها الكنيسة الكاثوليكية.

لو نأخذ العراق مثالا على الواقع المزري لمجتمعاتنا نجد ألإحباطات التالية التي تدفع الشباب للهروب من الواقع الحالي الى فكر ظلامي او حزب يؤمن وجودا له في الحياة او جنة بعد الانتحار او الثأر من مواطنه يختلف معه مذهبيا:
o جهلة القوم يتولون الحكم والمناصب والمكاسب.
o تطهير مذهبي وديني في بغداد والديالى والمحافظات الجنوبية وقتل المواطنين في المناطق المحررة من الداعش من قبل المليشيات دون محاكمة القائمين بها مع وجود شواهد موثقة تدينهم.
o معظم الأحزاب لديها محطات تلفزيونية اما ممولة من الأموال العامة او من الدول الإقليمية وهذه الحالة تنفرد بها الأحزاب العراقية في المنطقة وفي العالم.
o الكفاءات والمهارات دون تزكية حزبية او قومية او مذهبية لا قيمة لها.
o أطفال وأُميين برتب عسكرية عليا، يَجّدُ المحترفون حياتهم للوصول إليها.
o العمالة للقوى الإقليمية والعالمية.
o كثرة العطل رسمية وغير رسمية في دولة تحتاج لكل دقيقة للسباق مع الزمن لتلحق بعصرها.
o صكوك الغفران تباع في القرن الحادي والعشرون بعد اكثر من تسعة قرون من ظهور الكنيسة الكاثوليكية من قبل كل المذاهب، فالداعشي والتكفيري من المذهب السني يمنحان 74 حورية للانتحاري والدواعش من المذهب الشيعي يمنحون الجنة لكل من يقتل سني ثأراً للإمام حسين وصحبه الشهداء والإمام حسين برئ منهم.

أن اية الله علي اكبر رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص النظام في إيران قد أطلق شرارة التنوير باعترافه بخطأ لعن الصحابة والفرقة بين المسلمين وخاصة ان لرفسنجاني مكانة سياسية ودينية كبيرة جدا في النظام الإيراني الحالي، اذا افترضنا هذه الصحوة عند رفسنجاني ليست تقية للاستهلاك العام وانما قولا وفعلا لقطب مهم من النظام الإيراني السياسي والديني والمذهبي، فهل يبادر العلماء الكبار من المتشددين من المذاهب السنية او من السلفيين بتقدير انطلاقة رفسنجاني وتبنيه بحيث يصلوا الى مفهوم مشترك لاحترام المذاهب والمعتقدات دون فرض مذهب على آخر ولكن يجب أن لا ننسى دعوات بعض العلماء الشيعية الذين يدعون الى التفرقة والى الادعاء بالتفوق الشيعي الاستراتيجي على منابع النفط ومضائق البحار وكأن المذهب الشيعي في صراع للتفوق على المذاهب الإسلامية الأخرى فتخلق دعواتهم الفرقة بين المسلمين بشكل عام وتبعدهم عن المذاهب اهل السنة بشكل خاص، قال تعالى عز وجل على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم "لكم دينكم ولي دين"( الكافرون آية 6)، وان اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية ولكن المذاهب الدينية الإسلامية لا تكفر بوجود ووحدانية الله وانما تختلف في فهمها وتفسيرها للآيات القرآنية واستنادها على أحاديث غير مسندة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم او اجتهادات فقهائها ولا يعني الاجتهاد فرضا إلاهياً مُنزلا لا يمكن نفي صحته، فلندع الحكم لله عز وجل أن يحكم بين الناس وهو خير الحاكمين ولا نشارك في حكمه ونحاول تطبيقه في الدنيا قبل الآخرة.

كلمة أخيرة:
o أدعو السيد حيدر العبادي أن يلغي عطلة يوم السبت لأن العراق يحتاج الى دورتين للعمل باليوم لخلق فرص عمل للقضاء على البطالة ولإعادة بناء العراق عمرانيا واجتماعيا ولخلق روح التفاني في العمل من اجل بناء المستقبل الذي سُرق من العراقيين من قبل صدام حسين والحزب البعث والأحزاب الدينية والطائفية بعد 2003 .
o أدعو السيد حيدر العبادي الى إعداد خطة للتعامل مع الحشد الشعبي والمليشيات بعد الانتصار على الدواعش وعودتهم الى مناطقهم من ناحية إعادة تأهيلهم للتأقلم مع المجتمع كمواطنين مسالمين بعيدا عن أجواء العنف والقتل والدماء والخوف ويعالج من يحتاج منهم للعلاج النفسي كما هو معمول به في الدول المتحضرة ولا يتركهم ليستخدموا المهارات التي تعلموها للتعامل بخشونة مع المجتمع ويتصرفون تحت التأثيرات السلبية التي أثرت عليهم خلال العمليات الحربية ويحاسب كل من نفذ عملية قتل ميدانية في المناطق المحررة للأسرى او المشتبه بهم بالتعاون مع الدواعش واللذين مثلوا بجثث القتلى.
o من المستغرب أن تعلن محافظة كربلاء إفلاسها وهي تستقبل زوار بالملايين اكثر من حجاج والمعتمرين الى مكة ومن مجموع الزوار الى المراقد المقدسة في إيران، في حين أن الاقتصاد في مكة والمدن الإيرانية قم والمشهد منتعش من إيراداتها من حجيجها وزوارها، فأين هي السياحة الدينية التي يتحدثون عنها أم هي إعلام للاستهلاك المحلي فقط.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل حكم الأغلبية للأحزاب الشيعية السياسية في العراق
- لعنة الله على نوري المالكي
- ثلاثة أقاليم او 18 إقليما
- الى عبدة الكراسي البرلمانية والحكم
- العنف لغة الجبناء والجهلة وضعاف النفوس
- هل المالكي قائد كرزماتي أم عميل ينفذ استراتيجية إيرانية في ا ...
- هل يدرك قادة الأحزاب العراقية نتائج تأخير إزاحة نوري المالكي
- الى قادة الأحزاب السياسية انقذوا العراق قبل فوات الأوان
- دولة العراق ماتت سريريا
- اسقطوا نيرون بغداد قبل أن يحرق العراق
- ادعوا الشعب العراقي للاحتفال بيوم الوطني لإزاحة المالكي عن ا ...
- لا تمنحوا المالكي يوما واحد آخر ولا ساعة واحدة اضافية في الح ...
- ماذا لو فاز المالكي في الانتخابات العراقية بالتزوير
- العراق والقوى الشر الدولية
- من قتل الدكتور محمد بديوي الشمري؟
- نصيحة الى نوري المالكي
- دعوة للحفاظ على شط العرب (نهر اروند وفقا لتعريف الرئيس الإير ...
- نعيش في زمن اللامعقول
- لا يا مقتدى فأنت المرتجى فلا تترجل عن الفرس الآن
- الأنظمة الدكتاتورية في منطقتنا


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب