أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -مدن وغريب واحد- علي حسين خلف














المزيد.....

-مدن وغريب واحد- علي حسين خلف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


"مدن وغريب واحد"
علي حسين خلف
يختزل الكاتب في هذه المجموعة تجربته القصصية، فيقدم لنا نصا مكثفا في الشكل والمضمون في آنا واحد، وكأنه يكتب وصيته من خلالها، فالعنوان يوحي بالتناقض، مدن صيغة جمع، كما يوحي مفهوم المدينة بالاتساع والانفتاح على الكل، وأيضا يحمل فكرة التحضر الإنساني، أما كلمة غريب فتوحي بالنكران، بمعنى انه غريب غير محدد، فلم يضع الكاتب أل التعريف، لكي يحدد هذا الغريب، فجعله غريب ـ عام ـ مما جعل العنوان يأخذ بعد اكبر بين المتناقضين.
المجموعة من منشورات دار ابن رشد، عمان، 1985، يتعامل الكاتب مع النص وكأنه شبه أحجية، يتكلم بطريقة اقرب إلى لغة الغموض، فيقول "ابتدأنا من استفسار عابر:
ـ أنا من.. وأنت ؟
ـ نورس
ـ وطنك؟
ـ عش من الثلج احمله على ظهري فيذوب في جسدي
ـ إذن
ـ نعم" ص14، بهذه الكيفية تعامل الكاتب مع اللغة، جعلها توغل في التساؤل، فلا يمكن للمتلقي أن يمر عليها مرور الكرام، لا بد له من التوقف والتأمل بها.
بعد ذكر سبع مدن، صيدا، لرنكا، الإسكندرية، بلغراد، برلين، بيروت، اربد، يأخذ القارئ إلى الماضي من خلال المخيم، فيصف لنا الحياة التي فيه، وبعدها يعود بنا إلى بيروت وصيدا والعمل الفدائي، وكأنه يذكرنا بان كل تلك المدن التي ذكرها لا تتسع لابن المخيم، الذي انتقل من حياة البؤس إلى العمل الثوري.
اعتقد بان هذه المجموعة تجاوز فيها علي حسين خلف كل ما كتبه، فقدم لنا شكلا جديدا لكتابة القصة، قصة مجزأة يمكن أن تتحول إلى رواية، إذا توسع الكاتب في إضافة تفاصيل للعناوين التي وضعاها، فمثلا قصة "مدن وغريب واحد" جاء فيها (18) عنوان، وكل عنوان يصلح لآن يكون قصة، وأيضا إذا جمعناها معا ـ بعد الإضافات ـ تكون رواية.
يستخدم الكاتب بعض الأمثال والحكم في قصصيه كما هو الحال في قصة "حادثة الجسر" فيقول: "إذا لم تذهب إلى الحرب جاءت إليك .. وفي الحالتين عليك أن تحارب" ص28، هنا الكاتب يدفع بالمتلقي لكي ينحاز للعمل، فهو في كلتا الحالتين، إن كان يشارك فعليا في الحرب، أم يقف على الحياد، سيجبر على خوضها والمشاركة فيها، ولو دفاعا عن النفس.
في قصة "الحصان الأخضر" والتي يأخذ عنوانها بعدا رمزيا، يتحدث فيها الكاتب عن مجموعة من المقاتلين تقوم بالحراسة، في أجواء صعبة، حيث يكون المطر احد العناصر التي تضيف صعوبة ومشقة على هؤلاء الحراس، فيقول نائب قائد الكتبة : "نحن لا نحرس الأشجار وإنما نحرس الأمة النائمة حتى تفيق" ص42، فالرمزية كانت واضحة، لكنها رمزية أدبية، فالأشجار أيضا هي رمز وفي ذات الوقت شيء حقيقي ملموس، وهذا جعل المتلقي يتوقف عند هذه العبارة ويتأمل بما أرده الكاتب
أما في قصة "الطائرة" فقد أبدع وتألق فيها، فجعل كل الأحداث متعلقة بطائرات التي تبث الرعب وتنشر الموت بين الناس، كان أبطال القصة يشكلون التناغم العربي، فمنهم لبناني والأردني والسوري والعراقي واليمني والفلسطيني والمصري، فهذا التنوع يشير إلى أن الثورة الفلسطينية استطاعت أن تكون متنفس وحاضنة لكل العرب، كما أنها ملكا لهم جميعا، وليست مقتصرة على الفلسطيني وحسب، وما يلفت النظر في هذه القصة النهاية الرائعة والمفرحة، والتي جاءت على بهذا الشكل: "قال البلاغ الحربي أن طائرة هليوكوبتر سقطت في عرض البحر، وأن الزوارق انكفأت محملة بالجرحى والقتلى وان المدافعين الأبطال ـ هكذا قال الراديو ـ صدوا اخطر محاولة اختلاق منذ اليوم الأول للحصار" ص53.
بهذا التشكيل بين الترميز والواقعية والغموض قدم لنا علي حسين خلف خلاصة تجربته القصصية، فالقصص الأربعة ترضي كافة لأذواق والأمزجة، ففيها الواقعية، والتسجيلية، والرمزية، والتأملية، والعبثية، من هنا اعتقد بان الكاتب في هذه المجموعة كان يكتب وصيته القصصية، ففيها شكل جديد لفن الكتابة، كما أنها متنوعة الشكل، لكن فكرتها بالمجمل تقدمية، وتخدم الإنسان.
رائد الحواري





#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الصهيل- علي حسين خلف
- -الغربال- علي حسين خلف
- -مرسوم لاصدار هوية- محمد عبد الله البيتاوي
- -طيور المحبة- يحيى رباح
- الحوار والإثارة
- -سامي لبيب- وخداع القارئ
- فكرة
- فكر القبيلة هو الأساس
- رواية -الأنفس الميتة- نيقولاي غوغول
- -المسكوبية- اسامة العيسة
- هجوم غير عقلاني على مؤسسة ابن رشد
- -ذات مساء في المدينة- مجمد خليل
- مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
- رواية -كيلا- اسعد العزوني
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -مدن وغريب واحد- علي حسين خلف