أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - خنادق الموت














المزيد.....

خنادق الموت


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خنادق الموت
السلام عليكم دار قوم مؤمين .. السلام عليكم أيها العرب ، مسلمين ومسيحيين ، الأحياء منكم والأموات على حد سواء، فحالياً يبدو أنه ليس ثمة فرق!، بل من مات فقد ارتاح من هذا الهم ، وهذا البؤس الأسود الجاثم فوق صدورنا ، فشل مدقع يلازمنا كظلنا ، منذ أن آمنا بأن الشر هو ذلك الطرف الآخر ، وبأنا نحن الملائكة !
في عام 1916 م شاهد العالم كله ثورة العرب الكبرى ضد ما دعاه العرب ظلم الأتراك ، ومن وقتها وحتى اليوم ضرب العرب أرقام جينس عالمية بعدد الثورات العبثية، والمدفوعة الأجر، على مبدأ علينا وعلى أعداءنا ، ثم ماذا بعد !
لم تكن أوروبا في مطلع القرن العشرين ، بأفضل حال منا ، بل أسوأ بكثير ، فقد دمرت الحروب العالمية الأولى والثانية مدناً غربية بأكملها ، برلين ، ستالينغراد، باريس ، لندن ، وكذلك دمرت مدينتي هيروشيما ، وناكازاكي اليابانيتين، ولكن بقيت عقول وإرادة تلك الشعوب سليمة .
وفي الوقت الذي أشبعنا حكامنا العرب ، طيلة قرن كامل بالشعارات القومية والوطنية ، إلاأنهم لم يتمكنوا من تحقيق سوى أمرين لاثالث لهما، الأمرالأول هو نهب الثروات الوطنية العربية ، وأما الأمر الثاني فهو بلا ريب تحطيم إرادة وعقل المواطن العربي.
وفيما كان العالم الغربي يتطور وينعم بالأمن ، كان الاقتصاد العربي يتآكل كرواتب الموظفين في ظل التضخم المتسارع، وارتفاع الأسعار بل ويتعثر كطفل يتعلم المشي وحده ، وفي كل جولة من جولات الخطط القومية الخمسية والعشرية ، كان الحكام العرب يحققون المزيد من الثراء ، فيما تحقق شعوبهم مزيداً من الانكماش، والأنظمة السياسية تتحوّل إلى وحوش كاسرة، والوظائف تختفي كالعملة الصعبة، وشبكات الأمان الاجتماعي تبنى من رمال شواطيء البحر في حالة الجزر، ثم تختفي عند أول موجة مد، ثم يأتي بعد ذلك ثلة المنظرين ، كي يحللوا ويفسروا أسباب كل هذا الإخفاق العربي ، إخفاق في كل شيء ، حتى في تطبيق الدين والعقيدة ، وفيما أنت تقرأ - مشكورا - هذا المقال ، أيها المواطن العربي ، وتشرب قهوتك بهدوء ، وتعتقد أن كل شيء سيكون بخير، فإن حكامنا القائمين على الحضارة العربية قد نجحوا أخيرا في إسقاطها .
وبأن من تبقى من مزارع وشركات عائلية تدعى الدول العربية، ستودّع الاستقرار السياسي والأمني والإقتصادي والإجتماعي إلى غير رجعة، ليس بسبب الشيطان الرجيم ، أو الماسونية العالمية ، وإنما ببساطة لأن الشعوب العربية لم تعد تحلم بالتنمية أو مهاترات العدالة الإجتماعية، وهي ترى أمام عينيها تبخّر الأموال من خزائن حكوماتها، وهروب اللصوص بفعلتهم من الأبواب الخلفية لمحاكم العهر العربية .
وأمام هكذا مشهد مؤلم ولكنه واقعي للأسف ، فإن العالم العربي، سيبقى يتخبط في مستنقع أزمات شاملة لا حلول لها ، في ظل حكومات تولد أصلاً عاجزة عن تحقيق أي إنجازات حقيقية ، حكومات تسير للخلف فقط ، فيما الشعوب العربية تكافح وتنتحر من أجل تحصيل لقمة عيشها ، وفي ظل هذا المزيج القذر، فأن أيّ سلطة سياسيّة تستلم الحكم، علمانية أم إسلاميّة معتدلة أم داعشية، وحتى لو أتت من المريخ، فلسوف تفشل حتماً في تحقيق وعودها، لأنها ستبدو جميعها كاذبة أو خيالية فارغة من المضمون، وعاجلاً أم آجلاً ستواجه ثورة شعبية .
إذن فلماذا تستمر جامعاتنا العربية، بالتفنن في ابتداع تخصصات أكاديمية لن يعمل بها أصحابها ، ولماذا تستمر تلك الجامعات في تخريج دفعات جديدة وهائلة نحو البطالة؟ ، فهل بات التعليم مجرد تجارة رائجة للبعض ، وشهادات فخر لمن يملك الدفع ، معظمنا ربّما لديهم أجوبة حاسمة ، كنتائج الإنتخابات العربية ، ولكن كافة تلك الإجابات لن تستطيع تأمين وظيفة لائقة لشاب عربي في وطنه العربي بطريقة نزيهة !
عزيزي المواطن العربي ، وأنت تقرأ هذه المقالة ، هل تعلم بأنك محظوظ إن لم تكن مضطرا للحفر ، لأنك لم تنتمي لأجيال غسلت عقولها بالأسيد فتبعت شعارات كاذبة ، وحفرت بأظافرها خنادق الصمود والمجابهة الوهمية ، كما أتقنت الحفر في الصخر خلف شعارات القومية والوطنية العربية ، ولم تكن تلك الأجيال تعلم بأنها كانت تحفر لنفسها خنادق الموت .
المحامي محمد ابداح



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلمت معك
- الأقدار
- لذة الموت
- هل تمضي وحيدا
- 27 يوماً في بغداد - ج3
- سيرة ذاتية
- يا جور قلبك
- احن لعينيك
- ليته انتظر
- هذا الفؤاد
- أشتريك
- تعبت أهرب من تفاصيلك !
- ما أريد أحلم
- متى نصر الله !
- داعش بيكو !
- 27 يوماً في بغداد - ج2
- مساء الصمت
- 27 يوماً في بغداد
- مدن الحقد
- دونك


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - خنادق الموت