أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - فهل من متعض!؟














المزيد.....

فهل من متعض!؟


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 00:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فهل من متعض!؟
حيدر حسين سويري

رغم قِدَمِ فن القصص، إلا أنهُ حافظ على جمهوره، فهو فنٌ راق، يوصل الحكمة والدرس للآخر، دون أن يخصه بالذكر أو يجرحه، وأغلب القصص تحوي نصيحةً وموعظة، فهل من متعض!؟
كان بهلول يمشي يوماً في أزقة بغداد, فلقيه رجل تاجر، فقال لبهلول: أريد استشارتك في أمر التجارة
قال بهلول: وما الذي تريد إستشارتي فيه؟
قال التاجر: إن عملي التجارة، فأردت شراء متاع أحتكره ثم أبعه لمن يدفع لي فيه ثمناً باهضاً
ضحك البهلول حتى بان ضرساه وقال: إن أردت الربح في تجارتك فاشرِ حديداً وفحماً
شكره التاجر على ذلك، وإنطلق إلى السوق، فإشترى حديداً وفحماً، وأودعهما في المخزن، حتى مضت عليها مدة مديدة، ولا زالا على حاليهما في المخزن، ولما إحتاج إلى ثمنهما وكان قد إرتفع تلك الأيام سعرهما, باعهما بأفضل ثمن، وربح عليهما ربحاً كثيراً، لكن التاجر إغتر بنفسه وماله غروراً عجيباً، حتى لم يكد يعد الناس وزناً، وأخذ يتحدث هنا وهناك عن عقله، وذكائه وفطنته
وذات يوم مر التاجر ببهلول، ولم يُعر هذه المرة بهلول أهمية، ولم يشكره على ما أشار به عليه سابقاً، بل أثار بوجه بهلول الغبار وسخر منه وقال:
أيها المجنون ما الذي اشتري وأحتكر هذه المرة؟
ضحك بهلول وقال:
إشتر ثوماً وبصلاً وأودعهما في المخزن
خطا التاجر خطوات،
ثم رجع إلى بهلول وقال، وقد بلغة الغرور والعجب:
عليك أن تفخر بمشورة
تاجر موفق، وشهير مثلي إياك
لم يجبه بهلول بشيء
رصد التاجر لشراء الثوم والبصل كل ما يملك من أموال، وذهب صباح الغد إلى السوق لشرائهما، على أمل الربح الكبير ببيعهما، وبعد أشهر مضت على البصل والثوم وهما في المخزن، جاء التاجر فوجد الثوم والبصل قد تعفنا ونتنا, حينها ضرب التاجر بكلتا يديه على أم رأسه وصاح : ياللخيبة!، ياللخسران!
إمتعض التاجر من بهلول، وازداد حنقاً عليه وغضباً، لأنه فقد رأس ماله بسبب بهلول، فأخذ يبحث عنه في كل مكان حتى عثر عليه، فلما رآه، أخذ بتلابيبه وقال: أيها المجنون ماهذا الذي أشرت به علي!؟
لقد أجلستني على بساط الذل والمسكنة!
خلص بهلول نفسه من التاجر وقال: ماذا حدث؟
قص التاجر على بهلول وصوته يرتعش من شدة الغضب مما جرى له
سكت بهلول عن التاجر، وهو يعلم عم يتحدث التاجر، حتى سكت الغضب عنه، ثم قال له: لقد إستشرتني أولاً فخاطبتني بخطاب العقلاء، فأشرت عليك بما يشيرون، لكنك لما أردت إستشارتي ثانيةً، خاطبتني بخطاب المجانين، فأشرت عليك بمشورتهم، فإعلم إن ضرك ونفعك مخبوئان تحت لسانك، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
الوصوليون ومنهم الساسة، يظنون أنهم عباقرة زمانهم! فبعد أن يصلوا على أكتاف الأخرين يتنكرون لهم، وهم كُثر، ولكن الشرفاء الذين تنكر لهم الناس، وهم عباقرة بالقول والفعل، لم يثنهم ذلك التنكر، ولم يتقاعسوا، فقدموا النصح، ولم يستمع لهم أحد، واليوم طبقوا نظرياتهم على أرض الواقع، فهجمت الاقلام المأجورة، محاولة التشكيك بنجاح تلك الافكار والنظريات.
أقول: كفاكم بالله عليكم، لقد سإمنا نعيقكم، أنتم وسادتكم الغربان من أصحاب الفخامة، دعونا نشق طريقنا، ونبني مستقبلنا، فإن لم يكُ بكم نفع، فلا تضروا.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغراب ينعق بما فيه
- قصيدة - جدتي -
- قصيدة - يا دنيا غُري غَيري-
- لا مناص من حكومة التناص!
- قصيدة - فك القيود-
- فلسفة الرحمة Philosophy of compassion
- رسالة إلى جحيمِ الإنفجارات
- وزارة النفط، إنتظرت طويلاً...!
- عاشوراء، قضيةٌ أم شعائر؟
- قصيدة - وثقوا بقائدهم-
- هل بالإمكان تغيير ما كان؟
- العباسُ، لا يأوي الظالمينَ
- هل يعفو الشيخ النمرعن إبن سعود؟!
- جِدالُ التضحيةِ بين الفوز والخسارة
- الدعاة، أُمهم هاوية!
- إنتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
- رئاسةُ الوزراء، تُطيحُ برؤوسِ الزعماء
- الثورة الحسينية وفلسفة الراية
- الملحمة الحسينية بين الرواية وخشبة المسرح
- ال............، إلا عندنا!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - فهل من متعض!؟